- العجمي: الكلام حول خطورة الڤيروس متضارب وعلينا تفادي المخاطر بالتطعيم والأساليب الوقائية
- خباز: إنفلونزا الخنازير تنتقل بالرذاذ الناتج عن العطس ويفضل استخدام كمامات n95
رندى مرعي
قد يكون ڤيروس إنفلونزا الخنازير h1n1 ڤيروسا عاديا كسائر الڤيروسات التي اعتاد عليها الإنسان وتأقلم على التعاطي معها ومع عوارضها، غير انه جاء ليعكس ظاهرة تخوف منها الناس بشكل كبير وعلى صعيد واسع اذ ان انتشاره لا يقتصر على دولة واحدة او على العالم الغربي او العربي بل شمل العالم كله لتكون هناك تدابير واجراءات محددة ومشددة ليس في المطارات فحسب بل في كل اماكن التجمعات كالمدارس والمستشفيات والمرافق التي يحتشد فيها الناس وذلك لسرعة انتشاره وما يحمله من مخاطر في اعراضه وتأثيراته.
وعلى الرغم من التدابير التي تم اتخاذها على صعيد حكومي او طبي الا انه لم يتم القضاء على التهويل الذي يعيشه الناس، خاصة في التجمعات، حيث تزداد المخاوف مع اقتراب شهر رمضان المبارك وموسم الحج اللذين تكثر فيهما التجمعات، الى جانب انهما لا يقتصران على دولة واحدة او فئة واحدة، وذلك لأن بيت الله الحرام يجمع حوله المؤمنين من كل أصقاع الأرض، ولذا ازداد القلق لدى الناس الذين جراء هذا الڤيروس ليصبح حالة تشغل اهل الدين والطب على حد سواء.
وهنا لا يختلف الدين والطب في الحفاظ على صحة الإنسان ولا يتعارضان فهما يكمل بعضهما البعض فيما يتعلق بالاستجابة لرغبات الناس في ايجاد حلول شرعية لتفادي المرض في هذا الموسم. وجاء الشرع ليؤيد الطب في ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة قبل أداء المناسك والفرائض واتخاذ الحيطة والحذر في الوقاية من الإصابة فحتى الآن ليس هناك ما يثبت ان الڤيروس h1n1 يشكل حرمة شرعية توقف تأدية الفرائض ولذا انقسم الجميع بين مؤيدين لإيجاد فتوى شرعية تمنع أداء المناسك الى حين ايجاد علاج للڤيروس وبين من يرفض ذلك وفي هذا السياق كانت لـ«الأنباء» وقفة مع الجانبين الديني والطبي تبديدا لمخاوف الناس، وفيما يلي التفاصيل:
أكد أستاذ العقيدة الإسلامية في كلية الشريعة – جامعة الكويت د.أبواليزيد العجمي انه ما لم يكن هناك حرمة شرعية لتأجيل موسم الحج فلا يمكن الإفتاء بذلك من قبل أي جهة دينية لاسيما ان الكلام حول مدى خطورة ڤيروس انفلونزا الخنازير h1n1 متضارب، فلو كانت هناك دراسة طبية مؤكدة مبنية على أساس آراء أصحاب العلم والاختصاص لكان من الممكن التفكير بهذا الموضوع أو أخذه على محمل الجد من حيث التعاطي معه ولكن حتى الآن الأمور ليست مؤكدة لذلك لا يمكن البت فيها.
وتابع قائلا: الطب دائما محل ثقة أهل الدين خاصة في الإسلام وذلك لأنه إذا كان هناك رأي طبي موثوق يقضي بعدم صيام الرجل أو المرأة على سبيل المثال فحتما سيتم الالتزام بهذا الرأي والامتناع عن الصوم لأسباب صحية، على ان يقضى لاحقا.
