- الفن التشكيلي العربي دخل في انقسامات حادة جراء صدمته بالحداثة منذ القرن الـ 19
حمد العنزي
أقامت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ندوة بعنوان «الحداثة والفن العربي» ضمن فعاليات الملتقى العربي للفنون التشكيلية.
وقال رئيس الجمعية عبدالرسول سلمان خلال الندوة التي عقدت مساء امس الأول إنه في عصر العولمة وثورة الاتصالات وانهيار عقدة الحدود والرقابة وانتشار الاتصالات الحديثة المرتبطة بالأقمار الاصطناعية بدأ الفنانون وأمناء المعارض والنقاد باستخدام مصطلح الحداثة للإشارة إلى الأعمال الفنية التي تستخدم التكنولوجيا الرقمية وأضاف سلمان: «أن الحداثة تعني الأفكار التي تحدث هزات حضارية متقدمة وتمتاز بالتحولات العميقة الواسعة، حيث يستمر تأثيرها مدة طويلة لا تقاس حتى بالقرون وبتطور الزمن»، مشيرا إلى ان سماتها جمالية تأملية واقعية.
وأوضح «ان هذه الأفكار تنطبق تماما على كثير من آيات القرآن الكريم ومفاهيمه وجمالية تعابيره وصوره البلاغية والحسية»، لافتا إلى ان أول حداثة حقيقية في تاريخ البشرية «وضعها القرآن الكريم»، حيث الرسالة الإنسانية الواقعية والمفاهيم الفكرية والتأملية والعقلية المنفتحة.
وبين ان القرآن الكريم لا يواجه تحديات جديدة لأنه يوازن بين الأصالة والحداثة المطلقة، مشيرا الى أنه جاء لتحرير العقل بعد أن كانت البشرية أسيرة الجهل والخرافات والألغاز.
وذكر ان القرآن الكريم كان بداية للرشد والنضج وكان فتحا جديدا في تاريخ الفكر الإنساني وثورة على التقليد الجامد الذي لا يقوم على علم ولا يستند الى دليل.
وأكد سلمان ان الفن التشكيلي العربي دخل في انقسامات حادة جراء صدمته بالحداثة منذ القرن الـ 19 توزع على أعقابها الى اتجاهات وتيارات عديدة تناولها الفنانون ضمن تصنيفات متعددة.
وذكر ان مصطلح الحداثة في الفن التشكيلي العربي المعاصر بات مثار توهج وحساسية، حيث يتم تداوله بكثافة كبيرة وبتلوينات مختلفة الى حد التناقض بدافع التقليد، مؤكدا ان ذلك أوقع استعمال مفهوم الحداثة في التباسات لعبت دورا سيئا في تطور التشكيل العربي.