- أشار إلى أن حادثة الطفل ايلان الكردي حركت مشاعر العالم قاطبة ويجب على دول العالم جميعاً أن تنظر إلى سبب المشكلة وهي رأس النظام
- طنا: الحملة ضد «دول الخليج» بأنها لم تقم بواجبها تجاه اللاجئين تجافي الحقيقة والواقع .. والتدخل الروسي يؤجج المشكلة
- المناع: إسقاط النظام غير مجدٍ وتجربة إزاحة صدام أدت إلى عراق هش
- دون إيجاد حل سياسي ستتجه سورية نحو «الأفغنة» أو «الصوملة»
- ما لم تتوصل السعودية وإيران وأميركا وروسيا إلى اتفاق فستستمر «مطحنة» الحرب
- الحساوي: وزعنا أكثر من 43 مليون رغيف خبز ومواد تموينية وكسوة الشتاء والصيف وبناء مدارس ومستشفيات في الأردن ولبنان
- حمدان: التبرعات الكويتية للمفوضية فقط ساهمت بمساعدة 3.5 ملايين سوري خلال السنوات الماضية
- العتيبي: سورية تحولت إلى «حلبة» عراك دولية ونطالب بفصل الصراع السياسي فيها عن حقوق الإنسان
- لا يمكن إطلاق لقب «لاجئ» على السوريين في الكويت ولا نخشى الاعتداء عليهم لأنهم أهلنا
ادار الندوة وأعدها للنشر: أسامة أبوالسعود
ليست صورة طفل.. ولكنها مأساة وطن وشعب بأكلمه تمثل بالطفل ايلان الكردي الذي الهبت صورة جثته الملقاة على أحد شواطئ تركيا مشاعر العالم وجعلها أكثر تعاطفا مع الشعب السوري الشقيق الذي هجر ارضه هربا من جحيم وويلات حرب وصراعات دول وانظمة تعرض فيها لأبشع اساليب القتل والتدمير. فالموت بحرا، أو الموت تحت البراميل المتفجرة بيد النظام، أو الموت نحرا على يد «داعش»، أو الهرب الى مخيمات اللاجئين في دول الجوار أصبحت هي الخيارات المتاحة أمام ملايين السوريين. «الأنباء» ومن منطلق استشعارها لحجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها اخواننا من ابناء الشعب السوري فانها تفتح ملف اللاجئين السوريين ـ مجازا ـ وتستعرض القضية من زاويتيها الإنسانية والسياسية وسبل الخروج منها.
وفي الندوة التي حفلت بآراء الخبراء والمتخصصين كان الإجماع على أهمية وضرورة الحل السلمي فورا وان اختلفت الرؤى في أن يكون نظام بشار الأسد جزءا من هذا الحل، أو خارج المعادلات السياسية في سورية نهائيا، كما رأى بعض المتحدثين التدخل الروسي وضعا طبيعيا لمساندة الحليف السوري، في حين اعتبره اخرون تدخلا سافرا ومطالبات بقطع العلاقات مع روسيا.
وأجمع المتحدثون على الاشادة بدور الكويت بقيادة قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ودعمه للسوريين باستضافة الكويت لـ 3 مؤتمرات دولية للمانحين وتبرعها بـ 1.3 مليار دولار وغيرها من الاحتياجات الإنسانية التي يشهد بها القاصي والداني..
بداية توجهت «الأنباء» بالسؤال الى مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين د.حنان حمدان عن الجهود الدولية التي تبذلها مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لاحتواء هذه الأزمة حيث قالت إن المفوضية هي المنظمة الأممية التي تقوم بتنسيق العمل الميداني فيما يخص اللاجئين السوريين في دول الجوار، وطبعا للمنظمة دور كبير في مساعدة النازحين داخل سورية وذلك بالتنسيق مع الشركاء التنفيذيين الذين يصل عددهم حاليا الى 200 منظمة دولية وإنسانية.
وأضافت: وصل عدد اللاجئين السوريين حاليا الى 4 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار، هذا بخلاف اعداد النازحين السوريين في الداخل السوري، وتقوم المفوضية بالتنسيق مع المنظمات الدولية والشركاء لتقديم المساعدات سواء الاحتياجات الاساسية من الصحة والمأوى والتعليم وغيرها، كما تقوم بالعمل ايضا بمساعدة اللاجئين داخل سورية من غير السوريين من الجنسيات المختلفة، ومساعدة النازحين داخل سورية من أبناء الشعب السوري.
