- حصلت مع نادي الكويت على بطولة الدرجة الثانية للشباب عام 1964 والشيخ عبدالله الجابر كان سببا في إكمال المباراة بعد نزول الجمهور إلى الملعب
- توليت تحكيم مباراة بين الفحيحيل والساحل بعد أن رفض جميع الحكام إدارتها وأحداثها لا تذهب من ذاكرتي
- أصدرت أول كتاب عن فن التعليق ضمنته خبرة 25 سنة أمضيتها في هذا المجال
- حصلت على قلادة الكشاف العربي من الدرجة الأولى وهي أعلى وسام من الاتحاد العربي للكشافة
- أول مباراة علّقت عليها كانت بين الكويت وخيطان ومع بدايتها أخطأت قائلا «نادينا يلعب مع خيطان»
- فقدت الوعي ليومين متتاليين بعد أن ركلني علي المسعود في رأسي خلال إحدى المباريات ومن يومها ونحن أصدقاء
ما أجمل أن تستمع إلى سمات حياة الماضي بما حملته من عبق وكفاح، وما ميز رجالها من صفات خلدت اسماءهم وجعلتهم نموذجا يحتذى في التآلف والتوادّ والتكاتف في بناء الوطن.
ضيفنا لهذا الأسبوع واحد ممن ساهم في رسم الصورة الجميلة لكويت الماضي، ويستحق ذلك بجدارة، حيث إنه كان أول من يصدر كتابا عن فن التعليق ليضمنه الإيجابيات والسلبيات التي على المعلق الجيد أن يراعيها او يتفادها، ذلك الكتاب تناول فنيات التعليق معتمدا على خبرة 25 عاما أمضاها ضيفنا سلطان غانم المفتاح في هذا المجال رغبة في تقديم الفائدة للأجيال الحالية والمقبلة.
مجال التعليق دخله سلطان المفتاح بعد أن كان لاعب وسط متميزا، حيث لعب لفريق الأهلي قديما قبل إنشاء الأندية الحديثة كما لعب في نادي الكويت وحصل معه على بطولة الدرجة الثانية للشباب عام 1964 وهو لا ينسى حادثة اصابته في احدى المباريات وسقوطه على الأرض ليفقد الوعي لمدة يومين بعد ان ركله علي المسعود في رأسه خلال احدى الهجمات وصار اللاعبان من يومها صديقين حميمين.
بعد اللعب للكويت التحق بدورة تحكيمية، وفي هذا المجال له من المواقف المضيئة الكثير، يذكر منها سلطان المفتاح تلك المباراة التي رفض جميع الحكام تولي ادارتها وكانت بين فريقي الفحيحيل والساحل واحداث تلك المباراة لا تمحى من ذاكرته.
أما حديثه عن مشاركاته في الكشافة فلها ما يميزها من خلال مشاركاته المتعددة سواء في المخيمات الكشفية المحلية أو تلك التي أقيمت في الدول العربية والأجنبية، الكثير والكثير في هذه الرحلة الممتعة التي شملت العمل في الحقل التربوي حتى الوصول لمنصب موجه فني فضلا عن الفوز بمنصب نائب رئيس اللجنة الكشفية العربية، فإلى التفاصيل:
يقول سلطان غانم المفتاح ولدت في الكويت بالحي القبلي في فريج حمادة وبعد أربع سنوات من ولادتي انتقل الوالد الى منطقة المرقاب فأمضيت فيها حياة الطفولة وبداية مرحلة الشباب وكنا في فريج الريش ثم انتقلنا الى حولي بنقرة الطوري، وبجوارها نقرة الطخيم، ونقرة الحداد ونقرة الطواري وتعرف باسم اول من سكنها او اكبر العائلات سنا، وآخر سكن للوالد كان في منطقة القادسية فالوالد انتقل لعدة مناطق سكنية وذلك حسب الظروف التي كانت سائدة في ذلك الوقت وحسب الاعمال التي كان يزاولها. في تلك البيوت والمناطق عشت مع الوالد والاخوان واكتسبت معرفة وصداقات مع ابناء تلك المناطق السكنية.
والطفولة والشباب مع أبناء المنبر وابناء الفريج في المرقاب، ومن اصدقائي د.احمد السرهيد وسالم فرج وضاحي حمد وجاسم حيدر وعبدالرزاق ومشاري العمر وابراهيم الحداد وشريدة الشريدة وهؤلاء كنت معهم في حولي.
