- الكندري: ستقلل من حدوث الخلافات والمشكلات الاجتماعية والنفسية بعد الزواج
- العبدالهادي: الكويت تأخرت في تطبيق «الإرشاد الزواجي» مقارنة مع بعض الدول العربية
- وزارة العدل مستعدة لتقديم الدورات التدريبية للمقبلين على الزواج
أجرى التحقيق: عبدالله صاهود
يعد الارشاد الزواجي للشباب والشابات المقبلين على الزواج من أهم الامور التي تساعد الشخص في اختيار شريك الحياة، وتعينه على فهم متطلبات الحياة الزوجية والاستعداد لها قبل دخول القفص الذهبي، بالاضافة الى كيفية التعامل مع ما يطرأ من مشكلات وخلافات قبل وبعد الزواج، ونظرا لاهمية تلك الدورات في التأسيس لحياة زوجية مستقرة وسعيد مستقبلا، فقد اقرتها وزارة الصحة منذ عامين بشكل اختياري، الا انها قد تطبق اجباريا خلال الفترات القليلة المقبلة، عقب مطالبات ومقترحات نيابية بذلك.
وفي حال تطبيقها ستكون الدورات اجبارية قبل عقد القران عند وزارة العدل، الا ان الفكرة ستكون مثار جدل وأخذ ورد من الشباب للقبول او الرفض، وللوقوف على وجهات النظر المختلفة حول الموضوع، استطلعت «الأنباء» آراء مجموعة من الباحثين من وزارتي الصحة والعدل وبعض الباحثين النفسيين والشباب، لمعرفة آلية تنفيذ المشروع، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال مدير ادارة الصحة الاجتماعية في وزارة الصحة د.يعقوب الكندري، ان عيادة الارشاد الزواجي في مركز الفحص الطبي قبل الزواج تقدم خدمات اختيارية للراغبين في الزواج منذ سنتين حتى هذه اللحظة، مضيفا ان تطبيق الدورات التدريبية بشكل اجباري من عدمه تظل رهينة القانون الذي سيصدر من قبل مجلس الامة خلال الفترة المقبلة، وتحديد الجهات التي ستقوم بعمل تلك الدورات للمقبلين على الزواج، وستقدم على الارجح من قبل وزارة العدل كإرشاد اجتماعي بحكم علمها بالقضايا والاحصائيات الخاصة بالطلاق، بينما ستقدم وزارة الصحة الارشاد الطبي فقط.
وبين الكندري ان خدمة الارشاد الزواجي توضح لكلا الطرفين المقبلين على الزواج تقبل كل منهما للاخر قبل الارتباط، كما يبين الارشاد الزواجي الواجبات المطلوبة من الجانبين لتجنب المشكلات الاجتماعية والنفسية والطبية التي يمكن ان تنتج عنها خلافات بعد الزواج، لافتا الى ان تلك الخدمة ستزيد الوعي الثقافي والصحي والاجتماعي لطرفي الزواج للتقليل او الحد من معدلات الطلاق، مؤكدا ان الارشاد الزواجي سيقلل من حدة المشكلات الزوجية وايجاد طرق مناسبة لوضع الحلول في حال نشوب خلافات بين الطرفين.
الاختيارية أفضل
ومن جهته، رأى المحكم القضائي في ادارة الاستشارات الأسرية بوزارة العدل د. فيصل العبدالهادي ان تطبيق هذه الفكرة وإبقاءها بصفة اختيارية أفضل من تطبيقها اجباريا، مبينا ان الكويت تأخرت في تطبيقها مقارنة مع بعض الدول العربية.
ولفت العبدالهادي الى انه وفي حال تطبيقها إجباريا فستعطل بعض المصالح الخاصة لهؤلاء الشباب باستثناء ان قمنا بإعطاء بعض المحفزات لهم كالاولوية في تقديم طلب السكن ورفع قيمة بدل الايجار وبونص لكل موظف في جهة حكومية، مشيرا الى ان تطبيق الفكرة يعد من الايجابيات للمقبلين على الزواج لاكسابهم مهارات التخطيط في الحياة الزوجية قبل الدخول فيها وكيفية التعامل معها، وايضا للحد من حالات الطلاق التي زادت بشكل كبير في الاونة الاخيرة.
