-
روسيا أنقذت جورجيا من المطامع التركية والفارسية سابقاً ولولاها ما كانت موجودة والمشكلة الكبرى تكمن في نظام ميخائيل سكاشفيلي
-
روسيا تجنح دائماً للسلام ودخولها الحرب مع جورجيا أُجبرت عليه للدفاع عن قواتها العسكرية ومساعدة أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا
-
وجود قواعد عسكرية أجنبية قريبة من حدودنا في پولندا وتشيكيا وقرغيزستان أمر لا نقبل به لأنها موجهة ضد روسيا وليس إيران وكوريا الشمالية
-
موقفنا محايد من تدشين قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي وروسيا تقدمت في 2007 بتصورها لـ «الأمن الجماعي» إلى قيادات دول الخليج العربي
-
زيارة الشيخ أحمد العبدالله إلى روسيا فرصة لبحث مجالات التعاون في استخراج النفط والغاز والتطلع لإنجاز مشاريع في جزيرة بوبيان
بشرى الزين
أكد القائم بالأعمال في سفارة روسيا الاتحادية حيدر غالييف ان سياسة بلاده تجنح الى السلام كنهج لحل النزاعات، مشددا على دعمها للمبادرة العربية كأساس لتسوية النزاع في الشرق الأوسط. وأشار غالييف في حديث لـ «الأنباء» الى دعوة روسيا الى ان تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، لافتا الى تصور بلاده لـ «أمن جماعي» يشمل دول الخليج العربي والذي تقدمت به موسكو الى قيادات دول المنطقة في عام 2007.
وإذ ذكر غالييف ان موقف بلاده من إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي «محايد» علق على انتخاب الرئيس أحمدي نجاد مرة ثانية بأنه خيار الشعب الإيراني ومن المبكر ابداء الرأي في تعاطي الإدارة الأميركية مع هذا الظرف نظرا للتطور المستمر في العلاقات الدولية.
وذكر الديبلوماسي الروسي ان موقف بلاده من خفض الديون العراقية المستحقة للكويت يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وما يتم مناقشته في إطار المنظمة مع الأخذ بعين الاعتبار موقف الدولة المعنية، مؤكدا دعم روسيا للكويت التي عانت من العدوان العراقي بما يتوافق والمفاهيم الإنسانية في السياسة الروسية.
كما أكد دعم روسيا لعمل اللجنة السداسية للتوصل الى قرار يرضي الأطراف المعنية بالملف النووي الكوري الشمالي، مشيرا الى ان المجتمع الدولي اعترف بهذه اللجنة دون تدخل أو ضغط من جهة أخرى، معربا عن رفض بلاده لإنشاء قواعد عسكرية في دول قريبة من حدودها، معتبرا ان ذلك موجه ضدها وليس ضد إيران أو كوريا الشمالية.. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
كيف تقيمون السياسة الروسية في المنطقة وتعاطي روسيا مع قضايا الشرق الأوسط بما في ذلك النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والوضع في العراق؟
سياسة روسيا تجاه الخليج العربي والشرق الأوسط مفهومة وواضحة، واذا أخذنا في الاعتبار القضية الفلسطينية فإن روسيا تدعم تسوية النزاع على أساس المبادرة العربية، وفي إطار نهج روسيا الاتحادية فإن انعقاد مؤتمر موسكو للسلام يدعو الى ان تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل اضافة الى تصور روسي لتأمين الأمن والسلم في منطقة الخليج العربي وتقدمت روسيا بتصوراتها حول هذا الموضوع.
كيف ذلك؟
هناك ما يسمى بسياسة «الأمن الجماعي» الخاصة بالدول المطلة على الخليج العربي، ولا يكون هذا الهدف من طرف واحد بل من الجهات كلها.
هل تقدمت روسيا بأي مقترحات الى الدول المعنية حول هذه السياسة؟
في 2007 تقدمت روسيا الاتحادية بمقترحها حول تأمين الأمن في منطقة الخليج العربي وتم تسليمه الى قيادات هذه الدول.
هل لمستم اي تجاوب من هذه الدول وهل تخشون جهات منافسة في المنطقة؟
لا علم لدي حول وجود منافسين لروسيا لكن وزارة الخارجية الروسية تصر على هذه التصورات وتأمل ان تكون هناك دراسة لها من قبل الدول المعنية ومدى قبولها لهذه المقترحات التي قدمتها وروسيا لا يمكنها ان تتدخل في رغبة كل دولة.