ومما اذكر انني كنت اذهب معهم الى ساحل البحر في الشعب البحري وكذلك الى سد حولي وكنا نلعب في ساحة نسميها ساحة المرزوق وكذلك ساحة الصقعبي وكنت ألعب كرة القدم مع ابناء المنطقة وقد اشتركت بفريق التبارز وكنا نتبارى مع الفرق الاخرى الموجودة في المنطقة مثلا النهضة وفريق العروبة، وفريق التضامن وهذه الفرق كانت في النقرة اما فرق المرقاب بالفريج فكانت مجموعة فرق لكرة القدم كان الشباب يتمتع بروح رياضية فنمضي الوقت بمرح ولعب.
اما عن الجيران في المرقاب فأذكر عائلة المحيطيب وعائلة الخزام ويوجد الفرية بين بيتنا وبيتهم ايضا بيت الرميضين ومقابلنا بيوت الضويحي والماص وراشد ومبارك الماص وبيوتنا صارت موقف السيارات لمجمع الوزارات حاليا القريب من مدرسة المرقاب ومسجد الوزان وموجود حاليا، اذكر ان امام المسجد كان الشيخ يوسف حمادة واذكر ان كبار السن وهم بطريقهم الى المسجد كانوا يأمروننا بالذهاب الى المسجد للصلاة، هذه نبذة عن طفولتي وبداية الشباب.
اللعب في الأندية
وتحدث سلطان المفتاح عن الاندية الرياضية فقال: كما ذكرت بدأت لعب الكرة بالفريج ومن ذلك المكان التحقت بنادي الاهلي وقد تم اختياري من قبل مساعد مدوة وكنت ضمن عدد من اللاعبين ومنهم سالم فرج وضاحي وحيدر وسلطان وبعد سبعة شهور من اللعب بالنادي الاهلي الحكومة اغلقت الاندية الرياضية وجمعيات النفع العام وكنت بالفريق الثاني (الناشئين) وألعب في الوسط ومعي احمد القندي وناصر البدر، والمدرب احمد المسفر الذي صار بعد ذلك حكما، والمشرف على الفريق يوسف سويدان واستمر اغلاق الاندية لسنتين وبعد ذلك تم انشاء الاندية الجديدة نادي الكويت ونادي القادسية والنادي العربي، بعد اغلاق الاندية رجعت للعب بالفريج مع احمد السرهيد وسالم فرج وجاسم حيدر وضاحي حمد ويعقوب الخرس وابراهيم الخرس والمذكور والملعب كان بأرض الصقعبي قرب سد حولي وكنت اذهب ماشيا والطريق ترابي والسيارات قليلة، وبعدما تم افتتاح الاندية الجديدة التحقت بنادي الكويت الرياضي بالفريق الثاني الشباب، وعام 1964 حصلنا على بطولة الدرجة الثانية متفوقين على الاندية الاخرى. اذكر هنا ان رئيس النادي كان الاخ فهد المرزوق، وايضا اذكر ان الفريق الاول بنادي الكويت كان يضم اللاعبين جاسم الحميضي ومشاري العنجري ويوسف السميط وصالح زكريا وجاسم المحري وحارس المرمى محمد جاسم.
اما الدرجة الثانية وفي المباراة التي حصلنا فيها على البطولة فقد حضر المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وكانت المباراة بين نادي الكويت وفريق النادي العربي وحصلنا على البطولة وحصل فيها حادث.
كان الحكم الاستاذ منير الدقاق وهو مدرس في التربية واثناء اللعب احد المتفرجين رمى شيئا ما على الحكم، واثناء التفات الحكم ادخل النادي العربي الكرة في مرمى نادي الكويت (هدف) رفعت الراية لوجود خطأ الا ان منير الدقاق حسب الهدف للنادي العربي.
ومع اصراره على رأيه دخل الجمهور الى الملعب ونزل الشيخ عبدالله الجابر لتهدئة الجمهور وأمسك الميكروفون لينادي ويهدئ من فوضى الجمهور وأكملنا المباراة وانتهت على خير وفاز نادي الكويت على العربي، ولعبت لمدة ست سنوات لنادي الكويت ومما اذكر ان الفريق الثاني بنادي الكويت بعد سنوات تحول الى الدرجة الاولى، وفي عام 1966 تركت اللعب.