وأعلن عن استعداد وزارة العدل ممثلة في «الاستشارات الاسرية» لتقديم تلك الدورات التدريبية للمقبلين على الزواج وانها لن تألو جهدا في العمل على بث روح التسامح والمحبة والإخاء في المجتمع الكويتي المتحاب، كاشفا عن انها تكسب المشاركين مهارات الحياة الزوجية.
فكرة صائبة
وبدورها، قالت د. عذاري الفضلي من مركز الأسرة للاستشارات النفسية والاجتماعية ان تطبيق خدمة الارشاد الزواجي الاجبارية فكرة سليمة وصائبة، وتقدم للمقبلين على الزواج نصائح وارشادات مهمة تساعدهم في تهيئة انفسهم للزواج لتأسيس حياة أسرية سعيدة وآمنة خالية من السلبيات، مبينة ان تلك الدورات ستقدم من قبل أشخاص متخصصين باسلوب علمي أكثر أمنا ويحقق نجاحا أكثر في حال تطبيقه بشكل نافذ واجباري.
وذكرت الفضلي ان الارشاد الزواجي سيعمل على تقوية العلاقة بين الزوجين من خلال فهم كل طرف للاخر، ومساعدة الازواج في ايجاد حل افضل من الطلاق العاطفي نتيجة عدم التفاهم واللاحوار بين الزوجين، وكذلك مساعدة الفرد في اختيار شريك حياته وبناء مستقبل زاخر بالود والمحبة، مبينة انها تقوي العلاقة الزواجية بين الزوجين مستقبلا، لافتة الى أنه ومن خلال إعطاء الدورات التدريبية في المركز لعدد من المقبلين على الزواج نجد ان الفتيات اكثر اقبالا عليها من الشباب، خاصة ان بعض الشباب يعتقد بأن ذلك علاج نفسي وهذا امر خاطئ، معتبرة ان للطلاق اثارا خطيرة ويترتب عليها ضياع الاطفال بين الوالدين وتهديد مستقبلهم.
الشباب يرفضون
وفي السياق ذاته، اوضح الشاب فهد محمد وهو مقبل على الزواج ان فكرة تطبيق إلزامية الدورة الإرشادية قبل الزواج امر ثقيل بالنسبة للشباب، مؤكدا رفضه للشق الاجباري في الموضوع وخاصة الالتزام بعدد من الأسابيع في دورات مكثفة، موضحا ان الامر لا يجتاح كل ذلك، وان الحياة الزوجية تحتاج الى تفاهم فيما بين الزوجين وقبل ذلك التوفيق من الله عز وجل.
واضاف محمد، انه في العقود السابقة كانت الحياة الزوجية بسيطة وهي لا تحتاج الى دكتور او مختص يوجه المقبلين على الزواج وكانت حافلة بالنجاح، مبينا انه ومع انتشار التوعية بكل اسف كثرت نسب الطلاق في مجتمعنا، وان معظم الشباب يدخلون القفص الذهبي وهم عليهم الكثير من الديون والالتزامات المادية بسبب تجهيز واعداد عش الزوجية ومشاكلهم تبدأ قبل زواجهم.
ومن ناحيته، بين الشاب أحمد عماش ان تطبيق فكرة إلزامية الإرشاد الزواجي امر يؤثر سلبا في عملية الزواج، ولا بد من عمل استبيان حول الفكرة لتبيان مدى قبولها او رفضها، موضحا ان هناك أمورا اهم من الإرشاد الزواجي وهي تقديم الصحيفة الجنائية للمأذون الشرعي عند عقد القران لمن يرغب بالزواج.
واشار الشاب سعد العنزي الى انها فكرة سديدة لكنها جاءت متأخرة، متسائلا لماذا لم يتم تطبيقها سابقا؟ لافتا الى ان هناك صعوبة في إقناع الشباب حول تقبل تلك الفكرة من خلال الالتزام بدورة تدريبية حول الإرشاد الزواجي، مطالبا بضرورة التسويق لهذا المقترح إعلاميا حتى نتقبلها كشباب تدريجيا.
وتوقع الشاب ناصر بدر ان إقرار هذا المقترح بقانون نافذ سيكون له اثر سلبي على عملية الزواج والترتيب لها، خصوصا ان اغلب الشباب يرغبون في الخصوصية خلال فترة الخطوبة، فكيف له ان يذهب مع زوجة المستقبل وقبل عقد القران لاجتياز تلك الدورات، مبينا أن هذا الامر بحاجة الى مراجعة والإبقاء عليه اختياريا كما هو معمول به منذ سنتين.
