- حمل همّ كتاب الطفل العربي وقضى عمره متنقلاً من أجل نشر القراءة الهادفة
|
|
أنيس سعد في معرض الكتاب في الكويت |
..ومع الزميل د.طارق البكري في المعرض |
سيفتقد أطفال الكويت هذا العام الناشر الجميل أنيس سعد الذي كان حريصا في كل عام على اللقاء بهم بابتسامته المعهودة.. حيث يأتي معرض الكتاب هذا العام، في ظل غياب ناشر من أبرز ناشري كتب الأطفال في العالم العربي.. ناشر قضى عمره ينشر كتب الأطفال، وظل مواظبا على حضور معارض الكتاب في الكويت والعالم العربي منذ تأسيس الدار قبل نحو 30 سنة، ولم يغب عن الكويت لنحو 20 سنة متتالية.. حتى وفاته قبل شهور قليلة.
أسس أنيس سعد (دار الرقي) عام 1986، أي منذ نحو 30 سنة، متخصصا بالنشر للأطفال.. وقد تعرفت عليه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي في معرض الكتاب في الكويت، ولمست مدى حبه للأطفال، واهتمامه الكبير بنشر الكتب والقصص التربوية التي لا تهدف إلى الربح ولا إلى الترفيه غير المفيد، بل كان يحرص على أن تكون كل ما تعرضه الدار يتضمن الإفادة والتسلية والمتعة للأطفال.
عرفته ناشرا متميزا، حمل هم الطفولة، وكثير من أطفال الكويت يعرفون هذا الناشر المخضرم، الذي قضى الثلاثين سنة الأخيرة من عمره ـ أي نحو نصف عمره ـ في الترحال من بلد إلى بلد، يحمل هم القراءة، وينقل الكتب من مكان إلى مكان، ومن معرض إلى معرض، حتى بات اسمه لصيقا بمعارض الكتب، وباتت جميع المكتبات ودور النشر تعرفه وتعرف مدى إخلاصه وتفانيه.
ومن مواقفه المميزة على سبيل المثال أنه قام مرة بطبع كتاب بشكل مستعجل لكي يكون جاهزا في معرض الكتاب في الكويت، لكنه اكتشف بعد وصوله الى المعرض أن الكتاب يتضمن بعض الأخطاء فلم يقم بعرض الكتاب وقرر إعادة طباعته من جديد، واتلاف جميع النسخ المطبوعة، وذلك لأنه لا يريد أن تصل الكتب للأطفال وهي تتضمن أخطاء مطبعية.
وفي يوم من معارض الكتاب العربية حيث كنا نلتقي دائما، كان الاقبال على الشراء ضعيفا جدا بسبب مصادفة المعرض مع امتحانات المدارس، سألته حتى أخفف عنه حزنه: «ماذا ستفعل لو ربحت فجأة مليون دولار؟»، وحسبت أنه مع كل هذا التعب الذي يصيبه في كل معرض إلى جانب الإحباط الذي يشعر به بسبب كساد سوق الكتاب في ذلك المعرض، حسبت أنه سيقول: «سأعتزل العمل وأجلس في بيتي»، لكنه قال دون تردد، وبشكل عفوي: «سأطبع بكل المبلغ كتبا للأطفال».
وفي أحد المعارض تسرب ماء المطر يوما إلى بعض الكتب التي جاء بها من بيروت، فقرر إتلافها، قلت له لماذا تتلفها، فهي بالرغم من أنها متضررة بسبب الماء، فإنه يمكن توزيعها مجانا على الأطفال بحيث يستفيدون منها، لكنه كان مستبعدا هذه الفكرة تماما حرصا على اسم الدار واحتراما لقيمة الكتاب.
كان أنيس سعد في كل البلاد التي كنا نزورها يحرص على توزيع الكثير من الكتب مجانا على الأطفال في المدارس والمؤسسات التي نقوم بزيارتها، ولطالما جاءه أطفال يريدون شراء مجموعة كتب ولا يملكون كامل المبلغ فيقدم لهم حسومات إضافية محببا لهم القراءة..
ابتسامة هذا الناشر كانت عفوية وصادقة.. وها هو يأتي معرض الكتاب هذا العام ونفتقده كما نفتقد ابتسامته.. فكل طفل سبق أن التقياه في المعرض كان يعرف ابتسامته..