حكم كرة القدم
واسترسل سلطان المفتاح في حديثه قائلا: الاخ يوسف سويدان عندما علم بأني سأترك اللعب عرض علي الالتحاق بدورة تحكيم القدم، فقبلت وتم تسجيلي بالدورة وكان معي غازي القندي ومحمد مال الله ومشاري ويوسف الاشوك وعبدالهادي يعقوب وكان المحاضر حكما مصريا وجبر الجلاهمة ويوسف سويدان
رئيس لجنة الحكام
وكانت أول دورة لإعداد حكام كرة القدم وفي عام 1964، ونجحت في الدورة وأول تحكيم لي كان في مباراة بين التضامن وخيطان الدرجة الثانية على ملعب خيطان، وكان مراقبا الخط هما عبدالرحمن البكر وسليمان الاشوك، وجبر الجلاهمة ويوسف سويلان كانا جالسين في المدرج يراقبان اللعب والتحكيم، وبعد المباراة هنأني يوسف سويدان.
ومن المشاكل التي صادفتها كانت مباريات بين نادي الفحيحيل ونادي الساحل في الدرجة الثانية، حيث ان جميع الحكام رفضوا تحكيمها لما يوجد من احتكاك بين الناديين فالتقيت مع الاخ يوسف السويدان، وقال هل تريد ان تصير حكما درجة اولى، فقلت نعم عندي الرغبة، فقال: عندنا مباراة بين ناديي الفحيحيل والساحل، اذا تجاوزت هذه المباراة بسلام ستترقي للدرجة الاولى، وكان ذلك بعد عدة سنوات من التحكيم، واخترت محمد مال الله وعلي حسين للخط، وركبنا في سيارة واحدة وتوجهنا الى الفحيحيل واثناء سيرنا بالسيارة كنا نأكل «أفندي» ونرمي القشر بالشارع، كان الجمهور جالسا على خط الملعب على الارض ولا توجد شرطة لحفظ النظام، وكانت النتيجة في الشوط الثاني 1 -1 وعندما تبقى من الزمن على نهاية المباراة خمس دقائق أدخل فريق الفحيحيل الهدف الثاني، وأثناء الوقفة بعد الهدف اقتربت من محمد مال الله مراقب الخط وقلت له انتبه باقي خمس دقائق والجمهور على الخط وذهبت لعلي حسين وقلت له نفس الكلام، وبعد الصفارة ونهاية المباراة كان التشجيع قويا ومع الصفارة ركضت ودخلت الشاليه ودخل الجمهور الى الملعب وبدأ الشجار والخناق لكن علي حسين تأخر عن الحضور، حيث ذهب لإحضار الكرة وحصل على شيء من الضرب وتقطعت فانيلته.
وتلك المباراة كانت آخر عملي بالتحكيم وانتهيت من التحكيم.
معلق رياضي
ويكمل سلطان المفتاح: بعد المباراة عرض علي يوسف سويدان خيارين اختار أحدهما: الترقية الى حكم درجة اولى أو الدخول في دورة اعداد المعلقين.
وقد عرض علي هذا الاقتراح السيد خضير المشعان وعبدالعزيز جعفر الوكيل في الاعلام. الفكرة ان كل ناد رياضي عنده معلق من ابناء النادي، الا نادي الكويت، فعرض علي ان أكون معلقا رياضيا، وكان النادي العربي عندهم خالد الحربان، أما نادي القادسية فكان عندهم عادل احمد. التقيت مع المرحوم عبدالعزيز جعفر وكان يومئذ وكيلا مساعدا للاذاعة، وعينت معلق اذاعة وتلفزيون، ومما أذكر ان اول مباراة علقت عليها كانت بين فريقي الكويت وخيطان في الدرجة الثانية على ملعب خيطان وكان ذلك اختبارا لي وأمامي أربع مسجلات وأربعة مختبرين ومنهم متخصص لغة عربية وآخر رياضي وهو عبدالعزيز الخطيب وآخر فني نقل، فضلا عن الرابع.
وانطلقت بالتعليق وأول كلمة كانت خطأ فنيا صدر مني وهو انني قلت «نادينا يلعب مع نادي خيطان» وهذا خطأ ومن المفروض ان اقول نادي الكويت يلعب مع نادي خيطان واخذوا علي هذا الخطأ.
لأن المعلق لابد أن يكون محايدا ولا يمثل ناديه فقط.
والخطأ الثاني الذي ارتكبته كان عندما كلفت بالتعليق على مباراة نهائية على كأس سمو الأمير بين نادي الكويت ونادي القادسية في السبعينيات، واثناء التعليق، والخطأ الذي وقعت فيه هو انني قلت نحن الكويت ادخلنا هدفا والقادسية ادخل في مرمانا هدفا، نحن ندخل هدفا وهم يدخلون هدفا، هذه الجمل خطأ.
وبعد المباراة انتقدوني لهذا الكلام، وهذا خطأ كبير واستدعيت من قبل وكيل الاعلام عبدالعزيز جعفر، وقال: انت معلق ويجب ان تكون محايدا ولا تميل مع نادي الكويت.
