- قناة «مريم» تقوي العيش المشترك وتعكس دور المرأة وما تقدمه لمجتمعها وعائلتها ووطنها
- أصبحنا بعد أكثر من عقدين عشر فضائيات نجتمع حول أم واحدة وأساس واحد هو الرب
- نبلسم جراح الإنسان والطفولة والشباب.. وننشر الكلمة والموسيقى لتجديد الروح
- ما يحصل من إجرام في العالم اليوم لا يمت للإسلام بصلة.. والمسيحية دين المحبة والتسامح
- مصيرنا ومستقبل أولادنا إلى زوال في حال استمرار الفضائيات بعرض العنف والرذيلة
ندى أبو نصر
«في زمن المرئي والمسموع، وصور الفسق والدمار التي أصبحت تغزو شاشاتنا، ومن رحم الأحزان والآلام والحروب والخلافات والانشقاقات والظلمة، بزغت نورسات (تيلي لوميار) سنة 1990 كحلم بئر مياه عذبة في وسط الصحراء، فروت بعطائها الكثيف ـ على الرغم من محدودية إمكانياتها المادية ـ عطش الإنسان في كل مكان وزمان، زارعة السلام والمحبة والتلاقي، خادمة لبنان وجميع الدول والأديان السماوية».
هكذا عبر رئيس مجلس إدارة محطة «نورسات» الفضائية جاك الكلاسي في لقاء خاص مع «الأنباء» خلال زيارته إلى البلاد للاحتفال مع الرعية المارونية بعيد مار مارون، مشيرا إلى أن «هذه البذرة الصغيرة التي وقعت على أرض خصبة أصبحت اليوم شجرة فارعة الأغصان، وعلى الرغم من ضربات معاول الشر التي حاولت بتر جذعها إلا أنها لاتزال واقفة اليوم بنعمة الرب الذي باركها فأكثرها كالخبزات الخمس لتطعم جموعا غفيرة ما زالت تتضور جوعا نحو معرفة الخالق»، مبينا أنها «أصبحت اليوم وبعد أكثر من عقدين عشر فضائيات تجتمع حول أم واحدة وأساس واحد هو الرب لتنطلق منه نحو ميادين الحياة فتبلسم كل منها في مكانها جراح الإنسان والشرق والطفولة والشباب والمرأة، وتنشر الكلمة إلى جانب الموسيقى فتجدد الروح»، متحدثا عن رسالتها الأساسية والتي هي «نشر السلام والبحث وراء القضايا والاهتمامات لتخلق نورا يضيء البشرية».
ولفت الكلاسي إلى أن «نورسات» ولدت سعيا وراء الوحدة وتعميق التفاهم، وتحقيق قيم السماء على الأرض ليكون الإنسان بأعماله وأفكاره صورة الله وهيكله، ولتكون النافذة التي تطل بنا إلى العالم المجهول لنزداد معرفة ومحبة وإيمانا وقربا من الله.
أهداف إنسانية
وأكد الكلاسي انه «لا يوجد محطة يمكن أن تستمر لمدة 25 عاما بالشرق العربي إذا لم يكن لديها دعم إسلامي قبل المسيحي، فالمحطة وجدت للإنسان قبل الأديان، فالإنسان تم تفضيله عند الله وهذا مذكور في الإنجيل والقرآن الكريم»، مشددا على أن «نورسات هدفها أن تجعل المسيحي مسيحيا أفضل، والمسلم مسلما افضل وبالأخص بعد فترة طويلة من الحروب في لبنان، حيث ولدت المحبة لإعادة بناء الإنسان المحطم من الحرب».
وتطرق في إطار حديثه إلى التطرف وما يحصل اليوم من إجرام وقتل باسم الدين، حيث لفت إلى أن هذه الأمور جميعها «بعيدة عن الدين ولا تمت للإسلام بصلة، وكذلك الفسق والكذب وجميع التصرفات الشاذة التي نراها لا تمثل المسيحيين»، مشيرا إلى أنه «لسنا نحن من أتى بها للشرق بل اليهود، حيث ان المسيحية دين السلام والتسامح والمحبة».