رحم الله أنيس سعد.. ناشر الأطفال الرحال الراحل، وتحية إلى روحه الطاهرة، ونسأل الله تعالى أن تكون الكتب التي طبعها ونشرها وكان سببا في وصولها الى كثير من الأطفال العرب، طريقه الواسع إلى الجنة، وأن تكون من العلم النافع الذي ينتفع به.
|
|
أنيس سعد مع الكاتبة الكويتية أمل الرندي |
..ومع طالبات مدرسة الهدى المستقلة في قطر |
نبذة مختصرة عن دار الرقي
أسس أنيس سعد (دار الرقي) عام 1986 في بيروت، وسرعان ما أصبحت إحدى أهم دور الطباعة والنشر والتوزيع في لبنان والعالم العربي، وذلك من خلال سعيه الدائم لتقديم الأفضل والأحدث في عالم الأطفال الذي يتطلب المتابعة الدائمة لكل ما يحتاجه الطفل في هذا العصر. فالكتاب برأيه على مختلف أنواعه وموضوعاته له تأثير ايجابي فعال على الطفل نفسه، حيث يساعده في التعرف على العالم من حوله بطريقة تدريجية تنمي عنده القدرة على الاستيعاب والتركيز.
ومن هذا المعتقد انطلقت الدار لتؤمن كتبا تعليمية تتناسب مع مختلف الأعمار لكثير من المدارس في مختلف أنحاء العالم العربي، فأصبحت ناشرا وموزعا للعديد من كتب الأطفال التعليمية إلى جانب مختلف أنواع الوسائل التعليمية المفيدة والهادفة.
كما وتعتبر دار الرقي من دور النشر العربية التي تؤمن أحدث الكتب الترفيهية والقصص لمختلف الأعمار وبلغات متعددة، فارتبط اسمها بالإبداع والجودة والإتقان، ولحرص الدار على ايصال ما يفيد الطفل في مرحلة نموه تم إنشاء موقع خاص بالدار ليفسح المجال أمام العديد من الاساتذة والمدرسين وأولياء الأمور لمتابعة آخر وأحدث الإصدارات لكتب وقصص الأطفال.
(المصدر موقع الدار على الإنترنت: http://alrouqy.com )
السيد إبراهيم وفنون إعادة التدوير لقاء مع فنان
|
السيد ابراهيم |
محمد ابراهيم أحمد المشهور باسم (السيد إبراهيم) فنان أحب الأطفال، من مواليد مدينة الإسكندرية عام 1972، متخصص في الفنون اليدوية وإعادة تدوير المخلفات بشكل ابتكاري، ومدرب ورش فنية للأطفال، ويكتب القصة والسيناريو.
وأعد أبوابا خاصة بالطرائف العلمية والتاريخية في مجلات عديدة مثل مجلة ماجد والعربي الصغير ومجلات أخرى، مع التركيز على موضوع الأنشطة اليدوية التي تساعد الطفل على الابداع والابتعاد عن الألعاب الإلكترونية والتلفاز بتوفير البديل، وصاحب اسم «بابا كرافتس».
حيث كان التخصص الأصيل في الكتابة للطفل حول الأشغال اليدوية وهو ما يعرف باسم crafts.. التقته جريدة «الأنباء» لنعرف أصدقاءنا الصغار على عمله وفنه الجميل.
حاوره: د. طارق البكري
بداية، ما الهدف من وراء فنك؟
٭ أهدف إلى تشجيع اصدقائي الأطفال على الأشغال اليدوية، وتقليل انتاج النفايات والقمامة، ونشجع على ذلك بوصفات عملية وشرح خطوات تنفيذ ابتكارات فنية بسيطة حتى نساهم جميعا في تحقيق قيمة رائعة هي «الحفاظ على البيئة» من خلال التسلية المفيدة وشغل أوقات الفراغ وتدريب الخيال.
