- حجم الاستثمارات التركية والصينية في أفريقيا يشكل حافزاً لنا... والمستثمر الكويتي سباق وشجاع ولا ينتظر الحكومة
- احتواء أزمة بوركينا فاسو بسرعة دليل على التطور والوعي السياسي لدى الأفارقة وإيمانهم المطلق بالديمقراطية
- تمت السيطرة على 99 % من مرض ايبولا... والاتحاد الأفريقي له دور فاعل في إرساء قواعد الأمن والسلم
- اجتماع بالقاهرة في فبراير المقبل سيناقش صياغة إعلان القمة العربية ـ الأفريقية الرابعة التي ستعقد في غينيا الاستوائية
- 400 مليون دولار بين الهيئة العامة للاستثمار وصندوق التنمية الصيني للاستثمار في أفريقيا
- نصف مليار دولار قدمت حتى الآن على شكل قروض ميسرة لأفريقيا ضمن مبادرة سمو الأمير
أجرت الحوار: هالة عمران
كشف مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية السفير حمد المشعان أن وزارة الخارجية «بصدد عمل دراسات للبلدان الأفريقية لفتح سفارات فيها حسب الأولويات ومدى الحاجة لذلك» متحدثا عن «وجود خطة تحكمها أولويات عدة ان من حيث توفير الكادر الديبلوماسي الخاص بالسفارة مع مراعاة محدودية الكادر الديبلوماسي في وزارة الخارجية، أو من حيث حجم التبادل التجاري مع هذه البلدان، وتواجد المواطنين الكويتيين والصندوق الكويتي للتمنية والمشاريع الخيرية».
وأبدى المشعان في لقاء خاص مع «الأنباء» اطمئنان البلاد للاستثمار في القارة السمراء، «خصوصا أن الدول الأفريقية اليوم ليست كالسابق، حيث اصبح لديها ايمان مطلق بالديمقراطية، وابرز دليل على ذلك احتواؤهم لأزمة بوركينا فاسو بالسرعة المطلوبة»، مشيدا بدور الاتحاد الافريقي في إرساء قواعد السلم والأمن هناك.
وفي حين أوضح المشعان أن «الاستثمارات الكويتية وصلت الى 17 مليار دولار أميركي منذ نشأة الكويت وحتى الآن من ضمنها مبادرة سمو الأمير خلال القمة العربية - الأفريقية »، تحدث عن استبعاد القمة المقبلة في غينيا الاستوائية للمناقشات السياسية والتركيز على التنمية الاقتصادية، كاشفا عن اجتماع سيعقد في فبراير المقبل في القاهرة لمناقشة الترتيبات والتحضيرات للقمة.
وهذه تفاصيل الحوار:
كان هناك تقرير عن لجنة تنسيق الشراكة العربية- الأفريقية حول تنفيذ مبادرة سمو الأمير والتي اطلقها في القمة العربية الافريقية الثالثة والتي استضافتها الكويت هل من مستجدات بخصوص تنفيذ هذه القرارات؟
٭ القمة العربية -الافريقية الثالثة لها آلية في متابعة قراراتها، من خلال لجنة تنسيق الشراكة، حيث تجتمع كل ستة شهور ، في فبراير بالقاهرة مقر الجامعة العربية، ونهاية أغسطس في اديس ابابا، وكان آخر اجتماع للجنة نهاية اغسطس الماضي على مستوى كبار المسؤولين، وهذا الاجتماع يضم الكويت بصفتها الدولة التي تترأس القمة العربية الافريقية الثالثة اضافة الى ثلاث دول من الجانب الافريقي، وثلاث دول من الجانب العربي، والذي يضم مصر على اعتبار انها تترأس القمة العربية الحالية والمغرب الرئيس القادم للقمة العربية والكويت بصفتها الرئيس السابق للقمة العربية، ودائما يتم اخذ السابق والحالي والمستقبلي، وغينيا الاستوائية بصفتها من سيتسلم رئاسة القمة القادمة بالاضافة الى هاراري، وخلال القمة القادمة سيسلم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الرئاسة لغينيا الاستوائية.