وعن دور الدول العربية وخاصة دول الجوار السوري ذكرت أن دول الجوار السوري تقوم بدور مهم جدا والإخوة في المنظمات الكويتية العاملة في هذا الميدان يلاحظون هذا الموضوع، حيث قامت دول الجوار باستضافة هذه الأعداد الهائلة بشكل يفوق امكانياتها، مبينة أنه في لبنان يوجد ما يزيد على مليون لاجئ سوري مسجل، وفي الاردن هناك ما يقارب مليون لاجئ سوري، وفي تركيا وصل عدد اللاجئين الى ما يقارب مليونا و800 الف لاجئ سوري، موضحة أن مفوضية اللاجئين تقوم بالتنسيق الكبير مع هذه الدول ومع الدول المانحة.
وأشارت حمدان الى أنه خلال بناء خطة الاستجابة الاقليمية في السنوات الماضية كان التركيز بشكل كبير على الموضوع الاغاثي، ولكن في عام 2015 أصبح العنصر الانمائي حتى بالنسبة للدول المضيفة عاملا رئيسيا لمساعدة هذه الدول وتمكينها من استضافة هذه الاعداد الكبيرة.
وهكذا بينت وجود مزج بين العنصر الاغاثي والعنصر الانمائي، مشيرة الى أن خطة الاستجابة في عام 2015 جاءت على هذا الأساس وبنيت هذه الخطط على أساس الخطط المحلية لكل دولة، فمثلا أخذت بعين الاعتبار خطة الدولة اللبنانية وخطة المملكة الاردنية الهاشمية للاستجابة وتم تقدير الاحتياجات بناء على احتياجات المنظمات الدولية وهذه الدول.
وأكدت أن المفوضية تعول بشكل كبير على المساعدات التي تأتيها من الدول المانحة، مشيدة في هذا الاطار بالدور الذي وصفته بالكبير الذي تقوم به الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والشعب الكويتي والمؤسسات الكويتية باستضافة المؤسسات الدولية والتبرعات التي تسلمتها مفوضية شؤون اللاجئين، موضحة أن التبرعات الكويتية ساهمت بمساعدة 3.5 ملايين سوري خلال السنوات الماضية، هذا ما يخص التبرعات الكويتية فقط لمفوضية شؤون اللاجئين من حيث المأوى والغذاء والأمور الاساسية، لافتة الى أن اجمالي تبرعات الكويت بلغت مليارا و300 مليون دولار منها 330 مليون دولار لمفوضية شؤون اللاجئين، هذا بغض النظر عن التبرعات التي تقدمها المؤسسات الكويتية الأخرى بشكل مباشر الى اللاجئين السوريين، وتحدثت حمدان عن شراكتهم مع الهلال الأحمر الكويتي والمؤسسات الكويتية الأخرى التي تقوم بدور جبار في ميدان العمل الاغاثي.
مساهمات الهلال الأحمر
من جانبه، وردا على سؤال عن بذل الكويت وصاحب السمو شخصيا الجهود لانهاء معاناة اللاجئين السوريين واستضافة 3 مؤتمرات للمانحين وجهود الهلال الأحمر الكويتي في العمل الميداني داخل دول الجوار السوري، قال نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الأحمر أنور الحساوي انهم كجمعية بدأوا مع قضية اللاجئين السوريين قبل 4 سنوات وبشكل يومي لدينا رئيس بعثة اللاجئين د.مساعد العنزي مدير المتطوعين موجود في لبنان، وخالد الزيد موجود في الاردن، وأقمنا عددا من المشاريع هناك أهمها المستشفيات منها مستشفى في طرابلس، ولدينا عيادات متخصصة لغسيل الكلى في لبنان، وعيادة لختان الأطفال في مخيم الزعتري في الاردن، ومستشفى آخر تم توقيع عقد انشائه بـ 500 الف دولار خلال شهر رمضان الماضي بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني وسيكون متخصصا في عمليات الولادة الخاصة باللاجئين السوريين، وأيضا عمليات الولادة القيصرية وعيادات الأسنان.