وبالفعل بدأنا في عام 2009 بإصدار مجموعة كتب بعنوان بيئة الإبداع، وتم اختيارها من خلال وزارة التربية والتعليم المصرية لتكون ضمن قائمة الكتب المرشحة لمكتبات المدارس، ثم تم التعاون مع بعض المجلات المهمة مثل مجلة ماجد في نشر صفحات فنية تدور في هذا السياق منذ سنوات عدة، ولي الآن باب أسبوعي في مجلة ماجد بعنوان: فنون إعادة التدوير، يساعد الأطفال على إعادة استخدام المخلفات والأشياء القديمة بشكل يسير ومشوق، وباب آخر في مجلة «العربي الصغير» بعنوان: «اصنع وابتكر».
هل تعملون على تحقيق هذا الهدف من خلال النشر فقط؟
|
صورة الغلاف.. المجلد الأول |
٭ في الحقيقة أحاول تحقيق هذا الهدف من خلال عدة وسائل منها إقامة ورش فنية، وكان من التوفيق أن نتعاون مع بعض المؤسسات المهمة مثل مكتبة الاسكندرية لعمل فعاليات وأنشطة تدريبية للصغار مع عمل معارض لنتاج الورش التي يشتركون فيها، كما أسست شركة لتصنيع منتجات تساعد الأطفال على الابتكار وممارسة الفن بكل سهولة ويسر في أوقات الفراغ من خلال توفير خامات وشرح خطوات التنفيذ في شكل منتج بسيط وجذاب.
وما نصيحتك للطفل الذي يقرأ صفحات الأطفال في جريدة «الأنباء» لكي يكون له دور حقيقي في الحفاظ على البيئة؟
٭ السلوك الفردي له أثره الكبير، وعندما يعلم أن المجتمع يتأثر بمجموع سلوك أفراده فمن خلال المشروع نحاول توصيل بعض الرسائل المهمة مثل:
1 ـ حافظ على ما تملك: بمجرد ان تصبح محافظا على ما أنعم الله به عليك من لعب وكتب وأدوات فأنت بهذا السلوك تساهم في الحفاظ على البيئة لأنك لن تضطر للتخلص منها في صندوق النفايات بشكل عاجل إذا أتلفتها أو كسرتها.
2 ـ أعد استخدام كل شيء لديك reuse: وهذا يساعدك على الابتكار والتوفير، فمثلا العبوة المعدنية قد تستخدمها مرة أخرى كعلبة لحفظ الأدوات أو كمقلمة.
3 ـ ساهم في إعادة التدوير recycling: تنبهت الدول إلى أهمية تصنيف المخلفات إلى ورق وزجاج وبلاستيك ومعادن وغيرها وذلك بهدف إعادة استخدام تلك الخامات في صناعة منتجات جديدة.
4 ـ شجع غيرك على الإيجابية، من الجميل أن تبدأ بنفسك في مبدأ تقليل النفايات حفاظا على البيئة والأجمل ان تشجع غيرك على أن يتبنى السلوك نفسه، وابدأ بمن حولك من الزملاء والأصدقاء والجيران.
5 ـ شجع المنتجات صديقة البيئة، فمثلا الشنط المعمرة التي نستخدمها بشكل متكرر أثناء شراء احتياجاتنا من السوق أفضل من الأكياس البلاستيكية الخفيفة التي نتخلص منها بعد الشراء مباشرة.
6 ـ استحضر النية بأن ما تصنعه هو مشاركة في اعمار الأرض بالحفاظ عليها وشكر المنعم على الموارد التي أكرمنا بها.
7 ـ تعلم بعض الفنون التي تساعدك على إعادة استخدام الخامات المستعملة مثل فن الأوريجامي origami وهو فن طي الورق على الطريقة اليابانية الذي يساعدك على إعادة استخدام الورق المستعمل أو فن الديكوباج الذي يساعدك على تجديد الأشياء القديمة.
كلمة أخيرة؟
٭ أشكر جريدة «الأنباء» على هذا اللقاء الجميل، وأتمنى لأطفال الكويت خاصة والعرب عامة مستقبلا باهرا مليئا بالنجاح.
