«البيوت أسرار» ..ولا يحق لأحد أن يدخل بيتا دون استئذان لكن إذا فتح البيت بابه وقلبه لأخيه الإنسان فقد يجد في ذلك راحة وتفهما
للتواصل
[email protected]
إعداد: محمود صلاح
أرجوك.. لا تقل إنني مراهقة!
أنا فتاة في مقتبل عمري.. جئت إلى الكويت في زيارة لبعض أقاربي الذين يعملون ويعيشون هنا منذ سنوات. وبعد أيام من وصولي عثرت على عمل في احدى الشركات.. حيث بدأت الحكاية.. أو المشكلة.. سمها كما تشاء!
فقد اقتضت ضرورة عملي في الشركة أن يخصص لي المدير وهو رجل من نفس جنسيتي في التاسعة والأربعين من عمره ساعة يوميا لأعرض عليه نتائج عملي خلال اليوم. وكانت مقابلتي له لا تزيد عن دقائق سريعة يتصفح فيها الأوراق ويصحح بعض الأخطاء ويملي علي بعض التعليمات.
لكن ذات يوم تحولت الدقائق.. إلى ساعات!
فقد دخلت مكتب المدير أحمل الأوراق كالمعتاد، فدعاني للجلوس وأخذ الأوراق. وبدأ يتحدث في موضوعات العمل. ولا أدري كيف مرت الدقائق. ولا كيف وجدته يسألني في بعض الموضوعات فأخذت أرد دون رهبة أو خوف. وفجأة رفعت عيني فوجدته يحملق في والدهشة واضحة في عينيه. وقال لي: لم أكن أتصور أن فتاة صغيرة في مثل عمرك تكون لها هذه الآراء الناضجة والأفكار الموضوعية.
المهم.. أنني غادرت مكتبه مذهولة عندما نظرت إلى ساعة يدي واكتشفت أنني جلست معه حوالي.. أربع ساعات!
وعدت إلى البيت لكني لم أستطع النوم ليلتها وظللت أفكر في كلامه معي، وبعدها بأيام عرض علي الزواج. ورويت لإحدى صديقاتي ما حدث فقالت انها موافقة ومؤمنة بأن الانسان قادر على الحب والعطاء دون اعتبار لعمره.. لكنها طلبت مني الحذر في تعاملي معه.. وأن أطلب منه الانتظار فترة معينة حتى أسافر إلى أهلي.. وأرى ماذا سيكون رأيهم!
وهذا ما حدث فعلا..
فقد أبلغته ووافق على أن ينتظر.. ولكنه لا يستطيع أن يخفي نظراته التي تتابعني أينما تحركت في العمل.. وفي نفس الوقت بدأت أشعر بالضيق من غيرته الزائدة. فهو إذا رآني أحدث أحدا من الموظفين يجن ويثور ويستدعيني إلى مكتبه ويصرخ في وجهي ويدفعني للاعتذار له..
لكني لا أعرف كيف أبلغ أهلي بالأمر؟ هل أشرح لهم القصة في رسالة؟ أم أنتظر حتى أسافر لهم؟
وماذا أفعل إذا رفضوا؟ لأنني لا أدري إن كانوا سيعترضون على مسألة فارق السن..
أرجوك.. أعطني رأيك بصراحة. لا تقل انني مراهقة. فقد أخضعت مشاعري لعدة تجارب وتأكدت أنني أحبه ولا استطيع الحياة من دونه.. وأجزم أنه يشعر بنفس الشيء.
أرجوك مرة أخرى أن تصدقني القول.. وأن ترد بسرعة لتنهي حيرة فتاة مغتربة عن أهلها وفي حاجة لرأي انسان مخلص صادق.
