لقاء تربوي
مصطفى أبوسعد: إصدار قصصي جديد غني بالقيم
اليوم لقاؤنا مختلف.. حيث نلتقي مع مفكر تربوي متميز، مغربي الهوية، كويتي الهوى، يدور العالم لنشر المفاهيم التربوية الإسلامية، يعود إلى الكويت حيث مستقره الأساسي، والمكان الذي يحبه.. د.مصطفى أبوسعد، كاتب ومدرب ومفكر عربي شهير، يحب الصغار، وقضى عمره يعمل من أجلهم، في كل المراحل العمرية، التقيناه اليوم في حوار طفولي جميل.
|
د. مصطفى أبوسعد والزميل د. طارق البكري والإصدار الجديد |
حاوره: د. طارق البكري
|
صورة الغلاف.. المجلد الأول |
|
صورة الغلاف المجلد الثاني |
بداية أخبرنا عن علاقتك بالطفولة؟
٭ أحب الطفولة، وعشت لها، ودرست في كل مجالات دراساتي المتنوعة ضمن هذا الإطار، وكانت لي مؤلفات كثيرة وعديدة، منها إصدار الوالدية الإيجابية، الحاجات النفسية للطفل، والتقدير الذاتي للأطفال، والأطفال المزعجون، والمراهقون المزعجون، وهكذا نربي، وغيرها كثير.. بهدف أن نتعلم مهارات جديدة مبسطة يسهل تنفيذها في البيت والمجتمع، لنعمل معا كبارا وصغارا من أجل الأسرة عامة والطفولة خاصة.. لتخريج أولاد صالحين، واكتشاف المواهب والقدرات، وتنمية الخير وصقل القدرات..
آخر إصدار لكم هو «المجموعة القصصية التربوية» هل تقدم لأصدقائنا الصغار ملخصا عنها؟
٭ المجموعة مكونة من مائة قصة تربوية، مكونة من عدة مجلدات، وصدر حتى الآن مجلدان، وسيتم عرضهما إن شاء الله في معرض الكتاب المقبل في الكويت، الفكرة من حيث المبدأ جديدة من نوعها، تجمع كاتبا متخصصا في قصص الأطفال، وهو د.طارق البكري، واستشاريا تربويا متخصصا في علم النفس والارشاد النفسي والبرامج التوعوية الاجتماعية والأسرية، وميزة هذا الإصدار هو هذا التعاون الذي أثمر سلسلة قصصية تربوية، تتضمن الكثير من القيم، اجتمعنا في هذا الإصدار لخدمة الصغار أولا، وتقديم مجموعة تربوية مدروسة بعناية للمعلمين والمعلمات، وخاصة في المرحلة الابتدائية، حيث تتضمن كل قصة معاني عميقة، المجموعة الأولى بعنوان «حكايات الحيوانات المفيدة»، والثانية «نعسان والفتى المجتهد»، وفي هاتين المجموعتين كثير من القيم التربوية والمعاني التي نريد أن نزرعها في نفس الطفل.
ما أهم الفوائد التي تريد تقديمها للأطفال من خلال القصص التربوية؟
٭ أسعى الى ترسيخ مجموعة من المفاهيم والقواعد ومنها أن تكون الضرورات المنهي عنها واضحة ومعللة ومبررة. وتجنب استخدام العوامل الذاتية المرتبطة بالمزاج الشخصي عند النهي من قبل الكبار. والحرص على عدم جعل الطفل مجالا لإفراز التوترات النفسية والتنفيس عن الضغوط للآباء. وأن تكون العلاقة بين الطفل والمربي علاقة مبادئ وقيم، وترسيخ مبدأ الانضباط والالتزام.
ومن خلال هذه القصص نشرح للطفل الكثير من القيم السامية، وما نراه سلبيا وإيجابيا، وتعليمه فن الإقناع، وتبني السلوك الصحي السليم، وتعليمه أن يقتنع بقيمة الأمر الذي يقوم به. وعدم السخرية من الآخرين، والتفكير في الكون، ومساعدة الطفل في الاعتماد على نفسه من خلال فهم إحساسه ودوافعه النفسية وتشجيع مبادرته في الاعتماد على نفسه، وهناك الكثير من القيم التربوية الأخرى.
لكن السؤال هل الطفل برأيك مازال يفضل الكتاب على اللهو من خلال الوسائل التقنية المتطورة، مثل الهواتف الذكية والتابلت..؟
٭ هذه التجربة بإصدار المجموعة القصصية تأتي في سياق التجارب التي نسعى من خلالها لإبعاد أطفالنا الأحبة عن الأجهزة الإلكترونية والألعاب التي تؤثر على شخصيتهم.. والطفل عموما يبحث عن الجديد، لذا فأنا اشجع الأطفال وأولياء الأمور على القراءة واقتناء هذه المجموعة التي ستكون في معرض الكتاب المقبل في أرض المعارض، كما أشجع المدرسين والمدرسات لأن مسؤوليتهم كبيرة في هذا الأمر.