وخلال الاجتماع الثامن لكبار المسؤولين للجنة تنسيق الشراكة العربية - الافريقية لمتابعة قرارات القمة العربية -الافريقية الثالثة بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا تم استعراض نتائج المبادرات التي اطلقها سمو الأمير، بقيام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتقديم قروض ميسرة للدول الافريقية الفقيرة بمبلغ مليار دولار على مدى خمس سنوات من تاريخ اطلاق المبادرة في2013.
على هامش اجتماعات الجمعية العامة عقد اجتماع على المستوى الوزاري للجانبين العربي والافريقي حدثنا عن أهم مستجداته؟
٭ هذا الاجتماع الوزاري سنوي، عقد العام الماضي في نيويورك وترأسته الكويت مع زيمبابوي رئاسة مشتركة، وهذا العام تم عقد الاجتماع الاسبوع الماضي وألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد كلمة خلال الاجتماع، ومن ضمن جدول الأعمال بند يسمى متابعة مبادرة صاحب السمو التي اطلقها في القمة العربية- الافريقية الثالثة، تستعرض فيه الكويت ما تم انجازه ضمن إطار المبادرة، وهو ما تم طرحه في اجتماع اديس ابابا، ويتم توزيعه على الدول المشاركة، وكان اجتماعا ناجحا، حيث أنه كان من ضمن المناقشات تقديم غينيا الاستوائية عرضا عن استعداداتهم للقمة القادمة، وهي دولة قد استضافت في السباق عدة قمم وبالتالي هي مؤهلة لذلك.
قمة غينيا الاستوائية
هل من اجتماعات مرتقبة خلال الفترة القادمة؟ وما أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال القمة المقبلة في غينيا الاستوائية؟
٭ لدينا اجتماع مقبل في القاهرة على مستوى كبار المسؤولين في شهر فبراير، وسيكون هناك تركيز اكبر على موضوع استضافة القمة المقبلة من حيث الترتيبات والتحضيرات، وبنود القمة وما ستتم مناقشته خلالها ، وحتى الان لم نضع جدول الاعمال لما ستناقشه هذه القمة، وسنناقش صياغة اعلان القمة لكن نأمل متابعة ما تم تنفيذه واستمرارية العمل، والذي يتمثل في استمرارية القمة المقبلة على نفس النهج للقمة العربية- الافريقية السابقة، والتي تتمثل في ابعاد فكرة الطريق الواحد من منطلق عنوان القمة السابقة شركاء في التنمية والاستثمار مع القارة الافريقية بهدف التعاون، تطلعا لتنمية اقتصادية شاملة، سواء للدول العربية أو الأفريقية، في مجالات مختلفة منها، العمالة، والمصانع والاراضي، والأمن الغذائي، والمشاريع التنموية في افريقيا والتي ستعود بالنفع، كإقامة الطرق والمدارس ومشاريع الطاقة.
القمة العربية -الافريقية الثالثة والتي استضافتها الكويت عام 2013 لم تتطرق الى الجوانب السياسية بالرغم من انها كانت محاطة بالعديد من التحديات والصراعات الدائرة في كل مكان، ماذا عن القمة المقبلة في غينيا الاستوائية هل ستشهد مناقشات سياسية على هامشها؟
٭ نأمل إكمال المسيرة في القمة القادمة بالتركيز على الجوانب الاقتصادية والتنموية ورفع مستوى المعيشة في القارة الافريقية، أما فيما يخص الجوانب السياسية فسوف يتم استبعادها، وهو الأمر الذي شكل لنا تحديا كبيرا في القمة السابقة ، وكان اعلان الكويت في القمة العربية- الافريقية خال من الجوانب السياسية، فجاء تركيزها على الجوانب الاقتصادية والتنموية، تحقيقا للأهداف التي عقدت من اجلها والتي تتمثل في التركيز على البناء والاستثمار والتنمية، لذلك جاء اعلان الكويت يتعلق بمشاكل المواطن العربي والافريقي، والذي يتطلع للعيش بصورة كريمة فيما عدا القضية الفلسطينية، والتي صدر بحقها اعلان ملحق يتكلم عن حقوق الفلسطينيين وقرارات مجلس الأمن والحق الفلسطيني المشروع.
