- أبو الحسن: أصبح لدى الجالية الإسلامية في نيويورك مركز متكامل يشتمل على مكان للصلاة ومدرسة ومركز ينشر أصول الثقافة والفقه والوسطية
تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يرافقه نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أقيم مساء امس الأول حفل افتتاح مدرسة المركز الثقافي الاسلامي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.
حيث وصل سموه الى مكان الحفل في الساعة السادسة مساء واستقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل القائمين على المركز.
وتفضل سموه بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمدرسة بعدها بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وألقى امام المركز الشيخ شمسي علي كلمة عبر فيها عن ترحيب المركز الاسلامي في مدينة نيويورك بصاحب السمو الأمير.
واشار الى الدور الذي يقوم به المركز في خدمة الجالية الاسلامية في مدينة نيويورك حيث تستفيد هذه الجالية من البرامج الدينية والثقافية التي يقدمها المركز.
واضاف الشيخ شمسي ان المركز يعقد محاضرات وندوات وحلقات دراسية وورشات عمل أسبوعية حول الاسلام وذلك للمسلمين وغير المسلمين على وجه السواء وبين الحين والآخر ندعو علماء مسلمين من الخارج من دول اسلامية مثل مصر والسعودية والكويت واندونيسيا وماليزيا وباكستان وغيرها من الدول.
وتابع قائلا «صاحب السمو بتوفيق من الله وبسخاء حكومة وشعب الكويت ودول اسلامية أخرى تمكن المركز الثقافي الاسلامي في مدينة نيويورك من أن يقدم لأطفال جاليتنا مدرسة اسلامية بساعات دوام يومية كاملة».
واضاف «يتوجب علي أن أبلغ سموكم بأن المركز الثقافي الاسلامي في مدينة نيويورك بصفته أكبر وأهم مؤسسة اسلامية في نيويورك ان لم يكن في الولايات المتحدة بأكملها كان دائما يحتل مركز الصدارة في بناء جسور التفاهم بين الجاليات الدينية المختلفة و كان دائما بؤرة الاتصال بين المسؤولين في المدينة وأعضاء الجالية الذين يبلغ عددهم أكثر من 800.000 نسمة».
كما ألقى رئيس مجلس امناء المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المراد كلمة عبر في مستهلها عن ترحيبه وأعضاء مجلس أمناء المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والضيوف الأعزاء الذين شاركوا حفل افتتاح مدرسة المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك.
وعبر السفير المراد عن جزيل الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة للكويت وعلى رأسها صاحب السمو الأمير وذلك على سخائها واهتمامها بهذا المشروع المهم اضافة الى دعمها المتواصل للمركز الثقافي الاسلامي منذ تأسيسه في بداية الستينيات وحتى يومنا هذا حيث لم تتوان الكويت يوما عن الاضطلاع بمسؤولياتها والتزاماتها بادارة المركز والعمل على تطوير أنشطته الدينية والثقافية والاجتماعية وتلبية جميع متطلباته.
واشار الى ان الكويت احتضنت فكرة انشاء المركز الاسلامي ودعمتها منذ البداية وقد تولى رئاسة مجلس أمنائه عدد كبير من مندوبي الكويت الدائمين لدى الأمم المتحدة.
واكد السفير المراد اهمية افتتاح هذه المدرسة أبوابها أمام أبناء الجالية الاسلامية في هذه المدينة التي لا تضاهيها أي مدينة أخرى في العالم في تنوع سكانها العرقي والديني والثقافي مما أدى الى تقدمها وازدهارها.
واكد أن من أهداف هذه المدرسة النموذجية أن تغرس في نفوس أطفالنا أصول التربية الاسلامية الصحيحة التي تقوم على أساس المشاركة والأخوة والتسامح ليصبحوا مواطنين صالحين وهذه هي مبادىء الدين الاسلامي التي كرستها رسالة المركز تمشيا مع دوره البارز في تحقيق التفاهم والتقارب بين جميع أبناء الديانات واحترام آراء الآخرين والدفاع عن الاسلام وعقيدته ضد من يعملون على تشويه الحقائق ونشر الدعايات المغرضة.
وقال السفير الكندري ان اطفال الجالية الاسلامية سينعمون في ظل هذه المدرسة بمرافق حديثة تشمل 11 فصلا دراسيا مزودة بأحدث الوسائل التعليمية ومكتبة وقاعة كاملة التجهيزات لممارسة التمارين الرياضية ومدرجا ومسرحا لاقامة الأنشطة والعروض الفنية المتنوعة، مشيرا الى ان المبنى يضم ايضا المكاتب الجديدة للادارة والهيئة الدينية والهيئة التدريسية وقاعات مختلفة مزودة بأحدث وسائل الاتصالات الفورية.