طنا لـ «الأنباء»: المقترح في مراحله النهائية وسيدرج على جدول أعمال المجلس خلال أسبوعين
- الفضلي: فكرة صائبة تساعد في تأسيس حياة زوجية خالية من السلبيات
- الفتيات أكثر إقبالاً على الدورات الإرشادية من الشباب
قال عضو مجلس الأمة ومقرر لجنة المرأة وشؤون الأسرة النائب محمد طنا ان اقتراح الزام الشاب والفتاة المقبلين على الزواج بالدخول في دورة ينظمها مختصون في شؤون الأسرة من وزارتي العدل والصحة كشرط لعقد الزواج أمر مهم في وقتنا الحالي، لافتا الى انه سيخلق بيئة أسرية ناجحة، مبينا ان الاقتراح في مراحله النهائية وسيتم ادراجه على جدول اعمال المجلس خلال أسبوعين.
وأضاف طنا في تصريح خاص لـ «الأنباء»: ان الدورات ستقدم للمقبلين على الزواج بفترة لا تقل مدتها عن أسبوعين من قبل عدد المتخصصين في هذا المجال، موضحا ان الاقتراح يستهدف فئة الشباب ليتدارس الشباب والشابات العلاقات الزوجية الصحيحة وسبل نحاج الحياة الاسرية، والوقوف على أسباب فشل الزيجات وبحث أسباب ارتفاع معدلات الطلاق والمسؤوليات التي تقع على عاتق الزوجين، لافتا إلى أن اللجنة قد وافقت مسبقا بالاجماع على هذا الاقتراح، مرحبا بجميع المختصين في هذا المجال لإبداء آرائهم وملاحظاتهم حول المقترح وآلية تنفيذه.
فتيات لـ «الأنباء»: فكرة الدورات ممتازة والأفضل جعلها اختيارية
ولاستخلاص وجهة النظر الشبابية الكاملة حول موضــوع الارشـــاد الزواجي ولاســتجلاء الرؤى من مختلـــف فئـــات المجتمع كان لابد من معرفة اراء الفتيات حول إلــــزامية تلك الدورات، ففــي البــداية قالت هديل العبدالله: لا أتقبل فكرة ان تكون الدورات التدريبية اجبارية، بل يفضل ان تبـــقى كما هي عليه الآن اختــــيارية لاسيما وأنها نسبية قد يحتاجها البعض والبعض الآخر لا يحتاجها، وقد تهيئهم للحياة الزوجية ومسؤولياتها التي يغفل عنها الكـــثير، مـــوضحة ان فئة الشباب يحتاجونها بالفعل ولكي يتقبــــلوها لابد ان تحتوي هـــذه الدورات على مواضيع وطرق تجذبهم وتمثل فئتهم من قبل المختصين بهذا المجال ويجب الا تقتصر الدورة على الشباب فقط كذلك قد تعود بالفائدة على الاهل لتغيير مفاهيم قديمة لا تواكب العصر الحالي ولكن وفق ضوابط اجتماعيا بكل تأكيد.
من جهتها، اوضحت رهام علي ان وجود الدورات الخاصة بالارشاد الزواجي فكرة ممتازة للمقبلين على الزواج ولكن الافضل ان تكون اختيارية وليست اجبارية بالرغم مــــن اهميتها الحــقيقية، مبــينة انها جاءت بوقــــتها خاصـــة وأن الشباب اصبحوا يـــعانون من عدم تحـــمل المسؤولية واصبح اعتـــمادهم على العائـــلة بــــكل الامور، لافتة الى ان للتكنولوجيا تأثيرا على هذا النوع فالبعض اصبح مهووسا لا سيما بمواقع التواصل الاجتماعي ولـــذلك تزيد رغـــبته بــعدم الزواج وتحمل المسؤولية الاسرية.
وقالت فاطمة شداد، اوافق على الدورات التدريبية التي تطرح قبل الزواج ممثلة بالارشاد الزواجي بين الشباب وذلك لزيادة الوعي الفكري لديهم ولتحمل المسؤولية بين الزوجين وتقليص نسبة الطلاق بشكل كبير.
واضافت شداد ان فكرة الموضوع فــي غاية من الأهمية لما له من اثر إيجابي على المجتمع خاصة مع طرح عدد من الأفكار والمفاهيم الخاصة بالحياة الزوجية من قبل اساتذة وأطباء متخصصين في علوم الاسرة والصحة النفسية، متمنية التوفيق لكل المقبلين على الزواج.