ولفت الحساوي الى أنهم قاموا في السابق بمشاريع تعليمية من مدارس وخلافه في الأردن وتم التعاقد مع مخابز بمختلف مناطق لبنان والأردن تقدم نحو 2 كيلو للأسرة الواحدة يوميا ويمكن استبدالهم من المخبز بكيكة أو ما يرغب، مبينا أنه حتى الآن تم توزيع 43 مليون رغيف خبز، متحدثا عن وجود دراسة لتوحيد جهود جمعيات الهلال الأحمر الخليجي في هذا المشروع وان شاء الله يرى النور قريبا.
وأضاف الحساوي: لدينا ايضا كسوة الشتاء وكسوة الصيف وقدمنا أجهزة تدفئة في لبنان والأردن، وكوبونات لشراء الوقود في الشتاء، هذا الى جانب الافطار الرمضاني السنوي وايضا الأضاحي، حيث ان هناك نحو 3000 أسرة توزع عليهم لحوم الأضاحي في الاردن وكذلك في لبنان.
وتابع: كما نقوم بتوزيع كوبونات لشراء مستلزمات العيد للعائلات السورية بالاضافة الى الأغذية والأدوية والوقود لافتا الى وجود خطة مستقبلية تخص موضوع التعليم والصناعات اليدوية وهناك تعاون دائم بيننا وبين نظرائنا في الهلال الاحمر والصليب الأحمر والمنظمات الدولية.
وأشار في اطار حديثه الى أن صاحب السمو الأمير أمر بتقديم 200 مليون دولار للنازحين في العراق، مشيرا الى أنهم كجمعية يدرسون حاليا أن تكون مساعدة النازحين في العراق من ضمن خططهم، لافتا الى وجود ما يقارب 3 ملايين نازح سواء من العراقيين أو السوريين.
دول الخليج قامت بواجبها
ومن جهته تحدث النائب محمد طنا حيث لفت الى أنه ليس هناك شك من أن أزمة اللاجئين السوريين خاصة بعد حادثة الطفل ايلان الكردي حركت مشاعر العالم قاطبة، ولكن يجب على دول العالم جميعا وخاصة دول الاتحاد الأوروبي أن ينظروا الى سبب المشكلة وهي رأس النظام السوري متسائلا لماذا لا ينظر الأوروبيون الى الأطفال التي تقتل بالبراميل المتفجرة في الغوطة وحلب والزبداني الآن؟، ولماذا نبتعد عن رأس المشكلة ولا ننظر الى جذورها؟
وأكد طنا على ضرورة أن تلتفت دول أوروبا لهذه الأزمة لما لها من تأثير عالمي على أميركا وروسيا وغيرها للعمل على استئصال رأس النظام السوري المسبب لهذه الأزمات، معتبرا التدخل الروسي في سورية اليوم يؤجج المشكلة ويزيدها تعقيدا ولن يوصلها الى حل ابدا، فروسيا تنظر الى مصالحها في سورية ومصالحها مع الديكتاتور بشار الأسد ولا تنظر الى الشعب السوري نهائيا.
مضيفا بل وأستطيع القول - وانا أتحمل مسؤولية كلامي - أن النظام الروسي لا ينظر حتى للشعوب العربية والشعوب الخليجية بأي منظار، ويعتبر الشعوب العربية شعوبا هامشية في هذا العالم، داعيا الى قطع العلاقات مع روسيا من جميع الدول العربية وبخاصة دول الخليج العربي، فروسيا تسبب لنا اليوم أزمة كبيرة، والشعب السوري شعب عربي مسلم تربطنا به علاقات اخوية ودية ولحم ودم.
ورأى طنا أن ما حصل من أزمة اللاجئين السوريين خلال الأشهر القليلة الماضية أزمة مفتعلة، متسائلا هل من المعقول خلال أسبوعين أو أقل أن تخرج كل هذه الأعداد من تركيا باتجاه أوروبا؟!، ولماذا لم تخرج من لبنان التي تضم أكثر من مليون لاجئ، وكذلك في الاردن، وفي مصر أكثر من 139الف لاجئ سوري، فكل هذه الاعداد موجودة منذ 4 سنوات وأكثر.
