-
العلاقات بين الكويت والعراق تتطلب تصفية القضايا العالقة وتجاوز الخلافات وبريطانيا لن تدخر جهداً في تقديم المساعدة الممكنة للوصول إلى الحلول
-
لم نفتح حواراً مع الجناح العسكري في «حزب الله» واهتمامنا يكمن في فهم ما يحدث في لبنان سياسياً ولسنا متعجلين إلا إذا كان ذلك مثمراً
-
سوريــة شريــك مهـم في عملية السلام والمبادرة العربية أساسية لحل الدولتين وبريطانيا والاتحــاد الأوروبي يقدمان جهوداً في هذا الاتجاه
عدم تهنئة أحمدي نجاد بفوزه لا يعني عدم الاعتراف بالحكومة الإيرانية وليس لدينا أي شيء ضده في أن يكون رئيساً وهـذا خيار الشعـب
بشرى الزين
أكد نائب السفير البريطاني تيم ستو على الدور الإيجابي الذي تقوم به بلاده لحل مشاكل المنطقة المعقدة ولديها اهتمام بالتحديات التي تواجهها، مشيرا الى انها حققت نجاحات في هذا الاتجاه انطلاقا من علاقات الصداقة التاريخية العميقة التي تربطها بالكويت وباقي الدول. وأعرب عن اهتمام بلاده بالعلاقات بين الكويت والعراق التي تتطلب تصفية القضايا العالقة وتجاوز البلدين الخلافات، مؤكدا ان المملكة المتحدة لن تتأخر في تقديم أي مساعدة وتحريك الأمور الى الحل.
وإذ أكد ان الحكومة الكويتية محقة في ان تعالج قضايا تخفيض الديون والتعويضات وغيرها في إطار الأمم المتحدة أوضح ان دور بلاده واضح في تقديم المساعدة للكويت والعراق للتوصل الى حل يضمن علاقات مستقرة ويمنح الكويت ثقة من الجانب العراقي بضمان حدودها وفقا للقرارات الدولية، مشيرا الى ان العراق أوفى فيما سبق بواجبات التعويض ويعيش الآن مرحلة إعادة الإعمار، ما يجعله بحاجة الى تمويل واذا كان هناك سبيل لخفض الديون فإننا سنقوم بمساعدة الحكومة العراقية. موضحا ان الكويت تتفهم جيدا المواقف البريطانية ولا توجد اي ضغوطات حول هذا الموضوع.
وحول الاتهامات الموجهة لبريطانيا بضلوعها في الاضطرابات التي شهدتها ايران ودعمها لما وصفته طهران بأنه تحد لمشروعية نظام البلاد، قال ستو: «النظام الايراني يواجه مشاكل معقدة داخليا ومع المجتمع الدولي»، مبينا ان الاحداث التي رافقت أو أعقبت الانتخابات تعتبر علامة مخجلة بالنسبة لإيران، مضيفا انه على ايران ان تنخرط بشكل ايجابي في المنطقة وألا تشكل تهديدا لجيرانها، لافتا الى العرض الذي تم تقديمه لطهران مقابل وقف تطوير برنامجها النووي وفتح قنوات التعاون معها، موضحا انها اذا تمسكت بموقفها فإن العقوبات ستكون بالمرصاد. كما ذكر ستو ان سورية شريك مهم في عملية السلام بالشرق الأوسط، مبينا ان المبادرة العربية اساسية فيما يتصل بحل الدولتين وان التطبيع مع اسرائيل خطوة صعبة التطبيق لأن الأطراف العربية تريد ان تحصل على مقابل لذلك للاعتراف بإسرائيل بأن توقف الاخيرة اعتداءاتها وبناء المستوطنات وإلغاء نقاط التفتيش مثلما تريد اسرائيل العيش دون هجمات او تهديدات.
وفيما يتعلق بقرار الحكومة البريطانية فتح حوار مع «حزب الله» أوضح ان الحوار كان في العام 2001 و2005 مع الممثلين السياسيين في الحزب وليس الجناح العسكري، وتوقف هذا الحوار وكررت المحاولة مجددا هذا العام، موضحا ان الأهمية تكمن في معرفة ما يحدث في لبنان سياسيا من خلال هذا الحوار، ولسنا متعجلين في ذلك إلا اذا شعرنا بأنه مثمر. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
كيف تقيمون السياسة البريطانية بالنظر إلى مشاكل الشرق الأوسط؟
اعتقد ان لبريطانيا تواجدا عريقا في المنطقة وتعمل ما في وسعها من خلال العلاقة التي تربطها ودول المنطقة لأن تكون دائما متطورة وفي أحسن حال مستقبلا، فلدينا تاريخ طويل هنا، وبريطانيا كانت لها دائما مواقف وأدوار في ان تكون لها تدخلات ايجابية لحل مشاكل معقدة كالقضية الفلسطينية مثلا وفي أوقات عصيبة كما لديها اهتمام بالتحديات التي تواجه المنطقة انطلاقا من الأوضاع التي سادت العراق وحققت خلالها نجاحات فرضتها علاقات الصداقة العميقة والتاريخية التي تربطها والكويت وباقي دول المنطقة والتي تفخر بها وتأمل لهذه العلاقات مزيدا من التقدم والازدهار.
