- المويزري: محاسبة كل من يثبت فشله أو تقصيره في الحادثة
- الملا: على الحكومة إعداد تقرير مفصل عن الحريق
- الدوسري: الحادث كشف عن القصور في أداء بعض الأجهزة
- عسكر: كارثة وطنية ومستشفى الجهراء لا توجد به مواد طبية
واصل النواب ردود أفعالهم على حادثة حريق الجهراء التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء، ملقين باللوم على ضعف الاستعدادات الحكومية في مواجهة الكوارث والحوادث وتأخر وصول المساعدات الطبية وتعثر عمليات الإنقاذ ما أدى الى ازدياد أعداد الوفيات والمصابين.
الخرافي قطع إجازته
وتفاعلا مع الحدث قطع رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي إجازته الخاصة ليعود الى البلاد مساء اليوم (الثلاثاء) عقب الأحداث الأليمة التي شهدتها البلاد وبعض القضايا الساخنة على الساحة السياسية.
ويترأس الخرافي الجلسة الطارئة التي تعقد بحضور الحكومة لمناقشة موضوع المسرحين في القطاع الخاص غدا الأربعاء.
وكان من المقرر أن يعود الخرافي 20 الجاري إلا انه أصر على قطع الإجازة لما تتطلبه الظروف الراهنة.
حزن شديد
وفي السياق ذاته أعرب النائب شعيب المويزري عن حزنه الشديد للمصاب الجلل الذي أصاب أهل الكويت، موجها خالص وأصدق التعازي لأهل الكويت جميعا وذوي ضحايا حريق الجهراء خاصة، متمنيا من الله سبحانه ان يدخل الضحايا فسيح جناته، ويعجل بشفاء المصابين.
وأشار النائب المويزري الذي عاد الى البلاد من الخارج فجر أمس الى انه قد نمى الى علمه من بعض النواب وبعض الأجهزة الإعلامية وجود تقصير في التنسيق بين الجهات الحكومية للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية، وعدم وجود خطة طوارئ، وبعض أوجه القصور الأخرى، مشددا على محاسبة كل من يثبت فشله أو تقصيره سواء كانت المحاسبة قانونية أو دستورية.
وتوجه النائب المويزري بالشكر الجزيل الى كل من قدم المجهودات الشخصية لمساعدة المصابين في الكارثة الأليمة.
تقرير مفصل
وطالب النائب صالح الملا الحكومة بإعداد تقرير مفصل عن فاجعة الجهراء التي أدمت قلوب الكويتيين كافة مشددا على ان يكون التقرير موضوعيا وينحاز الى الشفافية ولا يصاغ بحبر المجاملة والمحسوبية، لأن الدماء التي سالت في منطقة العيون تجبرنا على بتر يد التقصير التي لم تعد تأبه بالقوانين.
وقال الملا في تصريح صحافي ان التقرير الذي سيقدم من قبل الحكومة الى مجلس الأمة لابد ان يكون منصفا فمن ادى عمله بإخلاص يستحق منا كل اطراء ومن تقاعس واستهتر بأرواح البشر يجب ان يطاله القانون. مبينا: من خلال متابعتنا للمأساة التي اشعلت القلوب ألما وحسرة يجب ان نشيد بالدور الكبير الذي قام به رجال وزارة الداخلية ورجال الإدارة العامة للمطافئ ووزارة الصحة فهؤلاء جميعا هبوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل شيوع الفاجعة، وفي المقابل لن نتغاضى عن المقصرين الذين لم يؤدوا دورهم الرقابي كما ينبغي، فالخيمة التي نصبت امام المنزل اتسعت لـ 300 سيدة وطفل، بمعنى انها كانت كبيرة وغير مرخصة، ومن هنا نتساءل اين دور البلدية وماذا فعل مراقبوها واين الجولات التي من المفترض أن يقوموا بها.
وعزى الملا اهالي واسر ضحايا حادث الجهراء المفزع: ونسأل الله ان يلهمهم الصبر والسلوان، ولا ريب ان فقدان هذه الأرواح الغالية على قلوبنا فاجعة وخسارة للكويت بأسرها، داعيا الى تطوير اللوائح البلدية الخاصة بإجراءات الأمن والسلامة في الأماكن التي تشهد تنظيم مناسبات عامة.
خطة طوارئ
كما أكد النائب د.بادي الدوسري ان حادثة حريق الجهراء كشفت وبشكل واضح عدم وجود خطة طوارئ يمكن من خلالها مواجهة الكوارث وحاجتنا الماسة لإنشاء المزيد من المستشفيات في كافة المحافظات.