وكنت بعد التعليق على كل مباراة أحضر الشريط ونناقش الاخطاء مع مجموعة من الاخوان الرياضيين، المهم ان تلك المباراة فاز فيها نادي الكويت والمكافأة حسب النادي والتضحية كنت ادخل النادي الساعة الرابعة عصرا وأخرج الساعة الحادية عشرة، وكثير من المباريات كنت المعلق لها، واستمررت في التعليق حتى بعد التحرير. ومن أهم المباريات التي علقت عليها كانت بين الكويت والعربي في الدوري العام. وإذاعة المباريات كانت فقط لمباريات الدرجة الاولى تلفزيون واذاعة والمعلق للدرجة الاولى والثانية. والجدول موجود للمعلقين والاحتياط موجود، وكان هناك اتصال دائم بين المعلقين، والمعلق يحصل على خمسين دينارا عن كل مباراة من التلفزيون، والمعلق يتحمل التعب قبل المباراة وبعدها. على سبيل المثال يقرأ ما يكتب في الصحافة المحلية ومشاهدة التدريب للفريقين المراد التعليق عليهما والتحليل، وبسبب المجهود الذي بذلته اثناء عملي معلقا: اصدرت كتابا بعنوان «فن التعليق الرياضي».
وضعت خبرتي ومجهودي وعملي خلال 25 سنة في هذا الكتاب، وهو أول كتاب يصدر عن هذا الموضوع ولم يسبقني اي معلق رياضي في اصدار مثل هذا الكتاب، حيث انني بعد التقاعد قلت لابد ان أعمل شيئا يخدم من سيأتي من بعدي من الاجيال القادمة لكي يقارنوا أيامهم مع من سبقهم ومعرفة الزملاء، والمشاكل التي تواجههم دونت كل ملاحظاتي الفنية والرياضية، وما هو دور المعلق قبل وبعد المباريات، وقد دونت ثلاث مراحل: قبل المباراة واثناء المباراة وبعد المباراة. وتم توزيع الكتاب على جميع الجهات الرسمية وعلى الزملاء المعلقين في الكويت وخارجها.
وأذكر أحسن مباراة علقت عليها فاز خلالها الكويت على القادسية وآخر تعليق بعد تحرير الكويت المباراة ما بين نادي كاظمة والكويت على ملعب نادي كاظمة ونادي الكويت فاز بنتيجة 1 - 0، وشهد الدوري العام وآخر تعليق لي على المباريات ثم ودعت الزملاء.
والسبب في تركي التعليق هو ضعف النظر، حيث أصبحت لا استطيع ان أميز بين اللاعبين على مسافة بعيدة والتقدم في العمر. ولم أتقبل نقد صحافي شاب بهذا العمر، أي ان الاسباب صحية وشخصية، لم أقدم محاضرات في التحكيم والتعليم.
ثم تحدث سلطان المفتاح عن النشاط الكشفي، حيث قال: تأسست الحركة الكشفية في الكويت عام 1936 وأول قائد ومسؤول عنها كان المرحوم محمد المغربي، اما بالنسبة لالتحاقي بالكشافة فكانت البداية من مدرسة المرقاب التحقت بالاشبال والقائد المرحوم الاستاذ نجم الخضر والمرحوم خالد المسعود كان مدرسا للتربية البدنية وكان عددنا أربعين شبلا والاغنية التي كنا نغنيها في المدرسة ان الاستاذ يوسف العمر كان شعر رأسه خفيفا وذات يوم كنا جالسين مع الاستاذ نجم الخضر وفتح باب الغرفة الاستاذ يوسف العمر وقال كع كع كع أنتم اشبال الاقرع فرددنا معه الكلمات كأغنية ورد عليه الاستاذ نجم الخضر وقال صه صه صه نحن اشبال النبصة ومعناها المصاب بعينيه.
وكنا نردد تلك الكلمات.. أمضيت اربع سنوات في فرقة الاشبال وكنا نقوم برحلات برية صباحية من مدرسة المرقاب الى سور الكويت المنطقة البرية وكل شبل معه اكله الخاص، ونشارك بعضنا بعضاً في الغداء: بلاليط وبيض مشخول وبطاط وباچله ونخي وخبز حلوى ورهش وخبز.
