- جيهان عبدالعزيز: ترتيب الأولويات حسب الميزانية والإمكانيات المتاحة
- خالد المهنا: المشتريات لرمضان هذا العام مختلفة عن السنوات الماضية
- دعاء العنزي: الناس أصبحوا أكثر وعياً وتقنيناً واستفادوا من تجربتهم السابقة
- أم علي الجريوي: التحضير للمدارس أهم شيء ورمضان شهر عبادة
- فاطمة عبدالباسط: الأسعار هذا العام جيدة والعروض كثيرة والمنتجون يسعون لتأمين السلع على أنواعها
- جلال خلف: يزداد الإقبال على البخور في رمضان لارتباطه بعادات وتقاليد أهل الكويت
رندى مرعي
اجتماع المواسم الانفاقية في وقت واحد في السنة يثقل كاهل المواطن والمقيم وقد يجعله في حيرة تدبّر أمره لتلبية حاجات ومتطلبات الحياة اليومية التي بدأت تفرض نفسها بقوة من دون بدائل. للعام الثاني على التوالي يتزامن قدوم موسم رمضان المبارك مع بداية العام الدراسي حيث يجب التحضير لهذين الموسمين في وقت متقارب وغالبا لا يكون الناس مستعدين ماديا وفي بعض الحالات غير مستعدين حتى معنويا لتحمل هذه الأعباء مع بعضها خاصة لدى أرباب العائلات الكبيرة، اضافة الى قدوم العديد من العائلات من السفر والاجازة الصيفية التي غالبا ما تكون مصاريفها كبيرة. وعلى الرغم من كثرة العروض والمهرجانات الرمضانية التي تسعى من خلالها الجمعيات الى ايجاد اسعار مخفضة تخدم المستهلك وتؤمن احتياجاته طيلة الشهر الا ان الضغوطات تبقى اكبر من قدرة المواطن المادية في بعض الحالات. فمواسم السفر والمدارس ورمضان ان اجتمعت في وقت واحد تجعل الناس يفكرون كثيرا في كيفية ترتيب الأولويات لضبط الميزانية والحفاظ على التوازن المادي، ولكن يتفاوت هذا الأمر بين عائلة وأخرى بحسب عدد الأولاد والالتزامات التي لا مفر منها حتى وان كانت كل المواسم مجتمعة في آن واحد. وسيناريو العام الفائت يتكرر هذا العام مع استباق شهر رمضان المبارك لبدء المدارس بفترة وجيزة حيث تكثر المسؤوليات والمتطلبات ولكن الفرق هذا العام عن العام الفائت هو ان درجة الوعي زادت لدى الناس، وقام البعض بالتحضير مسبقا لهذين الموسمين على اعتبار ان الأمور التي يجب شراؤها لا تتغير من سنة الى سنة اخرى معروفة ولا تتغير كثيرا الا من حيث السنة الدراسية على سبيل المثال الكمية والنوعية التي يجب الحصول عليها، فهذا العام يركز الناس على شراء منتجات تتناسب مع الصيام في الحر مثل العصائر والخضار وكل المنتجات التي تبرد افطار الصائم. وعليه كان لـ «الأنباء» جولة لاستطلاع بعض الآراء وكان التالي:
في البداية التقينا جيهان عبدالعزيز التي قالت انه منذ العام الفائت وشهر رمضان الكريم يتزامن مع موسمي السفر والمدارس، وليس هناك مفر من أي من هذه المواسم وذلك لأنه لابد من رؤية الأهل وصلة الرحم ولابد من ادخال الأطفال الى المدارس في الوقت المحدد بالتالي يجب التحضير لهذا الموسم بشكل كامل، إضافة الى التحضير لشهر رمضان المبارك.
مواد ضرورية
لذلك فإن اجتماع هذه المواسم في آن واحد يصقل كاهل الناس مهما كان وضعهم الاجتماعي فليس هناك من احد لا يشكو من هذه الأمور لأن هناك مواد ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها.
وتتابع جيهان انها وللأسف لم تنظم أمورها هذا العام كما كان عليه العام الفائت، وذلك لأن الوقت مضى من دون ان تلحظ مدى السرعة في مرور الوقت.
لذلك فإن التحضير لشهر رمضان هو أكثر المواسم مرونة بحيث يمكن تأجيل بعض المستلزمات لوقت متقدم من الشهر وليس هناك ضرورة لتأمين كل شيء منذ أول الشهر، وذلك لأن «الميزانية متأثرة جدا هذا الموسم».
حاجة للأولويات
في حين ان خالد المهنا يرى ان موسم المدارس يأتي بعد موسم رمضان، بالتالي الأمر يحتاج الى بعض الترتيب في الأولويات.
