- الميمني: توجهنا للتعليم لوجود 750 مليون أمي حول العالم منهم 60% في الدول الإسلامية
- السلامة: المشروع يساهم في تخفيف معاناة الملايين من الفقراء والمحرومين من نعمة التعليم
آلاء خليفة
جاء المشروع الشبابي الخيري «ادفع دينارين واكسب الدارين» بهدف خدمة التعليم ومحو الأمية ودعم عجلة الفكر والتطوير من خلال جهود شبابية تطوعية بدأت من الكويت وانتشرت خليجيا، لدعم التعليم حول العالم، حيث بدأ هذا المشروع الشبابي الصغير بجهود طلابية وشبابية بحتة من أروقة الجامعات في الكويت عام 2010، وتحت اشراف الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، وخلال السنوات الخمس الماضية منذ تأسيسه حلق عالميا في مختلف القارات من خلال بناء مدارس ومعاهد الدارين، وكفالة طلبة العلم وتوزيع الحقائب الدراسية والكتب والمستلزمات التعليمية عليهم.
«الأنباء» التقت أعضاء هذا الفريق المتميز المهتم بالتعليم تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية للحديث عن المشروع وأهدافه وآثاره على محتاجي العلم والقيمين عليه.
البداية كانت مع مديرة المشروع الشبابي الخيري سمية الميمني التى أشارت الى أنه «منذ تأسيس المشروع في عام 2010 توجهنا لدعم التعليم حول العالم لأسباب رئيسية بسيطة وهي أن احصائيات اليونيسكو في تلك الفترة أشارت الى وجود 750 مليون شخص أمي بالعالم 60% منهم في العالم الاسلامي، وهذه نسبة تعتبر عالية جدا»، مشيرة الى أن «العلم هو منارة العقول وضياء القلوب وأساس بناء المجتمعات لهذا حرصنا على تقديم التعليم قبل كل شي، ولا ننسى أننا بهذه الطريقة نخدم أول كلمة نزلت بالقرآن وأول فعل أمر كان من الله لخير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو (اقرأ)، فنحن ننادي بهذه الكلمة لنرفع رايتها في كل بقاع الأرض بعمل مؤسسي ومنظم تحت اشراف ومتابعة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية».
وأضافت الميمني: «حين نسافر للدول الفقيرة سواء في آسيا أو افريقيا أو أوروبا نجد حاجة العلم في عيون شبابها المحرومين من أبسط حقوقهم في الحياة، نرى تلك اللهفة والشوق للكتاب والقلم والحقيبة كما يفعل معظم أطفال العالم وشبابها في أعمارهم، لكن بسبب الفقر والحاجة صار هذا الحق الطبيعي البديهي من أحلامهم المستحيلة، ولهذا أخذنا على عاتقنا مسؤولية رسم الابتسامة على محياهم، وتوفير المناخ المناسب لتعليمهم من خلال بناء مدارس الدارين في عدة بلدان ولمراحل تعليمية مختلفة حسب الحاجة».
من جهته، ذكر أحد أعضاء الفريق التأسيسي للمشروع علي السلامة أن «العالم يهتم بمحو الأمية لأن الأمية باتت اليوم عدو يواجه الإنسان، فالإنسان الذي لا يتعلم لن يرتق وسيبقى في مكانه، وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحثنا على العلم والتزود به حيث قال الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام (وقل ربي زدني علما)، وكذلك وجهنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى طلب العلم فقال «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، فالعلم نور ينير طريق الإنسان لعمارة الأرض وعبادة الله وحده، والعلم سلاح الإنسان به يتطور ويتقدم وبدونه سيتأخر ويتراجع، لافتا الى أنه «كثير من الدول الإسلامية اليوم متأخرة لانتشار الأمية فيها والجهل ما أدى إلى زيادة في الفقر وانعدام الوعي والأمن المجتمعي في تلك البلاد».
