أكد سفيرنا لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم العبدالله أمس الاهمية الكبرى لزيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لواشنطن ولقاء القمة الذي سيجمعه بالرئيس باراك اوباما.
وقال السفير سالم العبدالله لـ «كونا» ان «هذه الزيارة تأتي في سياق عملية التشاور المستمرة التي يضطلع بها قادة البلدين وذلك نظرا للعلاقة المميزة التي تربط كلا من الكويت والولايات المتحدة».
وأوضح الشيخ سالم العبدالله ان الرئيس الأميركي وأعضاء إدارته يتطلعون إلى لقاء صاحب السمو الأمير وذلك لتبادل الآراء بشأن امثل السبل للتعاطي مع الملفات المهمة في المنطقة مثل قضية الشرق الأوسط والملف الإيراني.
وأضاف ان «هذه الزيارة لها أهمية خاصة كونها القمة الأولى من نوعها التي تجمع بين صاحب السمو الأمير والرئيس اوباما».
وأكد ان الجانبين يوليان هذه القمة أهمية كبرى نظرا للملفات المهمة التي سيتم بحثها ومنها العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.وبين الشيخ سالم العبدالله انه «وبالرغم من قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط الجانبين الا ان هناك رغبة كبيرة مشتركة لتطوير هذه العلاقات الاستراتيجية لاسيما ان صاحب السمو الأمير يتطلع لبحث سبل زيادة تعزيز العلاقات الثنائية مع الرئيس اوباما».وبهذا الصدد تطرق السفير الى قضية المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو الذين قال انهم دائما في ذهن صاحب السمو الأمير وعليه فان قضيتهم ستكون في مقدمة المواضيع التي سيبحثها سموه مع الرئيس اوباما.
وأعرب عن تفاؤله بأن تحقق زيارة صاحب السمو الأمير الى واشنطن ولقائه بالرئيس اوباما انفراجا في مسألة المحتجزين الكويتيين في غوانتانامو.
وأوضح الشيخ سالم العبدالله ان صاحب السمو الأمير يأمل بأن تسهم محادثاته مع الرئيس اوباما في فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي في مجالات التعليم والرعاية الصحية والمجال الاقتصادي.
وردا على استفسار حول الملفات الاقليمية التي سيتم مناقشتها في لقاء القمة قال السفير العبدالله ان ثمة أربعة ملفات اقليمية «مهمة» سيتم بحثها في هذه القمة وهي الأمن في منطقة الخليج والعراق وإيران وقضية الشرق الأوسط.
وبين الشيخ سالم انه «ونظرا للعلاقات الاستراتيجية المتميزة والمصالح المشتركة التي تربط بين الجانبين واتفاق الطرفين على ضمان امن واستقرار منطقة الخليج فانه من الضروري بمكان ان يتباحث القادة حول السبل المثلى لضمان امن واستقرار هذه المنطقة الحيوية».
وحول الملف العراقي اكد سفيرنا لدى الولايات المتحدة ان « الكويت تربطها بشقيقتها العراق علاقات جوار ومصالح مشتركة عدة أبرزها ترسيخ امن واستقرار منطقة الخليج وعليه فان ما يحدث في العراق يؤثر على المنطقة وعلى دولة الكويت بشكل مباشر».
وأضاف «لذلك فان هذه القمة توفر فرصة ملائمة من اجل بحث التطورات الحاصلة في العراق ومناقشة ما يمكن ان يبذله الطرفان الكويتي والأميركي من جهود لتحقيق الهدف المنشود من قبل المجتمع الدولي وهو التوصل الى عراق آمن ومزدهر».
وبين ان «الكويت تحمل مشاعر طيبة وصادقة تجاه الأشقاء في العراق وقد تجلت هذه المشاعر في العديد من المواقف وان الكويت لديها علاقة جيدة مع العراق ويجري الطرفان مشاورات مستمرة حول العديد من الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك».
وقال الشيخ سالم «كما ان هناك رغبة ليس من قبل الكويت فحسب وإنما من قبل الولايات المتحدة أيضا في ان يسارع العراق في تنفيذ ما عليه من التزامات خصوصا فيما يتعلق بتنفيذ التزاماته الواردة في قرار مجلس الأمن رقم (833) بشأن الحدود بين الدولتين».
وفيما يخص القضايا الاقليمية الاخرى أوضح السفير سالم العبدالله ان صاحب السمو الأمير احد القادة العرب الذين شهدوا بداية ازمة الشرق الاوسط وتطوراتها الايجابية والسلبية ويعتبر من اكثر القادة العرب المتحمسين للتوصل الى سلام دائم وشامل يقوم على انشاء دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنبا الى جنب.
