الحريتي: تزايد أعداد المصابين يبعث على القلق ويثير علامات استفهام
صرح وزير الصحة د.هلال الساير بأن 99% من الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير في الكويت قد تعافت، مؤكدا ان الوزارة اتخذت جميع الاحتياطات والاجراءات اللازمة بهذا الخصوص.
وقال الساير في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية البرلمانية امس ان الاجتماع دار حول مرض انفلونزا الخنازير، مبينا ان هذا المرض منتشر في كل انحاء العالم ومازال مستمرا في الانتشار.
واوضح الساير ان مكافحة المرض تحتاج الى تعاون من ثلاثة اطراف، المواطن والحكومة والمجلس، مشددا على ضرورة ان يقوم المواطن اولا بالاجراءات الوقائية اللازمة والمتمثلة في النظافة الشخصية لمنع انتشار الرذاذ المتطاير نتيجة العطس ورمي المناديل مباشرة في سلة المهملات وغسل اليد لمدة عشرين ثانية بالماء والصابون.
وطالب الساير اعضاء مجلس الأمة بالتعاون مع الوزارة، مشيرا الى ان التصريحات «الكبيرة» من شأنها ان ترعب وتخوف الناس «وانفلونزا الخنازير كمرض أخف من الانفلونزا الموسمية».
واضاف الساير أنه في شهر ابريل وبعد بداية انتشار المرض شكلنا لجنة عليا لمكافحة انفلونزا الخنازير، مبينا ان لجنتين احداهما اعلامية والأخرى فنية قد انبثقتا عن هذه اللجنة.
وتابع الساير «وسنتعاقد مع شركة اعلامية لتقوم بالحملة الإعلامية للتوعية بهذا المرض عن طريق اللجنة الاعلامية».
مضيفا « أما اللجنة الفنية فهي مختصة بالأمور الفنية المتخصصة والمتعلقة بهذا المرض».
واشار الساير الى أن 99% من الحالات المصابة قد تعافت، موضحا ان عدد الاصابات بلغ 395 مصابا تقريبا.
وأكد الساير ان كل الاجراءات والاحتياطات اللازمة قد اتخذت من قبل الوزارة، موضحا ان الوزارة وضعت ضمن خططها الاستعدادات الكاملة للمدارس وموسم الحج والعمرة.
وعن تهديد بعض النواب له بصعود منصة الاستجواب قال الساير انه لا يخاف من الاستجواب، مؤكدا انه يقوم بواجبه على الشكل المطلوب.
علامات استفهام
بدوره شدد النائب حسين الحريتي على ضرورة ان تتعامل الحكومة بجدية مع وباء انفلونزا الخنازير، مشيرا الى ان اعداد الاصابات المتزايدة بهذا المرض تبعث على القلق وتثير علامات استفهام حول قدرة الاجهزة الطبية للتصدي له.
وقال الحريتي في تصريح صحافي ان وزاة الصحة مطالبة بتسخير كل طاقاتها وامكانياتها لمواجهة هذا الوباء وعليها ان تشكل فريقا متخصصا يتابع ويرصد مدى انتشار المرض وتفشيه في البلد ويضع خططا لعلاج الحالات المصابة وانسب الطرق للوقاية بالاضافة الى الارشاد والتوجيه.
وبين الحريتي ان هناك خشية من زيادة عدد الاصابات بانفلونزا الخنازير مع بداية العام الدراسي لاسيما في صفوف الطلبة والمعلمين الامر الذي يتطلب تنسيقا بين وزارتي الصحة والتربية للكشف المبكر وعزل الحالات المصابة.
إجراءات دون المستوى
من جانبه اكد النائب د.جمعان الحربش ان كل الاجراءات والاستعدادات الحكومية ممثلة في وزارة الصحة وعدد من القطاعات الرسمية الاخرى لمواجهة ومكافحة انتشار وباء انفلونزا الخنازير مازالت دون المستوى المطلوب ولا ترقى الى ادنى مستويات الاطمئنان للمواطنين والمقيمين، معربا عن استغرابه من استمرار الاستهانة وعدم اهتمام الحكومة في التعامل الجدي والمثمر مع كل القضايا الشعبية حتى وصلت الى ما يهدد صحته وسلامته، خاصة على ضوء ما تؤكده تقارير العديد من المنظمات الصحية الدولية والمؤشرات والتحذيرات الطبية المحلية في البلاد من اتساع رقعة الوباء والمصابين به الى ارقام مخيفة لمستشفى الامراض السارية والمراكز الطبية الاخرى التي تفتقر الى الأسرّة الطبية المطلوبة وخاصة اسرة العناية الفائقة المطلوب توافرها لاستقبال الحالات المتقدمة.
واشار الحربش الى ان حملة توعية كل شرائح المجتمع والجنسيات الوافدة التي تعيش فيه من خطر هذا الوباء معدومة تماما مما خلق حالة من الخوف والترقب لدى الجميع لعدم المامهم بطرق واجراءات الوقاية في مواجهة الوباء والحد من انتشاره ولم تستغل وسائل الاعلام لتوعية المواطنين والمقيمين وفق حملة اعلامية مدروسة وذات رسالة واضحة بدلا من بعض التصريحات الصحافية لبعض المسؤولين الذين اعتمدوا خلالها اخفاء الحقائق وتسويف خطر الوباء ظنا منهم أن في ذلك اطمئنانا للجميع، فمن المؤكد أن الوعي بالخطر والوقاية منه جزء مهم في مكافحة الوباء والحد من خطورته وانتشاره.
