خلو المناهج الإسلامية من أبسط العلوم الحياتية أدى للغلو والتطرف والتغريب والعصبية
ليلى الشافعي
أكد رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للعلوم الإسلامية الداعية حمد السنان ان قصور محاضن التعليم والتربية وعدم مواكبة الانفتاح ساهم في شيوع الجهل بأبسط علوم ديننا الحنيف مما أضر برسالته السمحة حيث خلت المناهج الإسلامية من أبسط العلوم الحياتية ما أدى الى الغلو والتطرف والعصبية والانحلال. وطالب السنان بنشر العلم الشرعي الصحيح مشيرا الى ان هذا هو هدف الجمعية عبر استخدام العديد من الوسائل لنشر رسالتها.
وأكد ان التعاون مع الآخر على أساس التكامل لا التنافس يؤلف القلوب بين أفراد المجتمع، وان الانفاق في جميع أوجه الخير أمر مطلوب وأفضل هذا الانفاق في سبيل طلب العلم. وذكر ان الإعلام من أكثر ما يمكن الاستفادة منه في نشر الإسلام داعيا الى اصلاح ما أفسده الإعلام بالإعلام وتطرق الى أنشطة الجمعية وسبب انشائها وما تقوم به وذلك من خلال الحوار التالي وفيما يلي التفاصيل:
متى تأسست الجمعية الكويتية للعلوم الإسلامية وما الهدف من إنشائها؟
تأسست في 18 سبتمبر 2005 بقرار وزاري رقم 162 من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومقرها الكويت، وكان الهدف من انشائها ما وجدناه من ان مجتمعاتنا تعاني من مشاكل متعددة، وأعظم جوانب ذلك هو الجهل الذي عمّ بأبسط علوم ديننا الحنيف ورسالته السمحة نتيجة لقصور مصادر ومحاضن التعليم والتربية، وعدم مواكبة الانفتاح في مجتمعاتنا الثقافات الجديدة بأساس من فهم وعلم بالعلوم الشرعية حتى خلت مناهجنا من أبسط تلك العلوم مما شكل فراغا كبيرا خرجت منه أشكال عديدة من الغلو والعصبية والانحلال والتغرب، فمن رحم هذا الوضع وادراكا لعمق الفراغ والمسؤولية نشأت الجمعية الكويتية للعلوم الإسلامية لتساهم بشكل جاد في سد هذا الفراغ العظيم ودعم حراك المجتمع من خلال تيسير طلب العلم في اطار عال من الالتزام والتربية بأخلاق وآداب الرواد من علمائنا الأفذاذ بعيدا عن مقاصد السياسة وصراع المصالح والفئات. والجمعية ذات أنشطة وأغراض علمية شرعية بحتة ولا ترتبط بأي توجهات سياسية.
العلم والتعلم شعارنا
مـــا رسالتكـم وهدفكـم الاستراتيجي؟
رسالتنا تتلخص في العلم والتعلم وهو شعارنا وهي رسالتنا فمن خلال العلم تزدهر الأمم وتتطور وتسمو بأخلاق العلماء من الرحمة والأدب مع أفراد المجتمع وأركانه ومكوناته. وهدفنا تعليم وتأهيل طلبة العلم والعلماء من الكفاءات الوطنية ونشر وتشجيع ودعم العلوم والمشاريع العلمية الإسلامية، وهناك أهداف عامة منها رعاية واعلاء مكانة العلم والعلماء واحتضان النابغين من طلبة العلم مع تأصيل آداب وأخلاق طلاب العلم وتأسيس البرامج العلمية الشاملة والمتدرجة والمتوازنة مع تأهيل المتعلمين بأدوات وآلات طلب العلم، وكذلك الإسهام مع الدولة في محاربة الظواهر السلبية كالتطرف والإرهاب.
على أي شيء تعتمدون وما وسائلكم لنشر تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة؟
نعتمد على البرامج والدورات العلمية وتنظيم المؤتمرات العلمية، وترتيب الدروس المنهجية والحلقات العلمية، والقاء المحاضرات وعمل الندوات العلمية مع اقامة المسابقات العلمية والجوائز التقديرية ونشر وطباعة الكتب والابحاث والمخطوطات العلمية واستضافة العلماء والخبراء في العلوم الاسلامية، وايضا تشجيع البحث العلمي في العلوم الاسلامية ونشر الثقافة الاسلامية والوعي بأهمية طلب العلم وطلبه بين افراد المجتمع مع التعاون والاستفادة وتبادل الخبرات مع المؤسسات العلمية الاسلامية المتخصصة والعمل على احياء سير علماء الكويت والمسلمين وتعريف الناس بمكانتهم وكذلك المشاركة في الاعمال الانسانية وانشطة المجتمع. وعن طريق البرامج الاعلامية سواء بالاذاعة والتلفزيون او الصحافة او الانترنت نقدم ما لدينا، بالاضافة الى اصدار مجلة متخصصة في العلوم الاسلامية والتواصل مع المراكز والمعاهد والجامعات الاسلامية وبناء المراكز والمعاهد المتخصصة بالعلوم الاسلامية والبعثات والمنح العلمية.
