حصة الصباح: «الآثار» أول جهة استضافت روائع الفن الإسلامي من متحف الهيرميتاج
افتتح وزير النفط والاعلام الشيخ احمد العبدالله الاحمد بالانابة عن صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد معرض «ذخيرة الدنيا» وهو معرض للفن الاسلامي المغولي تابع لدار الآثار الاسلامية المقام في متحف الهيرميتاج في بيطرسبورغ بروسيا.
وشارك في افتتاح معرض «ذخيرة الدنيا فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الاسلامي» المشرف العام لدار الآثار الاسلامية الشيخة حصة صباح وسفيرنا في روسيا ناصر المزين وعدد كبير من المسؤولين الروس. وكان على رأس المسؤولين الروس الذين شاركوا في حفل الافتتاح نائب وزير الثقافة الدكتور الكسندر بروفورينكو ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في حكومة سانت بيطرسبورغ ومدير متحف الهيرميتاج البروفسور ميخائيل بيوترفسكي.
وقال الوزير العبدالله في كلمة الافتتاح ان العلاقات الكويتية - الروسية ليست وليدة اللحظة انما تمتد الى عام 1901 حين وصل الاسطول البحري للقيصر الى شواطئ الكويت بدعوة من حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح لتنشأ بعدها علاقات متينة على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.
المواقف الروسية
واضاف ان المواقف الروسية تجاه الكويت لا تنسى وخاصة قبل 19 عاما ابان الغزو العراقي الغاشم للكويت في عام 1990 حين قدمت روسيا الاتحادية كامل الحماية لناقلات النفط الكويتية اضافة الى احتضان متحف الهيرميتاج مجموعة من تحف دار الآثار الاسلامية بعنوان «الفن الاسلامي كنوز من الكويت» واصراره على عدم اغلاق المعرض.
واعرب الشيخ احمد العبدالله عن فخره بافتتاح معرض يضم مقتنيات خاصة وثمينة يمتلكها وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد وقرينته الشيخة حصة الصباح «ما يدل على ان لدى الكويت اهتمامات كبرى في الثقافة والفنون وليس فقط في السياسة والاقتصاد».
واوضح ان الشيخ ناصر صباح الاحمد هو نجل صاحب السمو وقرينته الشيخة حصة الصباح هي ابنة المرحوم امير الكويت السابق الشيخ صباح السالم، مشيرا الى «ان عشقهما للتحف الفنية بدأ منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي». وأعرب عن سعادته الشخصية بافتتاحه لهذا المعرض بعد اقل من اسبوع من مرور ذكرى غزو الكويت خاصة بعد استضافة المتحف ذاته للقطع ذاتها قبل نحو عقدين من الزمان في اليوم نفسه. واشار الى انه وبحكم منصبه كوزير لحقيبتي النفط والاعلام فانه يمثل جانبين رئيسيين هما الاقتصاد والاعلام مما يساعده على بناء جسور للتعاون على هذين الصعيدين.
وقال ان زيارة المتاحف وخاصة الهيرميتاج لها لذة خاصة فالثقافة والفنون غذاء للروح وطمأنينة للنفس «ولذلك احضرت عائلتي التي كانت متشوقة لرؤية هذا المتحف الضخم».
وعلى صعيد آخر اعرب العبدالله عن أمله في ارتفاع اسعار النفط قريبا لما له منفعة للطرفين الكويتي والروسي لتمويل المشاريع.
استضافة دار الآثار لمتحف الهيرميتاج
بدورها ذكرت المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح ان علاقة الكويت بمتحف الهيرميتاج تمتد الى خارج الحدود الروسية إذ ان دار الآثار الإسلامية في متحف الكويت الوطني كانت أول جهة في منطقة الشرق الأوسط والعالم تستضيف روائع الفن الإسلامي من متحف الهيرميتاج في مايو من العام 1990.
