ضاري المطيري
اكد الإمام والخطيب في وزارة الاوقاف والشؤون والاسلامية الداعية فرج المرجي ان عقيدة علماء وأمراء الكويت الاولين كانت عقيدة التوحيد الخالية من مظاهر الشرك والخرافات، مدللا على ذلك بمراسلة امير الكويت السابق عبدالله بن صباح لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب، التي سأله فيها عن معتقده وارتضاه بعد ذلك، ومن ذلك ايضا مناصرة آل الصباح لأسرة آل سعود في استرجاع ملكهم والتي تنم عن رضاهم بمعتقد دولة التوحيد، اضافة الى امتلاء كتب علماء الكويت بذكر عقيدة السلف وتدريسهم لكتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية.
وأوضح المرجي خلال ندوة «علماء الكويت ودعوة التوحيد» في مسجد صباح السالم في العارضية مساء امس الأول ان أجل ما أمر الله تعالى به هو التوحيد، والذي هو حق الله على عباده، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا»، مشيرا الى ان التوحيد شرط لقبول جميع العبادات، فلا يقبل الله عز وجل عملا الا من موحد.
وتابع قائلا: ان الله عز وجل بين سبب خلقه للإنس والجان حيث قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، قال بعض السلف في معنى يعبدون اي يوحدون، لافتا الى ان الآيات الدالة على التوحيد والناهية عن الشرك عديدة منها قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)، وقوله أيضا: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
وأوضح المرجي ان التوحيد فريضة من فرائض الدين كما قال سبحانه (وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا)، بل هو أعظم الفرائض، مبينا ان اكثر ما يقرب العبد الى ربه هو اتيانه الفرائض، كما في الحديث القدسي «وما تقرّب الي عبدي بشيء أحب الي مما افترضته عليه».
وأشار المرجي الى جملة من علماء الكويت الذين عرفوا بعنايتهم بالتوحيد وتقريرهم ذلك في رسائلهم ومؤلفاتهم، كالشيخ عبدالله الفارس وأبنائه من بعده عبدالرحمن وعبدالوهاب، ويوسف القناعي الذين يذكرون انتسابهم لعقيدة التوحيد ومنهج السلف في اكثر من موضع، مؤكدا على انهم يدينون بعقيدة التوحيد الصافية وينبذون كل مظاهر الشرك والبدع، فلم يكن في عهدهم ضريح يزار ولا قبر يتمسح به وتسأل لديه الحاجات من دون الله من شمال الكويت الى جنوبها.