تأليف القلوب
كيف تحققون أهدافكم؟
التفاعل مع كل ما يوحد الكلمة ويؤلف القلوب بين افراد ومكونات المجتمع، والتعاون مع الآخرين على اساس التكامل لا التنافس، والاولوية لتحقيق أهدافنا محليا، والتواصل وبناء العلاقات الايجابية مع جهات الدولة الرسمية، والحرص على الحرفية والتخصصية في اعمالنا واعطاء المرأة مساحة مناسبة من برامجنا، واحسان الظن والثقة بالآخرين مع تجنب مساجلات الخلاف والتركيز على ايضاح الرأي بالحسنى.
تميز وشفافية
ما أهم ما يميز الجمعية الكويتية للعلوم الاسلامية؟
يميزنا التخصص، فنحن متخصصون في رعاية العلوم الاسلامية بحثا ودراسة ونشرا وعلما وتعليما وعلماء، كما نتميز بالاستقلالية فنحن لسنا تابعين لحزب، ولسنا حزبا جديدا بل لنا في كل فئة اي اننا جزء من مجتمعنا المسلم دون تبعية لاحد او انفصال عن احد بعيدا عن دروب السياسة والمصالح، والشفافية شعارنا حيث هدفنا واضح ورسالتنا معلنة وانشطتنا ومواردنا تعمل تحت مظلة القوانين والنظم الرسمية.
مع اهتمامنا بالتميز العلمي القائم على وسائل وطرق الطلب الصحيح للعلم وما يتبع ذلك من توقير العلماء وعدم تصدر الفتيا والاعتبار للرأي المخالف، فتميزنا بعرض الرأي العلمي لا الرد على الرأي المخالف.
الشرائح المستهدفة
ما الشرائح التي تستهدفونها؟
نخاطب جميع فئات مجتمعنا الشباب والفتيات وطبقات وقطاعات المجتمع ومكوناته.
الموارد
من أين تحصلون مواردكم؟
عمل على اصدار منتجات متنوعة وبأفكار جديدة وحديثة تقوم على شفافية المشروع الاحترافية والاستمرارية والمتابعة الدورية والتي تحقق الطمأنينة والثقة لدى المتبرعين افرادا وشركات وهيئات خيرية او حكومية.
مشاريع مستقبلية
ما مشاريعكم المستقبلية؟
لدينا عدة مشاريع منها مشروع رعاية نشر كتاب كفالة طالب علم، رعاية النابغين وعلماء المستقبل مشروع انشاء جامعة العلوم الاسلامية، وانشاء معهد ومركز الدورات العلمية، المكتبة المركزية المتطورة للعلوم الاسلامية، رعاية المراكز العلمية الاسلامية، القناة الفضائية للعلوم الاسلامية، مشروع صروح العلم مشروع صدقتك في قرآنك، مشروع اعتز بلغتي، علم وعالم ومتعلم، ومشروع ابي اتعلم ديني حيث سيتم طرح المشاريع المدرجة حسب خطة العمل كل في حينه.
حدثنا عن اثر الانفاق في سبيل العلم؟
الانفاق في جميع اوجه الخير امر مطلوب سواء كانت هذه الاوجه علمية او غيرها، لكن يشتد استحبابه في سبيل العلم، فإن كان الانفاق في سبيل بناء الجسد او الحفاظ على الاسرة فمن باب اولى ينبغي المحافظة على العقل وبناؤه، فالامم تتميز بعقول ابنائها فكلما سمت العقول سمت الامم، فالعلم هو اسمى وجوه الانفاق.
العقل والجسد
اذن انت ترى ان هناك مسارين متوازيين للانفاق هما العقل والجسد؟
نعم وذلك بالحفاظ على العقل والجسد فذلك من الكليات الاسلامية الخمس بالحفاظ على النفس والدين والحفاظ على العرض والمال، فهذه كليات من اشدها الحفاظ على العقل ما يجعله يعي ما يجب فيعرف المولى سبحانه وتعالى ويعرف كيف يعرف المولى سبحانه وتعالى، طريق العلم من اشرف الطرق فإن كانت أهمية المال بالحفاظ على الحياة فلا حياة دون عقل والعلم هو الذي ينمي العقل.
هلا حدثتنا عن فضل الإنفاق في سبيل العلم؟
الإنفاق في سبيل العلم من أسمى المقاصد حيث ان الخيرية فيمن تعلم القرآن وعلمه كما في الحديث الشريف وكان السلف رضي الله عنهم يتعهدون طالب العلم، وكان الشيخ القادر ماليا يصرف على تلاميذه للحفاظ على العلم باستمرار الطلاب في تحصيله، والشاهد اذا كان التوجه الآن منصبا على الحفاظ على الأنفس بالمأكل والمشرب والمأوى وهو امر مهم فينبغي ان يوازي ذلك تعليم النفس بالمحافظة عليها وتعليمها العلم الشرعي تحديدا لأنه مهمش وينبغي على تجارنا ان ينتبهوا الى اهمية الإنفاق في سبيل العلم والا يقتصر دورهم على بناء مسجد او ايواء اسرة او اطعامها، بل لابد من بناء الفكر، والأفراد هم من يقومون على هذا الفكر، وكما انك تحافظ على النفس فينبغي لك ان تنمي العقل الذي يحمل الفكر ويقوم على نشره فالإنفاق على العلم ينبغي ان يسير جنبا الى جنب مع الحفاظ على النفس.