واعرب الحربش عن تخوفه من ان تسبب الاجراءات الحكومية المتراخية حدوث كوارث صحية وانسانية «لا سمح الله» تؤدي الى بعض حالات الوفاة، او من انتشار للوباء يصيب اعدادا كبيرة قد تتجاوز مئات الآلاف من الاشخاص في البلاد، خاصة على ضوء عدم توافر اللقاحات الطبية اللازمة والامصال لمعالجة هذا الوباء، مشيرا الى انه عند حدوث حالات كارثية لن يسمح بعدها بتحميل الجهات الحكومية المسؤولية لجهات أخرى او تنصل كل مسؤول من مسؤولياته وقذفها على مسؤول آخر، فصحة وسلامة الجميع هي من صميم مسؤوليات جهاز وزارة الصحة وبعض الجهات الرسمية الاخرى، وان التقصير والتخاذل في أي من جوانب مواجهة هذا الوباء لن تمر مرور الكرام وسيواجه المسؤولون مواجهة وحسابا لم تخطر ببالهم مواجهته، فحياة وصحة الناس امر مصيري وخط احمر حقيقي لا يمكن التهاون بشأنه بتاتا. كما طالب د.الحربش بضرورة ان تحسم الحكومة امرها في مواجهة وباء انفلونزا الخنازير بصورة سريعة خاصة فيما يتعلق ببدء العام الدراسي في مراحل التعليم المختلفة نظرا لاختلاط اعداد كبيرة من الطلبة بعضهم مع البعض ولساعات طويلة في ضوء انعدام الرعاية الصحية لهؤلاء الطلبة في مراكز تجمعهم، وضرورة وضع خطة عمل لمواجهة خطر الوباء عند بدء العام الدراسي الجديد، ويجب على الحكومة ان تصيبها الغيرة والحماسة من خلال متابعة اجراءات العديد من دول العالم وخاصة الدول المجاورة التي كثفت من اجراءاتها الاحترازية من خلال حملات التوعية الاعلامية الضخمة وكذلك عمليات التنظيف والمتابعة لمراكز التجمعات التجارية والاجتماعية والتركيز على تعقيم عربات التسوق ومقابض السلالم المتحركة التي تعتبر من اهم العناصر الناقلة للمرض، وكذلك سرعة العمل على توفير مراكز استيعاب طبية في جميع المناطق والاعلان عنها وتوسيع الطاقة السريرية في كل مركز فخطة مواجهة الطوارئ يجب ان تكون واضحة وشفافة ومعلومة للجميع كما يجب عدم ترك الامور للصدفة او التحرك وفق ما سيحدث لاحقا، فالعمل الجاد لمواجهة الاخطار هو دليل صدق واخلاص المسؤول في القيام بواجبه الوطني وعدم الاختباء في مواجهة الصعاب حتى لا يحمله احد المسؤولية.
- الوعلان: حالات عدوى بإنفلونزا الخنازير تحدث في مستشفى الصباح
اكد النائب مبارك الوعلان ان وزارة الصحة باتت تتخبط في قراراتها ولم تعد تعرف المسلك الصحيح الذي تسير عليه في ملف انفلونزا الخنازير التي يرتفع اعداد المصابين بها يوما بعد يوم، محملا وزير الصحة مسؤولية هذا الفشل الذريع في ادارة هذا الملف الخطير.
وقال الوعلان في تصريح صحافي ان تكتم وزارة الصحة عن الاعلان عن الحالات الفعلية المصابة بالمرض ابلغ دليل على فشل الوزارة في التعاطي مع هذا الملف بشكل محترف، مؤكدا ان شح البيانات التي توفرها الوزارة عن اعداد المصابين واعداد من تم شفاؤهم والاجراءات الاحترازية التي اتخذتها حيال هذا المرض امر يثير الريبة والشك ومن ثم لا يجب السكوت عنه، مضيفا ان واقعة رفض استقبال احدى الحالات المصابة بالمرض في مستشفى الامراض السارية بسبب ان رئيسة قسم الامراض السارية في اجازة (حسب المعلومات الواردة الينا) دليل دامغ على الفوضى والعشوائية التي تعج بها وزارة الصحة، مؤكدا بقوله: «لا يعقل ان يمنع مريض من دخول المستشفى بسبب ان رئيسة قسم الامراض السارية في اجازة»، مشيرا الى ان الحالة المصابة لجأت الى مستشفى الصباح وهي غير متخصصة في التعامل مع هذا المرض وتم ادخال الحالة جناح رقم 5 باطنية العمومي، مما تسبب في انتشار المرض واصابة العديد من الموجودين بالمستشفى، فما كان من الاطباء الا ان اعطوا جميع الموجودين مضادات حيوية في محاولة يائسة لمنع انتشار المرض. وطالب الوعلان بمحاسبة مدير منطقة الصباح الصحية لعدم تعاونه بشكل مناسب مع مستشفى الامراض السارية، كما طالب ايضا بمحاسبة الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة لتكتمه على مثل هذه الحالات التي تحدث وخداع المواطنين بان المرض تحت السيطرة وعدم نشر معلومات دقيقة عن المرض في البلاد.