- لا مخفر لا مستوصف لا جمعية لا هواتف أرضية
عبدالله صاهود
تعتبر مدينة صباح الأحمد من اهم المشاريع السكنية خلال هذا العقد، ورغم اعلان المؤسسة العامة للرعاية السكنية في وقت سابق عن إمكانية السكن فيها خلال صيف 2016، الا ان تعجّل المواطنين في البناء لإنجاز منزل العمر تسبب في العديد من المشاكل والهموم لقاطني المدينة الإسكانية المتكاملة وهو ما اثر عليهم سلبا بعد انتهاء بناء منازلهم.
«الأنباء» استطلعت آراء الأهالي من سكان المدينة حول الخدمات المقدمة لهم في ديوان «مبارك الرويس» بهدف تسليط الضوء على العوائق التي يواجهونها والمشاكل التي لابد من حلها، وكما كان متوقعا ابدى الأهالي تذمرا من تدهور جميع الخدمات بالمنطقة مطالبين الجهات المعنية كالاسكان والاشغال والكهرباء والصحة والبيئة بالنظر لها وحلها بأسرع وقت ممكن.
مدينة بلا أمن
في البداية، قال مبارك الرويس ـ أحد قاطني المدينة: يجب على الاجهزة المعنية ان تستعجل في إيصال التيار الكهربائي لكل قطاعات المدينة، مضيفا انه لا يوجد أمن حيث لا مخفر او حتى نقطة أمنية مما زاد من تواجد العمالة غير القانونية والتي تتسبب في العديد من السرقات في المنطقة لذلك لابد من انشاء مخفر وتكثيف الدوريات الجوالة حماية للأرواح والممتلكات من هؤلاء المتسكعين.
واوضح ان المدينة بها 10 كيلومترات للمحور الخدمي لكن لم ينجز منه شيء حتى هذه اللحظة كالمستشفى والجامعة ومجمع الوزارات وغيرها من الخدمات الحكومية الاخرى التي اعلن عنها في وقت سابق، داعيا الى بناء مستشفيات تخصصية لتخفيف عناء الذهاب الى مدينة الكويت، لافتا إلى انه اختار السكن في مدينة صباح الاحمد نظرا لوجود مخطط كامل بالخدمات كمدينة متكاملة لكنه اكد ان هناك الكثير ينقصها ولم تنجز بشكل كامل حتى الآن.
وكشف الرويس ان طريق الوفرة 306 يشهد يوميا حوادث مرور تصل الى الوفاة، لأنه مفتوح للشاحنات إلى ميناء عبدالله، لافتا الى وفاة احد قاطني المنطقة بسبب الطريق السيء، داعيا الى سرعة انجاز الشوارع خصوصا في ظل ما تعانيه المدينة من فوضى عارمة سواء في الدخول اليها او الخروج منها لعدم وجود علامات مرورية مما كان سببا في التعدي على القوانين المرورية من قبل الشاحنات المحملة بمواد البناء داخل المدينة.
وعن الخدمات الصحية، قال: ان المنطقة بحاجة الى سرعة بناء مستوصف لحاجة الأهالي إليه، خصوصا ان المنطقة في تزايد لعدد سكانها، موضحا انها مشكلة كبرى عند تعرض احد افراد الاسرة لوعكة صحية، اذ ليس امامه الا مستشفى العدان البعيد جدا علينا، لافتا الى ان المنطقة تفتقر ايضا الى جمعية تعاونية نساهم فيها ونوسعها لتقديم أفضل الخدمات للسكان، وكشف الرويس عن عدم وجود محطة وقود تخدم أهالي المنطقة ولو بشكل مؤقت.
توزيع تصاريح البناء
وكشف رامي العبدالله عن مشكلة توزيع تصاريح بناء الفلل والمشاريع الحكومية داخل مناطق مدينة صباح الاحمد والتي يقطنها العديد من الأسر الكويتية حاليا، قائلا انها خالية من الخدمات ولا يوجد بها حتى مستوصف يخدم المدينة، معزيا ذلك إلى القصور في التخطيط الخاص بالمدينة وسياسة الدورة المستندية المرهقة وهي بمنزلة تعذيب للمواطنين لاخراج ترخيص بناء منشأة، مطالبا أعضاء مجلسي الامة والبلدي للقيام بدورهم من خلال رقابتهم على الوزارات والمؤسسات والهيئات وذلك لتسريع الأمور الخاصة بالبناء.