العراق وفلسطين
وكيف يمكنكم الحديث بتفصيل عن الجهود البريطانية فيما يتصل بالعراق وفلسطين وغيرهما مثلا؟
العراق بلد له تاريخ عريق، وأعتقد ان سقوط بغداد في العام 2003 شكّل لدى أي عربي شيئا مس مشاعره وكان الحدث حساسا جدا لكن الهدف من ذلك كان له دلالة تتلخص في رفع المعاناة التي سببها فكر صدام حسين لسنوات طويلة وبالتالي كان التدخل مبادرة عظيمة وجزءا من معركة طويلة وسنستمر في ذلك وبذلنا جهودا كبيرة بفضل وجود قوات التحالف ولايزال هناك الكثير مما يجب عمله، لأن الوضع كان سيئا ومعقدا بالنظر الى ما يدور حول وداخل العراق، ما حتم وجودنا وتطلب عملا كثيرا في المنطقة وقمنا بذلك وهذا مهم جدا، فخلال السنوات الماضية قدمنا مساعدات في مناطق مختلفة من العراق، ليكون العراقيون قادرين على الاعتماد على أنفسهم والاندماج في عملية البناء والتطوير.
كما يهمنا في ذلك الكويت، لأن العلاقات بين البلدين تتطلب تصفية القضايا العالقة وان يتجاوز العراق والكويت الخلافات، وخلال يوليو الماضي كانت هناك بعض التجاذبات والضغوط رافقت الدعوة الى تخفيض الديون ومسألة التعويضات العراقية المستحقة للكويت وقضية المزارع والحدود والمفقودين، وبريطانيا مهتمة بهذه القضايا التي يجب ان تجد طريقها الى الحل، لأن ذلك أمر جيد للعراقيين والكوييين.
وساطة بريطانية
هل هناك أي طلب لوساطة بريطانية من طرف البلدين؟
لن نتأخر أبدا، لكن اذا وجدنا اي طريقة لتقديم المساعدة وتحريك الأمور فلن نؤجل اي مساعدة، ومن الواضح ان هناك اجتماعا في الأسابيع المقبلة في الأمم المتحدة لمناقشة قضية التعويضات والأمور الأخرى، لأنه كما أوضحت الحكومة الكويتية وكانت محقة في ذلك، انها قضايا يجب ان تبحث في اطار الأمم المتحدة أساسا. وأشير الى زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح الى لندن يوليو الماضي وكان له اجتماع ناجح مع وزير الخارجية ديڤيد ميلياند حيث بحثا وبعمق العلاقات الكويتية ـ العراقية ومن الواضح ان دورنا تقديم المساعدة للعراق والكويت للتوصل الى حلول تضمن علاقات مستقرة وان تكون للكويت ثقة من طرف الجانب العراقي بضمان حدودها وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
في اعتقادكم هل يمكن أن تلقى هذه الجهود قبولا لدى باقي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي؟
القرار 833 أعد في سياق مشاورات مجلس الأمن وجميع الأعضاء في الأمم المتحدة قبلوا بذلك وحظي بموافقة دولية، وكما هو معروف العراق يعيش فترة اعادة الاعمار والبناء وأوفى فيما سبق بواجبات التعويض وفي الوقت ذاته بحاجة الى تمويل لتغطية تكاليف الاعمار وبالتالي فإذا كان هناك سبيل لخفض التعويضات والديون فإننا سنقوم بمساعدة الحكومة العراقية.
ضغوط دولية
لكن يقال ان الكويت تتعرض لضغوط دولية بشأن استحقاقات خروج العراق من الفصل السابع والقضايا السالفة الذكر؟
اعتقد ان الحكومة الكويتية تتفهم مواقفنا بشكل واضح، وكل منا يفهم الآخر بشكل جيد، لم نأت الى هنا في العام 1991 و2003 لإثارة المشاكل حول الحدود، ولهذا لا توجد ضغوطات أو مشاكل من هذا النوع ونفهم خصوصية ما تطلبه الكويت حول التعويضات والحدود وضرورة مناقشة ذلك في اطار الأمم المتحدة.