ولفت إلى أن مشروع «ادفع دينارين واكسب الدارين» جاء ليساهم في محو الأمية، وتخفيف معاناة ملايين من الفقراء والمحرومين من نعمة التعليم في العالم فبدأ بجولته من فقراء مسلمي الصين ثم إندونيسيا ثم السودان وسيطوف العالم ليضع بصمة شبابية خيرية تتمحور في إنشاء مدراس ومعاهد تعليمية تنير دروب الفقراء وتعطيهم الأمل وتعينهم على الحصول على العلم النافع وفرصة عمل وعيش كريم يعينهم على العطاء لمجتمعهم حتى يتمكنوا من العيش في عالم أفضل.
وانتقل الحديث الى مسؤولة البرامج والأنشطة في المشروع حنان بورحمة التى ذكرت أنهم اتجهوا الى التعليم بشكل خاص لأسباب عدة منها حاجة العالم لسد هذا الجانب، مشيرة الى أن العاملين في هذا المشروع الشبابي من طلاب جامعات ومعاهد ومدارس هم الأكثر تفهما وتقديرا لمثل هذه المشاريع خصوصا عندما نخبرهم بحاجة العالم للدراسة واحصائيات الفقر والجهل وانتشار الأمية، موضحة أنهم لنشر وتسويق مشروعهم التعليمي يحرصون على التواجد في المؤسسات التعليمية كالجامعات والمعاهد والمدارس والمعارض الشبابية والتعليمية والملتقيات، لإيصال الرسالة للشباب بأنه لا بد أن تكون لهم بصمة خير في العطاء حول العالم.
المتطوعة سلمى المسباح، أشارت الى أنه من خلال الرحلات الخيرية التي زارت فيها بلدان العالم مع الفريق الشبابي في مشروع «ادفع دينارين واكسب الدارين» صار حلمها اليوم الدراسة في احدى مدارس الدارين إما في الصين او اندونيسيا أو السودان، «لأننا حين نذهب لهؤلاء الطلبة لنضع حجر الأساس أو لافتتاح المشاريع نكتشف حاجتهم الماسة لاقترابنا منهم ووجودنا معهم لأنهم يتعلمون منا الكثير من المفاهيم، ونحن كذلك نتعلم منهم مهارات الحياة العديدة مثل التواضع والبساطة وحب العلم رغم المشقات والابتسامة الدائمة والتفاؤل في الحياة».
أما المتطوعة منى عبدالملك، فأشارت الى أن مشروعهم الشبابي «من أوائل المشاريع الداعمة لنشر العلم ومحو الأمية حول العالم»، لافتة الى أن هدفهم «بناء العقول وتأسيس الإنسان وليس فقط تشييد البنيان».
المتطوعة ليالي الصالح، أشارت في اطار حديثها الى أن انضمامها لهذا الفريق الخيري جعلها تكتشف أن العمل الخيري ليس بحاجة لمبالغ كبيرة وثروات هائلة، بل بالعكس تماما ها نحن وفريقنا بدأنا في 2010 بمبالغ قليلة جدا والآن بفضل الله نجد النتائج رائعة من خلال بناء مدارس الدارين في كل من الصين، حيث تدرس في معهد الدارين 900 طالبة، وبنينا في اندونيسيا مدرستين للمرحلة الابتدائية يدرسون فيها تقريبا 500 من الطلبة، ومدرستين قيد الإنشاء من مدارس الدارين إحداهما في قرية صباح الاحمد الخيرية في اندونيسيا، والثانية في ولاية كسلا في السودان، وهذا دليل على اننا لا نتوانى في العمل ببساطته فرب درهم سبق ألف درهم، والعالم بحاجة كبيرة لتضافر الجهود في مجال التعليم.
من جانبها، قالت المتطوعة عائشة العومي: «العلم نور لظلمات الحياة، ويؤسفني أن أرى في هذا العالم المتطور المتقدم من لا يقرأ ويكتب في حين أن العالم اليوم وصل إلى أرقى وأعلى مراتب التطور.
أما المتطوع محمد العازمي وهو طالب جامعي، فأشار الى أنهم في جامعة الكويت مطالبهم كثيرة من الإدارة، «ولكن حين نرى حاجة العالم للعلم نشعر بالخير الذي نحن فيه وبالتالي ومنذ انضمامي الى هذا المشروع الشبابي بدأت أقدر العلم والعلماء، وبدأت أنشر فكرة التطوع والتبرع بين زملائي.