- د.موضي الحمود: هناك شروط خاصة لمنح جائزة الدولة التشجيعية
- جائزة الدولة التقديرية أصبحت نافذة للمبدعين ومنحتهم قيمة أكبر
- المرشحون للجوائز يخضعون للفحص الدقيق وأعمال لجنة التحكيم تتسم بالسرية
أسامة أبوالسعود
استطاعت الجوائز العربية أن تحرك المياه الراكدة في الحياة الثقافية بما أضافته من تحفيز وتشجيع للمبدعين العرب في شتى المجالات خاصة أنها تحمل تقديرا أو تكريما معنويا أكثر منه ماديا، حول الجوائز الثقافية العربية ما لها وما عليها كانت الحلقة النقاشية التي استضافها المقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي الأربعين شارك في الحلقة وزير التربية والتعليم العالي الأسبق د.موضي الحمود ومن الإمارات العربية د.علي بن تميم، وأدار الحلقة الكاتب وليد الرجيب بحضور الأمين العام السابق للمجلس الوطني بدر الرفاعي ونخبة من المثقفين والأدباء.
في البداية يقول د.علي بن تميم في ورقته: يقتضي التأليف، في شتى صوره وأشكاله، توافر استجابة جماهيرية، وبيئة ثقافية حاضنة تحتفي به وتكرمه، محفزة المؤلف على الخلق والابتكار، وبذل المزيد من العطاء، والارتقاء بمنجزاته الفكرية والابداعية.
ولقد غدت الجوائز الأدبية في العصر الحديث شكلا من أشكال تكريم الكتاب على المستويين: المادي والمعنوي، وتكريسا لمكانتهم ضمن المشهد الثقافي، فضلا عن أنها تمثل اعترافا بقيمة الإبداع ودوره في الحياة الإنسانية.
ويمكن القول ان الوعي بأهمية الجوائز الأدبية في العالم العربي جاء متأخرا، مقارنة مع العالم الغربي، الذي اعترف مبكرا بدورها في تنشيط الحياة الثقافية، فظهرت الجوائز الأدبية تتويجا لنهضته الثقافية والحضارية، معلية بذلك من شأن أدبائه وعلمائه ومفكريه.
وتبعا للإحصاءات المنشورة، فقد بلغ عدد الجوائز المعروفة في العالم خمسمائة جائزة تقريبا، واتكأ في ذلك التعداد على جملة من الأسس كالديمومة، والمنهج الواضح المعلن، فضلا عن المكانة التي تتمتع بها الجائزة، والأصالة، والشهرة دوليا واقليميا ووطنيا.
ويضيف بن تميم وقد تباينت تصنيفات تلك الجوائز بتباين أهدافها وغاياتها وتطلعاتها، فظهرت جوائز متخصصة نوعا ما، كتلك التي تمنح في تخصص علمي دقيق، أو لجنس أدبي بعينه كالرواية، أو المسرح، أو القصة القصيرة، وثمة جوائز تقتصر على إقليم أو بلد بعينه، أو مخصصة للناطقين بلغة ما، وهناك - في المقابل - جوائز لا تضع قيودا جغرافية أو لغوية، وهي تمنح في حقول الدراسات الإنسانية أو الاجتماعية أو العلوم التطبيقية.
جائزة نوبل:
ويلفت بن تميم إلى أن جائزة نوبل هي أول جائزة عالمية مرموقة ترى النور، وهي الجائزة الأشهر والأضخم ماديا، وتمنح في مجال الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والاقتصاد والسلام.
وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حولها، وشبهة تحيزها الأيديولوجي والثقافي، فإن نيلها يمثل أقصى طموح الأدباء والمبدعين.
وتلاها في الظهور عدد من الجوائز الأدبية المهمة كجائزة غونكور التي أنشئت عام 1903، وهي معنية بالأدب المكتوب باللغة الفرنسية، وتشمل الرواية والقصة القصيرة والشعر والسيرة الذاتية.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، ظهرت جائزة بوليتزر التي تمنح في مجالات الخدمة العامة والصحافة والأدب الموسيقي، وقد أنشئت عام 1917.
وفي بريطانيا ظهرت جائزة بوكر، وهي من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الانجليزية، وتمنح لأفضل رواية مكتوبة باللغة الانجليزية، وتقتصر على مواطني المملكة المتحدة، ودول الكومنولث، وجمهورية إيرلندا، ولقد تقرر بدءا من العام 2014 أن يتاح التقدم لها من جانب كل من يكتب بالانجليزية، ولقد تفرعت عنها جائزة «بوكر» الروسية، التي تأسست عام 1992، وجائزة كاين للأدب الأفريقي عام 2000، و«بوكر» العربية عام 2007، وفي أسبانيا، ظهرت مجموعة من الجوائز، أشهرها جائزة ميجيل دوثيربانتس (= سيرفانتيس)، وقد انشئت عام 1976، وهي تمنح للكتاب عن مجمل انتاجه الابداعي، وتقتصر على مواطني الدول الناطقة بالاسبانية.