مبادرات سمو الأمير
تقديم قروض ميسرة للدول الافريقية على مدى خمس سنوات هل لك أن تحدثنا عن آلية توزيعها؟ وما تم انجازه منذ اعلانها؟
٭ بعدما أطلق سمو الأمير المبادرة تم تشكيل فريق متابعة تنفيذ المبادرة، برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية وعضوية عبد الوهاب البدر وهو ممثل الصندوق، وبدر السعد ممثل الهيئة العامة للاستثمار بصفته الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، وعدنان شهاب الدين ممثلا عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتم تكليفي من قبل وزير الخارجية حتى أكون ضمن هذا الفريق كممثل لوزارة الخارجية، ويتم الاجتماع بين أعضاء الفريق لمتابعة الموضوع، وقد قام الصندوق الكويتي للتنمية بتقديم رسائل الى وزراء خارجية الدول الافريقية لعرض مبادرة الكويت خلال القمة العربية- الافريقية الثالثة لتقديم مشاريعهم من خلال الصندوق الكويتي للتنمية أو السفارات الكويتية في الدول الافريقية لبحثها ودراستها لتقديم المعونة.
والمبادرة تنقسم الى ثلاثة أقسام، الأول تقديم مليار دولار وهي عبارة عن قروض ميسرة يتم تنفيذها عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية على مدى خمس سنوات مضى منها الآن ثلاث سنوات، ومليار دولار عبارة عن استثمارات في البني التحتية والمسؤول عنها الهيئة العامة للاستثمار، اضافة الى جائزة الدكتور عبدالرحمن السميط والتى قيمتها مليون دولار سنوي، وهي غير محددة بتاريخ مفتوحة، والمسؤول عنها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي،
وخلال السنة المالية 2013-2014 قدم الصندوق 10 قروض لعشر دول افريقية بقيمة 140 مليون دولار أميركي، وفي السنة المالية 2014-2015 قدم الصندوق 154 مليون دولار أميركي عبارة عن ثمانية قروض لثماني دول افريقية، فضلا عن مشاريع واتفاقيات اخرى تم التوقيع عليها للسنة المالية 2016-2017.
كم عدد اجمالي القروض التي تم منحها في القارة الافريقية منذ اطلاق المبادرة الكريمة لصاحب السمو؟
٭ الصندوق الكويتي قدم حتى الآن نحو 493 مليون دولار أميركي على شكل قروض ميسرة منذ انطلاق المبادرة أي ما يعادل 49% من قيمة المبادرة (مليار دولار على شكل قروض ميسرة)، لدينا الآن عامان قادمان سيتم تقديم باقي المبالغ، وما تم تقديمه من قروض تشمل قروضا ميسرة للطرق، والمستشفيات والمدارس، ومحطات كهرباء، متنوعة حسب الدولة وما يتم تقديمه من احتياجات على أساسه يتم تقديم القرض للبدء في التنفيذ.
دول عدة استفادت من القروض
كم دولة افريقية استفادت حتى الآن من القروض الميسرة وبدأ العمل فيها؟
٭ بوركينا فاسو ، رواندا، الرأس الاخضر، السنغال، ملاوي، موزبيق، مدغشقر زامبيا الكاميرون، بنين، تنزانيا، سيشل، مالي، سويزلاند ، النيجر، اثيوبيا، جنوب السودان، ليبيريا، تشاد، ليبيريا هذه القروض متنوعة في مجالات عديدة، منها للطرق والمستشفيات، محطات توليد الكهرباء، وغيرها من مشاريع التنمية.
حدثنا عن آلية توزيع المليار دولار الخاصة بالاستثمارات في البنى التحتية والمسؤولة عنه الهيئة العامة للاستثمار؟
٭ فيما يخص الهيئة العامة للاستثمار أجمعت مع مؤسسات «الهاي افي ست» «والميجا» وهذه مؤسسات تابعة للبنك الدولي وتعمل في القارة الافريقية من خلال استثمارات في البنى التحتية في مشاريع مضمونة منها استثمارات السكك الحديد، الطرق، بالاضافة لدخول الهيئة العامة للاستثمار في شراكات مع الأذرع الاستثمارية للبنك الدولي في عدة عقود، والآن دخلت مرحلة التقييم لهذه المشاريع لإتمام تنفيذها، ليست مرتكزة على دول معينة، لكنها موزعة على الدول الافريقية كافة، من خلال مشاريع مضمونة سيتم الدخول فيها بصفة غير مباشرة عن طريق الاذرع الاستثمارية للبنك الدولي وليس الكويت بصفة مباشرة، الآن في ضوء الدراسة دولة جنوب افريقيا.