وأضاف: لماذا تفاقمت هذه المشكلة خلال الأسابيع القليلة الماضية بهذا الشكل الفجائي الذي ألهب مشاعر الجميع في الدول العربية والخليجية ودول العالم أجمع؟، مشيرا الى أن دول الخليج قامت بواجبها تجاه اخوتنا السوريين على أكمل وجه منذ بداية الأزمة الى اليوم، فالكويت استضافت 3 مؤتمرات دولية للمانحين بقيادة أميرنا قائد الإنسانية، علاوة على3 مؤتمرات للمنظمات والهيئات غير الحكومية ومنها الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وهي لها دور كبير في مساعدة السوريين كذلك الهلال الأحمر ومختلف الجمعيات.
ولفت طنا الى أن البلاد لم تقصر ابدا تجاه السوريين وقامت بدور إنساني عظيم، وكذلك المملكة العربية السعودية والتي تستضيف 750 الف سوري وغيرها من دول الخليج، معتبرا الحملة على دول الخليج بأنها لم تقم بدورها الإنساني تجاه اللاجئين السوريين كلاما مجافيا للحقيقة وللواقع لان دول الخليج قامت بدورها في هذا المجال على اكمل وجه.
وأكد طنا بأن حل الأزمة السورية يكمن في ازالة رأس النظام الذي هو سبب المشكلة ولا نحاول التشعب حول قضايا اخرى، ولذلك فعلى دول أوروبا ومختلف دول العالم أن تحترم آدمية البشر ويجب وضع حل سياسي عاجل والا يكون لبشار الأسد أي دور في هذا الحل السياسي نهائيا.
قطع العلاقات مع روسيا غير مجد
أما المحلل السياسي د.عايد المناع وردا على سؤال عما اذا كان دخول روسيا على خط الأزمة السورية سيزيد الأمر تعقيدا أم سيسرع بوضح حل لها، لفت المناع الى أنه ليس هناك أي شك بأن الأزمة السورية أصبحت فعلا أزمة محتدمة، وأصبح الحل - باعتقادي - ابعد مما كنا نتوقع، خاصة بعد مؤتمر جنيف 1 وجنيف 2، مشيرا الى أن هذه الأزمة هي في الأساس من صنع الغرب، واستغل الربيع العربي بعض النخبة من السوريين المقيمين في الخارج على أمل أن يواجه بشار الأسد ونظامه أحد أمرين، اما ما واجهه صدام حسين من غزو أميركي بريطاني، أو ما واجهه معمر القذافي من قرار دولي يحول طيران الدول الغربية الى طيران للثوار وهذه كانت بداية الأزمة والتى انطلقت من درعا، مشيرا الى أن خطأ النظام التاريخي بأنه لم يعالج الموقف في درعا بشكل سريع نتيجة تصرف أحد المسؤولين السيئين ونحن نعرف الأبعاد كلها، ولكن أرى بأن الموضوع مخطط له أن ينفجر سواء أراد النظام السوري ذلك أو لم يرد، وبالتأكيد أنها رتبت من قوى سياسية معروفة في سورية لها ثأر مع النظام وبالتالي ارادات تفجير الموقف وقد انفجر.
واعتبر المناع مسألة اسقاط النظام غير مجدية، مشيرا الى أن ضرره سيكون أكبر معطيا مثالا على ذلك اسقاط النظام العراقي حيث لفت هادى الى عراق مضعضع خصوصا في ظل الحديث عن التقسيم لكردستان وشيعستان وسنيستان.
وذكر المناع بأن سورية مع الأسف الشديد مهيأه لأن تتجزأ الى مناطق عدة قد تكون منطقة علوية وسنية وكردية وغيرها، ودخل على الخط ما هو أسوأ، فلو أن القضية مثل ما كانت في بداياتها مجاميع من ضباط الجيش من الذين يطالبون بالديمقراطية - وان كانت رفعت شعارات دينية - الا انه الان دخل على الخط التنظيمات المتطرفة من داعش التي تحتل مساحة من شمال سورية الى جنوبها وأقامت دولة مع حدود العراق، الى جبهة النصرة وهي تنظيم القاعدة رقم 2 وجيش الفتح، وجيش الاسلام وغيرها من المجاميع الأصولية، والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا، هل اسقاط النظام سيؤدي الى أن تكون سورية ديموقراطية؟!! أنا أجيب بأن علينا أن ننسى ذلك نهائيا، بل بالعكس سيأتي من هو أسوأ من النظام بديكتاتوريته.