موقف محايد
وكيف تنظرون الى انشاء قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي؟
موقف روسيا محايد ولم تكن هناك اي ردود فعل في وسائل الاعلام الروسية، ونعتبر هذا امرا يتعلق بالبلدين المتفقين الامارات العربية المتحدة وفرنسا.
باعتقادكم هل وجود هذه القاعدة العسكرية سيعزز الامن والسلم الذي تنشدونه في منطقة الخليج؟
لا يوجد لدي تعليق.
وكيف تتابعون الملف النووي الايراني مع انتخاب الرئيس احمدي نجاد مرة ثانية، وتراجع الادارة الاميركية في وصفه بالزعيم، هل يؤثر في نظركم ذلك على دعوة واشنطن لحوار ديبلوماسي مع طهران؟
الانتخابات التي جرت في ايران في الآونة الأخيرة كانت خيارا للشعب الايراني وأدى الرئيس محمود نجاد القسم الدستوري ولا يمكن التسرع في ابداء الآراء والاحكام لان الادارة الاميركية جديدة ايضا ويجب ان نمنح وقتا لانفسنا وللآخرين.
لكن في ايران اعيد انتخاب الرئيس ذاته؟
دائما الظروف الدولية والاحداث السياسية تتغير، حتى وان اعيد انتخاب رئيس لمرة ثانية فهو يقوم بتقدير المواقف داخليا وخارجيا لان الانتخابات تظهر القوة السياسية في البلاد ويأخذ بعين الاعتبار التطورات الجارية على المستويين المحلي والدولي.
الأوضاع في إيران
وكيف ترقب روسيا الاوضاع في ايران بعد هذه الانتخابات؟
تمت الانتخابات بفوز الرئيس محمود احمدي نجاد من قبل الناخبين ونحترم خيار الشعب الايراني، وروسيا حسب تاريخها عانى شعبها من كوارث مختلفة، وعلى هذا الاساس فإن سياسة روسيا تتجدد دائما نحو السلام، وعلى سبيل الذكر ما حدث في السنة الماضية حيث اجبرت روسيا على دخول حرب مع جورجيا من اجل انقاذ شعب اوسيتيا الجنوبية.
قرار قاس
فيما يتعلق بهذه القضية، قبل ايام توعد الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ جورجيا برد قاس في حال تكرار اي «استفزاز» ضد اوسيتيا الجنوبية هل يمكن ان تشهد منطقة النزاع تصعيدا آخر؟
حسب قول الرئيس مدڤيديڤ فإن اتخاذ قرار دخول الحرب التي اجبرنا عليها كان قاسيا نظرا لان الرئيس مدڤيديڤ كان جديدا في منصب الرئاسة ولكنه وصفه بأنه قرار سليم لانقاذ كتيبة حفظ السلام الروسية المرابطة على حدود اوسيتيا وما اثار النزاع هو قيام الوحدات الفرعية الجورجية بالهجوم على الكتيبة الروسية وما قامت به روسيا هو دفاع عن وحداتها العسكرية، وحسب ميثاق وقرارات الامم المتحدة فإن قوات حفظ السلام يجب حمايتها وكل دولة عليها مسؤولية تقديم المساعدة لهذه القوات، وللشعب الاوسيتي البريء.
