إن مؤتمر باريس بشأن المناخ، «cop 21» (الدورة الـ 21 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ)، الذي تتولى فرنسا رئاسته تحت رعاية الأمم المتحدة، سيعقد من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015.
هذه القمة الدولية تعتبر من أكبر المؤتمرات بشأن المناخ التي يتم تنظيمها حيث يوجد 40 ألف مشارك بمن فيهم ديبلوماسيون وسياسيون وممثلون من كل البلدان ومراقبون وأعضاء من المجتمع المدني، وسيشارك وفد كويتي بقيادة الهيئة العامة للبيئة في هذا المؤتمر.
ان فرنسا مسرورة وترحب بهذه المشاركة، وتعتبر هذا المؤتمر حاسما وينبغي التوصل، لأول مرة، إلى اتفاق عالمي يسمح باتخاذ تدابير فعالة بشأن المناخ حيث ان الهدف سهل لممثلي 195 دولة وإبرام اتفاق للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين فارتفاع الحرارة أكثر من درجتين مئويتين ستكون له عواقب وخيمة وذوبان الأنهار الجليدية وانقراض الأنواع النباتية والحيوانية بنسبة 30%، وارتفاع منسوب مياه البحر، أو زيادة المخاطر لسكان المناطق الساحلية.
والكويت معنية بشكل خاص بسبب سواحلها ولكونها منفذا على الخليج العربي. ومن المتوقع أن يواجه الشرق الأوسط وخاصة الكويت أزمة خانقة في المياه في غضون 25 عاما.
ان «cop 21» قمة بشأن المناخ من أجل مستقبلنا المشترك يجب أن تتيح تحديد أهداف ملزمة للحد من تأثيرات الإنسان السلبية على بيئته، ففي الأشهر الأخيرة، وخلال الفعاليات المختلفة التي نظمتها سفارة فرنسا في الكويت، أولى المجتمع المدني اهتماما كبيرا بقضايا المناخ. وستقوم السفارة الفرنسية في الكويت بالاشتراك مع المعهد الفرنسي لدى البلاد بتنظيم العديد من الفعاليات قبل نهاية هذا العام لذا ندعوكم للمشاركة في «أيام المناخ الخضراء / climate and green days» حيث تتوالى خلالها النقاشات مع أخصائيين فرنسيين وكويتيين، والتعريف عن المنظمات الشريكة، وتقديم مقترحات للمجتمع المدني الممثل في مؤتمر باريس بشأن المناخ، «cop 21» وذلك يوم 6 أكتوبر من الساعة العاشرة صباحا الى السادسة مساء في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (gust) و18 اكتوبر في الجامعة الأمريكية في الكويت و19 نوفمبر في جامعة الكويت.
وبعد أقل من 70 يوما سيعقد مؤتمر باريس بشأن المناخ «cop 21» الذي تشارك فيه 195 دولة بالإضافة الى الاتحاد الأوروبي. ان مؤتمر باريس بشأن المناخ «cop 21»، يجمع أيضا 20000 مندوب و20000 مراقبا و3000 صحافي.
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، في خطابه بتاريخ 18 سبتمبر في «لوهافر» انني أحرص على نشر رسالة لوران فابيوس، وأضاف أن هدف هذا المؤتمر هو اتخاذ قرارات لجعل كوكبنا قابلا للحياة والعيش.
ويطمح هذا المؤتمر الى ان يكون مبتكرا وفعالا. لذلك، يجب على جميع البلدان، الاعلان، قبل المؤتمر وقبل حلول شهر نوفمبر، عن استراتيجيتها لتنمية الطاقة في السنوات القادمة. وفي الواقع، يجب على الدول تقديم مساهماتها الوطنية المعروفة أيضا بـ indc «المساهمة المقررة على الصعيد الوطني».
لقد قام حتى الآن 76 بلدا، من بينها ثلاث دول أعضاء في جامعة الدول العربية بما في ذلك المغرب والجزائر والأردن، بتقديم مساهماتها. ولقد عبر الوزير عن سروره بهذه الدينامية الإيجابية الا انه اشار الى انها غير كافية. ودعا السيد لوران فابيوس لبذل المزيد من الجهود لكي تقدم البلدان مساهماتها قبل بداية شهر أكتوبر.
ان مكافحة تغير المناخ هي ضرورة لا مفر منها وفرصة استثنائية لاقتصاد إيجابي. ويجب ان تلقى اهتماما عاما وشاملا، ولهذا السبب فان فرنسا تترقب الإعلان عن مساهمة الكويت باهتمام كبير.