المتلهفة على انتصار الحب
٭ سوف أصدق أنه يحبك وأنك تحبينه فعلا.. وسوف أصدق أن افكاركما متطابقة وتفاهمكما كامل.. لكن دعينا نفكر بهدوء.. ان ثلاثين عاما هي الفارق بين عمره وعمرك.. أي انه بعد مرور عشر سنوات من الزواج فقط سيصبح شيخا في الستين من العمر ويحال إلى المعاش رسميا بينما يكون عمرك وقتها التاسعة والعشرين.. أي في قمة نضج المرأة وحاجتها إلى الرجل.. فماذا ستفعلان؟ وهل سيظل الحب وقتها كما هو؟! نصيحتي لك يا ابنتي أن تتروي ولا داعي للتسرع.
دكتور «ياء».. ومستر «ميم»
هل تعتقد أن لديك حلا لمشكلة انسان يجمع بين الأبيض والأسود.. بين الليل والنهار.. بين الشيء ونقيضه في نفس الوقت؟!
أنا ذلك الانسان يا أخي.. إنه هذا التناقض الغريب الذي يلازمني مثل ظلي في كل مراحل حياتي.. فأنا في بعض الأحيان مرح سعيد أبعث السرور والتفاؤل فيمن حولي.. وفي أحيان أخرى تجدني حزينا كئيبا تعسا متشائما من كل شيء.. حتى من اسمي! حتى من يوم ميلادي فأظن أنه كان «يوم نحس» وشؤم!
ساعات أكون شديد الثقة معتزا بنفسي وكبريائي وساعات أخرى تجدني معدم الثقة ذليل النفس كسير الخاطر!
أياماً أكون كريم الخلق أجود بما معي وأساعد الآخرين وأحترم كل الناس.. وأياماً أخرى أكون فيها بخيلا لا أعطي أحدا فلسا واحدا ولا أحترم أحدا.. وكأني أعيش في عالم متوحش لا يعرف الرحمة.
أوقاتا تجدني كسولا خاملا أرقد في فراشي كمن أصابه مرض.. وأوقاتا أخرى أكون مجتهدا نشيطا أحب النظام والعمل وأشعر بأن طموحي أكثر من اللازم!
فترات أكون انسانا خياليا كثير الأحلام أصنع من أحلامي لنفسي حياة أخرى.. فأتخيل نفسي ملاكما قويا.. أو فتى شرسا.. أو عاشقا مهووسا.. أو فقيرا محروما.. أو شاعرا كبيرا.. أتخيل نفسي أحمل أرقى وأنبل الأخلاق كالوفاء والاخلاص.. وفترات أخرى أغرق في خيالات أكبر.. ماذا أفعل؟
المتحير «س»
٭ أتمنى أن تواجه مشكلتك.
ولتبدأ بمساعدة نفسك.. اسأل نفسك: من أنا؟ وماذا أريد؟ وما ظروفي وإمكانياتي وطبيعة الحياة التي أعيشها؟ ضع لنفسك أهدافا محددة.. وحاول أن تعثر على الطرق التي توصلك إلى هذه الأهداف.. بشرط أن تكون أهدافك معقولة وموضوعية.
انظر حولك.. الناس في بحث وشغل وجهد دائم.. الكل يحاول أن يحقق شيئا.. أن يجعل لحياته معنى.. أن يستفيد ويفيد الآخرين.. أن يكون جزءا من هذه الحياة
اعقد صلحا بين نفسك وبين الدنيا!
انبذ «الشخص الآخر» الكئيب البخيل الأناني في أعماقك.. واجتهد في دعم الشخص الشهم الطيب الخلوق الكريم.
حاول بمفردك.. وإذا لم تستطع.. فالطبيب النفسي موجود.. ولا بأس ولا حرج من الاستعانة به.
امرأة من زمان!
مكتوب يا ولدي على الجبين.. ولا يوجد إنسان يستطيع الهروب من المكتوب!
مكتوب علي أن أعيش حياتي أخدم الآخرين .. الغرباء والأقرباء .. أن أعطى ولا أنتظر منهم حمدا ولا شكرا..