وأضاف الشيخ سالم ان صاحب السمو الامير سيعرب عن شكره للرئيس اوباما على اهتمامه بهذا الموضوع منذ اليوم الاول من تسلم مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة وان سموه سيشجع الرئيس اوباما على المضي قدما في مسعاه للتوصل الى حل شامل وعادل لهذه القضية يقوم على اساس دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا الى جنب.
وأشار الى «ان صاحب السمو الأمير سيؤكد للرئيس اوباما على ان التوصل الى امن واستقرار دائمين للمنطقة مرتبط ارتباطا اساسيا بمسألة حل القضية الفلسطينية وان حل هذه القضية هو المفتاح الرئيسي لأمن واستقرار المنطقة».
وأضاف الشيخ سالم «ان الكويت تسعى وبشكل مستمر الى مساعدة الأشقاء الفلسطينيين وتدعوهم ايضا الى توحيد كلمتهم والتوصل لنقطة التقاء بين جميع الأطراف الفلسطينية حيث ان التوصل الى اتفاق وطني فلسطيني من شأنه ان يسرع في التوصل الى حل لقضية الشرق الاوسط برمتها».
اما بالنسبة للملف النووي الايراني فقد قال الشيخ سالم العبدالله ان الكويت تصر على اهمية التوصل الى حل سلمي لهذه القضية مضيفا ان «صاحب السمو الأمير سيشيد بالمبادرة الأميركية التي وجهتها للجانب الايراني لعقد حوار مباشر وغير مشروط».
واضاف ان «صاحب السمو الأمير سيشجع الرئيس اوباما على الاستمرار في هذا النهج والعمل على تجنيب المنطقة أي تأزيم عسكري».
وعلى صعيد القضايا الدولية فقد بين ان صاحب السمو الأمير سيبحث مع الرئيس اوباما تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وسبل التعاون المشترك لحل المشكلة الاقتصادية الدولية والسبل المثلى لتجنب الآثار السلبية لهذه الازمة.
الى ذلك، ذكر مصدر مطلع ان قضية الديون والتعويضات المستحقة للكويت على العراق ستكون في صلب جدول أعمال القمة الأميركية ـ الكويتية المرتقبة وأن الملف العراقي سيكون واحدا من الملفات المهمة الحاضرة بقوة وبعمق خلال هذه القمة.
وأشار المصدر الى أن المحادثات بين الجانبين الكويتي والأميركي ستتناول التصور الكويتي لخروج العراق من الفصل السابع للأمم المتحدة، وقال إن الكويت ستؤكد على أنها مع خروج العراق على ان تقوم بغداد بتنفيذ التزاماتها الدولية حيال ذلك والتعامل بجدية أكثر مع مسائل الحدود وصيانة العلامات الحدودية وملف الأسرى والمفقودين الكويتيين والممتلكات الكويتية.
ولم يستبعد المصدر ان يتم خلال القمة الكويتية ـ الأميركية المرتقبة التوصل الى حل توافقي بشان قضية الديون والتعويضات المستحقة للكويت على العراق يضمن حقوق الكويت ويخفف الأعباء عن الشعب العراقي إما عن طريق فتح آفاق جديدة في علاقات الكويت والعراق من خلال تحويل بعض من الديون الى استثمارات في قطاع الاقتصاد العراقي أو عبر اعطاء الكويت ضمانات ـ تقدرها القيادة السياسية لمعالجة الملفات العالقة بين البلدين.
وقال المصدر ان القمة الكويتية ـ الأميركية ستبحث أيضا ملف الإرهاب والتطرف وكيفية التعامل معه، مشيرا الى أن الطرف الكويتي سيؤكد التزامه بجديته في التعامل مع هذا الملف.
أما الملف الثالث في القمة الكويتية ـ الأميركية فمن المتوقع أن يتضمن تبادل الرؤى بشأن الموضوع الايراني خاصة في ضوء الاعلان الأميركي المتكرر الراغب في فتح حوار مع طهران والتعامل الديبلوماسي الايجابي الكويتي مع ايران وبالتالي التباحث حول افضل الصيغ للتعامل مع الملف النووي الايراني.
ومن المقرر أن يتم التباحث أيضا خلال هذه القمة حول الشأن الاقليمي بتفريعاته المختلفة كالملف الفلسطيني الاسرائيلي.
وحول ملف العلاقات الكويتية ـ الأميركية وصف المصدر زيارة صاحب السمو الأمير لواشنطن بأنها تمثل إحدى المحطات المهمة في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين وقال إن القمة المرتقبة ستبحث سبل تطوير هذه العلاقات وتبادل الرؤى والأفكار وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.وأكد المصدر أن القمة الكويتية ـ الأميركية ستبحث مصير بقية المحتجزين الكويتيين في غوانتانامو، وقال إن هذه القضية ستكون ضمن أحد أهم المحاور خلال هذه القمة.