- الحدّ من انتشار الوباء أفضل من التطعيم والوزارة تتعامل بشفافية مع الجميع
محمد راتب
كشف وزير الصحة د.هلال الساير ان 99% من حالات الاصابة المثبتة بانفلونزا الخنازير في الكويت تمت السيطرة عليها تماما من خلال العلاج السريع الذي تم تزويدهم به، داعيا الجميع الى ضرورة مراجعة اقرب مركز صحي لدى ظهور بعض الاعراض عليهم، خصوصا الاشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل مرضى السكر واصحاب السمنة المفرطة وكذلك الاطفال وكبار السن، بالاضافة الى الحوامل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير د.الساير صباح امس بعد افتتاحه الاجتماع الصحي الخليجي الطارئ لدراسة آخر المستجدات حول انفلونزا الخنازير، وكشف في رده على سؤال لـ «الأنباء» حول التصريح الاخير الذي ادلى به قبل ايام عن شفاء معظم حالات انفلونزا الخنازير وان كان ذلك يعتبر تقويضا للوباء في الكويت ام لا، ان ثمة اصابتين تتواجدان حاليا في العناية المركزة تحسنت احداهما في حين مازالت الحالة الثانية حرجة حتى الآن. وقال لـ «الأنباء»: ان سبب خطورة هاتين الحالتين هو بعض الامراض والمشاكل الصحية المصاحبة، فإحدى الحالتين تعاني من السمنة المفرطة حيث تجاوز وزنه 130 كلغ وبالتالي دخل في المشاكل الصدرية وقال: ان الكثير من الحالات التي دخلت العناية المركزة خرجت بعد ان تم شفاؤها بالكامل، وحاليا: نحرص على ان تتحسن الحالتان اللتان مازالتا في العناية. وبين د.الساير ان دول الخليج تتوجه للاستعداد لموسم العودة الى المدارس وذلك من خلال وضع توصيات جديدة للمنافذ البرية للحد من انتشار الوباء، مشيرا الى ان كل مرض لابد ان تكون هناك حالة وفاة بسببه، كما شدد على ضرورة عدم التهويل من الامر لمجرد النظر الى عدد الوفيات الناتجة عن انفلونزا الخنازير، لافتا الى ان عدد الوفيات جراء الانفلونزا الموسمية اكثر من عدد وفيات انفلونزا الخنازير.
وقال د.الساير: ان الاجتماع يهدف الى التشاور بين وكلاء الصحة في دول مجلس التعاون والخروج بتوصيات جماعية لدول مجلس التعاون، لافتا الى ان الوكلاء في دول مجلس التعاون ادرجوا ضمن جدول اعمالهم الوضع الوبائي لانفلونزا الخنازير عالميا واقليميا، وكذلك الاجراءات المتخذة حتى الآن في دول الخليج ازاء هذا الوباء، والرصد الوبائي، وسرعة تبادل المعلومات في الحالات المشتركة واستمرار الفحوصات لمرض انفلونزا الخنازير وادلة تدبير الحالات باستخدام الادوية الخاصة بالمرض والاستعداد لموسم فتح المدارس ووضع توصيات جديدة للمنافذ البرية بغية الحد من الوباء. واشار د.الساير الى ان هناك نقصا عالميا بالنسبة للمضادات، مبينا ان نتائج التطعيمات حتى الآن مبهمة ولا صورة واضحة عنها حتى الآن، معتبرا ان الحد من انتشار الوباء افضل من التطعيم وان الوزارة تتعامل بشفافية مع الجميع.
وقال د.الساير ان الصورة عن انفلونزا الخنازير اصبحت اكثر وضوحا منذ اعلان منظمة الصحة العالمية عن بداية ظهور المرض ثم انتشاره بشكل وبائي ليشمل جميع اقاليم منظمة الصحة العالمية الستة وبمختلف دول العالم، لافتا الى مهنية تعامل المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون وكذلك تعامل وزارات الصحة بدول المجلس مع الحدث منذ البداية على مستوى المسؤولية، حيث تكاتفت جهود الجميع لدراسة الوضع الوبائي العالمي والاقليمي بمنهجية علمية والتنسيق بين دول المجلس لتبادل المعلومات والخبرات، كما قامت وزارات الصحة بدول الخليج بتفعيل خطط الطوارئ الصحية لاحتواء المرض والتعامل معه وفقا للمستجدات والارشادات العالمية على الادلة والبراهين.
وافاد بأن التواصل مستمر بين كبار المسؤولين والمتخصصين في وزارات الصحة بدول المجلس، وتبادل المعلومات بينهم اولا بأول يعتبر تجسيدا عمليا للتعاون الوثيق بين دول المجلس وثمرة طيبة من ثمار التعاون الصحي الخليجي عميق الجذور، لافتا الى ان هذا الاجتماع من شأنه ان يتيح الفرصة لتبادل الخبرات بين هذه الكوكبة من كبار المسؤولين في وزارات الصحة والتي تم اكتسابها من خلال الترصد الوبائي للحالات واتخاذ الاجراءات اللازمة للتشخيص والعلاج والمراقبة الصحية للحالات التي تم تسجيلها بدولنا، مضيفا ان الاجتماع سيتيح الفرصة ايضا لمناقشة الدروس المستفادة التي استخلصت من خلال التعامل مع انفلونزا الخنازير منذ بداية ظهور المرض حتى الآن، كما انه فرصة متاحة لمراجعة وتحديث السياسات والاستراتيجيات والاجراءات الاحترازية المتخذة في دول المجلس تحسبا لأي طارئ خلال الفترة المقبلة، لاسيما انه في هذا الوقت يتطلب من الجميع اتخاذ الاستعدادات الصحية والاجراءات الاحترازية مع موسم عودة الطلبة للمدارس والاستعداد لموسم الحج.
الى ذلك، أثنى مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجيين د.توفيق خوجة في تصريح صحافي على هامش الاجتماع الخليجي الاستثنائي لدراسة آخر مستجدات مرض انفلونزا الخنازير، على جهود وزارة الصحة وجاهزيتها الكاملة واتباعها توصيات منظمة الصحة العالمية والمنظمات الاقليمية لمواجهة المرض. وقال خوجة «ان هناك تنسيقا كاملا بين دول المجلس بخصوص هذا الوباء من حيث العلاج والوقاية»، مشيدا باجراءات دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة المرض. وأضاف ان اهمية الاجتماع تكمن في توقيته وتزامنه مع العودة من الاجازات الصيفية والاستعداد للموسم الدراسي وقدوم شهر رمضان واستعداد الناس لموسم العمرة. وأكد أهمية الاجتماع في تدارس وضع الوباء عالميا واقليميا ومحليا ومراجعة الاجراءات والتوصيات المتخذة سلفا في اجتماعات الرياض والدوحة اضافة الى تبادل الخبرات والرأي بين المختصين في دول المنطقة. وأوضح ان الاجتماع تطرق الى العلاجات المناسبة والأدوية والطعوم في حال وصولها وطرق استخدامها اضافة الى تحديث بروتوكولات الوقاية والعلاج لمواجهة وباء انفلونزا الخنازير في المرحلة المقبلة. وقال د.خوجة ان تزايد انتشار هذا الوباء يدعو الى اعادة النظر في التدابير والاحتياطات الاحترازية اضافة الى تحديث خطط المراقبة واستمرار وتفعيل التنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية المختصة. وحول موسم الحج والعمرة قال خوجة ان الاجتماع الاخير في القاهرة دعا كبار السن والحوامل والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة الى تجنب العمرة والحج هذا العام حفاظا على صحتهم.