إنني لا أشكو ولا أريد مساعدة ولا حلا .. فالشكوى لغير الله مذلة .. والمساعدة والحل بيد الله وحده قادر على كل شيء .. إنني فقط أصرخ بآلامي حتى لا أموت من الصمت!
منذ سنوات بعيدة جئت إلى الكويت من بلدي على الحدود المجاورة.. كنت طفلة صغيرة.. وعملت خادمة في بيت من أفضل البيوت الكويتية.. أسرة معروفة بالأخلاق والطيبة والشهامة.. لم أكن عندهم مجرد خادمة .. فقد أحسنوا معاملتي وعلموني الدين والأخلاق.. وكانت سيدتي تشتري لي براتب كل شهر مصوغات ذهبية كنت أحتفظ بها في بعض علب الحلوى حتى أصبح لدى بعد سنوات ثروة ذهبية لا بأس بها.
وبعد أن أصبحت في الخامسة عشرة من عمري فكرت في أن أظل خادمة.. وساعدتني سيدة كريمة على الحصول على مهنة «فراشة» في جامعة الكويت.. وفي تلك الفترة تقدم لي شاب كان يعمل بالبلدية وهو من نفس جنسيتي.. ولم أجد مانعا يحول دون موافقتي على الزواج منه.. حتى بعد أن حدثني في أمر مصوغاتي الذهبية التي أعطيتها له فيما بعد.
هل أوافق على الزواج به؟ ونعمل معا على تكوين اسرة وأبدأ صفحة جديدة في حياتي؟
الحائرة «ل.ع»
٭ إذا توافرت فيه كل شروط الزوج الصالح. وإذا كان سيراعي الله في عشرتك، فلا مانع لأن زواج المرأة حصن لها. وكم من الزيجات نجحت لأن الزوج صالح وكذلك الزوجة. استخيري الله وعلى بركته سيري ولا تنسي دعوتي إلى حفل الزواج!
خطة صديق أخي!
أنا فتاة في التاسعة عشرة من العمر.. بدأت مشكلتي عندما أخذ أخي يحضر صديقه معه إلى البيت. ودون أن أدري وجدت نفسي معجبة به. ومع مرور الأيام تحول الإعجاب إلى حب صامت. وكنت أرى في عينيه ما يشير إلى أنه يبادلني شعوري.. وذات يوم صارحني صديق أخي بأنه بالفعل يحبني! لكن بعد أيام تقدم لي شاب فوافق أبي عليه، وأخبرتني أمي أن أبي ينتظر مني جوابا في اسرع وقت!
وعندما أخبرت صديق أخي بما كان، عرض علي أن نهرب معا وأن نتزوج. وقال لي ان هذه حياتنا ولا شأن لهم بها.
انني مترددة ومحتارة.. هل أتزوج الشاب الذي جاء يخطبني.. أم أهرب مع صديق أخي وأتزوجه؟!
م. ف. خ خيطان
٭ بل لا تردد ولا حيرة.. وعليك أن تفكري بعيدا عن الانفعال في مواصفات الشاب الذي تقدم لأهلك. فان كان مقبولا وافقي على الفور.. أما صديق شقيقك فما هو إلا شاب طائش لا يعرف ماذا يفعل. بل لا يدري شيئا عن الحب الحقيقي.
خاطفة الرجال!
أرجوك ألا تتسرع في الحكم علي.. قبل أن تعيد قراءة مشكلتي مرة أخرى وتفكر قبل أن تصفني بأنني.. خاطفة الرجال!
أنا فتاة في الواحدة والعشرين من عمري.. دون مبالغة جميلة جدا.. تستطيع أن تقول انني الفتاة المثالية التي يحلم بها شباب اليوم.. لكن قدري شاء أن يجمعني بالحب.. مع شاب متزوج!
ودعني أروي لك القليل عن حياته.. فبعد أن تقدم للامتحان في الثانوية العامة فوجئ بوالده قد خطب له واتفق دون أن يعلم باجراءات زواجه.. ولكنه ابن بار لم يستطع أن يعارض رغم عدم موافقته الداخلية!