وقال الدوسري في تصريح للصحافيين في مجلس الأمة ان ما حصل يحتم علينا اعادة الحسابات ووضع خطط الطوارئ الكفيلة بحماية المواطنين والحفاظ على ارواحهم والتي هي مسؤولية الحكومة بالدرجة الأساس مؤكدا ان هذا الملف تتحمل الحكومة مسؤوليته السياسية.
وبين ان الربكة التي حدثت في عملية انقاذ الضحايا والمصابين كشفت عن مدى الحاجة الى انشاء المستشفيات في كافة المناطق وخصوصا الدائرة الخامسة التي تضم اكثر من 500 الف نسمة لا يخدمهم سوى مستشفى واحد هو مستشفى العدان وكذلك محافظة الجهراء التي لا يخدمها سوى مستشفى الجهراء والذي ثبت عدم قدرته على مواجهة مثل هذه الحوادث، مبينا ان هناك خللا في متابعة متطلبات الخدمات الصحية.
واكد الدوسري انه اذا ثبت تقصير اي جهة حكومية في حادثة حريق الجهراء فإنه سيكون مدعاة للمساءلة مشيرا الى انه سيوجه سؤالا برلمانيا لسمو رئيس مجلس الوزراء بهذا الخصوص ليكون الرد عليه بعد الانتهاء من التحقيق في هذه الكارثة.
واعتبر أنها كارثة اننا نتعامل مع الأمور بردود الأفعال من دون وجود خطط احترازية وهذا الفرق بين من يعمل ومن لا يعمل وبين من يفكر ومن لا يفكر مؤكدا ان من يفكر يحسب حساباته ويعد استعداداته اللازمة لمواجهة الكوارث قبل وقوعها وقبل فوات الأوان.
واضاف ان نبدأ متأخرين خير من ألا نبدأ، وعسى ان تكون هذه الفاجعة انطلاقة لتصحيح الاوضاع المأساوية التي تعاني منها الخدمات الصحية مطالبا الحكومة باعتبار كل ضحايا الحريق شهداء للكويت وان تسخر كافة امكاناتها لخدمة المصابين واسر الضحايا.
من جانب آخر طالب الدوسري وزارة الداخلية باتخاذ كافة الاحتياطات الامنية اللازمة قبل إعلان نتائج التحقيق بشكل نهائي تحسبا لأي ردود افعال مشددا ان الوزارة ستتحمل المسؤولية عن اي مكروه يحصل نتيجة تقاعسها في هذا الجانب.
وعن الاتهام الموجه للنواب بأنهم يسعون للتكسب سياسيا من وراء هذه الحادثة واستغلالها من اجل خدمة اجنداتهم السياسية اكد الدوسري انه لا يوجد انسان شريف يقبل لنفسه التكسب على حساب ارواح المواطنين معتبرا انه اذا وجد انسان من هذا النوع فإنه لا يستحق ان يكون عضوا في مجلس الأمة.
كارثة وطنية
واعتبر النائب عسكر العنزي ان الكارثة الوطنية التي حلت بضحايا حريق الجهراء يجب الا تمر مرور الكرام كما حصل مع حادثة حريق صالة أم صباح في الجهراء كذلك العام الماضي. وقال العنزي في تصريح صحافي ان الكادر الطبي في مستشفى الجهراء وعلى الرغم من جهوده المشكورة الا انه وللأسف كان يعاني من قلة المواد الطبية الأساسية والدليل على ذلك ان الكثير من الحالات تم احالتها الى مستشفيي الفروانية ومبارك وغيرها من المستشفيات. واستغرب العنزي من تصريحات مدير المنطقة الصحية ومدير المستشفى في الجهراء التي كانت للأسف للاستهلاك الاعلامي فقط والكل يعلم ان قصورهما في التعامل مع الحادثة كان واضحا ومعلوماتهما تعاكس الواقع، وكنا نتمنى منهما التركيز على ما يحدث في المستشفى من نقص في المواد والخدمات الطبية والتي كشف حادث الحريق مدى ترديها وعدم استيعابها للاصابات، مشيرا الى ان التحقيق في هذه الفاجعة سيكشف مدى القصور في الاسعافات والطوارئ بمستشفى الجهراء الذي بات للأسف مرتعا للخدمات الطبية المتردية ولم يستوعب الاصابات التي حولت له. واضاف العنزي انه سيطالب بلجنة تحقيق برلمانية للوقوف على ملابسات الحادث المأساوي في الجهراء وكذلك فتح باب الخدمات الطبية المتردية وخصوصا في محافظتي الجهراء والفروانية، مشيرا الى انه وفي هذه المناسبة لا يفوتنا ان نشكر مدير مركز البابطين للحروق د.أحمد الفضلي والذي أثبت جدارته في التعامل مع حادث الحريق والمصابين الذين اشرف على علاجهم، بالاضافة الى انه كان يرد على اتصالات النواب وأهالي المصابين للاطمئنان عليهم على الرغم من انشغاله بالحالات الحرجة في مركز البابطين. وفي السياق نفسه، جدد العنزي مطالبته للحكومة بضرورة فتح صالات افراح نسائية جديدة في محافظة الجهراء لسد النقص الذي تعاني منه المنطقة في هذا الاتجاه ولعدم اجبار الناس على اللجوء الى بناء الخيام الخاصة بأفراح النساء، مشيرا الى ان منطقة الجهراء فيها مساحات واسعة جدا تكفي لبناء عشرات صالات الأفراح.