كيف يمكن الاستفادة من الثورة العلمية بما يخدم الإسلام والمسلمين؟
هناك الكثير من الأمور التي يمكن الاستفادة منها من خلال هذه الثورة التي قصرت المسافات بين الأمم والشعوب، والإعلام هو اكثر الأشياء التي يمكن الاستفادة منها، والذي جعل من العالم قرية صغيرة وان لم يكن بيتا متعدد الغرف فلم يعد الآن الإعلام أحادي الجانب، فبكبسة زر يمكن للإنسان ان يتابع الحدث صوتا وصورة ويراه رأي العين، فالشاهد الآن ان وسائل الإعلام يمكن توظيفها افضل توظيف لخدمة العلم، وأكبر دليل على ذلك ان الاعلام الغربي لم يعد يقنع شعوبه مثلما كان الحال سابقا لأن هذه الشعوب طالعت اعلاما آخر دخل بيوتهم فمن الممكن الآن بث العلم الشرعي من خلال الإعلام، وانا دائما ما أقول ان المسلمين أفسدهم اعداؤهم بالإعلام ونستطيع أن نصلح ما أفسده الإعلام الغربي كذلك بالإعلام، والشاهد ان الإعلام يمكن توظيفه بشكل هادف ودائما ما اذكر تجارنا انه بإمكاننا إنشاء قنوات فضائية لا تكون بالضرورة ذات طابع اسلامي، فبجانب القنوات الفضائية يمكننا شراء اوقات من محطات عالمية غير اسلامية لا تلتزم بالبعد الشرعي مثلا قناة اقرأ تلتزم بالشرع في منهجها وايضا «الرسالة» فبالاضافة الى ذلك يمكننا شراء بعض الوقت في الـ cnn أو بأمثالها ان أمكن بالإغراء بالمال، كي يراها المسلم وغير المسلم ولا ينبغي ان يقتصر خطابنا على المسلمين او المتدينين نعم نحن نوجه خطابنا لشريحة كبيرة منهم ولكن ايضا ينبغي توجيه خطابنا لعموم الناس مسلمين وغير مسلمين حيث نبين لهم الاسلام وفي مقدورنا فعل ذلك بمساعدة تجار المسلمين بشراء بعض الوقت في العديد من المحطات أسبوعيا او شهريا، فسلاح الإعلام من أقوى الأسلحة التي نواجه بها الآخر وهو ما ينبغي ان يلتفت اليه تجارنا واهل الخير وايضا يمكننا شراء صحف غربية واستكتاب محررين غربيين، فبعض وسائل الاعلام تتحدث بلسان من يدفع، فلو استطعنا توظيف المال بشكل صحيح لأمكننا توجيه الاعلام كما نريد.
طلب العلم
وهل هناك نصوص تبين فضل الإنفاق في سبيل العلم؟
الآيات والأحاديث كثيرة فإذا كان الفضل موجودا فمن المستحب ان يوجه الإنفاق الى العلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم» «ان الملائكة لتستغفر لطالب العلم حتى النملة في جحرها»، (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، هذه الأفضلية التي تحدث عنها الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم تؤكد أولوية الإنفاق على العلم.
مشاريع حيوية
ما أهم المشاريع الخيرية التي ستقومون بها قريبا؟
مشروع «أبي أتعلم ديني» وهو مشروع يشمل تنظيم برامج تعليم الفقه على المذاهب المعتمدة كفقه الفرائض والمواريث وتعليم أصول الفقه وعلم الحديث وفقه المعاملات، وايضا مشروع «صدقتك في قرآنك» ويشمل العديد من البرامج العلمية لتحفيظ القرآن الكريم للناشئة والكبار من الجنسين وبرامج قراءات ترتيل وتجويد ودروس تفسير، بالاضافة الى رعاية وإعداد مسابقات القرآن الكريم داخل وخارج الكويت، اضافة الى مشروع «صروح العلم» الذي يأتي استجابة لأمر الله تعالى في كتابه العظيم بقوله عز وجل (اقرأ وربك الأكرم) ويهدف الى رعاية وبناء الصروح العلمية مثل المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز العلمية المتخصصة في العلوم الاسلامية داخل وخارج الكويت، وايضا مشروع «أعتز بلغتي» والذي يهدف الى تيسير تعليم اللغة العربية ونشر علومها وتطوير وسائل تعليمها على ايدي افضل المتخصصين ونشر ثقافة حب اللغة العربية وإعداد برامج إعلامية مسموعة ومرئية ومقروءة بالاضافة الى تعزيز ثقافة أدب الحوار والاختلاف وأدب طلب العلم الشرعي بين مختلف شرائح المجتمع.