انتقلت الى مدرسة حولي المتوسطة بعدما انتقل الوالد للسكن في النقرة وهناك التحقت بفرقة الكشافة وكان القائد المرحوم الاستاذ علي سليمان مصري الجنسية، واذكر ان الشيخ فهد الاحمد الشهيد نقل من المتنبي الى مدرسة حولي وانضم الى فرقة الكشافة وكان مؤدبا وخلوقا ومساعدا لزملائه. واذكر ان الرحلات الكشفية كانت تقام كل يومي خميس وجمعة نذهب الى قرية المنقف وابوحليفة والشعيبة بواسطة سيارة لوري مخصصة من قبل وزارة التربية وأحيانا كان يذهب معنا بعض المدرسين يمضون وقتا جميلا طيبا في الرحلات، وايضا كانت تشارك مدارس اخرى مثل فرقة كشافة المتنبي ومدرسة عمر بن الخطاب علي جاسم الشاهين وعبدالجبار مزعل ومنصور الهاجري وكنا نقيم مسابقة بين القادة مثلا قائد مدرسة حولي يقول لقائد احدى المدارس القريبة هذه الليلة سنأخذ علمكم وحاول ان الكشافة يدافعون عن اخذ العلم، طبعا حراسة مشددة من قبل كشافة المدرسة الثانية، والحراسة في الليل مع شدة البرد وكانت هناك مناوبة بين الكشافة.
حوادث كشفية
ويمضي سلطان المفتاح في ذكرياته قائلا: يوم من الايام الكشفية وفي الليل قائد الكشافة كان يدربنا على الالعاب الليلية وهي عبارة عن فريق يدافع وآخر يهاجم، ومن الذي يستطيع ان يحمي المخيم واثناء التدريب داخل المخيم وفجأة واثناء تواجدنا بالتدريب فتحت علينا كشافة اضاءة ليلية وسيارات وعسكريين يحملون رشاشات والضابط يصرخ ارفع يدك يا ولد، رفعنا ايدينا وتوقفنا عن التدريب واذا بالضابط يقول خلاص بزران (يعني أولاد صغار).
الضابط ومن معه اعتقدوا اننا متسللون عن طريق البحر، وهناك من ابلغهم بوجودنا.
والضابط يقول غير متسللين هؤلاء اولاد.
واما القصة الثانية فكنت مشاركا في مخيم عالمي في كندا وبرفقتي مجموعة من الكشافة الكويتيين وبالقرب من مخيمنا مجرى ماء في حديقة كبيرة جدا.
واحد من كشافتنا جمع القمامة (الزبالة) ووضعها في كيس ورماه في مجرى الماء.
بعد تقريبا نصف ساعة حضرت سيارة البيئة ونزل منها ضباط وجمعونا نحن قادة ثلاثة مخيمات الكويت وباكستان وايطاليا وسألونا من رمى هذا الكيس بعدما اخرجوه من الماء وسألوا القائدين الآخرين فقالا ليس لنا واعترفت بأن هذا الكيس لنا فقالوا عليك مخالفة 25 دولارا فدفعتها وعاقبت الطالب الذي رمى الكيس وطبقت عليه عقاب جري خمسة كيلومترات ذهابا ومثلها ايابا وبعد ذلك انتظمنا. والطالب منذ ذلك اليوم لا يرمي الاوساخ الا في الزبالة وحاليا صار كبيراً في السن.
مؤتمرات كشفية عالمية
وعن المشاركة في المؤتمرات والمخيمات الكشفية قال المفتاح: للكويت حضور دائم في المؤتمرات الكشفية والمخيمات وتتكون الفرق واللجان للمشاركة ولم تتأخر الكويت يوما ما عن تلك المؤتمرات ودائما كنا نشارك فيها، ومما اذكر ان الذين سبقونا في الحركة الكشفية لهم الفضل الكبير في ارساء ودعم الحركة الكشفية والمشاركة في تلك المؤتمرات، وأول مشاركة لي كانت في القاهرة بالمؤتمر العربي وذلك عام 1966، وكان معي عبدالله القلاف وصالح الشراح وصلاح سويدان وحضرت عدة مؤتمرات عالمية وعربية، مثلا في مؤتمر القاهرة كان النقاش حادا حول انشاء المنظمة الكشفية العربية، وان يكون لها مقر، وبعد ذلك بدأنا بجمع التبرعات لها، والمؤتمر الثاني كان في اليمن، وتم بناء المقر في القاهرة وبعد العدوان الاسرائيلي على مصر تقرر نقل مقر الكشافة من القاهرة الى تونس، الا ان الكويت وقفت وقفة قوية عربية مع مصر، وقلنا ان الكشافة من مبادئها ومواقفها عدم التدخل في السياسة واعفونا عن التدخل في السياسة لأنها ستشق العرب الى شقين، وحاول الوفد الكويتي بكل وسائله وأرجعنا مقر الامانة العامة للكشافة الى القاهرة.
