- البلالي: بعض النواب لا يستشعرون معاناة التائبين وقانون رد الاعتبار للسجين المدمن ظالم لابد من تعديله
- نقدم مصروفات سنوياً بقيمة 100 ألف دينار والحاجة الحقيقية 400 ألف و60% من المفرج عنهم ينتكسون
ليلى الشافعي
اكد رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق احكام الشريعة الاسلامية د.خالد المذكور ان ما تقوم به جمعية بشائر الخير لعلاج الادمان من المعالجة الايمانية اثبت نجاحا وتفوقا على سائر النظريات المادية في علاج المدمن واعادة تأهيله نفسيا وصحيا واجتماعيا.
وقال د.المذكور خلال المؤتمر الصحافي الذي اقامته جمعية بشائر الخير تحت رعايته للتحدث عن «وقفية التائب» في هذه الأيام وباستشراف مشهد رمضان الكريم اعاده الله علينا باليمن والخير والايمان والامان وبهذه المناسبة تلقيت دعوة من جمعية بشائر الخير بمناسبة اشهار وقفية التائب، ولا شك ان لهذه الجمعية دورا كبيرا في استقطاب التائبين من اعنف معركة يواجهها العالم اجمع وهي المخدرات، واضاف وهناك عدة علاجات لهذه القضية من بينها واهمها المعالجة الايمانية التي تقوم بها الجمعية فالجانب الايماني مهم جدا وقد بذلت الجمعية منذ انشائها كل ما تستطيع من جهد مادي ومعنوي في سبيل ان يكون التائب عضوا صالحا في المجتمع وفي اسرته، وبيّن د.المذكور ان كثيرا من الأسر يعانون من المخدرات والمسكرات ومن تجار المخدرات الذين يتسببون في تشتيت الاسر وهدم الابناء من خلال ما يعانيه هذا المدمن من طلب على المخدر ما يجعله يبيع اي شيء في سبيل الحصول على قطعة من المخدر الذي فيه هلاك للفرد وهلاك للأسر وهلاك للأمة جميعا، ولمواجهة هذا الخطر ينبغي ان يعرف الجميع الدور الذي تقوم به لجنة بشائر الخير.
واكد د.المذكور ان الكويت من الدول المتقدمة في علاج الادمان لكن نريد بالجانب الرسمي الجانب الشعبي متمثلا في جمعية بشائر الخير وان يعرف الكل كيف يساعد هذه الجمعية مادياً ومعنويا في سبيل نشر رسالتها وفي سبيل اصلاح هذا الجانب المهم.
وزاد قائلا: رسائل الخير متعددة ومتنوعة، وكثير من الأسر ومن الأفراد الذين منّ الله عليهم بالتوبة من هذه الآفة يشعرون باهمية هذه الجمعية وكيف اصبح يعيش التائب وحياة مستقرة مطمئنة حياة ايمانية يعود بعدها الى مجتمعه والى اسرته.
واشار الى ان القانون الكويتي وضع اقصى العقوبات على تجار المخدرات وهي الاعدام لتدميرهم شباباً واسراً وافراداً خاصة هؤلاء تجار المخدرات الذين يتلقفون المدمن بعد خروجه من السجن بالاغراء للعودة مرة اخرى الى بؤرة الادمان هذا اذا لم يجد هذا المدمن من يرعاه ويسانده ويحتاج الى المعالجة الدائمة.
الوقف
وتحدث د.المذكور عن الزكاة في الشريعة الاسلامية وبجانبها ركن مندوب ومفتوح على مصراعيه وهو الوقف وقال ان الكويت هي الدولة الرائدة للوقف عن طريق الامانة العامة للاوقاف، كما هو بيت الزكاة وبين ان الجانب المادي يغطي واجبا وركنا وهو الزكاة اما الجانب الآخر فيتمثل في الصدقات والخيرات وغيرها، مشيرا الى ان الوقف في التاريخ الاسلامي له دور كبير في انشاء المؤسسات العلاجية والتعليمية ومراكز للايتام حتى الحيوانات تعالج من الوقف فكيف بالانسان؟ وكيف بهذه الآفة التي تدمر حياة العالم كله بهدم وتشتيت الأسر فمن باب أولى ان تكون هناك وقفية دائمة تغطي نفقات لجنة بشائر الخير تسهم من خلالها في العلاج الايماني والاجتماعي وتبعد التائب عن الاغراءات التي تحاك له من تجار المخدرات.
ودعا د.المذكور المواطنين والمحسنين بمناسبة قدوم شهر رمضان الى ان يبذلوا من خيراتهم وزكاتهم لهذه الجمعية وأن يساعدوها في بناء هذه الوقفية لبناء الانسان من جديد بعد ان تهدم من وباء المخدرات.
المنتكسون
من جهته، تحدث مدير الجمعية الداعية عبدالحميد البلالي عن بعض الملاحظات فقال: هناك اكثر من 60% من المفرج عنهم من السجن المركزي يعودون مرة أخرى الى السجن وذلك بعد الانتهاء من برامج التوبة التي تتعاون فيها وزارة الأوقاف والعدل والبشائر وغيرها.
ووجد ان اسباب الانتكاسة القانون الظالم الذي حاولنا تعديله منذ 15 عاما وذلك لعدم استشعار نواب مجلس الأمة بهذه الشريحة وهو قانون رد الاعتبار للسجين اذا كان محكوم بـ 3 سنوات في قضية ادمان يحرم من العمل مدة 5 سنوات واذا كان محكوم عليه بـ 5 سنوات سجن يحرم 10 سنوات من العمل.
وأكد البلالي: نحن نتعامل مع شريحة كويتية فقراء بل شديدي الفقر لا يجدون ما يسدون رمقهم بعضهم يذهب لأماكن بعيدة للتسول ليسد حاجته.
واشار البلالي الى انه تم التعامل الى الآن منذ 1993 مع 1700 حالة، ونحن نستطيع ان نقدم 100 ألف دينار سنويا والحاجة الحقيقة 400 ألف ولقد طالبنا منذ تأسيس الجمعية الى الآن بأن يغير القانون وقدمنا اقتراحات كثيرة لتعديله.
وتساءل البلالي لماذا لا ندير مؤسسة لعمل هؤلاء ونكتب عنهم التقارير ومن يصلح فيهم بدلا من تركهم بلا عمل ليعودوا مرة اخرى للإدمان.
ثم انتقل البلالي الى توضيح ما تقوم به جمعية بشائر الخير وقال أقدم بشارات لكل مسلم ان يفتخر بأن الجمعية اصبحت تجربة رائدة ولقد اطلعت على تجارب الدول الاوروبية والآسيوية وسجونها التي لم تنجح الا في علاج 0.02% وتجاوزنا نحن 75% بنجاح وفي أميركا نسبة الانتكاسة من المخدرات 95%، ولم تتجاوز لدينا 20%، فنحن نتعامل مع اخطر شيء المدمن الواحد يمكن ان يخرب 50 بريئا او اكثر وعندما تنجح مع واحد فقط فأنت تنقذ 50 اسرة في المجتمع الكويتي وهذه الاعداد تتزايد كل عام.
واشار الى قيام الجمعية باشهار هذه الوقفية للحاجة الماسة لهؤلاء العائدين من الادمان لتوفير فرص العمل لهم واحتضانهم.
وقد ادار المؤتمر مدير تحرير مجلة البشائر عبدالوهاب الفهيد بعدها قدمت الاسئلة من الصحافيين حول عمل اللجنة ووقفية التائب وشكر البلالي الحضور وخاصة د.المذكور.