وعبر السفير الكندري في ختام كلمته مجددا عن شكره لصاحب السمو الأمير لحضوره واهتمامه بكل ما من شأنه رفعة راية الاسلام والمسلمين ومساهماته القيمة والعديدة على مختلف الأصعدة في مجالات الحوار بين الأديان والثقافات وتحالف الحضارات وتعميق منهج الوسطية من أجل ترسيخ جذور السلام والأمن العالميين القائمة على الحق والمساواة.
وقدم السفير الكندري باسم مجلس الأمناء لصاحب السمو الأمير نسخة من المصحف الشريف تعبيرا عن جهود سموه في خدمة الاسلام ورفع رايته في كل مكان.
ثم أهدى القائمون على المركز هدية تذكارية الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بهذه المناسبة.
بعدها قام سموه والوفد الرسمي المرافق بجولة في أرجاء المدرسة. هذا وقد غادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
وقد حضر الحفل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الاسلامية.
إلى ذلك قوبل افتتاح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد مدرسة المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك بترحيب شديد وارتياح في اوساط الجالية العربية والاسلامية في المدينة.
وأعرب أفراد الجالية عن تفاؤلهم وأملهم في ان تقوم المدرسة بدور فعال في مجال التعليم ونشر الثقافة والقيم الاسلامية الوسطية معبرين عن شكرهم للكويت لانشاء هذا الانجاز الحضاري المهم.
وأعرب المستشار في الديوان الاميري محمد ابوالحسن عن ارتياحه لتحقق هذا الانجاز قائلا «طالما أحسست بحاجة الجالية الاسلامية لهذه المدرسة من خلال وجودي مع الجالية منذ 1981 فهي تحتاج الى مكان للصلاة ومكان للتثقف بالدين الاسلامي ومكان لتعليم أبنائها».
واضاف «وقد انعم الله علينا الآن بذلك وبحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تابع أعمال انشاء المركز ثم انشاء المدرسة عن كثب خلال السنوات الطويلة التي كنت أعمل فيها كمندوب دائم لبلادي في نيويورك».
واوضح ان «الحلم قد تحول الى حقيقة وأصبح لدى الجالية الاسلامية في مدينة نيويورك وأيضا لجميع المسلمين في الولايات المتحدة مركز متكامل يشتمل على مكان للصلاة ومدرسة ومركز ينشر أصول الثقافة والفقه الاسلامي والوسطية التي نحتاج اليها هذه الأيام».
وبين ان المدرسة هي آخر جزء من المشروع الذي أسسته الكويت بداية من 1963 عندما تم شراء قطعة الأرض التي نحن عليها الآن بمساحة 88 ألف قدم مربعة قسمت الى جزأين الجزء الاول وتبلغ مساحته 44 ألف قدم مربعة بني عليه المسجد وهو مبنى ذو طابقين وقد افتتحه صاحب السمو المغفور له الشيخ جابر الأحمد تغمده الله بواسع رحمته.وافاد بان الكويت الآن تنال فرصة أن يقوم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بافتتاح الجزء الثاني من هذا المشروع الضخم وهو المدرسة التي بنيت على مساحة 44 ألف قدم مربعة.
واضاف انه من حسن الطالع أن هذا المركز سوف يدير ويدعم نفقاته بالقيمة الايجارية التي تتولد لدى المركز من البناية السكنية ذات الـ 48 دورا التي بنيت على جزء من الأرض مقابل ايجار سنوي مشيرا الى انه بعد 99 عاما سيعود المبنى بكامله ملكا للمركز الاسلامي.
وأوضح ابوالحسن ان «هدف المدرسة ليس فقط تعليم الأطفال أصول الدين الإسلامي واللغة العربية وانما هي أيضا مدرسة نظامية ستبدأ من مرحلة الرياض الى المرحلة المتوسطة وسيحصل طلبتها على شهادات تؤهلهم للدخول الى أرقى جامعات الولايات المتحدة».
وأشار الى «أن المركز أصبح الآن محط أنظار كل من يقصد مدينة نيويورك من القادة »اذ استقبل رؤساء دول عديدين قاموا بأداء صلاة الجمعة وزاروا المركز الذي أصبح له أيضا باع طويل في بث روح الوسطية وبالذات بعد أحداث 11 سبتمبر.
وبين المستشار ابوالحسن أن المركز يستقبل منذ ذلك التاريخ الكثير ممن يريدون أن يعرفوا حقيقة الإسلام وما يتسم به من قيم التسامح والتواصل والوسطية، موضحا أن المركز ينظم في مسجده أسبوعيا ندوات حضارية تجمع بين جميع الديانات ويستقبل طلبة الجامعات والمدارس.
وهنأ أبو الحسن الجالية الإسلامية ورئيس مجلس الأمناء الحالي سفيرنا لدى الأمم المتحدة عبدالله المراد الذي بذل جهودا دؤوبة منذ أن تسلم رئاسة مجلس الأمناء لإيجاد الدعم والتأييد للمركز.