حملت جمعية المعلمين وزارة الصحة مسؤولية ضبابية الموقف، وعدم وضوح الرؤى، والاستناد الى الوسائل السطحية والاتجاهات الفرضية في مواجهة وباء الـ«h1n1 a» المسمى بانفلونزا الخنازير، وفي اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة، والسبل الواضحة التي تلامس الواقع والحقيقة للتصدي لهذا الوباء على مستوى المدارس مع البدء المرتقب للعام الدراسي الجديد. واشارت الجمعية في بيان لها الى ان التناقضات الواسعة التي تثار على مستوى تصريحات المسؤولين سواء في وزارة الصحة او وزارة التربية حول مدى امكانية مواجهة انتشار الوباء واتخاذ الاستعدادات اللازمة والاجراءات المناسبة تؤكد حقيقة ضبابية الموقف، وعدم تقييم الموقف ومطابقته للواقع الميداني للمدارس، في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات الاصابة في البلاد الى 1336 حالة وبمعدل 264 في اسبوع واحد مما يعطي مؤشرات ودلالات خطيرة للغاية بالرغم من عدم اكتمال عودة جميع اعضاء الهيئات الادارية والتعليمية في المدارس الى البلاد وخاصة من المعلمين والمعلمات السابقين والجدد، الى جانب نسبة لا يستهان بها من الطلبة والطالبات الذين مازالوا في الخارج.
وقالت الجمعية في بيانها: انه لمن المستغرب فعلا ان تكون ارواح الطلبة والاسر التربوية محل رهانات افتراضية وتضليل وتسويف من خلال تحديد اجراءات احترازية لا تتوافق مع الامكانات والمعطيات المتاحة في المدارس، بل لا يمكن التعامل معها بشكل فعلي ومنطقي من قبل الاسر التربوية في المدارس لمواجهة المرض، في الوقت الذي تفتقد فيه المدارس اصلا ابسط استخدامات الوسائل والامكانات الصحية لمواجهة الحالات الصحية الطارئة حتى العادية بما فيها العيادات الطبية، هذا اذا وضعنا في الاعتبار النقص الكبير والمعتاد الذي تعانيه معظم المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد سواء على مستوى استكمال الكوادر الاشرافية والتدريسية، وفي توفير العمال اللازمة، او استكمال جوانب النقص في اعمال الصيانة خاصة المتعلقة بالتكييف والتمديدات الصحية وتجهيز البرادات وخلاف ذلك من اعمال اخرى عديدة. واضافت الجمعية في بيانها انه من الواضح تماما ان القائمين على وزارة الصحة اما انهم استندوا الى معلومات مضللة وغير دقيقة، او انهم يجهلون حقيقة الواقع الميداني في المدارس، والاحتياجات الواسعة التي تصاحب العام الدراسي في الوقت الذي يصعب فيه تحميل الادارات المدرسية والكوادر الاشرافية والتعليمية اعباء اضافية مرتبطة بالاجراءات المطلوب العمل بها لمواجهة المرض، والتي تم الاعلان عنها واستندت الى ضرورة تنظيم ورش عمل حول كيفية قياس الحرارة وكيفية استخدام الكمام، وكيفية غسل اليدين، وكيفية منع انتقال العدوى، وشرح اعراض المرض، وكيفية اتخاذ الوسائل الوقائية عند علاج الطالب، الى جانب توفير فلاشات توعية للطلبة وتوفير المحارم الورقية ومطالبة اولياء الامور بفحص حرارة ابنائهم قبل الذهاب الى المدرسة، وعزل الطالب في غرفة منفصلة في حالة الاشتباه بإصابته، الى جانب الحد من تجمع الطلاب في اماكن مثل الطابور والمسرح والصالات والممرات والمقاصف، وتوفير غرف عزل للمدرسين في حالة الاشتباه بإصابتهم، اضافة الى ضرورة غسل وتعقيم الفصول والممرات وطاولات الطلبة بما لا يقل عن ثلاث مرات في اليوم.