شراكة كويتية -صينية في أفريقيا
خلال زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء للصين في يونيو 2014 بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار الصيني، حدثنا عن مذكرة التفاهم التي وقعت بين الهيئة العامة للاستثمار وصندوق التنمية الصيني الافريقي للاستثمار في افريقيا؟
٭ تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار وصندوق التنمية الصيني- الأفريقي للاستثمار في افريقيا بشأن التعاون في مجال الاستثمار هناك بمبلغ 400 مليون دولار أميركي، بما يعادل 40% من قيمة المبادرة تم تخصيصه للاستثمار الكويتي - الصيني في افريقيا في البنى التحتية، وكان ذلك خلال زيارة سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الى الصين، بالاضافة للزيارات المتبادلة بين الصين والهيئة العامة للاستثمار لوضع الاولويات، وهناك زيارات سيتم تفعيلها على ارض الواقع خلال الفترة المقبلة.
ما حجم الاستثمارات الكويتية بصفة عامة من خلال الهيئة العامة للاستثمار في افريقيا؟
٭ تصل الى 17 مليار دولار أميركي، وهذا المبلغ من ضمن المبادرة ومنذ نشأة الكويت، موزعة على البنية التحتية وصناديق الاستثمار والسندات والاسهم، ولكنها ليست بصفة مباشرة، وإنما من خلال صناديق استثمارية، والهيئة العامة للاستثمار قامت مع البنك الدولي والمؤسسات التابعة له بإنشاء صندوق للبنى التحتية في افريقيا بمبلغ200 مليون دولار أميركي تشرف عليها مؤسسة التمويل الدولية (آي اف سي) خلال أعماله في الخمس السنوات منذ انطلاق المبادرة وحتى الآن وحققت نجاحا في هذا الاطار.
وعي بأهمية الديموقراطية
القارة الافريقية تعاني من مشاكل سياسية وعدم استقرار وهناك انتقاد للاستثمار في هذه القارة خصوصا انه أضيف على عدم الاستقرار السياسي انتشار الأمراض الخطيرة؟
٭ فترة انتشار مرض ايبولا خفف من سرعة انجاز مشاريع الصندوق، ولكن في الوقت الحالي 99% من هذا المرض تم السيطرة عليه، بالاضافة الى انه هناك اتفاق وإيمان في الدول الافريقية بالديمقراطية، بالاضافة إلى انه لم تعد الدول الافريقية معرضة للانقلابات كما كان يحدث سابقا ، هذه الامور يتم تداركها واحتواؤها بشكل سريع، آخرها انقلاب بوركينا فاسو.
هل ترون أن دور الاتحاد الافريقي كمنظمة إقليمية دولية يساهم في إرساء قواعد السلم والأمن الدولي؟
٭ الاتحاد الافريقي له دور كبير في السلم والأمن في افريقيا خصوصا في الأزمة الاخيرة التي حدثت في بوركينا فاسو، فقد تم تشكل فريق يتكون من رئيس بنين لاحتواء الأزمة وتهدئه الاوضاع، مقارنة بالماضي باستمرارية الفوضي، وهذا دليل على التطور والوعي السياسي وإيمانهم بالديمقراطية وأهميتها في التنمية، بالاضافة الى حرص هذه الدول على محاربة الفساد بكل أشكاله، والذي مما لا شك فيه ان الاتحاد الافريقي كمنظمة دولية يلعب دورا مهما ويقدم مساهمات لحفظ الأمن، متمثلا في تواجد القوى العسكرية، وهذا ما نجده في الصومال من خلال قوة حفظ السلام ودورهم في بوركينا فاسو، فضلا عن عملهم المنظم والقانوني والديمقراطي، اضافة الى اجتماعاتهم الدورية، وقمة سنوية تعقد لوضع الحلول في حال وجود أزمات.