الواقع في إيران
كيف تنظرون إلى الواقع في ايران بعد اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد؟ وما ردكم على الاتهامات الموجهة لجهات أجنبية ومنها بريطانيا لضلوعها في الاضطرابات التي شهدتها طهران دعما لما وصفته بأنه تحد لمشروعية نظام البلاد؟
اعتقد ان النظام الايراني يواجه عدة مشاكل معقدة سواء مع المجتمع الدولي او داخليا، اولا نتائج الانتخابات لم تلق ثقة لدى الشعب الايراني، ايضا الاقتصاد يعاني من وضع سيئ رغم غنى البلد ووجود هامش كبير من الشعب الايراني مهمشا وفقيرا، اضافة الى موضوع العقوبات جراء الملف النووي والمشكلة التي يسببها للمجتمع الدولي وليس بالنسبة لنا فقط، كما اشير الى الاتهامات التي تعرض لها طاقم السفارة البريطانية في طهران الذي يقوم بوظيفة ديبلوماسي وليس اعمالا عسكرية كما هو معروف، كما قامت السلطات الايرانية باعتقال مدرسة فرنسية، اضافة الى الاضطهادات والاعمال السيئة ضد مئات الاشخاص والتي لا يمكن مقارنتها الا بما حدث في روسيا في 1930 ولا يمكن ان تحدث في القرن الـ 21 في أي دولة، وكما ذكرت الاحداث التي رافقت تحقيق الانتخابات ذهب ضحيتها مئات الاشخاص واعتقل جراءها الكثيرون، واذا نظرنا الى هذه الامور بشكل واضح فانها تسجل علامة سيئة ومخجلة بالنسبة لايران لانها دولة ذات تاريخ وشعب ذو ثقافة ومهارات وهو الشعب الذي عانى من ضغوط منذ 100 سنة او اكثر من نظام متسلط، لذلك فعلى ايران ان تنخرط بدور ايجابي في المنطقة وموقفنا من الملف السوري – الايراني هو جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي والا تشكل ايران اي تهديد لجيرانها وان تطور قوتها النووية لاغراض مدنية، وليس بريطانيا او الولايات المتحدة او فرنسا من تطلب ذلك بل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسبق ان قدمنا عرضا جيدا لايران مقابل وقف تطوير برنامجها النووي واذا قبلت فسيكون لها تعاون تجاري وتعليمي واجتماعي معنا، وفي الوقت ذاته اذا تمسكت ايران بتطويره كما نلاحظ فان العقوبات بالمرصاد، واعتقد ان هناك شعورا بالقلق في التعامل مع النظام الايراني، وامامنا الكثير مما يجب عمله في سبيل اقناع ايران ومناقشة هذا الملف بجهود من مجموعة 5+1 وهي الاطراف المنخرطة في مسار المفاوضات.
كيف يمكن توقع دور ايجابي لايران في المنطقة كما ذكرتم في ظل فوز الرئيس احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية؟
ليس لدينا اي شيء ضد احمدي نجاد كي لا يكون رئيسا او ضد خيار الشعب ونتفاوض مع الحكومة الايرانية من اجل وقف برنامجها النووي.
وعدم تهنئة الحكومة البريطانية للرئيس الايراني بفوزه، هل يحمل عدم اعتراف بمشروعية الانتخابات الايرانية ونتائجها؟
نعترف بالحكومة الايرانية، واعتقد ان مسألة تقديم التهاني في مثل هذه الامور يمكن القيام بها واحيانا اخرى ليس من المهم ذلك، لكن ما حدث عقب الانتخابات واعتقال العديد من الاشخاص كان شيئا مقبولا ولا يمكن لوم بريطانيا التي كانت بعيدة عما حدث.
بريطانيا وأفغانستان
اعلن قائد الجيش البريطاني في افغانستان عن بقاء القوات البريطانية 40 عاما، هل فشل قوات التحالف يستدعي هذه المدة كلها لتحقيق اي انجاز محتمل؟
كان تصريحا بالخط العريض ويحمل تفسيرات متعددة، فاذا تحدثنا عن نجاح فانه قبل يومين اجريت انتخابات رئاسية في افغانستان وهذا شيء يحسب لهذا البلد فاكثر من 100 ألف أفغاني توجهوا الى مركز التصويت رغم تهديد عناصر طالبان ولذلك لا يمكن القول بان تحقيق اي نجاح كبير يرتبط بكم من حركة طالبان قد قتل، لكن كم من الافغانيين حظوا بالحماية، وهذا فرق مهم لان ما يهمنا هو التركيز على اعادة البناء وتطوير افغانستان في مسارها السياسي ربما ذلك يتطلب هذه المدة الزمنية وهذا لا يعني انها مدة لاحتلال عسكري وانما لاعادة بناء افغانستان بالنظر الى الوضع السيئ والتاريخ المثقل بالمعاناة ولذلك نسعى الى دعم الحكومة الافغانية وتحقيق هدفها بأن تكون بلدا متطورا سياسيا وابعاد شبح التطرف باعطاء مساحة اوسع للذين يرغبون في الانخراط في العملية السياسية.