جائزة الملك فيصل:
ويضيف بن تميم: وفي عام 1977، أنشئت «جائزة الملك فيصل العالمية»، وهي تمنح للعلماء والكتاب الذين قدموا اسهامات متميزة في مجالات الاسلام، والدراسات الاسلامية، والأدب العربي، والطب، والعلوم، وقد منحت الجائزة أول مرة عام 1979.
وفي دولة الامارات العربية المتحدة، ظهرت مجموعة من الجوائز الأدبية المهمة، كجائزة سلطان العويس الثقافية، التي تعد واحدة من أهم الجوائز في الوطن العربي، وقد تأسست عام 1987 بمبادرة منه، تعبيرا عن اهتمامه بالابداعات الفكرية والأدبية، وهي تمنح مرة كل سنتين عن مجمل نتاج المبدع في مجالات الشعر، والقصة، والرواية، والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقدية وكذلك العلوم الانسانية.
وفي عام (1996)، أنشئت جائزة الشارقة للابداع العربي، وهي موجهة الى الشباب العربي حتى سن الأربعين.
وتتبنى الجائزة اكتشاف المواهب الأدبية من المبدعين، الذين ليست لهم اصدارات سابقة على الجائزة، في ميادين أدبية ستة هي: القصة القصيرة، والرواية، والشعر، وأدب الأطفال، والمسرح، والنقد.
وقد كان للجائزة دور مهم في الاشارة الى جملة من المواهب الأدبية لكتاب أصبح لهم شأن في بلدانهم.
وفي عام (2007)، أطلقت «الجائزة العالمية للرواية العربية»، النسخة العربية من جائزة «بوكر» البريطانية، وهي جائزة سنوية تدار بالشراكة مع مؤسسة جائزة «بوكر البريطانية» في لندن، بدعم من «هيئة أبوظبي للثقافة لاحقا»، وهي تهدف الى ترسيخ حضور الروايات المتميزة، والارتقاء بهذا الجنس الأدبي عاليا.
وفضلا عن قيمة الجائزة المادية، المساوية لنظيرتها البريطانية، فان الكاتب سيتمكن - عبر فوزه بهذه الجائزة - من الوصول الى جمهور أوسع عربيا وعالميا، ذلك أنها تضمن ترجمة الأعمال الفائزة الى لغات عالمية متعددة.
جوائز الكويت:
ثم تحدثت الدكتورة موضي الحمود مركزة حديثها على جوائز الكويت مشيرة الى وجود نوعين من الجوائز الأول الجوائز العلمية والعلمية التطبيقية، لافتة الى أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تعنى بالعلوم الطبيعية والأبحاث، أما النوع الثاني من الجوائز فهو جائزة الكويت الكبرى وهي مفتوحة عربيا ويتم الاحتفال بها سنويا في محفل كبير وقد فاز بها كثير من المبدعين العرب البارزين.
وتضيف الدكتورة الحمود مؤكدة أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعتني بالجوائز ضمن فعالياته وأنشطته مشيرة الى جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية موضحة أن هناك شروطا خاصة لمنح الجائزة التشجيعية تبلورت في طريقة تحكيمها ووصلت لمرحلة متقدمة من الآليات التي تضمن نزاهتها وتوسعاتها في مجالات الاختصاصات التي تعنى بها حتى وصلت الى أحد عشر مجالا متنوعا وكذلك في الآداب وصلت الى ثمانية مجالات منها العلوم الاجتماعية والانسانية والاقتصادية والعلوم السياسية وهذه الجوائز يعلن عنها كل عام وتوضع لها شروط للكويتيين وكذلك آلية الاختبار دقيقة جدا وتتسم بالسرية وتشير الحمود الى أن الجائزة قام بالتحكيم فيها حوالي 127 مختصا ويتنافس عليها المبدعون في هذه المجالات مما ساعد على ابرازهم على الساحة الثقافية.
الجائزة التقديرية:
وحول الجائزة التقديرية تؤكد الحمود أن اللجنة الخاصة بها يرأسها وزير الاعلام ورئيس المجلس الوطني لكن أعضاء اللجنة مستقلون وشخصيات عامة وبالتالي يكون هناك تداول كبير قبل اصدار الحكم، وتلفت الحمود الى أن هذه الجائزة ساهمت في تشجيع الأعمال الفنية والأدبية والاجتماعية وأصبحت نافذة لكثير من الكتاب والمبدعين ومنحتهم قيمة أكبر على الساحتين الثقافية والأدبية فهذه الجوائز لها دور كبير وقالت الحمود: ان الجائزة التقديرية تمنح للشخصيات سواء كان ترشيحهم شخصيا أو عن طريق مؤسسات لها اسهامات بارزة على مستوى الكويت ومنذ انشائها عام 2001 فاز بها 48 شخصية والمتقدم اليها يخضع لكثير من الفحص لأن اللجنة تنظر في مجمل أعمال الشخصية المرشحة للفوز ومدى تأثيرها وأعمالها في المجال الأدبي واسهاماتها.