وأضاف المناع كأي تنظيم أصولي ديني مثل داعش والنصرة وغيرها هل يريد اقامة دولة ديموقراطية؟ بالطبع لا، وهو أمر مستحيل نهائيا، ولكنهم سيعملون على وجود دولة دينية اي انها دولة ديكتاتورية جديدة وكأن الامر سيتحول من ديكتاتورية الى ديكتاتورية اخرى.
ولفت المناع الى أن دخول الروس جاء متأخرا، مشيرا الى أنه على ما يبدو أدركوا انه لا يجب أن تكون الأمور بعيدة عنهم، ودخولهم ليس بشكل كبير، وللعلم أن سورية لها علاقات قديمة مع روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفييتي تعود الى ستينيات القرن الماضي أي قبل حافظ الأسد، وهناك اتفاقيات بين الطرفين، وأرى أن روسيا تمارس دورا طبيعيا - اذا طلب منها ذلك، مستدركا ربما اخالف النائب الفاضل محمد طنا من أن قطع العلاقات مع روسيا لا جدوى منه وليس له أي معنى.
ودعا المناع في اطار مداخلته الدول العربية والاسلامية اذا كانت بهذا الحماس والنشاط والتفاعل مع المأساة السورية الى احتضان هذا الشعب الشقيق الذي يعاني الويلات منذ 4 سنوات وليست العملية وليدة اليوم. وتابع: نعم هناك مساعدات مادية والكويت لم تقصر ابدا في هذا الجانب، وأنا هنا لا اطلب من الكويت أو قطر أو البحرين ولا من أي دولة بحجم الكويت أن تحتضن لاجئين سوريين لأن الامكانيات الجغرافية صعبة، والسؤال لماذا لا تحتضنهم تركيا وهي محرض رئيس في عملية التمرد ضد نظام بشار الأسد؟.
وقال المناع: طبعا سيسأل البعض هل نظام بشار ديموقراطي، بالطبع لا، بشار ونظامه ليس ديمقراطيا وليس هو فقط ولا والده، فسورية منذ الانفصال عن مصر عام 1962 وهي يحكمها نظام ديكتاتوري، مشيرا الى أنه قد يكون
الأسد حاول الانفتاح بعض الشيء الا أن الأوضاع في النهاية تحكمها حسابات حزبية ومخابراتية وغير ذلك.
دور رائع لصاحب السمو
وشدد على ضرورة الحل السياسي في سورية، لافتا الى أن لصاحب السمو الأمير دورا رائعا في ذلك من خلال دعوته في أكثر من مؤتمر الى ضرورة وجود حل سياسي للأزمة السورية، مضيفا دون وجود حل سياسي ستبقى دوامة العنف مستمرة وسيبقى هناك - اما خيار التقسيم أو استمرار القتال وبمعنى صريح وواضح ستكون هناك أفغنة أو صوملة في سورية. ورأى المناع أن الحل للأزمة يتطلب أن تجتمع الأطراف الرئيسية التي تقف وراء الأطراف المتصارعة وتصل الى قناعة بأن سورية أولى من سلامة أي طرف آخر، لا بشار ولا معارضة، مشيرا الى أن الأطراف الرئيسية هي المملكة العربية السعودية وايران كدول اقليمية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، معتبرا أنه اذا لم تتوصل هذه الأطراف الى اتفاق لحل هذه الأزمة فسوف تستمر معاناة الشعب السوري وستستمر مطحنة الحرب.
وعن المستفيد من استمرار هذه الأزمة يكمل د. المناع: اسرائيل الآن هي المستفيد الأكبر من الوضع الراهن في سورية وعلى المستوى البعيد لن يكون لسورية أي دور حتى تحريضي ضد اسرائيل.
واختتم حديثه مؤكدا أن الحل في سورية يرجع الى اتفاق الأطراف الفاعلة، والعودة الى جنيف 1 شريطة أن يؤخذ تعهد من النظام بإعادة الأوضاع في سورية الى طبيعتها خلال سنة أو سنتين وعودة اللاجئين، وتجرى انتخابات حرة لا يكون النظام السوري الحالي طرفا فيها.