خطر التجمع
وفيما يتعلق بتجمع الناس خلال تأدية فريضة الحج او في العمرة قال ان الخطر في التجمع وارد وانتشار الڤيروسات بجميع أنواعها أمر معروف، ولتفادي مخاطر الاصابة بالڤيروس يجب اللجوء الى التطعيم والأساليب الوقائية خلال فترة الحج التي يوصي بها الأطباء اضافة الى الالتزام بالتعاليم التوعوية الموجودة في البلاد.
وتابع بأن وجود آليات وقائية لا يلغي موسم الحج، فالفقهاء يفتون في هذه الحالات بناء على أقوال الأطباء ويجب العودة الى أهل الطب في هذا الشأن.
وعليه يجب الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي تساعد على تفادي المرض وتمنع الخطر مثل إقلال عدد المعتمرين والحجاج وتنظيم مسألة الرمي والسيطرة على كل ما يمكن التحكم به.
وتوجه العجمي الى خطباء المساجد داعيا اياهم الى فهم المسألة وخطورتها والتحدث عنها في خطبهم دون تهويل الأمر وتخويف الناس أو دون تسهيل المسائل بشكل كبير ولكن بالاستناد الى نصائح وارشادات المناطق الطبية، وحث الناس على الالتزام بهذه الارشادات خاصة خلال تأدية الفرائض الدينية والتشديد على ضرورة العمل بها.
الڤيـروس جديد ومن الصعب التأقلـم معـه بسرعة
وفي الجانب الطبي قال الاخصائي بالأمراض النفسية د.أحمد خباز ان ڤيروس انفلونزا الخنازير كغيره من الڤيروسات المسببة للانفلونزا، والتعاطي معه يجب ان يكون طبيعيا ولكن كونه ڤيروسا جديدا فمن الصعب التأقلم معه بسرعة، فهو ڤيروس تطور عبر اندماج 3 ڤيروسات مع بعضها البعض وهي ڤيروس الخنازير والطيور والإنسان الذي يعيش على مقربة من الخنازير، وهو لايزال جديدا على مناعة الجسم خاصة الأطفال والحوامل وكبار السن فوق الـ 65 في حين ان الناس الأصحاء بين 5 سنوات و65 سنة لا يؤثر الڤيروس في حياتهم فكل الاجراءات الطبية المتبعة مبنية على هذا الأساس.
وفيما يتعلق بمواسم العمرة والحج فلا يجوز القلق والخوف كثيرا وذلك لأن معظم من يؤدون هذه المناسك ليسوا من الفئات الحساسة السابق ذكرها وإن كان هناك منهم من يرغب في تأدية هذه الفرائض فليؤجلها هذا العام. ومن يذهب الى الحج أو العمرة فعليه التقيد بالإرشادات الطبية واتخاذ العلاجات الوقائية من خلال التطعيمات مشيرا الى ان العلاج الوقائي لا ينفع إذا لم يكن هناك مصابون بالڤيروس.
وتابع بأن الڤيروس قد ينتقل كما ينتقل ڤيروس الانفلونزا العادي من خلال الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال وهنا يفضل استخدام كمامات n95 الخاصة للحيلولة دون انتقال الڤيروس، اضافة الى غسل اليدين بشكل مكثف بالصابون والمطهرات، وتجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض، واجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري.
وأكد خباز انه ليست هناك طريقة تمنع الڤيروس بتاتا ولكن الوقاية ضرورية لأن المناعة تختلف من شخص لآخر.
المواطنون والوافدون انقسموا بين مؤيد لإصدار فتوى منع الحج والعمرة لعموم البلوى ومن يرى عدم ضرورة ذلك للمبالغة في تهويل خطر الإنفلونزا
انقسم المواطنون والوافدون بين مؤيد لإصدار فتوى بمنع الحج والعمرة لعموم البلوى وبين من يرى عدم ضرورة ذلك لأن الوباء لما ينتشر وهو مبالغ فيه، حيث يرى علي الزعبي انه اذا ثبت ان هناك مضرة على صحة الانسان جراء انفلونزا الخنازير خلال تأدية العمرة او مناسك الحج فمن الأجدى تأجيلها هذا الموسم في الوقت الراهن حتى ايجاد الحلول والعلاجات الملائمة والمناسبة لهذا الڤيروس.