وكذلك هو الأمر بالنسبة لما حدث في العراق، حيث انضمت عدة تيارات الى المسلسل الديموقراطي الذي اندمجت فيه الحياة السياسية وتوقفت عن افتعال المواجهات، وبالتالي فإن بقاء القوات البريطانية الى جانب قوات حلف الناتو في أفغانستان من اجل هذه المهمة.
كيف تنظرون الى دعوة الإدارة الأميركية لإيران للعب دور ايجابي للمساعدة في تجاوز الوضع اللامستقر في افغانستان؟
أعتقد انه على إيران الانخراط في اي نشاط ايجابي من شأنه ان يساعد البلد الجار على استعادة استقراره الى جانب دول الجوار، لذلك فإن على ايران ان تشترك بدور مهم باعتبارها عضوا مسؤولا في المنطقة وبكيفية برغماتية كوقف تهريب المخدرات مثلا.
هل يمكن ان تكون هناك مساومة في هذه المسألة بين الملف الــسوري ودور ايران في لعب دور لتحقيق الاستقرار في أفغانســـــتان؟
في العراق، ايران لعبت دورا معقدا، وليس نحن من قال هذا بل الحكومة العراقية، حيث كان لها تأثير كبير داخل العراق، وطلبت الحكومة العراقية ان تتوقف ايران عن هذا التدخل، والنتيجة بعد ذلك هي ان العراق استقر، فإذا استخدمنا المنطق ذاته، فلماذا نساوم ايران على انها اذا قامت بدور ايجابي في افغانستان نساعدها والصحيح يجب الا تقوم بأي نشاط سيء داخل أفغانستان بأي حال وأن تحضر طاولة المفاوضات لمناقشة عرضنا حول الملف النووي وبالتالي تكون في منأى عن العقوبات.
الدور السوري
فيما يتعلق بتعاطي سورية مع ملفات المنطقة، هل بريطانيا راضية عما تقوم به سورية الآن؟
أعتقد ان سورية شريك مهم في عملية السلام، ويجب الاعتراف بأن المبادرة العربية لها وزن فيما يرتبط بحل الدولتين لأن الحل يتصل باتفاق 23 دولة وليس اسرائيل وفلسطين، وبالتالي على هذه الدول اضافة الى اسرائيل انهاء هذه الأزمة وسورية لها دور مهم في عملية السلام، وبريطانيا والاتحاد الأوروبي واعون وملتزمون بتقديم جهود ونرى ان هذه المبادرة سبيل جيد لتحقيق هذا الهدف والوصول الى تسوية.
هناك جهات غربية تدعو دائما الى التطبيع مع اسرائيل، بماذا تعلقون؟
بشكل عام هذه خطوة صعبة من الناحية التطبيقية، لأن الدول العربية يجب ان تحصل على مقابل للاعتراف باسرائيل، التي يأمل الفلسطينيون وأي دولة عربية في ان توقف اعتداءاتها انها وبناء المستوطنات وإلغاء نقط التفتيش، واسرائيل تريد العيش دون تهديدات أو هجمات ولذلك نضغط في هذا الاتجاه.
ارتباط تاريخي
لماذا نرى حضورا قويا للدور الأميركي في هذه المسألة مقابل الوجود البريطاني الذي يرتبط تاريخيا بالمنطقة وبمشكلة الشرق الأوسط؟
لدينا تاريخ طويل في المنطقة ونأمل ان نكون على قدر الفهم الجيد لدى الجميع ولدينا تمثيل في منظمات دولية متعددة، والحقيقة تبقى الولايات المتحدة اكبر قوة في العالم وبوجودها يمكن القيام بكل شيء ودونها سيكون الأمر صعبا، كما ان وجود جماعات ضغط «لوبي» فاعلة في الولايات المتحدة يجعل لديها تأثير في اسرائيل ولذلك فإن اي حل للقضية يجب ان يمر عبر الولايات المتحدة وهذا امر بديهي.