هذا الوعي لهذه القارة بأهمية الديموقراطية والقانون يعتبر محفزا للاستثمار فيها ، فضلا عن الاستثمارات التركية والصينية الكبيرة في هذه القارة والتي جاءت بعد دراسات للأوضاع والتحديات ، وهو ما يشكل لنا كمستثمرين كويتيين حافزا للاستثمار في القارة السمراء فقد تم دراسة الوضع، فضلا عن التشريعات والبيئة الاستثمارية المطمئنة.
هل من خطط مستقبلية لعمل خطة مشتركة مع القارة الافريقية حول التنمية الزراعية والأمن الغذائي وهو ما تمت مناقشته في اجتماع القاهرة وهل من اجتماعات مقبلة؟
٭ عقد اجتماع بالرياض ومثّل الكويت الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وتم مناقشة موضوع التنمية الزراعية واللقاحات والادوية الزراعية والتهجين، اضافة للعديد من الأمور الفنية، وعرض تقرير على القمة بعد اجتماع الرياض بالاضافة لنتائج الاجتماع الذي سبق موعد القمة العربية الافريقية الثالثة في الرياض، الآن هناك اجتماع مقبل في اوغندا، سيكون خلال الاشهر القادمة وستعرض نتائجه على القمة العربية الافريقية الرابعة القادمة لاستكمال مسيرة الاجتماع السابق، والتنمية الزراعية تتطلب جهودا من ناحية الالات الزراعية وكيفية توفيرها، فضلا عن دخول البنوك والمؤسسات المالية لتمويل هذه المشاريع، منها الصندوق الكويتي، جهاز ابوظبي للاستثمار، البنك الاسلامي بالرياض، بالاضافة الى المشاريع المقدمة لمثل هذه الجهات، وهناك مشاريع فردية، واخرى تحتاج لمبالغ ضخمة كشراء الآلات الزراعية واستصلاح الأراضي، وعمل بحوث في جوانب ومواضيع مختلفة، كالحبوب الزراعية والمبيدات.
هل من آليات لافتتاح سفارات كويتية في العديد من الدول الافريقية التي لا توجد بها سفارات؟
٭ الآن نحن بصدد عمل دراسات للبلدان الافريقية من حيث تحديد الاولويات والحاجة لفتح سفارات كويتية فيها، منها توفير الكادر الديبلوماسي الخاص بالسفارة مع مراعاة محدودية الكادر الديبلوماسي في وزارة الخارجية، فضلا عن اننا لدينا اكثر من قارة، توزع عليها سفارتنا، فضلا عن وضع خطة تحكمها أولويات من حيث حجم التبادل التجاري مع هذه البلدان ، وتواجد المواطنين الكويتيين ، فضلا عن تواجد الصندوق الكويتي للتنمية والمشاريع الخيرية الكويتية.
هل ترون مبادرة صاحب السمو للاستثمار في القارة الافريقية شجعت المواطن الكويتي على التواجد في هذه القارة السمراء؟
٭ المستثمر الكويتي دائما سباق ويمتلك الشجاعة، لذلك يذهب لأبعد الأماكن للاستثمار فيها وتجربتها، والقارة الافريقية فيها شركات كويتية منها مجموعة الخرافي، مجموعة البحر في جنوب افريقيا وشركات صغيرة، فضلا عن الاستثمارات الفردية، وتواجد شركة زين للاتصالات، هذا دليل على ان المستثمر الكويتي لا ينتظر الحكومة، لذلك تحرص دائما وزارة الخارجية الكويتية على توقيع اتفاقات يستفيد منها المستثمر الكويتي كحماية وتشجيع للمستثمر منها اتفاقية الازدواج الضريبي والتي تخدم المستثمرين.
مستقبل واعد للقارة السمراء
كيف ترون مستقبل القارة الافريقية في المرحلة المقبلة؟وهل من تحديات؟
٭ العالم الآن يتجه نحو هذه القارة، فالصين وفرنسا وأميركا وجدت هذه القارة جوهرة تريد من يكتشفها ويستثمر فيها، والتواجد الكويتي بالقارة الافريقية جاء قبل ظهور النفط، من خلال السفن الكويتية لجلب المواد الانشائية لبناء البيوت الكويتية من افريقيا، واستمر التعاون بعد ظهور النفط، وتم توثيقه من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، وفتح العديد من السفارات الافريقية بالكثير من دول العالم لأهمية هذه القارة، وحجم الاستثمارات الصينية والتركية والغربية دليل واضح على أهميتها.