ويضيف انه اذا كانت نسبة الڤيروس المتفشية قليلة ولا تشكل خطرا على حياة الحاج او من يؤدي هذه المناسك فلا ضير في الذهاب الى السعودية وزيارة المدينة المنورة شرط التقيد بالارشادات الطبية والتعاليم الوقائية تفاديا لحصول اي ضرر ممكن حدوثه، كما انه يجب الاحتياط لهذه الأمور من خلال التطعيمات وأساليب التعقيم التي ترشدنا اليها الصحة الوقائية.
ويتابع انه لا يؤيد فكرة ايجاد فتوى تلغي موسم الحج او العمرة خاصة اننا مقبلون على شهر اليمن والبركات وفيه تكثر رحلات العمرة لتأدية الطاعات خلال هذا الشهر الفضيل، وهنا يكون الالتزام بالارشادات الطبية والنصائح ضرورة لتفادي الاصابة بأي مرض كان ليس فقط انفلونزا الخنازير.
وتقول باسمة مروان: ان من يذهب الى بيت الله الحرام لا يخشى شيئا خاصة اذا كان مرضا يمكن تفاديه عبر العقاقير والتطعيمات.
وترى ان ظاهرة ڤيروس انفلونزا الخنازير تلقى صدى اعلاميا وتضخيما اكثر من اللازم الأمر الذي يزيد الذعر لدى الناس ويضاعف درجات تخوفهم في حين انه ڤيروس كغيره من الڤيروسات يمكن التصدي له والتعامل معه كون الطب وصل الى مراحل متقدمة ومتطورة، لذلك يجب ألا نسمح لهذا الڤيروس بان يقف عقبة في وجه أي نشاط من الأنشطة سواء كانت دينية أو اجتماعية أو غيرها.
كذلك الأمر بالنسبة لحسن زكي الذي قال اليوم هناك فحوصات شاملة ومتطورة لكشف جميع أنواع الڤيروسات، وموسم الحج أو العمرة كغيره من المواسم مثل مواسم السفر، وعليه فإن التعامل مع الڤيروس في هذه الأوقات يجب ان يكون واحدا كباقي الأيام والمواسم.
وأضاف ان الفحص في المطار أمر ضروري وتشديد الحرص خلال موسمي الحج والعمرة يتطلب بعض الحزم من السلطات السعودية في مراقبة التأشيرات الصادرة وذلك لأن من يدخل بصفة قانونية حتما سيكون خاضعا للفحوصات الطبية اللازمة في حين ان من يدخلون بتأشيرات المرور لن يشكلون خطرا على الآخرين في حال كانوا مصابين بأي نوع من أنواع الانفلونزا.
وبدوره أشاد محمد عبدالله - مصري الجنسية - بمبادرة دولته ممثلة في اتخاذ مجلس الوزراء القرار القاضي بإلغاء رحلات العمرة. ويقول انه مع ايجاد فتوى شرعية تقضي بإلغاء هذا الموسم، وانه على كل الدول ان تحذو حذو مصر في القرارات المتعلقة بانفلونزا الخنازير.
ويقول حسين كرم ان الإنسان مكلف بتأدية جميع واجباته الدينية ولكن عندما يكون هناك ظرف طارئ مثل انتشار انفلونزا الخنازير يجب ان تكون درجة الوعي لدى جميع شرائح المجتمع كبيرة وواسعة، فهنا المسؤولية ملقاة على عاتق أهل الطب والعلم والدين على حد سواء.
وتابع انه قرر عدم القيام هذا العام بتأدية العمرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك جريا على عادته السنوية وذلك من باب الحذر والوقاية.