- العوضي: عدم التنسيق بين هيئتي البيئة والصناعة يؤدي إلى مشاكل بيئية
دارين العلي
اعلن رئيس اللجنة البيئية التطوعية لضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان) م.احمد الشريع ان ضاحية علي صباح السالم تعاني من عبء بيئي 19 ضعف الحد المسموح به عالميا بسبب الجسيمات العالقة في الهواء والتي تتكون من مختلف المركبات الكيميائية الملوثة وفق دراسات اعدها معهد الابحاث في العام 2005.
ولفت الشريع في الندوة التي نظمتها منظمة العمل الكويتي «معك» مساء اول من امس في مقرها تحت عنوان «البيئة الكويتية امانتنا» وسط حضور عدد من المهتمين بالشأن البيئي منهم د.سعد بن طفلة ومدير عام الهيئة العامة للبيئة د.صلاح المضحي ود.جاسم العوضي الى ان ام الهيمان تعاني من روائح مزعجة بشكل متواصل وذلك نتيجة كثرة مصادر التلوث على المستوى الصناعي او على مستوى مرادم النفايات الصلبة والسائلة التي تحيط المنطقة لاسيما ان جنوب البلاد يحتوي على 98 مصنعا الأمر الذي يجعل اهالي المنطقة يستنشقون تلك الروائح المزعجة التي تحمل مواد كيميائية خطرة على الصحة العامة، مبينا ان الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للصناعة عجزتا سواء بقصد او من غير قصد عن كشف هذه المشاكل البيئية التي تحيط منطقة علي صباح السالم لاسيما ان هناك تقارير صدرت في عام 1994 من وزارة الصحة تأكد فيها أن منطقة ام الهيمان لا تصلح كمنطقة سكنية.
واوضح ان انشاء ضاحية علي صباح السالم جاء بقرار سياسي ولم يراع ملاحظات الخبراء والمهتمين بالشأن البيئي لاسيما ان وزير الصحة السابق د.عبدالرحمن العوضي حذر من انشاء مدينة سكنية بسبب التلوث البيئي الموجود في المنطقة، مؤكدا ان اللجنة البيئية التطوعية تعمل لحل هذه المشكلة مع كل السلطات في البلد ومنهم اعضاء مجلس امة الذين نسمع منهم كلاما معسول وبمجرد وصولهم للبرلمان يتناسون وعودهم وعهودهم، الأمر الذي جعلنا نحن كلجنة تطوعية نضع معهم عهد وميثاق للتوقيع عليه لاسيما هذا ما حصل مع نواب الدائرة الخامسة فجميعهم وقعوا هذا الميثاق وذلك ليتم بعد ذلك تقييمهم بما قاموا به في قضيتنا البيئية في منطقة ام الهيمان.
وطالب الشريع الحكومة بأن تتحرك لحل هذه القضية الانسانية لاسيما ان 40 ألف مواطن مهددون بخطر الامراض الخطيرة فاما ان تنتقل المصانع لاماكن بعيدة واما ان ينقلوا السكان لمناطق اكثر امانا، مشيرا الى ان القانون هو الوسيلة لحل قضيتنا فنحن طالبنا نواب الدائرة الخامسة من خلال اللجنة البيئية البرلمانية بتقديم اقتراح بقانون لاقراره لاسيما ان مصانع المنطقة الجنوبية لا تلتزم بالمعايير البيئية فهمها الربحية على حساب صحة الناس وستكون مطالبنا حاضرة في لقائنا مع النواب كما نتمنى ان تحل القضية دون اللجوء الى السلطة القضائية سواء المحلية او العالمية خصوصا ان الوضع البيئي لا يبشر بخير كما ان التقارير ايضا لا تبشر بالخير فالوضع البيئي في البلد مخيف لاسيما ان بعض التقارير اشارت الى انخفاض نسبة الاكسجين في الكويت فضلا عن تقارير وزارة الصحة التي اشارت الى ان نسبة الربو في مناطق الكويت تحمل رقم عشري لكن منطقة ام الهيمان كان عدد حالات الربو فيها وصل الى 1399 حالة وهذا مؤشر خطير يشير الى أن المنطقة موبوءة بيئيا.
بدوره قال رئيس قسم العلوم البيئية في جامعة الكويت د.جاسم العوضي ان مشكلة منطقة ام الهيمان او غيرها من مناطق اخرى في الكويت سببها سوء تخطيط منذ 30 عاما لاسيما عندما اقاموا منطقة الشعيبة الصناعية التي هي قريبة من عدد من المناطق الجنوبية في البلاد، خصوصا ان البيئة تتعلق بالبر والجو والبحر وليست مختصره على واحدة فاذا جئنا الى القطاع النفطي فهو مصدر التنمية لذا كان يفترض وجود توازن بيئي بين المساوئ البيئية وبين والفوائد التنموية خصوصا اننا نعتمد بنسبة 90% على مورد النفط، مبينا ان مشاكل البيئة متنوعة فمنذ 30 عاما لم تكن تلك المشاكل موجودة بسبب ان تعداد السكان لا يتعدى المليون الا ان زيادة نسبة السكان تحتاج الى زيادة في حرق مواد نفطية ناهيك عن وجود المصافي وهي من ظواهر الاقتصاد الا ان هناك لوما على القطاع النفطي كونه لم يطور آليات عملية تصفية النفط خصوصا انه اذا قلت الكفاءة تزداد الملوثات.
واضاف العوضي ان بر الكويت يعاني من تدهور بيئي كبير بسبب اقامة المخيمات الأمر الذي جعل كل شيء معدوما في البيئة البرية كما ان هناك مشكلة بعدم وجود تنسيق بين الهيئة العامة للبيئة وهيئة الصناعة في عملية احتواء المشاكل البيئية، خصوصا ان البيئة السليمة تقدم لنا مجتمعا سليما قادرا على العطاء في المستقبل كما ان هناك خلل في القانون البيئي الحالي فوضع على شكل قص ولزق ولا يتناسب مع حجم المشاكل البيئية في البلاد وهنا لا الوم هيئة البيئة لانها تسلمته من وزارة الصحة كما ان المشكلة الاخرى بالروتين الحكومي الذي لا يؤهل الموظف خصوصا ان الطالب يتخرج ويضعونه في مكان يقيم فيه من دون وجود خبرة كافية.
وبدوره قال امين عام منظمة مظلة العمل انور الرشيد ان موضوع البيئة بات من اهم المواضيع التي يهتم بها العالم لاسيما ان القضايا البيئية متعلقة ومرتبطة بصحة الانسان فبوجود بيئة سليمة سنجد انسانا سليما لذلك حرصنا على التطرق لهذه القضية المهمة، مؤكدا انه قبل 5 سنوات طرحت فكرة مشروع بيئي بزرع مليون شجرة سدرة واختياري لشجرة السدرة كونها لها علاقة وجدانية بيئية وهي تتحمل الحرارة الشديدة ولا تحتاج الى تكلفة لكن هذه الفكرة لم تتبن من اي جهة لذلك اتمنى تفعيل هذه الفكرة مرة اخرى ليتم العمل بها من جديد خصوصا ان المرحلة المقبلة تتطلب التشجير.