والمهم أننا التقينا أكثر من مرة فوجدت نفسي غارقة في حبه.. بعد أن اكتشفت فيه الرجل الشهم البسيط الحساس الصادق.. وخلال ذلك كان حبه لي ينمو ويقوى.. حتى أصبحنا وكأننا روح واحدة في جسدين!
وقد عرف أهلي بحكايتي معه ونصحني والدي بالابتعاد عنه. وحذرتني والدتي من أنه لو كان فعلا يحبني ويريدني لتقدم ليطلب يدي. لكني واثقة من أنه لا يستطيع حاليا بسبب ظروفه.. صحيح انه اصبح له من زوجته طفل.. لكني أعلم أنه لم يعاشرها بعد زواجهما سوى شهور قليلة. لقد اتهمتني بعض صديقاتي بأنني سأكون «خاطفة الرجال.. أو مدمرة البيوت»..
«الحائرة س»
٭ لن أكذب عليك. موقفك يرفضه العقل والشرع وأنت تفكرين بسذاجة تصل الى الخطورة. أرجو أن تعيدي التفكير وتراجعي موقفك. لأنك بإصرارك على الزواج منه فإنما تخالفين شريعة الاسلام وأنت من ناحية أخرى ستكونين محط احتقار من حولك. وعدم رضا أهلك.. ولذلك أرجو أن تضعي نفسك مكان زوجته.. هل تقبلين أن تستولي امرأة أخرى على زوجك ووالد طفلك.. ولو تحت زعم الحب؟ ألن تتهميها ساعتها بأنها.. خاطفة الرجال؟
خيانة.. أم نزوة؟
أكتب لك والجرح مازال.. ينزف!
مازالت آلامي في بدايتها.. والله وحده يعلم كيف ستكون النهاية؟!
منذ أكثر من عامين تعرفت عن طريق الهاتف على فتاة.. وتطورت الأحاديث بيننا فطلبت منها موعدا لأراها.. وفعلا التقينا.. ووجدت نفسي أندفع تجاهها بشدة.. فقد رأيتها جذابة.. قوية الشخصية.. عاقلة.. وتوالت اللقاءات بيننا. وفي كل مرة كان اعجابي بها يزداد.. حتى أيقنت أنني لن استطيع الحياة بدونها. وعندما طلبت مني أن أتقدم للزواج منها لم أتردد لحظة واحدة.. وتقدمت إلى أهلها.. وكم كانت سعادتي عندما وافقوا.. وتم زواجنا السعيد.. ولكن! بعد شهور قليلة من زواجنا.. بدأت مذهولا أكتشف في زوجتي المحبوبة أوجه نقص وقصور كثيرة.. فقد لاحظت مثلا أنها مهملة غير مبالية بواجباتها كربة بيت.. فالطعام غالبا غير جاهز.. الملابس ليست دائما نظيفة.. وذلك على عكس أيام الزواج الأولى!
لكن الشيء الذي جعلني عصبيا وثائرا.. هو التليفون!
فقد كنت كلما حاولت الاتصال بها وانا في العمل.. أجد تليفون المنزل مشغولا.. ولساعات!
وعندما شكوت لها قالت لي: انها تتحدث مع أعز صديقاتها! لكن الشك تغلب على الغضب! فقد استمر تليفون المنزل مشغولا.. وبدأت أتساءل..
إلى من تتحدث زوجتي في غيابي؟
«الغاضب أ.ع»
٭ استغفر الله العظيم يا سيدي، لا تترك الشكوك والظنون تدمر حياتك. فقد يكون الامر عكس ما تتخيل. ولا شيء بين الزوجين افضل من المصارحة. وأرى ان تتحدث بصراحة وهدوء مع زوجتك. فإن اقتنعت بكلامها كان خيرا، وإذا لم تقتنع فأنتما في حاجة لتدخل احد العقلاء من العائلة. وأتمنى ان تكون في مشكلتك عبرة لزوجات أخريات.