سمو الأمير أول رئيس عربي يشارك في قمة الاتحاد الافريقي الـ 19 في اديس ابابا 2013 الى أي مدى وصلت الشراكة الاستراتيجية بين الكويت والدول الافريقية؟
٭ دائما تحرص الكويت على مد جسور التعاون مع القارة الافريقية، ليسير عمل الكويت بالتوازي مع حرصها على تنمية هذه القارة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بما يقدمه من منح ومساعدات وقروض للعديد من المشاريع التنموية الاقتصادية، ويأتي حرص واهتمام الكويت بالقارة الافريقية انطلاقا من أهمية ما تتمتع به تلك القارة من موارد طبيعية ضخمة، اضافة الى موقعها الاستراتيجي مما يجعلها محطة عبور استراتيجية بين الشرق والغرب، وهو ما دعا الكويت مؤخرا الى افتتاح سفارتين لها بجمهوريتي تنزانيا وغانا، بالاضافة الى أن الشأن الأفريقي لم يغب عن السياسة الخارجية الكويتية، حيث كانت افريقيا في محورها، وقدمت المبادرات والمساهمات لتلك القارة من أجل معالجة المعوقات التي تعرقل عجلة التنمية، ولابد أن نستذكر المواقف المشرفة لتلك الدول التي ساندت الحق الكويتي اثناء الغزو الغاشم، وقد أطلق صاحب السمو الأمير مساهمة للاتحاد الافريقي من خلال انشاء مركز صحي يتبع مقر الاتحاد الافريقي ويخدم الديبلوماسيين والبعثات الديبلوماسية بقيمته 5 ملايين دولار وتم وضع حجر الأساس وجار إنشاؤه.
تعاون وتدريب عسكري مع السنغال
ذكر السفير المشعان انه خلال انعقاد اللجنة المشتركة الكويتية السنغالية تم التوقيع على اتفاقية للتعاون والتدريب على أن يكون ذلك في الكويت، لافتا الى أنه جار العمل على تنفيذها.
وبيّن أنه تم التوقيع أيضا على اتفاقية ثقافية تتعلق بالمهرجانات الثقافية، لافتا الى أن «التبادل الثقافي يتم من خلال اتفاقيات ثقافية مع الدول الافريقية تعطي منحا للطلبة الافارقة الدراسة في الكويت بالمعاهد الدينية والتطبيقية».
احتفال للفائزين بجائزة «السميط» بحضور الأمير
ذكر المشعان أن جائزتي عبدالرحمن السميط الأولى والثانية لم تقدما حتى الآن، مشيرا الى أن مجلس الأمناء سيجتمع في ديسمبر المقبل بالكويت لمناقشة آلية الجائزة لإقرارها ويتم والاعلان عنها، وستوزع الجائزة لعامي 2015 -2016 بحضور سمو الأمير للقمة العربية الافريقية الرابعة في غنينا الاستوائية عند تسليم سموه الرئاسة لدولة غنينا، وسيكون ذلك خلال احتفالية ستنظم لتسليمها من قبل سموه للفائزين بحضور الزعماء الأفارقة، لافتا الى أنه «خلال هذه الاحتفالية سيتم الاعلان عن الجائزة الثالثة والتي ستكون في مجال الأمن الغذائي بعد الدراسة وتقديم البحوث».
ولفت الى أن هذه الجائزة خصصت للأبحاث في المجالات التنموية والمعلوماتية، موضحا أنه تم تحديد البحث الأول لأن يكون في مجال الصحة، خاصة مع انتشار مرض ايبولا، والبحث الثاني في مجال التعليم وسيتم تخصيصها العام المقبل في مجال الامن الغذائي.
وأشار السفير المشعان في إطار حديثه الى أن جائزة عبدالرحمن السميط «تدعم دور الدراسات والأبحاث والمشاريع العلمية الحيوي وتأثيرها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في افريقيا فضلا عن مساهمتها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الافريقية» متأملا «أن تسهم الدراسات المقدمة في رفع المعاناة، ومكافحة الأمراض، ورفع المستوي المعيشي والصحي».