وقالت الشيخة حصة في مؤتمر صحافي قبيل افتتاح معرض «ذخيرة الدنيا ـ فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الإسلامي» انها قبل 19 عاما خلت وقبل يوم واحد من هذا التاريخ كانت على موعد لتقف في هذا المعرض وتعرب عن شكرها لفريق متحف هيرميتاج لاحتضانه أول معرض للكويت وكان بعنوان «الفن الإسلامي ورعايته ـ كنوز من الكويت» إلا ان أحداثا مؤسفة وقعت وهي الغزو العراقي الغاشم على الكويت حالت دون قدومها الى هذا المعرض.
وأضافت ان وقوفها في هذه القاعة يشعرها بالغبطة والتميز حيث تم منحها فرصة أخرى لتقول لأصدقائها الروس «شكرا لكم وشكرا للبروفيسور بيتروفسكي وشكرا لكل فرد في فريق خبراء هيرميتاج الذين لم يألوا جهدا في تقديم الرعاية لمعرضنا الأول وتهيئتهم الملاذ الآمن لتلك التحف الإسلامية التي كانت آنذاك بلا مأوى».
وتابعت «في ذات الأسبوع من ذات الشهر شهر أغسطس وبعد حوالي عقدين من الزمان هأنا أقف مرة أخرى هنا لتقديم أسمى آيات الشكر والثناء لمتحف هيرميتاج على تفضله بدعوتنا لإقامة معرضنا الثاني ذخيرة الدنيا فنون الصياغة الهندية في عصر المغول وذلك بعد ان حقق نجاحا باهرا في متاحف الكرملين قبل بضعة أشهر» وقالت «اننا بصدد الكنوز وذخائر الفنون بدءا من عنوان هذا المعرض ونحن محاطون بهذا الكم الهائل من بدائع التصاوير والمنحوتات التي تشهد ببراعة صانعيها أجدني أتساءل عما كتبه السير توماس رو أول مبعوث لملك انجلترا تشارلز الأول إلى البلاط المغولي في عام 1614 ميلادي واصفا روائع المجوهرات التي شاهدها في قصر جهانجير بأنها ذخيرة الدنيا أجدني أتساءل ترى بماذا كان سيصف القاعات الرائعة في قصر هيرميتاج الشتوي».
وتابعت «ان هؤلاء المبدعين هم أبطال مغمورون من ثقافات عدة التقطوا ومضات من الزمن بأسلوب باتت معه هذه التحف التي ابدعوها محل تقدير وعناية وحماس لإظهارها للعالم حتى بعد مرور مئات الأعوام عليها».
وأوضحت «ان ذخيرة الدنيا كالمسرحيات واللوحات العظيمة هي نتاج إبداعات فنانين أبناء زمن ما ومكان ما ولكنهم في الوقت ذاته هم ابناء لكل المعمورة».
الخطط المستقبلية
وردا على سؤال لـ «كونا» حول خطط الدار المستقبلية قالت الشيخة حصة الصباح ان معرض ذخيرة الدنيا تتجاذبه طلبات متعددة من متاحف عالمية حيث كانت له حظوة الصدارة في قائمة المعارض العالمية في كل من متحف اللوفر ومتحف الكرملين حيث حل ثاني أكثر المعارض إقبالا في هذين المتحفين.
وأوضحت انه بعد الانتهاء من معرض ذخيرة الدنيا في روسيا سينتقل إلى سنغافورة من 11 فبراير إلى 13 يونيو 2010 ثم إلى ماليزيا من 28 يوليو إلى 12 ديسمبر 2010.
وقالت ان معرض ذخيرة الدنيا فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الإسلامي ليس هو الوحيد الذي يتم التحضير له حيث ان الدار بصدد تحضير معرض آخر سيفتتح في ميلانو بدعوة من عمدة المدينة ليتزامن مع احتفالات المدينة باستضافة «المعرض العالمي» في عام 2015.
وبدوره وصف سفيرنا لدى روسيا ناصر المزين معرض «ذخيرة الدنيا» بأنه ربط ثقافي بين البلدين.
ولفت السفير الى ان المعرض السابق لمتحف البرلمان (الكريملين) الذي اقيم في الفترة بين 20 فبراير و20 مايو الماضيين جذب ثاني أكبر عدد من الزوار ولاقى الحضور الكويتي فيه تقديرا من الصحافة الروسية والدولية.