وكيف يمكن للآباء مساعدة الأبناء لتطوير أنفسهم؟
٭ كثير من الآباء يعتقدون أن الاهتمام بالطفل في سن مبكرة ليس مهما بقدر الاهتمام بمستقبله، وهنا يجب أن نقول إنه ينبغي عدم التعامل مع الطفولة المبكرة على أنها مرحلة عابرة، لأنها من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، ففيها تتشكل معالم شخصيته المستقبلية، لذا وجب على الآباء مساعدة الأبناء على تقدير ذواتهم، وذلك من خلال فهم نفسية الطفل، والتأكد من عملية التغذية الراجعة للطريقة التي يفهم بها الطفل رسائل الوالدين اللفظية المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى لغة الجسم من حركات وملامح الوجه، لأن لغة الجسم من أهم اللغات التي يفهمها الطفل من خلال التعامل معه، إضافة إلى ضرورة تعبير الوالدين عن حبهما للطفل، فالحب شعور مستمر لا ينبغي أن تعكره كثرة التناقضات السلوكية التي يلاحظها الطفل.
وكيف يستفيد الطفل من خطئه؟
٭ قد يكون خطأ الطفل وسيلة لتنميته إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، فمن أهم الأمور التي ينبغي على الوالدين تذكرها أننا لا بد من أن نفصل بين شخصية الطفل وسلوكه الخاطئ، لأننا نستطيع بعد ذلك مساعدة الطفل على التعامل مع خطئه بشكل إيجابي، من خلال مجموعة من الخطوات منها إعادة ثقة الطفل بنفسه بعد الخطأ، ولا بد للمربي أن يسأل نفسه عندما يخطئ ابنه، هل علمه السلوك الصحيح عوضا عن السلوك الخاطئ؟ ويجب تعليمه تحمل مسؤولية أخطائه، ليكتسب مهارات التحكم في الذات، وأشعره بعواقب الخطأ حتى تولد لديه الرغبة في تغييره، وأبحث عن دوافع الخطأ لمعالجتها، وشارك الطفل مشاعره وأحاسيسه لتستطيع توجيهه بشكل إيجابي.
وما القواعد المثلى التي تساهم في تعديل سلوك الطفل؟
٭ حدد السلوك الذي ترغب في تغييره، وتكلم مع الطفل حول السلوك الذي تريد منه القيام به. بين له كيف يمكن تحقيق هذا السلوك. مارس المدح والثناء واشكر الطفل على السلوك الحسن، واجتنب استعمال العنف مع الطفل، كن حاضرا مع أبنائك فلا يكفي إعطاء التوجيهات وإنما لا بد من متابعة تنفيذها، ولا تذكر الطفل بأخطاء الماضي لان ذلك يسبب له الإحباط.
وما أهمية اللعب في حياة الأطفال؟
٭ للعب في حياة الأطفال دور مهم في تطور نمو الطفل في مجالات عدة، ومن المهم أن يلعب الآباء مع أبنائهم وألا يكون دورهم دورا ثنائيا، لذا فإن لعب الأطفال مع والدهم من الأمور التي تساعد على: بناء الثقة المتبادلة بين الأب وابنه اللعب طريقة لتبادل المشاعر والأحاسيس مما يساعد على تدرب الطفل على استخدام مهارات عاطفية ووجدانية مختلفة. واللعب فرصة للترويح عن النفس والتخلص من التوتر ويساعد على تعلم الكثير من المهارات والقدرات وخاصة مهارة النجاح.
.
.
حكاية من تونس
|
|
|
في بيت جدتي لأمي نبتة اسمها «التين المطاطي»، اختارت لها جدتي وعاء فخاريا ورديا ووضعتها على الشرفة. أوراقها صغيرة ناعمة، تقول جدتي إن لها فوائد عدة، منها أنها طاردة للناموس والحشرات الصغيرة المؤذية، وعندما تكبر تصبح أوراقها سميكة بحجم الكف، كأنها جلد أو مطاط أخضر لامع، ويظهر في رأس بعض فروعها أحيانا «قنابة» حمراء، وهي الورق المجتمع الذي يكون فيه السنبل أي الحب.
جدتي كانت تعامل النبتة كطفل صغير.. تحادثها وتغني لها. وكانت تمسح أوراقها من حين لآخر بفوطة مبللة بالحليب، وكنا أنا وإخوتي نمازحها بالقول: جدتي تغذي نبتتها بالحليب، لم يبق لها سوى أن تضع لها الحفاظ. فتضحك حتى تسقط أسنانها الصناعية.. وأحيانا تأتي بمقص لتقلم به أطرافها فنقول: جاءت البستانية. ومرة رأيناها تضع خشبة صغيرة رفيعة حول عود انحنى وانكسر، ثم ضمدت الخشبة والعود بشريط أخضر، فقلنا: جدتي أصبحت طبيب عظام.