ومن احداث المؤتمرات العالمية زيادة الاسعار، بعض الدول صنفت a, b, c ووضعت اشتراكات عالية على الدول الغنية، واسعارا متدنية على الدول الفقيرة، وكانت هناك معارضة من قبلنا، حيث لابد ان توحد الاسعار على جميع الدول وحددنا خمسة آلاف دولار اشتراكا لكشافة كل دولة، وهذا كان اقتراح الكويت وكذلك انتخاب الامين العام كان لكشافة الكويت دور كبير فيه وحضر ذلك المؤتمر المرحوم علي الحسن ممثلا عن الكويت. وأيام الاحتلال العراقي للكويت عقد مؤتمر في القاهرة للكشافة ووقفوا مع الكويت وأصدروا بيانا بعودة الشعب الكويتي ولأول مرة حضر سفراء جميع الدول العربية ذلك المؤتمر، وكانت تظاهرة كشفية كبيرة.
وقد قدمت الكويت الكثير لكشافة بعض الدول العربية مثل السودان وموريتانيا والصومال، ومنها دفع رسوم بعض الدول التي لا تستطيع دفعها لأن أي دولة لا تدفع الاشتراك ليس لها حق التصويت والاشتراك في المؤتمرات.
واضاف المفتاح: المرحوم الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، كان حريصا جدا على دعم وحضور المؤتمرات الكشفية العالمية من نفقته الخاصة، وكان يساهم في جمعية الكشافة الكويتية، وخير دليل على مساندته تبرعه السخي لبناء مبنى جمعية الكشافة الكويتية المقام حاليا بشارع بيروت وكذلك تأثيث المبنى.
ولا أنسى ان المغفور له الشيخ جابر الاحمد وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كانا كشافين بفرقة الكشافة الكويتية في المدرسة المباركية ومن اوائل من انضموا للكشافة منذ افتتاحها عام 1936 ـ 1937 وكانت لهما مساهمات في الحركة الكشفية ومعهما المرحوم الشيخ سالم الصباح والمرحوم الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وعبدالمطلب الرفاعي والمرحوم الشيخ خالد عبدالله السالم والمرحوم الشيخ جابر العلي كانوا بالكشافة.
قصة تأسيس الكشافة في الكويت
وتحدث سلطان المفتاح عن تأسيس الكشافة قائلا: عندما زار المرحوم الشيخ عبدالله الجابر رئيس المعارف الجمهورية اللبنانية عام 1936 وشاهد الكشافة اللبنانية اعجب بالحركة الكشفية اللبنانية التي تأسست عام 1912 والشيخ عبدالله الجابر، وبعد عودته الى الكويت ومع وجود اول بعثة مدرسين فلسطينيين استدعى محمد المغربي وطلب منه تأسيس فرقة كشافة، في المباركية، فتم تأسيسها وانضم اليها عدد كبير من الطلبة الكويتيين وكانت اول فرقة كشفية كويتية واول تأسيسها كانت الكشافة تساعد في الاحوال الاجتماعية والمرور والاحتفال بالاعياد والاستعراض ـ كانت الكشافة «دينامو» المدارس في الاحتفالات. واذكر ان سنة الهدامة الثانية عام 1954 شاركت الكشافة في مساعدة العائلات المتضررة من تهدم بيوتها ايضا زيارة المرحوم الملك سعود بن عبدالعزيز للكويت الكشافة شاركوا في الاستقبال والاحتفال والاستعراض، انتشرت الحركة الكشفية في الكويت وفي جميع المدارس، وكان العدد بازدياد كبير.
كشافة الكويت شاركوا في المخيمات والمؤتمرات في مؤتمر الزبداني شاركت وقد كنت كشافا من ضمن فرقة الكشافة المدرسية، وكذلك عندما اصبحت قائدا، وفي العام الماضي شاركت في المؤتمر الذي عقد في تونس وقد كنت نائب القائد العام في ذلك للمخيم العربي.
اقول ان فكرة انشاء الكشافة في الكويت كانت من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر رئيس المعارف عام 1936 بعدما شاهد كشافة لبنان ومن ذلك العام وحتى يومنا هذا والكشافة مستمرة في الكويت، واول مخيم اقيم للكشافة في الكويت كان في الشامية خلف السور. اما المخيم الدائم فكان في الفنطاس على ساحل البحر وكانت اول مشاركة لي بذلك المخيم عام 1958 وكان قياديو المخيم المرحوم محمد النشمي والمرحوم صالح شهاب والمرحوم عيسى الحمد والمرحوم مهلهل المضف والاستاذ ابراهيم الشطي، واذكر ان الاخ رضا الفيلي كان طالبا كشافا مشاركا معنا، وهو المسؤول عن اذاعة المخيم وثامر السيار. وفي احدى ليالي ذلك المخيم نزلت علينا امطار غزيرة وان السيل نزل علينا من البحر وسحب القدور والاخشاب والخيام الصغيرة.