العصفور المغامر
طار العصفور الصغير.. طار بعيداً بعيداً يلهو ويلعب.. يبحث عن حَبٍّ منثور.. كان يطير بكل جدارة.. يحرك جناحيه بخفة ومهارة... هذا الطير ما أجمله.. يسبح في الريح برشاقة.. طار وحلق حتى دنا.. من بيدر قمح يلمع تحت الشمس.. هب سريعاً نحو البيدر.. كان القمح لذيذ الطعم.. أكل العصفور بسرور.. اقترب الليلُ وخفَّ النور.. وامتلأ بطن العصفور.. بسط العصفور جناحيه.. حرك قدميه بفتور.. حرك ريشه الناعم.. لكن هيهات يطير.. صار البطن أثقل منه.. زحف يشكو سوء حظه.. وقبل أن تغيب الشمس.. مرّ بالبيدر صاحبه... فرأى العصفور المسكين.. لا يقدر أن يطير.. رفعه بيده.. ورثا لحاله.. خاف العصفور من العقاب.. بعد أن أكل القمح بلا حساب.. حمله المزارع.. ووضعه في سجن صغير.. قضى أياماً يأكل قليلاً من الطعام.. وبعد أسبوع.. خفَّ وزن العصفور.. فتح المزارع باب السجن... وترك العصفور يطير.. عاد العصفور لبيته.. فرحت أسرته بعودته.. كانت قلقة عليه.. فأخبرها بقصته.. تعلم العصفور أنه لا يأكل بعد اليوم فوق طاقته..ليعود خفيفاً رشيقاً كما كان.. وأنه لا تدعوه حلاوة الطعام للأكل دون نظام.. ومن يومها.. والعصفور سعيد.. وعن الداء بعيد.. وشعاره دوماً: غذاء نافع مفيد...
|
قصة مصورة
من مجلة «كونا الصغير» .. وهي مجلة تصدرها وكالة الأنباء الكويتية «كونا» فصلياً .. ويتم توزيعها مجاناً في كل أنحاء الكويت ..واخترنا منها هذه القصة الجميلة والممتعة:
المتاهة
الاختلافات
بين الرسمين عشرة اختلافات حاول العثور عليها في أقل مدة ممكنة
لون
أبنائي الصغار
كتب الأطفال
يبقى معرض الكتاب مكاني المفضل في كل عام وفي كل بلد أزوره، حيث أحرص على زيارته مع أسرتي، وكذلك مع الأصدقاء، حيث ألتقي الكثير من الأطفال الأحبة، كما ألتقي الكثير من الناشرين والمؤلفين والرسامين المبدعين، وأصدقاء قدامى.. يجمعنا حب الكتاب.. وعلى الرغم من أنه يسعدني أن لقائي بكم يتكرر أسبوعيا وبشكل متواصل على صفحات جريدة «الأنباء»، وليس في معارض الكتب فقط، وكذلك من خلال زيارة المدارس التي هي المكان الأجمل في الحياة.. فإن لمعرض الكتاب ميزة خاصة.
وسأظل أدعوكم مرة تلو المرة للحرص على حضور معارض الكتب، في أي مكان، وفي أي وقت، فلهذه المعارض سمة لا تتكرر بسهولة، وكم أحلم بأن يكون هناك معرض دائم للكتاب، أو أن يتكرر المعرض لمرتين في العام على الأقل، وحتى ثلاث مرات، وأن يتم تسهيل عملية نشر الكتب من مختلف الجهات، وأن تقرر جميع معارض الكتب العربية إعفاء الناشر العربي من جميع التكاليف التي تتطلب حضوره المعارض.
وكم أتمنى أن تخفض شركات الطيران مصاريف النقل والسفر على الناشرين وبشكل خاص ناشري كتب الأطفال، حتى إلى مستوى الصفر، وأن تخفض المطابع قيمة أرباح طباعة كتب الأطفال إلى هامش بسيط، وكذلك المكتبات الكبرى التي تبيع هذه الكتب، فنحن بأشد الحاجة إلى هذا الأمر، حتى تنخفض تكاليف كتاب الطفل ويقل سعره، ويصبح في متناول جميع الأطفال دون أن يرهق ذلك كاهل الأسر وخاصة الأسر الفقيرة، لأن الكتاب هو المنارة الحقيقية التي نحتاج إليها.. وكم أتمنى.. أن تساهم المؤسسات الخيرية بتوزيع كتب للأطفال المشردين والمحتاجين مع كل مساعدة لاسرة.. فالحاجة لا تقتصر على الطعام فقط..
وللجميع التحية..
للتواصل مع الصفحة يمكنكم مراسلتي على الإيميل: [email protected]