ما افق حل هذه الازمة، هل بضم الاقليمين، ام بتأمين الاعتراف الدولي بهما، ما التصور الروسي لتجاوز هذا النزاع؟
اولا لا يوجد هناك نزاع بين الشعبين الروسي والجورجي، وتاريخ العلاقات الروسية ـ الجورجية طويل وكانت هناك معاهدة جيورجيتس، وروسيا انقذت جورجيا في فترة كانت فيها هذه الاخيرة في خطر ووجود جورجيا اليوم هو بمساعدة ووجود روسيا لانه كانت هناك مطامع تركية واخرى فارسية، لكن المشكلة الكبرى تكمن في وجود النظام الحالي في تبيليسي، والشعبان الروسي والجورجي شقيقان ويدينان بنفس الدين، لكن مذبحة 8 اغسطس 2008 وضعت نهاية بالنسبة لسيادة الاراضي الجورجية وبالتالي لن يقبل شعبا ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانضمام الى جورجيا لان هذا العمل الاجرامي ليس بالاول فهذه المذبحة تعد الثانية ضد الشعبين في الاقليمين، ولا يمكنهما نسيان ما تعرضا له من القوات الجورجية، اضافة الى انه من المستبعد التفكير في الانضمام الى بلد يعيش ظروفا اقتصادية متدهورة، وكذلك روسيا الاتحادية اعترفت باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وتم التوقيع على معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، وهي اكبر مستوى للتعاون في العلاقات الدولية، وحسب هذه المعاهدة توجد وحدات فرعية روسية لحراسة حدود الجمهورية الفتية بعدد يقدر بـ 500 جندي، و1600 من الجنود التابعين لوزارة الدفاع الروسية، ويجب ان اشير الى ان بعض الدول الغربية تقوم بإعادة تسليح جورجيا وهذا خرق للاتفاقيات، وهذا يعني ان جورجيا تجهز لاعتداء آخر في المستقبل ما يستدعي القلق من طرف روسيا الاتحادية.
وهل تعتبرون الاعتداء على الاقليمين اعتداء على روسيا؟
طبعا لانه يجب علينا العمل في اطار المعاهدة الموقعة بين روسيا الاتحادية واوسيتيا الجنوبية التي تقوم على الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة ولذلك فإننا نعتبر اي اعتداء على الاقليمين اعتداء على روسيا والعكس صحيح بالنسبة لاوسيتيا الجنوبية.
ما المطلوب من جورجيا، وما الرسالة التي توجهها موسكو في هذا الظرف؟
المطلوب هو توقيع اتفاقية «عدم الاعتداء» بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية، وجورجيا وابخازيا.
بالنظر الى الوضع في العراق أين الدور الروسي، وما موقفكم من خروج العراق من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة؟
الدور الروسي يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، والعراق طلب الخروج من الفصل السابع، وروسيا ترى حل هذا الأمر في اطار الأمم المتحدة والأخذ بعين الاعتبار مواقف الدول المعنية خاصة الكويت.
قبل أيام أيد المبعوث البريطاني لدى الأمم المتحدة تخفيض الديون العراقية المستحقة للكويت هل روسيا تسير في هذا الاتجاه؟
ليس لدي تعليق، والعدوان العراقي في العام 1990 كان ضد دولة مستقلة، ودعم بريطانيا لا يمكن التعليق عليه، وإذا كان هناك موقف للكويت بخفض الديون العراقية، فهذا أمر يهم الكويت.
روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي هل يمكن ان تؤيد أو تعارض هذا الطلب؟
روسيا الاتحادية تجنح دائما الى السلام، وعانت من مخلفات الحرب العالمية الثانية وفقدت 28 مليونا من مواطني الاتحاد السوفييتي سابقا و1000 مدينة دمرت من قبل المانيا النازية وعلى هذا الأساس فإن روسيا تدعم الدولة التي عانت من عدوان دولة أخرى، وهذا مفهوم انساني سياسي لدولتنا.
هل هذا يعني انكم مع الموقف الكويتي وإنسانيا مع العراق؟
بالتأكيد إنسانيا مع الكويت.
هناك دعوات أميركية وغربية للدول العربية «للتطبيع» مع اسرائيل، أنتم في روسيا كيف تنظرون الى هذه المسألة؟
في نهاية المطاف لابد ان يكون هناك تطبيع، عندما يتحقق «حلّ الدولتين» الفلسطينية والاسرائيلية وتطبيع العلاقات في منطقة الشرق الأوسط كله، وكما قال سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال زيارته الى واشنطن لابد ان تقوم بتنفيذ التزاماتها وان تكون هناك حركة من الاتجاهين الاسرائيلي والعربي.
فيما يتعلق بالوضع في أفغانستان، على ماذا يقتصر الدور الروسي في هذا البلد وهل يشكل الوجود العسكري الغربي في آسيا الوسطى اقصاء للنفوذ الروسي؟
القوات العسكرية الموجودة في أفغانستان تنتمي الى حلف شمال الأطلسي وروسيا غير منضمة للحلف، لكن روسيا تقوم بمد مساعدات لوجستية ومدنية عبر مرورها من الأراضي الروسية الى داخل أفغانستان وفي لقاء الرئيسين ديمتري مدڤيديڤ وباراك أوباما وافقت روسيا على مرور معدات عسكرية في يوليو الماضي.