والمرحوم محمد النشمي كان ماسكا الميكروفون ويصيح ويغني «طق يا مطر طق، بيتنا جديد مرزامنا حديد، طق يا مطر طق»، والقيادة الكشفية جمعوا الكشافة ووضعونا داخل خيمة كبيرة حتى هدأ الجو وفي الصباح أشرقت الشمس وبدأنا بتصليح خيام المعسكر الكشفي عام 1958.
والساعة العاشرة صباحا حضرت ثلاث سيارات لوري محملة بالخرفان هدية من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح للكشافة وكل مدرسة لها خروف أو اثنين. ومن ذلك العام كل مخيم كشفي سنوي توزع الخرفان على المدارس وكانت عادة طيبة عند المرحوم الشيخ عبدالله الجابر حيث كان ذلك اليوم يصير عيدا كبيرا عند الكشافة داخل المخيم حفل السمر في الليل عند المدارس وحفل سمر شامل لجميع الفرق الكشفية المشاركة. ومما اذكر ان زيارة اولياء الامور لأولادهم كانت تتم بعد العصر، وفي احد الايام بلغ عدد الزوار ثلاثين الف زائر في يوم واحد للمخيم الكشفي. وهذا رقم تاريخي مسجل للكشافة الكويتية، الكشافة علم من اعلام التربية والعلم والثقافة.
وعن هذا المخيم يتذكر المحرر انه شارك فيه، وقال لضيفنا: «لقد شاركت في المخيم الذي اقيم عام 1958 في الفنطاس وشاهدت الامطار والسيول وكنت كشافا في مدرسة عمر بن الخطاب في حي القبلة».
بعد مخيم الفنيطيس انتقلنا الى منطقة كبد ولكن توقف العمل بذلك المخيم، وذلك بسبب احتراق ثلاثة طلاب في خيمتهم ليلا، حيث انهم من شدة البرد ادخلوا (دوة الفحم) داخل الخيمة واختنقوا وتم اغلاق ذلك المعسكر في كبد، وذلك حدادا على ارواح الطلبة الذين قضوا في ذلك الحريق وعطل العمل في معسكر كبد لمدة ثلاث سنوات، والسنة الثالثة اقيمت المعسكرات تابعة للمناطق التعليمية وأقمنا معسكرا للكشافة في مزرعة قديمة في ابوحليفة وبعد عشر سنوات رجعنا الى كبد واقول ان الحركة الكشفية عالميا تأسست عام 1907 ومضى على وجودها حتى يومنا هذا مائة عام وسنتان ولا تزال الحركة واقفة شامخة بين جميع المنظمات والتجمعات الدولية. واحتفلنا بمرور مائة عام في لندن وقد شارك في ذلك الاحتفال 180 دولة العام الماضي المخيم المئوي والحضور تقريبا ثمانين ألف كشاف شاركوا يوم الافتتاح.
اقول ان جميع الحركات السياسية التي تأسست قبل وبعد الحركة الكشفية قد انتهت إلا الحركة الكشفية باقية لأنها حركة تطوعية لا دينية ولا سياسية وجميع الامم والدول تؤيدها آخر منصب حصلت عليه وقد نجحت في الانتخابات الاخيرة عام 2008 نائب رئيس اللجنة الكشفية العربية.
وهذا منصب كويتي كبير نفتخر فيه وقد سبقني لهذا المنصب المرحوم علي حسن العلي وهو اول كويتي اشكر جميع الاخوان.
وحصلت على قلادة الكشاف العربي من الدرجة الاولى وهذا أعلى وسام من اتحاد الكشفي العربي، واما على مستوى دول الخليج العربي فعندنا تجمع تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجتمعون كل عام في الرياض ويناقشون الامور الكشفية والخطة السنوية وحصلت على قلادة مجلس التعاون الخليجي تسلمتها بحضور احتفال كبير ونحن اربعة تسلمنا هذه القلادة.كذلك عضو في اتحاد العربي لرواد الكشافة القدامى، والاتحاد في لبنان تأسس عام 1981 وقد نجحت في اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي نحن في الكويت تبنينا المقر الدائم للاتحاد العربي للبرلمانيين الكشافين العرب. كل كشاف ينجح في الانتخابات البرلمانية في بلده يصبح عضوا يدخل في هذا الاتحاد، فأسسنا اتحاد البرلمانيين في الكويت عندنا د.ناصر الصانع وعلي الراشد ودعيج الشمري وخلف دميثير وعدنان عبدالصمد.