قرار الحكومة البريطانية بفتح حوار مع «حزب الله» ما دوافعه؟ وكيف تنظرون الى رد الحزب؟ وإلى أي حد يفيدكم هذا الانفـــتاح؟
كان لدينا حوار مع حزب الله في السابق 2001 و2005 وليس مع الجناح العسكري للحزب لأنه موصوف حسب القانون البريطاني بأنه منظمة إرهابية، والأمر ليس مختلفا كثيرا الآن ولسنا قادرين على فتح حوار جديد معهم لم نحدثهم ولا نريد الحديث إليهم لأنهم يمثلون فئة مسلحة ويرغب اصحابها في قتل بعضهم البعض، لكن الجناح السياسي اذا رأينا ان الحوار مفيد فسنفتح حوارا معه، وفي العام 2005 لم يكن الحوار مفيدا بيننا، لذلك توقفنا وحاولنا مجددا هذه السنة الحديث مع الممثلين السياسيين المهتمين بالسلام ونريد ان نعلم ما يحدث في لبنان وهذا ليس بالعمل السهل، لذا يجب علينا التحدث الى عدد كبير من الاطراف السياسية، لذلك لا ننخرط في اي حوار مع الجناح العسكري ولكن يمكن ان نتحدث حسب متطلبات الظروف مع ممثلي الحزب السياسيين وأهمية هذا الموضوع تكمن في اننا نريد ان نفهم الوضع السياسي في لبنان وليس فتح قنوات حوار جديدة ولسنا مستعجلين في الحوار ولن نتحدث معهم يوميا وسيكون هناك حوار اذا شعرنا بأنه مثمر.
إجراءات في منح التأشيرة
قامت الداخلية البريطانية باستصدار قوانين جديدة تشدد على اجراءات منح التأشيرة قبل شهرين وقال نائب السفير البريطاني تيم ستو ان قوانين الهجرة ونظام التأشيرات يتغير باستمرار والسبب في ذلك هو تحسين وتطوير الخدمات كما ان هذا النظام الجديد يرتبط بهدفين لمنح التأشيرة سواء في هذا البلد او في اي دولة اخرى، اولا: نريد ابعاد الاشخاص ذوي التصرفات السيئة والذين يستهلكون ضرائب المواطنين ويقومون بأعمال اجرامية وغيرها، وثانيا: هذا النظام وفر على الشعب البريطاني 8 ملايين جنيه من الضرائب لانه اوقف هؤلاء الذين يطلبون اللجوء بطريقة فيها «غش» في برنامج الفوائد من ضرائب المواطنين.
واشار ستو الى ان هذه الاجراءات تمكن من التحقق من الشخص المسافر سواء للسياحة، للدراسة، للتجارة، ومكتب التأشيرات يقوم بجهود تستحق الاشادة ومنافسة حيث تم ختم 97% من التأشيرات خلال 3 ايام من اصل 50 الفا ونأمل ان نحافظ على نفس المعايير تشجيعا للكويتيين على زيارة المملكة المتحدة للاستمتاع بإجازاتهم، كما اننا نقوم بتسهيل اجراءات حصول الطلبة على التأشيرات وفيما يتعلق بالمعلومات الخاصة بالتحاقهم بالدراسة في الجامعات والمعاهد البريطانية. كما اعرب عن عدم تخوفه من ان يكون تشديد هذه الاجراءات باستمرار من شأنه ان يكون مصدر تخوف للطلبة الراغبين في الدراسة بالمملكة المتحدة، مشيرا الى ان هناك هيئات تدعي بأنها مراكز تعليمية وان لديها هوية ولكنها تسعى للحصول على المال مقابل المساعدة على حصول الطلبة على تأشيرات وقد تصدينا لهذا الامر ووضعنا له حدا.
ولفت الى وجود عدد مهم من الطلبة الكويتيين الدارسين في بريطانيا موضحا ان هذا الامر يبعث على الارتياح وانه يشجع هذا النوع من الطلبة، مذكرا بأن بعض الاجراءات تتطلب في بعض الحالات من الطالب المؤهل العلمي وكشفا للحساب البنكي او كتابا للتوظيف وهذه العملية يمكن ان تكون لدى البعض سهلة ولدى آخرين معقدة، كما يجب تبيان سبب الزيارة والمكان الذي سيقيم فيه وان كان مؤقتا سواء للدراسة او العمل او السياحة وبالتالي يمكن زيارة بريطانيا، ولن نمنع الناس من الذهاب لان لدينا افضل المؤسسات التعليمية، لكن يجب ان تكون جميع الوثائق مطابقة لمعايير منح التأشيرة.