ثم وجدناها ترش تربة النبتة بخليط من مسحوق قشر البيض والسكر لتغذيتها، فقلنا: في المرة القادمة ستطعمها لحم دجاج. ورأيناها تغلي الماء مع التبغ، ظنا منها أن الماء المغلي بالتبغ يحميها من الحشرات الضارة، فقلنا لها: السجائر خطرة على الصحة.. ستصبح النبتة مدمنة على «النيكوتين». وفي يوم سكبت على التربة بقايا شاي وقهوة، فقلنا: بعد التدخين، ها هي تعودها شرب الشاي والقهوة.. أفسدت جدتي طبع هذه النبتة المسكينة.
كانت جدتي في كل مرة تبتسم وتقول: هذه نصائح خبراء الزراعة، فهل تعرفون عن النباتات أكثر منهم؟ ومع مرور الوقت، ازدادت النبتة نموا ونضارة. وفي يوم مرضت جدتي، ولم يمهلها المرض زمنا طويلا حتى ماتت.. فبكينا عليها بكاء شديدا.. وحاولت أمي أن تحيط النبتة ببعض الاهتمام كما كانت تفعل جدتي.. لكن النبتة كما يبدو كانت متألمة على فراق جدتنا وبدأت بالذبول.. ثم ظهرت على أطراف أوراقها بقع مثل الحروق.. فحزنت أمي لحال النبتة.
وفي يوم اجتمعنا في بيت جدتي رحمها الله، ولم تكن معنا التينة مثل العادة، ورفضت أمي أن تخبرنا ماذا فعلت بها، فظننا أنها رمتها في القمامة. وبعد أيام ذهبنا لزيارة قبر جدتي، وكانت المفاجأة، وجدنا النبتة نفسها قرب قبرها.. لكن المفاجأة الكبرى كانت بعودة الحياة إلى أوراقها.. عودها الأخضر كان منحنيا على القبر، والأوراق اللامعة تلتف حوله تحضنه وتحميه.
ومع مرور الأيام كبرت النبتة وصارت شجرة.. امتدت أغصانها مثل مظلة واسعة، تلقي بظلالها فوق قبر جدتي، تقيه من الشمس في الصيف ومن العواصف في الشتاء، وكانت تزهر في كل الفصول مؤنسة وحدة حبيبتها. وعلى عهدة حارس المقبرة، كان يسمع في الليالي الهادئة تغريدا جميلا يأتي من ناحية القبر، كما كان يتخيل أن الشجرة ترقص مع تلك التغريدات الجميلة.. رحم الله جدتي.. كان قلبها رقيقا، مثل النسمات الرشيقة حول الشجرة، والتغريدات الجميلة فوقها.
(*) قصة مختارة من مجلة «كونا الصغير» العدد الثاني التي تصدرها وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
(**) ريم مدوه رسامة كويتية مهتمة برسوم الأطفال والقصص المصورة (www.reemadooh.com).
.
قصة مصورة
من مجلة «كونا الصغير» .. وهي مجلة تصدرها وكالة الأنباء الكويتية «كونا» فصلياً .. ويتم توزيعها مجاناً في كل أنحاء الكويت ..واخترنا منها هذه القصة الجميلة والممتعة:
.
لون
.
المتاهة
.
الاختلافات
بين الرسمين عشرة اختلافات حاول العثور عليها في أقل مدة ممكنة
.
أبنائي الصغار
الكتاب
الكتاب ثمرة طيبة لجهود كبيرة يقوم بها كثير من الأشخاص، بدءا من المؤلف والمصحح، ثم الرسام والمخرج، ثم العامل في المطبعة.. فضلا عما يبذله الناشر من جهد متواصل في كل المراحل حتى يصل الكتاب إليكم بشكله النهائي.
ويظل الكتاب الورقي هو المفضل لكثير من القراء بالرغم من كل التطورات التقنية، فإحساس القارئ عندما يقلب صفحات الكتاب بين يديه يختلف تماما عن إحساسه هو نفسه عندما يقلب الصفحات عن طريق الهاتف النقال أو جهاز الحاسوب، أو التابلت، حيث يظل الكتاب الورقي له نكهته الخاصة، وإحساسه المميز.
ولا يعني ذلك أنه لا أهمية بتاتا للقراءة الإلكترونية، بل إن البحث الإلكتروني بات اليوم أهم بكثير من البحث الورقي، ويختصر الوقت، ويسرع عملية البحث، لكن تبقى للكتاب خصوصية عند المطالعة والرغبة بالقراءة الهادئة.. فمهما تطورت التكنولوجيا سيظل للكتاب الورقي مكانته.. إنها دعوة مستمرة لزيارة معرض الكتاب المقبل في أرض المعارض، فهذه فرصة سنوية لا تتكرر إلا مرة في العام.. فلا تفوتوها..
للتواصل مع الصفحة يمكنكم مراسلتي على الإيميل: [email protected]