المسؤولية السياسية
من جانبه، قال النائب محمد هايف ان وزير الداخلية فشل في ادارة ازمة كارثة الجهراء واختلفت قدرة وزارته على السيطرة على الطرق وفتحها لسيارات الاسعاف مع قدرتها على تسكير الطرق لوفود الدول الزائرة مما ضاعف اعداد الضحايا وتأخر انقاذ المصابين. واضاف، في تصريح صحافي، ان تسريب جميع العلومات من التحقيق اولا فأولا ونشرها في وسائل الاعلام مع صورة بطاقة المتهمة واسمها كاملا قبل انتهاء التحقيق دون ادنى مسؤولية يدل على تخبط الوزارة وفشل وزير الداخلية في تقدير الامور وعليه تحمل المسؤولية السياسية.
البراك يطلب تزويده بعدد سيارات الإسعاف
قدم النائب مسلم البراك سؤالا لوزير الصحة د.هلال الساير جاء فيه: ارجو افادتي بعدد سيارات الاسعاف وعدد المسعفين المؤهلين وتجهيزاتها في كل سيارة ومراكز الاسعاف التي شاركت في الاسعاف والمدة الزمنية التي استغرقت منذ البلاغ الواصل لغرفة العمليات لحين وصولها الى موقع الحادث.
الحويلة يسأل عن «الطوارئ الطبية» و«الإطفاء»
وجه مراقب مجلس الأمة النائب د.محمد الحويلة اسئلة لعدد من الوزراء حول حادثة حريق الجهراء جاء فيها: أولا: الأسئلة الموجهة لوزير الصحة. نأمل تزويدنا بالهيكل التنظيمي لإدارة الطوارئ الطبية. ثانيا: الأسئلة الموجهة لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء: نأمل موافاتنا بإحصائية توضح عدد الحملات التفتيشية التي قامت بها الادارة العامة للإطفاء لصالات الافراح وللخيام.
القويعان يتبرع بعلاج المصابين
أعلن النائب السابق د.حسين القويعان عن استعداده لعلاج المصابين بحريق العيون في عيادته الخاصة بالمجان. وقال القويعان في تصريح للصحافيين ان هذا المصاب الجلل يتطلب ان نوفر جميع الامكانيات والسبل من اجل علاج المصابين في هذا الحريق.
الجسار: كون الحفل نسائياً أعاق سرعة الإنقاذ
حنان عبدالمعبود
قام نواب مجلس الأمة يوم أمس بزيارة المصابين بمركز البابطين ومنهم النائب سعد الخنفور والنائبة د.سلوى الجسار التي صرحت لـ «الأنباء» عقب الزيارة قائلة: «نتقدم بخالص التعازي لأهالي الضحايا في حادث الجهراء، الذي أعتبره فاجعة الكويت، ولكن قدر الله وما شاء فعل».
وأضافت: «بالأمس زرت الضحايا بمستشفى الجهراء واطلعت على جميع الاجراءات والخدمات التي قدمت للمصابين، والحقيقة لقد أخذت بمستوى الرعاية التي تقدم للمصابين، حيث الرعاية كاملة وعالية المواصفات سواء في الأجنحة او الغرف الخاصة والعناية المركزة، كما التقيت بالأطباء الذين طمأنوني على الحالات، كما تحدثت الى أهالي الضحايا وقد شرحوا لي كيفية وقوع الحادث الذي وقع بشكل سريع لا يمكن السيطرة عليه وبخاصة انه حفل زفاف نسائي ووضع النساء في هذه الحفلات يجعل من الصعوبة الوصول بأقصى سرعة مما شكل أهم العوائق».
وأضافت الجسار: «حضرت اليوم لزيارة المصابين بالبابطين وهم 22 حالة تم اجراء عمليات لـ 12 حالة، وأتوجه بالشكر للدكتور احمد الفضلي لحماسه الشديد للعمل وتواجده المستمر من وقت وقوع الحادث، كما أود أن أسجل ان وزارة الصحة قد قامت بمجهود مشهود في ظل الظروف التي حدثت، حيث تم وضع خطة طوارئ في ساعتين فقط، وهذا مجهود مشكور».
واختتمت بتمنيها الشفاء العاجل للجميع وان يتغمد الله برحمته المتوفين.