سلطة أولى
وتحدث الكلاسي عن دور الإعلام، خصوصا في ظل وجود نحو 1261 محطة في عدم صب الزيت على النار، مؤكدا أن الأخير «لم يعد سلطة رابعة بل سلطة أولى، ودوره أساسي في بناء المجتمعات وجسور التواصل بين الناس»، متسائلا: كيف نحب بعضنا ونستطيع التعايش في حين نرى أن لكل محطة اتجاهاتها وكأنهم ليسوا أبناء خالق واحد؟، لافتا إلى أن «الله فضل الإنسان على ملائكته، ومن يهمه الله يهمه الإنسان، فلا يمكن أن نحب الله من دون أن نحب الإنسان»، مشددا على «ضرورة الابتعاد عن (الأنا) التي حطمت الإنسان وهي خطيئة آدم الكبرى، وإذا لم يكن مبدأنا (نحن) فلا يوجد استمرارية».
الكون إلى زوال
وانتقد الكلاسي ما تعرضه كثير من القنوات الفضائية، حيث تساءل عن مصير ومستقبل أطفالنا في ظل ما تعرضه شاشاتنا من عنف وسواد وكلام غير لائق، موضحا أنه «في آخر إحصاء أقيم على 500 محطة عالمية تبين أن الطفل منذ عمر 3 سنوات يجلس أمام التلفاز ليخزن عقله الغرائزي أكثر من 10000 كلمة بذيئة من دون أن يفهم معناها، وأكثر من 500 مشهد عنف يوميا»، مؤكدا أنه «في حال بقينا على هذا النحو فإن الكون متجه نحو الزوال».
قناة مريم
وتحدث عن محطة مريم الفضائية التي تجمع العائلات، وتقوي العيش المشترك، كما أنها تعكس دور المرأة التي لديها القدرة بأن تقدم الكثير للمجتمع والعائلة والوطن.
وعن الاحتفالات بعيد مار مارون قال «إن الطائفة المارونية لديها أكثر من 9 ملايين ماروني، واخترنا الكويت التي هي بيتنا الثاني لنعطي بتواجدنا مثالا على التعايش المشترك، وان الأديان إن لم تكن للسلام فعلى الدنيا السلام، وإن مشاركتنا معا في مثل هذه المناسبة لنعكس سالمية قلبنا ومحبتنا».
وكان هنأ الكلاسي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة مرور 10 سنوات على توليه الحكم وبمناسبة الأعياد الوطنية، متمنيا له دوام الصحة والعافية، وأن تظل الكويت بلد المحبة والأمن والأمان، مبديا شكره الجزيل على حسن الاستقبال، ومحبته التي يكنها للجالية اللبنانية، والانفتاح الذي يعطيه للمسيحيين على أرض الكويت الحبيبة.
|
حسان العميل |
العميل: مؤسستنا تولي اهتماماً خاصاً للمغتربين اللبنانيين
قال عضو المؤسسة المارونية للانتشار حسان العميل لـ «الأنباء» إن مشاركتهم الاحتفال بعيد مار مارون في الكويت جاء انطلاقا من اهتمامهم بجميع المغتربين خارج لبنان ومتابعة شؤونهم، إلى جانب مساعدة اللبنانيين الذين سافروا بعد الحرب العالمية الأولى وليس لديهم جنسية في استعادة جنسيتهم، مشيرا إلى أن مؤسستهم أول مؤسسة مسيحية تعنى بالمغتربين في دول الانتشار في أميركا وأستراليا وأوروبا وجميع الدول، مبينا أنه أصبح لديهم «12 مكتبا ومواقع على الإنترنت تسهل للمواطن اللبناني تسجيل البيانات دون أي جهد، والمؤسسة تدفع جميع التكاليف في هذا الإطار».
وأشار إلى «أن قانون استعادة الجنسية سهل أمور المعاملات كثيرا بشكل ممتاز ولم يعد هناك أي تعقيدات، بالإضافة إلى أن المؤسسة أقامت أكاديمية خاصة لتثقيف وتوعية الشباب في الخارج الذين لا يتكلمون اللغة العربية، وتستقبل كل سنة 100 طالب لمدة شهر، تستدعيهم إلى لبنان بهدف أخذهم للأماكن الصباحية والدينية لتشجيعهم وجذبهم للعودة إلى وطنهم»، مبينا أنهم يستقبلون من جميع الطوائف والأديان.
وفي ختام كلمته شكر الكويت على استقبالها واهتمامها الكبير بالجالية اللبنانية ومعاملتهم أفضل معاملة، وقال «الكويت لها فضل كبير على لبنان في وقوفها معه في جميع الظروف الصعبة، وتقديم التسهيلات للمواطنين».