وجوهر حياة وصالح عاشور وجهزنا لهم مقرا في الدور الرابع في مبنى جمعية الكشافة الكويتية وحصلنا على الشارة الخشبية.
وهي ثلاث مراحل المرحلة الاولى خشبتان قائد كشفي، ثلاث خشبات مساعد قائد تدريب، أربع خشبات مدرب دولي.
موقف وعبرة
وتحدث ضيفنا عن القائد الكشفي عزيز بكير واصفا اياه بأنه كان قائدا كشفيا كبيرا وكان يوما من الايام في مخيم ابوقير في الاسكندرية، وخلال يوم راحة للمشاركين عرض عليهم ان يقوموا برحلة سياحية وركبوا الباص واول محطة لهم كانت في السوق، وقال لهم شاهدوا هذا المكان وانزلوا وتسوقوا وبعد ذلك آخذكم الى مكان آخر. جميع الكشافة حضروا عدا خمسة كشافين تأخروا عن الموعد فتركهم وسار الباص بمن حضر وقال للحاضرين اريد منكم ان تتعلموا الحفاظ على الموعد.
وخلال حديثه عن ذكرياته قال سلطان المفتاح: بعدما أكملت المرحلة المتوسطة التحقت بثانوية الشويخ لسنة دراسية واحدة ناجحا الى الصف الثاني الثانوي ولكن بعض الاصدقاء قالوا تعال الى المعلمين وهو أقصر طريق للوظيفة وتحصل على دبلوم المعلمين التحقت بالمعلمين وانهيت الدراسة تخصص مواد عامة ـ وعينت مدرسا في مدرسة خالد بن الوليد ـ مدرس علوم.
وفي معهد المعلمين انضممت للكشافة وعثمان صديقي قائد الكشافة ومدرس البدنية وعملت مدرسا للعلوم 10 سنوات بعد ذلك نقلت الى ادارة التربية البدنية وعينت موجه كشافة وكان مدير الادارة فيصل مطر ـ وقد أدخل العنصر الكويتي في الادارة وبقيت في التوجيه حتى تقاعدت.
حادثة رياضية
كنت لاعب كرة قدم بفريق مدرسة حولي والاخ علي المسعود كان يلعب في مدرسة فلسطين واقيمت المباراة النهائية بين مدرسة فلسطين ومدرسة حولي على ملعب مدرسة فلسطين اثناء اللعب رفعت الكرة من الكورنر وكنت مهاجما، وعلي المسعود كان واقفا بجانبي رفع رجله لضرب الكرة مع قفزة مني لضربها بالرأس فجاءت ركلة المسعود على رأسي فسقطت على الارض مغمى علي وتم نقلي الى المستشفى ودخلت في غيبوبة لمدة يومين بسبب الضربة والوالد خفف الخوف عن المسعود وقال له روح ما في شيء، والحمد لله على السلامة وبعد ذلك خرجت من المستشفى ومن ذلك اليوم ونحن اصدقاء واخوان ونلتقي مع بعضنا البعض.
هذا اللعب والملاعب بذلك الوقت رملية كانت ملاعب مدرسية او ملاعب الاندية فاز فريق مدرسة حولي على فريق مدرسة فلسطين 2 ـ 1 ولاول مرة في تاريخ الرياضة المدرسية ان يحضر المرحوم عيسى الحمد وكان مفتش التربية الرياضية بوزارة التربية والمسؤول الاول عن الرياضة في مدارس الكويت يحضر طابور الصباح في مدرسة حولي حاملا معه الكأس وفي الطابور قال عيسى الحمد لأول مرة في تاريخ الرياضة المدرسية ينتقل الكأس من مدارس المدينة الى مدرسة حولي وكانت حولي في ذلك الوقت قرية من قرى الكويت ولأول مرة اهل القرى يحصلون على الكأس عام 60 ـ 61.
الحركة الكشفية في الكويت
قال سلطان المفتاح: عندنا فرق الأشبال والجوالة والكشافة والكشافة البحرية.
ومع بداية شهر يوليو الماضي قررنا تشكيل فريق كشفي للغوص بالتعاون مع النادي العلمي لثلاثة أعمار: المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعة، والتدريبات ستستمر لمدة شهرين ويحضرها عشرون طالبا في البداية.