ألا يقلقكم وجود عسكري غربي آخر في بعض دول آسيا الوسطى التي كانت منفذا لروسيا فيما سبق؟
لا توجد حدود مباشرة مع القوات الغربية في أفغانستان والتفكير في إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في قرغيزستان، فقد رفضت الأخيرة التوقيع على هذه الاتفاقية، وموقف روسيا واضح ووجود قوات عسكرية أجنبية دائما يشكل قلقا لروسيا ومثل ذلك وضع منصة بطاريات اطلاق الصواريخ في پولندا وتشيكيا بحجة وجود السلاح النووي في إيران وكوريا الشمالية، فروسيا لا تقبل بهذا الأمر لأن هذه المواقع قريبة من حدودها وموجهة ضد روسيا.
الملف النووي الكوري الشمالي، ما المساعي الروسية في هذا الأمر؟
روسيا تدعم عمل اللجنة السداسية التي تشمل روسيا الى جانب دول أخرى للتوصل الى قرار يرضي جميع الدول ونجاح هذه اللجنة يهمنا دون تدخل أو ضغط من طرف ما لأن المجتمع الدولي اعترف بعمل اللجنة السداسية.
زيارة وزير النفط والإعلام الشيخ أحمد العبدالله الى روسيا، ماذا يمكن ان تحمل من التعاون في المجال النفطي؟
هذه الزيارة تعد فرصة لتبادل الخبرات وبحث مشاريع التعاون التي يتطلع إليها البلدان في مجال استخراج النفط والغاز، علما ان الزيارة كانت لافتتاح معرض «ذخيرة الدنيا» وهذا يدل على تميز متحف هيرميتاج الروسي لاحتواء هذا المعرض، والبلدان يترقبان اجتماع اللجنة المشتركة ويتوقان الى تبادل الخبرات وتعاون شركات روسية وكويتية لاستخراج النفط لأن روسيا تحتل المرتبة الثانية في استخراج النفط، اضافة الى انجاز مشاريع طويلة الأمد في جزيرة بوبيان ومد السكك الحديدية.
وخلال زيارة الشيخ أحمد العبدالله الى سانت بطرسبورغ قدم دعوة الى وزيرة التنمية الاقتصادية الروسية ونحن نقوم بتحضير وتحديد موعد الزيارة التي ستفتح آفاقا بين الشركات في كلا البلدين ومن المتوقع ان تكون في 9 و10 أكتوبر المقبل.
تبادل ثقافي.. مفتاح للتواصل
أكد القائم بالأعمال الروسي حيدر غالييف على التنوع الثقافي الذي تتميز به روسيا الاتحادية نظرا لتعدد القوميات التي تضمها. موضحا ان التبادل الثقافي بين البلدين سيزيد من التقارب والمعرفة بين الشعبين الروسي والكويتي، مبينا ان هذا المجال يعتبر مفتاحا للتواصل.
وأعلن عن وصول لوحات من جمهوريتي تاتارستان وباشقرطستان للمشاركة في المعرض الروسي الذي سينظم في مارس المقبل، مشيرا الى مهرجان «العالم الإسلامي» الذي سينظم في موسكو من أغسطس الى سبتمبر، حيث شاركت دول من الخليج العربي ومنحت الجوائز الأولى «المنبر الذهبي» لمشاركة كويتية من طرف الفنان عبدالله بوشهري.
تعاون عسكري.. مستمر وناجح
قال حيدر غالييف إن هناك اتصالات مستمرة وناجحة بين وزارتي الدفاع في البلدين الصديقين، كما يوجد تبادل للخبرات بين الوفود الكويتية والروسية، مشيرا الى زيارة المسؤولين العسكريين لمعرض نيجني تكير الروسي للأسلحة وتجري مفاوضات في هذا المجال، مشيرا الى ان التعاون العسكري يسير بصورة جيدة.
واشار غالييف الى تحويل نسبة فوائد الدين الروسي المستحق للكويت الى معدات عسكرية سيتم تزويدها بها.