ليلعبوا بعيدا عن آهات وأنين الأمهات والأطفال
بدوره، تحدث مدير مركز التطوير والتدريب بالجمعية الكويتية لحقوق الإنسان المحامي محمد العتيبي عن ماهية الحقوق التي تفرضها المواثيق والمعاهدات الدولية لحماية اللاجئين السوريين وانقاذهم وايوائهم وفقا لمعاهدات حقوق الإنسان الدولية، حيث أشار الى أن الملف السياسي طغى على الملف الإنساني في الأزمة السورية الحالية، فهناك قمم عقدت ودول ومنظمات دولية اجتمعت ولكن مع الأسف الشديد كان هناك خلط بين ملف حقوق الإنسان الأصيل والملف السياسي، معتبرا أنه حتى وان كان هناك تصفيات سياسية وقوى تحطم الأخرى فيجب الا يكون ذلك على حساب حقوق الإنسان.
وأضاف سورية من وجهة نظري تحولت الى حلبة صراع دولية، ولذلك يجب على الدول العظمى والدول العربية أن تعتمد موقفا موحدا في الفصل بين حقوق الإنسان في سورية والملف السياسي، مشيرا الى أنه من يرد أن يلعب سياسة فليكن ذلك بعيدا عن آهات وأنين الأمهات والأطفال والمعاقين وآخرها مشهد الطفل ايلان السوري الذي لن تمحي صورته من ذاكرة الأمة أو العالم أجمع.
وتابع: هذا موقفنا في الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان كون لنا ارتباطات مع مختلف جمعيات الإنسان في المنطقة والعالم فاننا نطالب المجتمع الدولي بفصل الصراع السياسي عن حقوق الإنسان العزل الذي لا ذنب له في هذه الحرب الدموية. وفي حين ثمن العتيبي جهود الكويت والمبادرات الدولية التي رعاها صاحب السمو الأمير لدعم اللاجئين السوريين، أشار الى أن السوريين المقيمين في الكويت أو عوائلهم ونتيجة لعلاقات الاخوة والنسب بيننا وبينهم والعلاقات التاريخية لا نطلق عليهم مسمى لاجئ كوننا لا نخشى عليهم الاعتداء داخل الكويت فهم بين أهليهم واخوتهم، داعيا مجلس الأمة الى تبني موقف سياسي موحد خلف قيادتنا الحكيمة وموقفنا الخليجي الداعم لحق الشعب السوري وحل هذه الأزمة الخطيرة.
قرارات حكومية جديدة لصالح الجالية السورية
تمنى النائب محمد طنا في اطار حديثه ازالة النظام السوري بأسرع وقت ممكن، مشيرا الى انهم كأعضاء مجلس امة نقف خلف قيادتنا السياسية الحكيمة في كل ما تتخذه من حلول وخاصة الحل السياسي شرط أن يكون بشار الأسد خارج اطار هذا الحل.
رفض طنا فكرة توطين اللاجئين السوريين في دول أوروبا أو غيرها من الدول، متمنيا بعد زوال الغمة عن بلاد الشام عودة جميع اللاجئين الذين خرجوا من سورية الى بلادهم مرة اخرى. مشيرا الى أن السوريين يعيشون في الكويت كمواطنين كويتيين لهم نفس الحقوق من التعليم والعلاج.
وخلال اللقاء كشف النائب محمد طنا أن الحكومة الكويتية ستصدر مجموعة من القرارات التي تخفف الأوضاع عن اخواننا السوريين المقيمين تسهيلا عليهم وانهاء مشاكلهم من الغرامات والجوازات والالتحاق بعائل، موضحا أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد يقدم حاليا تسهيلات كبيرة وفتح المجال بشكل كبير لمساعدة اللاجئين.
لا ديموقراطية بلا ثمن
اعتبر النائب محمد طنا انه لا ديموقراطية وحرية بلا ثمن تدفعه الشعوب مشيرا الى ان العراق دفع ثمن حريته وهو يتجه نحو الديموقراطية الان وكذلك يدفع الشعب السوري والليبي، ومهما كانت التضحيات فانها ثمن الحرية والديمقراطية التي ستصل اليها شعوب هذه الدول في نهاية المطاف.
