واشنطن ـ أحمد عبدالله
اتفق خبراء اميركيون سبق ان شغلوا مواقع مختلفة في إدارات متعاقبة في تصريحات لـ «الأنباء» على أن لقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس الاميركي باراك أوباما يعد خطوة مهمة على درب البحث عن الاستقرار والأمن في المنطقة. وقال الباحث الرئيسي في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان ان اللقاء سيتناول قضايا حساسة تتعلق بأمن الخليج وحل قضية الملف النووي الايراني وعملية السلام بين العرب وإسرائيل.
واضاف كوردسمان «علاقتنا مع الكويت قديمة وقوية منذ ما قبل حرب 1991 وقد برهن الكويتيون دائما على انهم اصدقاء يمكن الركون اليهم.. وفي اللحظة الراهنة التشاور بين صاحب السمو الأمير والرئيس اوباما هو امر مفيد للجانبين بالنظر إلى القضايا الحساسة التي تواجه الخليج فالادارة تسعى الى فهم اراء قادة الخليج بصورة ادق فيما يتصل باوضاع العراق وايران والمفاوضات المتوقعة بين العرب وإسرائيل». وتابع «يتبنى الكويتيون مواقف معتدلة بصورة تلقائية تقريبا. إنهم لا يميلون الى التطرف او الى السعي وراء اجندات سياسية خارج حدودهم. لقد زرت الكويت عشرات المرات وكنت انصت دائما لآراء ترمي في المقام الأول الى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ولهذا السبب فإنني اعتقد ان نتائج لقاء اوباما وصاحب السمو الأمير ستكون ايجابية من زاوية اطلاع كل جانب على رؤية الجانب الآخر بصورة مباشرة».
وقال كوردسمان الذي سبق ان عمل في وزارتي الدفاع والخارجية ان الكويت تراقب تصاعد التوتر بشأن الملف النووي الايراني بقلق بالغ. وتابع «اعتقد انهم محقون في ذلك. انهم لا يريدون حربا ضد ايران لان النتائج لن تكون في مصلحة احد».
وقال ديڤيد بولك الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى انه يعتقد ان هناك ثلاث قضايا اساسية شغلت اجندة القمة الكويتية ـ الاميركية. وكان بولك قد شغل عام 2002 موقع مستشار السياسات لمبادرة الشرق الأوسط الكبير في ادارة الرئيس بوش كما انه عمل قبل ذلك لنحو ست سنوات مستشارا لوزير الخارجية لشؤون جنوب آسيا.
وحدد بولك القضايا الثلاث الاساسية بقوله «انها ايران والعراق وعملية السلام بين العرب واسرائيل. هناك قضايا أخرى بالتأكيد فثمة ملف من الامور الثنائية لاسيما في الجوانب التجارية والاقتصادية ولكنني ارى أن تلك القضايا الثلاث ستشغل اغلب شاشة المباحثات الكويتية ـ الاميركية».
وتابع بولك «الكويتيون قلقون من احتمال امتلاك ايران لسلاح نووي لما سيعني ذلك من بدء سباق تسلح من شأنه ان يزيد التوتر في منطقة متوترة من الاصل. الا انهم قلقون اكثر من التلويح بتوجيه ضربة لايران، انهم باختصار لا يريدون حربا بأي صورة من الصور. واعتقد ان صاحب السمو الأمير هنا ليقول ذلك بعبارات واضحة».
وحول العراق قال بولك «لا يشعر الكويتيون بالاطمئنان تجاه بعض التصريحات التي تصدر احيانا من بعض المسؤولين في بغداد، وعلى الرغم من ان قضية التعويضات وخروج العراق من البند السابع مهمة للكويت فإنني بصراحة اعتقد ان العلاقات بين البلدين يمكن ان تصبح علاقات طيبة للغاية اذا ما تمكن الطرفان من حل بعض القضايا المعلقة بصورة مقبولة منهما معا. وتلك القضايا قابلة للحل ببعض الجهد إذا ما بدأت عملية سياسية ربما بوساطة دولية من نقطة مقبولة. والمهم هنا هو أنه لا توجد قضايا حدودية بين الجانبين فالحدود باتت معروفة ومقرة دوليا ولا يستطيع اي طرف كان ان يغيرها. وانا واثق ان صاحب السمو الأمير عرض هنا موقف الكويت بوضوح وفي الحقيقة فإنني لا اجد مشكلة كبيرة تستعصي على الحل في هذا المجال».
وقال د.كينيث كاتزمان الاستاذ في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب الاميركية ان علاقات الولايات المتحدة والكويت «كانت وستظل علاقات مميزة من الزاوية التاريخية». وكان كاتزمان قد عمل مستشارا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي ومستشارا لمكتب السياسات في وزارة الدفاع ثم تفرغ للابحاث الاكاديمية والتدريس لاسيما في شؤون الخليج.
وقال كاتزمان ان من المفيد للمسؤولين في واشنطن التعرف على آراء صاحب السمو الأمير صباح الأحمد « الذي تابع عن كثب جميع التطورات التاريخية التي شكلت الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة». وقال كاتزمان انه لا يعرف اجندة المباحثات بين صاحب السمو الأمير والرئيس اوباما بيد انه اضاف «هناك ملفات عديدة مفتوحة في الشرق الاوسط الآن. ولا ابالغ اذا قلت ان المنطقة مقبلة على مرحلة انتقالية مهمة وهي مرحلة تمس منطقة الخليج ايضا بل وبصورة رئيسية، هناك احتياج لحل سلمي للقضية النووية الايرانية ولقضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي. والعام الحالي سيكون عاما حاسما على المسارين. فالايرانيون لديهم حتى سبتمبر للرد على عروضنا بالحوار وحتى نهاية العام لتقديم ما يمكن ان يعد تقدما ملموسا على هذا الصعيد. والادارة ترغب في بدء المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري هذا العام. ومن المفيد ان تتبادل الادارة الآراء مع صاحب السمو الأمير وقادة الخليج خلال الفترة القصيرة المقبلة، إذ إن ذلك سيزيد من فرصة نجاح الجهود الحالية للعثور على حل لهاتين القضيتين».