منذ تولي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد مسؤولية السياسة الخارجية الكويتية في بدايات عام 1963، حيث شغل سموه منصب وزير الخارجية، استطاع ان يوطد دعائم علاقات الكويت مع غيرها من الدول من خلال الزيارات العديدة والمتكررة لمختلف دول العالم. وتأتي زيارة سموه الى الولايات المتحدة الأميركية في وقت يتمتع فيه البلدان بعلاقات متميزة وشراكة قوية ووثيقة في مختلف المجالات.
وتعتبر العلاقات الكويتية الأميركية متجذرة بين البلدين منذ زمن طويل وزادت رسوخا بعد اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما، فقد اعترفت واشنطن بالكويت في 22 سبتمبر عام 1961 اي عقب الاستقلال بثلاثة اشهر فقط حيث بدأت العلاقات الديبلوماسية الوثيقة بينهما.
وخلال الـ 48 عاما الماضية من العلاقات بين واشنطن والكويت ترسخت اواصر الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وظهرت هذه الصداقة وهذا التعاون في ابهى صورهما خلال حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي وما تلاه من تطورات.
وقامت العلاقات السياسية بين الكويت والولايات المتحدة على اسس انطلقت من المبادئ والثوابت التي رسمتها الكويت بصفة اساسية لسياستها الخارجية وعلاقاتها مع غيرها من الدول منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى والتمسك بسياسة حسن الجوار وعدم الانحياز اضافة الى التعاون الدولي في المجالين الاقتصادي والديبلوماسي.
ولسياسة الكويت الخارجية اهداف عدة تعمل على تحقيقها باستمرار بمختلف الوسائل والطرق وابرزها الحفاظ على امن الكويت واستقرارها وسلامة اراضيها ومن ثم امن الخليج واستقراره والحفاظ على التضامن الاسلامي وايجاد حل عادل ودائم للشعب الفلسطيني.
وفي ضوء هذه الثوابت والمبادئ والاهداف، كانت علاقة الكويت وواشنطن ومازالت تسير في هذا النهج الذي جعل هذه العلاقة باستمرار علاقة تفاهم ووضوح وصداقة وتعاون لما فيه مصلحة الشعبين. وكان صاحب السمو الامير زار واشنطن في سبتمبر 2006 والتقى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وبحث معه العلاقات الثنائية والدولية اضافة الى القضايا الاقتصادية المشتركة.
واكد بوش بعد اللقاء انه اجرى حوارا استراتيجيا مهما مع صاحب السمو الامير، وقال «نحن نعمل معا لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الاوسط»، كما شكر الرئيس الأميركي صاحب السمو الامير لقيادته الاصلاحية الراسخة والتي تعتبر مثالا لافتا للآخرين في المنطقة، مشيرا الى ان الكويت هي دولة صديقة وحليفة.
يذكر ان الرئيس السابق جورج بوش زار الكويت في شهر يناير 2008، حيث التقى خلالها صاحب السمو الامير وبحث معه العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في كل المجالات اضافة الى آخر التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد لخص العلاقات بين البلدين خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الى الكويت في اكتوبر عام 1994 بقوله «ان الصداقة التي تربط بين بلدينا وشعبينا على بعد ما بينهما مكانا وحجما لهي اقوى دليل على وحدة الاهداف الخيرة والسعي لتحقيق الصالح المشترك بين الشعوب على اسس انسانية». وباسم الصداقة النبيلة التي تربط بين الكويت والولايات المتحدة وبين شعبيهما، كما قال سمو الامير الراحل، قام سموه بتقليد الرئيس الأميركي ارفع وسام كويتي وهو وسام قلادة مبارك الكبير ليكون علاقة شكر وامتنان وطريق صداقة خالصة بين شعبين وحدت بينهما ليس فقط المصالح المشتركة بل القتال جنبا الى جنب.
كما منح الرئيس الأميركي الاسبق جورج بوش هذه القلادة خلال زيارته للبلاد في ابريل عام 1993.
وقام سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد في الذكرى الخامسة لتحرير الكويت في فبراير عام 1996 بزيارة واشنطن، حيث التقى مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات وخصوصا الاقتصادية اضافة الى امن الخليج وعملية السلام في الشرق الاوسط.
وكان سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله اكد متانة العلاقات الأميركية الكويتية في مناسبات متعددة عندما كان سموه بمنصب ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ففي مارس عام 1996 اكد سموه ذلك خلال حفل افتتاح المبنى الجديد لسفارة الولايات المتحدة في منطقة بيان بقوله «ان هذا المبنى يمثل الصداقة الكويتية الأميركية في شبابها وقوتها وشموخها وثباتها على مر السنين».
كما زار سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد واشنطن في شهر سبتمبر الماضي التقى خلالها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وكبار اركان الادارة الأميركية وناقش معهم العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في جميع المجالات اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان البيت الابيض اعلن في 15 يناير 2004 ان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش سمى دولة الكويت حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الأميركية خارج حلف شمال الاطلسي (ناتو) بقرار رئاسي حمل الرقم 21/2004.
واكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان تصنيف الكويت كحليف رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف (ناتو) ينعكس ايجابا على منطقة الخليج مشيرا الى ان هذا التصنيف لن يثني الكويت عن مبادئها حول التضامن العربي.
وكثيرا ما يؤكد المسؤولون الأميركيون اهمية الكويت كحليف استراتيجي قوي يعتد به ويعتمد عليه متى دعت الحاجة الى ذلك.
وترتبط الكويت والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة وتعتبر الولايات المتحدة من اكبر الشركاء التجاريين للكويت اذ تمثل واردات الكويت منها نسبة 14% من اجمالي الواردات مما يجعلها اكبر مصدر للسلع الى الكويت.
وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام 2008 الى 9.8 مليارات دولار.
وفي مجال المنتجات النفطية والبتروكيماوية يزداد حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، فالولايات المتحدة من اولى الدول المستوردة للنفط الكويتي الخام وهناك اتفاقيات مشتركة مع الشركات الأميركية للحصول على الخبرة الفنية والمعدات اللازمة الخاصة بمشروعات التكرير والصناعات البتروكيماوية.