نعيش الفوضى الخلاقة.. والمعارضة السورية مرفهة
رد المناع على سؤال بخصوص ما اذا توجد معارضة سورية قوية تستطيع قيادة سورية بعد الأسد قال: لا توجد معارضة سورية قوية، ربما توجد معارضة اصولية أو الجيش الحر، أما المعارضة التي تنتقل بين اسطنبول ولندن وألمانيا وغيرها فهي معارضة مرفهة تنتظر اسقاط النظام على اجساد السوريين وتأتي هي لتولي السلطة لافتا الى أن النظام مستفيد من هذا الوضع والحركات المتطرفة لعبت دورا في ابطاء سقوط النظام، فاليوم هناك توافق روسي أميركي اولا على التخلص من داعش قبل التفكير في اي حل للوضع في سورية.
وأشار في اطار حديثه الى أن المشكلة تكمن في أننا نعيش الفوضى الخلاقة مشيرا الى أنه قد نصل الى الديموقراطية كما قال النائب طنا ولكن مع الأسف ثقافتنا في العالم العربي غير ديموقراطية وهي التي تجرنا نحو اتجاهات اخرى، لافتا الى أن نظرية الفوضى الخلاقة قد تكون ايجابية وتؤدي الى الديموقراطية ولكن على المدى البعيد.
من صنع داعش؟!
خلال اللقاء توجه النائب محمد طنا بالسؤال الى د.المناع عمن صنع داعش؟!، مجيبا في الوقت ذاته: هل تعتقد ان مجموعة من البشر على سيارات وانيت يحتلون هذه المناطق الشاسعة دون ان يكون وراءهم نظام مخابرات عالمي.
المناع أجاب: المعلومات تؤكد انهم القاعدة في العراق التي قادها ابو مصعب الزرقاوي ثم ابو بكر البغدادي الذي أسس تنظيم الدولة الاسلامية اختصارا داعش وتحالفوا مع النصرة ثم بدأوا الانفصال، مشيرا الى أن وراءها ضباط الجيش العراقي والحرس الجمهوري السابقين وايضا من تمردوا من الجيش الحر انضموا الى داعش وصار الجيش الحر ظاهرة صوتية فقط، منوها الى أن موضوع الحركات المتطرفة لا يخص فقط داعش والنصرة ولكنه ايضا يشمل حزب الله وعصائب الحق العراقية وأبو الفضل العباس رادا هذه الثقافة الى الحروب الدينية في العصور القديمة.
الا أن النائب طنا اعتبر داعش والنصرة وجميع المنظمات الاصولية صناعة النظام السوري وايران وحزب الله وروسيا بالتحديد، مشيرا الى أن النظام السوري لم يستمر كل هذه الفترة الا بسبب دعمه لداعش.
وتساءل: هذه التنظيمات التي دمرت سورية وتنتشر بشكل هائل في كل مكان أين هي من الغوطة ودمشق واسرائيل؟!!! فرد المناع موجودون في الغوطة الشرقية ليقول بعدها طنا موجودون مع النظام وليس ضده، ودعنا نكن صادقين مع أنفسنا.
مشكلة اللاجئين تعدت قدرة الدول المستضيفة
أشارت د.حنان حمدان في اطار حديثها الى أن مشكلة اللاجئين السوريين تعدت قدرة الدول والبلدان على التعامل معها ولسوء الحظ فان المشكلة مازالت مستمرة والأعداد في تزايد، مبينة أنه من المقدر أن يصل عدد اللاجئين في عام 2015 الى مايزيد على الـ 4 ملايين لاجئ في دول الجوار والتي تقوم باستضافتهم، الى جانب ما يزيد على 350 الف لاجئ في أوروبا، مشيدة بالدعم الذي قدمته وتقدمه الكويت لحماية السوريين بالرغم من أن البلاد غير موقعة على اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وتأمين الحماية لهم.
سوريو الكويت يسعون للتوطين في أوروبا
أوضحت د.حمدان أن بعض السوريين في الكويت يلجأون الى مكتب المفوضية لتقديم طلب لاعادة التوطين في دول أوروبية، مشدده على ضرورة وضع حلول جذرية للمشكلة السورية لأن قدرة الدول المستضيفة تقل يوما بعد يوم على التعامل مع هذا الوضع الصعب.