ويقول ان التحضير للشهر الكريم هذا العام فيه نكهة جديدة مختلفة عن الأعوام الماضية ربما لأن النهار فيه طويل ولأنه يأتي في فصل الصيف حيث الحر لايزال موجودا، وبالتالي نوعية المشتريات ستتغير هذا العام والأعوام القادمة.
وتحدث المهنا عن العروض التي تغدق بها الجمعيات المستهلك تحت عنوان «مهرجان السلع الرمضانية» قائلا انه يجب التريث في الشراء وذلك لأن كثرة المواد الغذائية والاستهلاكية وكثرة العروض قد تجعل الاسعار متفاوتة، وهنا يجب ان يكون دور الرقابة كبيرا في مراقبة وضبط الأسعار، وذلك لأن السلعة الواحدة يختلف سعرها من جمعية الى أخرى، إضافة الى انه لن تقف سلسلة العروضات عند هذا الحد فمن المؤكد انه مع تقدم الوقت سيكون هناك عروض أكثر.
غلاء مطلق
كذلك الأمر بالنسبة لأم علي التي ترى انه لا فرق في مكان الشراء فكل الجمعيات متشابهة، لذلك هي تشتري حاجياتها في مكان واحد معتبرة ان تفاوت الأسعار في السلع ليس محددا وما يسري على منتج لا يسري على آخر.
وتعتبر ان الغلاء مطلقا في كل البلدان وليس في الكويت فقط، وانه مهما كثرت العروض والخصومات هناك ثغرة ما تجعل «الفاتورة كبيرة» بالتالي فإن التموين لشهر رمضان لم يعد كما كان عليه في السابق، وذلك لعوامل عديدة منها نوعية المشتريات والفترات الزمنية التي يحل فيها هذا الشهر.
موسم أخف وطأة
من جهتها، تقول دعاء العنزي ان هذا الموسم أخف شدة ووطأة من الموسم الفائت، وذلك لأن الناس أصبحت أكثر تقنينا في التعامل مع الضغوط الموسمية، وذلك لأن تجربة العام الفائت حذرتنا لما سنقع فيه هذا العام وسنواجهه.
وترى ان هناك متسعا من الوقت لتنظيم الأمور وليس هناك ضرورة للتذمر من المسؤوليات فهذا ليس بجديد وهو ما تسير وفقه الحياة اليومية.
في حين ان أم علي الجريوي تقول ان شهر رمضان شهر تعبّد وخشوع ينصرف الناس خلاله الى زيادة النشاطات الدينية لذلك يجب التحضير لموسم المدارس قبل حلول شهر رمضان. من ناحية اخرى، تكون الأسرة قد ألقت عن كاهلها عبئا لابد من القيام به مهما تأخر إضافة إلى تنظيم الميزانية.
مهرجانات وعروض
أما فيما يتعلق بالتحضير لشهر رمضان فتقول أم علي ان شهر رمضان كغيره من أيام السنة، وازداد الوعي لدى الناس الى درجة انهم أصبحوا يدركون انه لا ضرورة في التموين منذ بداية الشهر، فاليوم هناك الكثير من الالتزام والأولويات ومسألة الغذاء في رمضان لا تختلف عنها في اي وقت آخر لذلك فإن التحضير كل يوم بيومه امر عادي.
وتقول ان كثرة المهرجانات والعروض أمر جيد للمستهلك كي تتسع عنده الخيارات في الشراء حيث يبحث عن الأرخص والأجود في نفس الوقت.
وهذا الموسم ينتظره كل الناس ليس فقط من اجل شهر رمضان بل من اجل الاستفادة من الخصومات على المنتوجات.
أسعار جيدة
وتقول فاطمة عبدالباسط ان الاسعار الشرائية في الجمعيات جيدة هذا العام والعروض كثيرة وان المنتجين يسعون الى تأمين وتوفير حاجيات المستهلك بأسهل الطرق وأرخص الأسعار.
وترى ان واقع تزامن موسم رمضان مع موسم المدارس بات أمرا عاديا، وذلك لأن الناس عاشوا هذه التجربة العام الفائت والأمر لا يقتصر عند هذا الحد وذلك لأن عجلة الحياة تسير قدما والمتطلبات كثيرة يجب تأمينها كلها في كل أوقات السنة.
وتعتبر حنان ان شهر رمضان حزين هذا العام لغياب أهلها الذين يقضون فترة رمضان خارج البلاد كونه متزامنا مع إجازة الصيف لديهم.