وشدد على ضرورة تجهيز مستوصف عام يخدم المدينة بعد تزويده بكادر طبي كامل وكذلك انشاء 3 مستوصفات تخصصية تعمل كمستشفيات صغيرة للحالات الطارئة والعمليات الصغرى مثل ولادة طارئة والكسور وما شابه ذلك مع وجود اكثر من سيارة اسعاف داخل المدينة، وان يتم هذا بأسرع وقت ممكن نظرا لبعد منطقة صباح الأحمد عن المدينة بأكثر من 50 كيلومترا.
انعدام الأمن
بدوره، قال بدر القبلان ان سكان المدينة يعانون من كابوس انعدام الأمن وكثرة السرقات التي تتم في الليل نظرا لكثرة العمالة السائبة في المدينة وهذا تهديد لاستقرار أهالي المنطقة، لافتا الى ازدياد حدة الحوادث المرورية على مداخل المدينة وذلك بسبب عدم الالتزام بالارشادات المرورية والدخول والخروج عكس السير، وهو امر مستمر حيث لا توجد نقطة أمنية في مدينة صباح الاحمد مطالبا وزارة الداخلية بسرعة افتتاح مخفر.
الطرق الخطرة
من جهته، قال ماجد العتيبي: أبناؤنا يدرسون في الجامعة والمسافة بعيدة جدا عليهم والطريق خطر ومأساوي، وطالب وزارة التربية بأن تبحث عن حل لهذه المشكلة ولو باستئجار منشآت قريبة كما يتم في كثير من الدول، خصوصا أنه لا يوجد بالمدينة اي فرع لمعهد او جامعة من الممكن ان يسهل على أبنائنا عناء الطريق، لافتا الى ان المحور الخدمي بأكمله لم يبدأ العمل به حتى هذه اللحظة.
كهرباء قطاع e, d, b
وطالب عايض العتييي وزارة الكهرباء والماء بان تضع حلا سريعا وجذريا لمشكلة تأخر وصول التيار الكهربائي لقطاع e, d, b، مشددا على ضرورة وسرعة بدء العمل بالكيبلين المنخفض والمتوسط وسرعة تشغيل التيار الكهربائي، وكشف عن ضعف شبكات الاتصال، وانعدام شبكة الإنترنت، مما يجعل المدينة خارج نطاق التغطية وبعيدا عن العالم الخارجي، في الوقت الذي لم يتم إيصال الهواتف الأرضية للمنازل.
مدينة متكاملة ولكن..!
من جهته، قال سعيد الفيلكاوي ان مدينة صباح الاحمد السكنية تعتبر من أولى المدن الإسكانية المتكاملة التي طرحتها المؤسسة العامة للرعاية السكنية ونقصد هنا بالمتكاملة هو ان المواطنين من سكان المدينة لا يحتاجون الى أي شي من خارجها ابتداء من مراكز العمل لمختلف الوزرات والمستشفيات العامة والتخصصية والخاصة، الجامعات والكليات العامة والخاصة، والاسواق الشعبية ومراكز التسوق ومركز التسوق التقليدي والمنطقة الصناعية والتجارية، ومنطقة الخدمات المالية (البنوك والبورصة) مجمع المحاكم وغيرها من الأمور الاخرى لترتقي بالمدينة وكل ذلك في المخطط الخاص بها منذ البداية، لذلك اتساءل أين هذه الخدمات الان وهي من اساسيات البنية التحتية؟
وأضاف ان مدينة صباح الاحمد الإسكانية بدأ العمل بها منذ العام 2008 وتم تصريح البناء بها في آواخر العام 2011 لكن مشاريع المحور الخدمي وهو القلب النابض للمدينة لم يتحرك منها شيء حتى هذه اللحظة، لافتا الى ان الأمر الحزين ان مؤسسة الرعاية السكنية وضعت المخطط وكأنه فرض من خارج الدولة وغير قادرة على وضع الآلية المثلى بها.
جهود محافظ الأحمدي
من جهته، قال سعود العازمي عضو مجلس ادارة جمعية مدينة صباح الأحمد لـ «الأنباء» ان جهود محافظ الاحمدي الشيخ فواز الخالد الصباح يشكر عليها حيث التقينا به وهو يقوم بالفعل بسعي حثيث في مخاطبة الجهات الحكومية والاهتمام بمطالب أهالي مدينة صباح الاحمد والوقوف عليها.