وأشارت الى أن مفوضية شؤون اللاجئين عموما تقدمت بطلب الى الدول الأوروبية لاعادة توطين ما يزيد على 160 الف لاجئ سوري في أراضيها، لافتة الى أن الأعداد في تزايد وستستمر في التدفق على الدول الأوروبية.
ودار نقاش حول مفهوم التوطين حيث رفض عدد من الحضور هذا المفهوم باعتباره تخليا عن الأرض الأصلية وهي سورية وهو أمر مرفوض بالنسبة لغالبية الشعب السوري الذي يتمنى العودة لبلده سريعا بعد توقف الحرب الدائرة هناك.
الرقابة على تبرعات الكويت
سألت «الأنباء» عما نشر في بعض وسائل عن بيع المعونات الكويتية للأخوة السوريين في السوق السوداء في بعض دول الجوار والمخاوف من عدم وصولها للمستحقين فرد انور الحساوي بالقول ان المعونات الكويتية هي الوحيدة في العالم التي توزع باليد، فمتطوعو الجمعية من الشباب الكويتي يذهب لأي دولة سواء الصومال أو دول جوار سورية أو غيرها من الدول ويقدمون المساعدات يدا بيد، وربما لا توجد أي دولة في العالم تقوم بذلك مباشرة، لافتا الى أنه يقوم بنفسه بتوزيع المعونات سواء في غزة أو الأردن أو لبنان.
وعن مسألة بيع السلع، أشار الى أنه ربما يحدث ذلك، فهذا الامر لا نستطيع أن نوقفه، ولكن ما نقوم به هو ايصال هذه المعونات للمحتاجين فعلا ونقوم بتسليمها اياهم يدا بيد وليس عبر جمعيات وسيطة، مؤكدا أنهم لا يدفعون نقدا لأي دولة بل نشتري الاحتياجات ونسلمها بأنفسنا ونتحمل المخاطر مثلا في الصومال او اليمن وغيرهما ونسير بالسيارات مسافة تمتد لأيام لايصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ولله الحمد، نسمع الاشادة في كل مكان بأن الكويت اذا وعدت أوفت.
توصيات الندوة:
1- على دول العالم وبخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الدفع نحو الحل السياسي بأسرع وقت ممكن وفق جنيف 1 وجنيف 2.
2- على دول الخليج الاستمرار في مساهمتها الفعالة في دعم ومساعدة الشعب السوري الشقيق.
3- اقامة مخيمات أكثر لاستيعاب اللاجئين السوريين الفارين من جحيم العمليات العسكرية وذلك في أكثر من دولة عربية لحمايتهم من الموت هربا الى أوروبا كما حدث في مأساة الطفل ايلان.
4- تسهيل اقامة السوريين ومعالجة مشاكل المقيمين المنتهية جوازات سفرهم من قبل دول العالم واسقاط اي غرامات او مخالفات وايضا تسهيل انضمام ذويهم اليهم في البلدان التي يقيمون فيها كناحية إنسانية لحين انتهاء الازمة السورية وعودتهم الى بلدهم مرة اخرى.
5- العمل على المحافظة على مؤسسات الدولة السورية وضرورة الابقاء عليها متماسكة حتى لا نواجه أزمة اخرى على النمط العراقي او الليبي وخاصة الاجهزة الأمنية.
6- ان يكون هناك توجه عربي حقيقي للعمل على قيام سورية ديموقراطية مدنية دستورية تعددية تستند في الحكم على إرادة الأغلبية من الشعب السوري.
7- التصدي لأي محاولات يطرحها البعض لتقسيم سورية لأنه طرح كارثي يهدد المنطقة ككل.
8- تعزيز صمود السوريين في الداخل وعدم تفريغ سورية من كفاءاتها.
9- انهاء الظواهر المتطرفة والحركات التي تتبنى كل هذه الأفكار المتطرفة لان وجودها يعني استمرار الأزمة.
10- استمرار الدور الكويتي الفاعل في مساندة اللاجئين السوريين من خلال الحشد الدولي الداعم لقضية اللاجئين السوريين وما تحظى به الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير من ثقل دولي في هذا الاطار المهم وطرح الحلول السياسية للخروج من تلك الأزمة.