وتقول ان هذا الواقع سيستمر حتى الأعوام المقبلة، حيث سيأتي رمضان في فصل الصيف.
وتتابع ان لهذا الأمر تأثيره على التحضيرات لهذا الشهر من كل النواحي سواء من حيث الكمية او النوعية.
وترى انه في هذا الشهر يعتمد الناس على شراء العصائر والأشياء التي اعتادوا عليها في هذا الشهر كالتمور وقمر الدين والتين الى جانب ما يتم تحضيره من مؤن في المنزل.
عادات رمضانية
من ناحية اخرى، يقول احمد حسين صاحب محل بقوليات وعطارة ان إقبال الناس على هذا النوع من المأكولات والمنتجات يكثر في هذه الفترة من السنة، وذلك لأن ارتباط العطارة بهذا الشهر أمر تاريخي وعلى مر السنين، ولايزال هناك من يعتمد على هذه البهارات والمطيبات كعنصر رئيسي في المأكولات الرمضانية.
من جانبه، قال سعيد عبدالخالق، مدير محل حلويات انه من المتوقع ان يكون الإقبال هذا العام على الحلويات الباردة كالمثلجات وبعض الحلويات التي ستحضرها المحلات لهذا الشهر، وذلك نظرا لشدة الحر الذي يمر به هذا الشهر في العام الحالي وعلى مدى السنين المقبلة.
عصائر ومأكولات باردة
وتابع ان توجه الناس حتما سيكون نحو العصائر الباردة والمأكولات الباردة ايضا، لذلك يجب على اصحاب هذه المهنة التفكير فيما يلبي ذوق الناس واحتياجاتهم في هذا الشهر.
ويقول جلال خلف موظف في محل بخور ان البخور مرتبط بالعادات والثقافة الكويتية، ولكن يزداد انتشار هذه العادة في شهر رمضان، حيث هناك أنواع بخور يكثر استخدامها في الجلسات الرمضانية والغبقات وحتى على موائد الإفطار والقرقيعان.
ويتابع ان البخور عادة لا يستغنى عنها في الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاص فهو من أهم العادات التي يتربى وينشأ عليها الكويتيون، خاصة في شهر رمضان والمناسبات الدينية.
كاظم: المهرجانات التسويقية التي تنظمها الجمعيات تصب في صالح المستهلكين
أكد مدير عام جمعية الجابرية محمد كاظم ان المهرجانات الرمضانية التي تنظمها الجمعيات بشكل عام تصب كلها في مصلحة المستهلك أولا واخيرا، وذلك لأن عمل الجمعيات كله يعود الى أهالي المنطقة التي توجد فيها الجمعية، الأمر الذي يحفز ادارة الجمعية للعمل على إيجاد أرخص الأسعار وأكثر العروض.
وشرح كاظم أسباب تفاوت أسعار المنتجات بين جمعية وأخرى قائلا ان غياب لجنة الأسعار يجعل قيمة المنتجات تختلف لأن التعاون أصبح مباشرا بين الجمعية والشركات، حيث يكون تقييم السعر معتمدا على العرض والطلب حسب الكميات المطلوبة من الشركات وهنا للشركات والجمعيات دور في دعم السلعة من خلال التخفيضات الإضافية التي تقوم بها الجمعيات مقابل العروضات التي تحصل عليها من الشركة، وشدد على انه لا يمكن مقارنة اسعار الجمعيات بالمراكز الخاصة وأسواق الجملة.
أما فيما يتعلق بصلاحيات انتهاء مدة المنتجات الرمضانية، فقال كاظم ان عرف الجمعيات هو ان المنتجات التي تنتهي صلاحياتها بعد شهرين يتم سحبها من الجمعيات وتوزيعها على السوق الخارجي.
واكد كاظم ان مجلس ادارة الجمعية هو مراقب نفسه، وذلك لأنه كما سبق ان ذكر فالجمعية تعمل لخدمة أهالي منطقتها ورواد هذه الجمعية والمساهمين فيها وبالتالي تسعى كل جمعية الى إيجاد الأفضل.
وقال كاظم ان الإقبال على شراء المنتجات الرمضانية هذا العام لم يتغير عما كان عليه العام الفائت، فالإقبال وكمية الشراء هما نفسهما، وتتفاوت النسب بين جمعية وأخرى بحسب الكثافة السكانية في المنطقة وبحسب المنطقة نفسها.
وتصل نسبة الإقبال على الجمعية الى أقصى حد في الأيام الـ 10 الاولى وتكون على المنتجات بشكل عام وفي باقي الأيام يكون الإقبال مكثفا على الخضار والفواكه التي يتم شراؤها بشكل يومي.