وطالب العازمي وزارة الاشغال بسرعة العمل والاستعجال في توقيع مشروع طريق 306 لأنه طريق حيوي بالنسبة للمدينة، كما طالب وزارة الداخلية بالعمل على فتح مخفر المدينة وهو حلم للأهالي ليشعروا بالأمن والطمأنينة.
فرع غاز
بدوره، بارك أمين صندوق جمعية مدينة صباح الأحمد عايد العايد لأهالي المدينة افتتاح فرع الغاز ووعدهم بأن هذا أول الغيث في تأسيس الجمعية، وتمنى العايد أن يلتفت المسؤولون إلى المدينة النائية وأن يشعروا بحاجات سكانها، ونذكرهم بأن أكثر من 500 أسرة تعيش فيها بلا خدمات صحية وأمنية وغيرها ولا بد من حلحلة هذه الأمور تدريجيا.
تسليم السوق المركزي
طالب رئيس مجلس ادارة جمعية مدينة صباح الأحمد عبدالحميد الدوسري عبر «الأنباء» المؤسسة العامة للرعاية السكنية بان تستعجل في تسليم السوق المركزي وباقي الافرع، وكذلك طالب الشؤون بتسهيل الاجراءات وتبسيطها حتى يتسنى افتتاحها في أسرع وقت لخدمة الأهالي. وأضاف الدوسري: نريد من جميع الوزارات أن تلتفت لمدينة صباح الاحمد وذلك لاستكمال واتمام كل الخدمات المطلوبة، خصوصا المحور الخدمي، فهي كما نعلم مدينة متكاملة وهي تحمل اسم شخص عزيز على قلوبنا اطال الله في عمره، متمنيا ان تلاقي مناشدات الأهالي صدى لدى الجهات المعنية في الدولة في اقرب وقت ممكن.
السياج الشجري
يطوق مدينة صباح الأحمد سياج شجري بلغت تكلفة إنشائه أكثر من 6 ملايين دينار بطول 18 كيلومترا، وعرض 200 متر، للحد من الغبار والحيلولة دون زحف الرمال إلى المدينة، إلا أن ذلك السياج تحول إلى وجبة يومية دسمة للإبل والأغنام التي يدخلها أصحابها إلى المدينة عبر ثغرات مستحدثة في جدرانها لتأكل من خضرة المال العام بلا رقابة وبلا محاسبة، رغم تقديم العديد من البلاغات للبلدية ممثلة في طوارئ الأحمدي من بعض أهالي المنطقة، كذلك زحفت تلك الرمال لتغطي الكثير من طرق وأرصفة ودوارات وشوارع المدينة.
تأخر مركز الإطفاء
طالب الأهالي بسرعة بناء مركز الإطفاء والذي لايزال في مراحله الإنشائية الأولى، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول سبب التأخير نظرا لأهمية المرفق، خاصة أن المدينة بعيدة عن المناطق السكنية الأخرى، ما يجعلها معرضة للمخاطر، ما يتعذر معه إخماد الحرائق في الوقت المناسب وتعريض ارواح قاطنيها للخطر.
المدينة وملحقاتها
مدينة صباح الأحمد، ممثلة في 5 ضواح، من المتوقع العمل بها كمحافظة ممثلة في قسائم الضاحية c بعدد 1564 قسيمة، و1728 في قسائم الضاحية b، و1950 في الضاحية e، و2131 قسيمة في الضاحية d، إلى جانب توفير 2201 بيت في الضاحية a، ولم تتم تسمية الضواحي بعد، بإجمالي 9574 وحدة سكنية. ويفترض ان توفر المدينة 52 مدرسة، و70 مسجدا، و6 مراكز للضواحي، و28 محلا، و6 مخافر للشرطة، و6 مراكز صحية، و6 أفرع غاز، فضلا عن جامعة ومعاهد ومجمع وزارات حكومي ومستشفى.
غازات سامة
على بعد أمتار من بيوت الدخل المحدود، أنشأت وزارة الاشغال محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، الأمر الذي اثار مخاوف اهالي المدينة، خصوصا أنهم قدموا العديد من الشكاوى بسبب المحطة، التي يعتبرونها خطرا قاتلا نتيجة للمواد البكتيرية لمعالجة المجاري والاوساخ مبينين انها ضارة على القريبين منها.
حواجز حامية
وضعت شركات المقاولات حواجز للحماية عند مداخل المدينة، خصوصا بعد سرقة عدد من الكيبلات من صناديق الكهرباء قبل أشهر، وسرقة بعض المحولات الكهربائية، وبعض المواد الإنشائية لتجهيزات البيوت.