بشرى الزين
وصف السفير الليبي لدى البلاد محمد المبارك الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى بلاده بالحدث المهم جدا، مشيرا الى انها تعد الزيارة الأولى لسموه إلى ليبيا بعد توليه مقاليد الحكم. وذكر المبارك في حديث لـ «الأنباء» ان هذه الزيارة تأتي بعد تلبية سموه لدعوة من الزعيم العقيد معمر القذافي للمشاركة في احتفالات الشعب الليبي بالذكرى الـ 40 لثورة الفاتح من سبتمبر، لافتا الى ان العلاقات بين ليبيا والكويت شهدت تقدما كبيرا وستزيد الزيارة من دعمها في المجالات الاقتصادية المرتبطة بالنفط والتجارة والبنية التحتية.
وأوضح ان بلاده مفتوحة في وجه الاستثمار الأجنبي والقانون الليبي يضمن حقوق جميع الأطراف والراغبين في مجال الاستثمار المشترك. كما تطرق السفير الليبي الى العلاقات السعودية ـ الليبية التي وصفها بالجيدة، مذكرا بزيارة الأمير مقرن بن عبدالعزيز الى ليبيا كمبعوث شخصي لملك السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما يعد مؤشرا جيدا لدعم هذه العلاقات وتوحيد المواقف المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وإذ نفى المبارك ان تكون تصريحات الزعيم الليبي بانفصال جنوب السودان تتعارض مع مبادئ الوحدة الأفريقية التي تنادي بها ليبيا، أوضح انها تعبّر عن آراء أهل الجنوب السوداني وتبرز سعي العقيد معمر القذافي الداعم الى نزع فتيل الصراعات والأزمات في القارة الأفريقية. وفي تعليق حول مطالبة المواطن الليبي عبدالباسط المقرحي الذي أطلق سراحه بعد سجنه 10 سنوات على خلفية تفجير طائرة البانام الأميركية فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية بتحقيق دولي لإثبات براءته قال المبارك: إن العالم كله يعلم ان المقـــرحي بريء من هذه التهمــة، مبينا ان السنوات المقبلة كفيلة بإثبات براءته مما نسب اليه في قضية لوكيربي الملفقة لأنه كان «رهينة سياسية». وفيما يلي تفاصيل الحوار:
زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى ليبيا هي الأولى من نوعها كيف تنظرون إلى هذه الزيارة؟
هذا حدث مهم جدا فهذه تعد الزيارة الأولى لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى الجماهيرية بعد توليه مقاليد الحكم علما أنه كان في السابق يزور الجماهيرية خاصة حينما كان يشغل منصب وزير الخارجية وتربط صاحب السمو الأمير علاقات صداقة قوية مع العقيد معمر القذافي منذ سنوات طويلة جدا.
وبمناسبة احتفالات الشعب الليبي بالذكرى الـ 40 لثورة الفاتح من سبتمبر العظيم وجهت الدعوة من الأخ القائد إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتفضله بمشاركة الشعب الليبي أفراحه بهذه المناسبة الخالدة، حيث تكرم صاحب السمو بقبول الدعوة مشكورا، وسيشارك مع باقي زملائه قادة ورؤساء الدول والحكومات الأخرى الشعب الليبي أفراحه بهذه المناسبة.
العلاقات الكويتية ـ الليبية
كيف تقيمون العلاقات الكويتية ـ الليبية في ظل هذه الزيارة؟
العلاقات بين البلدين جيدة وتشهد تقدما كبيرا، وخير دليل على ذلك زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى الجماهيرية للمشاركة في احتفالات الثورة وستشهد الأيام المقبلة تعاونا كبيرا في المجالات الاقتصادية المرتبطة بالمشاركة الشاملة في الأنشطة المتعلقة بالنفط والتجارة والبنية التحتية.
الترويج للثورة البوليڤارية
مشاركة الرئيس الڤنزويلي ايغو شاڤيز في هذه الاحتفالات ومواصلته الزيارة إلى سورية وإيران بعد ليبيا، هل تعتقدون ان الترويج للثورة البوليڤارية مازال يلقى صداه في هذه الدول؟
عدد كبير من رؤساء الدول يصلون طرابلس للمشاركة في الاحتفالات، أيضا عقدت اول من امس قمة استشارية افريقية وحضرها عدد من الرؤساء الافارقة، خاصة ان الاخ العقيد معمر القذافي هو رئيس الاتحاد الأفريقي وتناقش القمة المواضيع الساخنة على الساحة الافريقية.
انفصال جنوب السودان
راج الحديث حول تصريحات العقيد معمر القذافي ودعوته لانفصال جنوب السودان، الا يتعارض ذلك مع إيمان الزعيم الليببي بالوحدة الافريقية؟
هذا التصريح هو تعبير عن آراء أهل الجنوب السوداني ويسعى الأخ العقيد دائما إلى نزع فتيل الصراعات والازمات التي تحدث في دول القارة الافريقية.
العلاقات الليبية ـ السعودية
أين وصلت العلاقات الليبية ـ السعودية بعد لقاء القمة في الدوحة بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعقيد معمر القذافي؟
العلاقات السعودية ـ الليبية جيدة وقبل اسبوعين استقبل الاخ القائد الأمير مقرن بن عبدالعزيز مبعوثا شخصيا للملك عبدالله وهذا مؤشر جيد لدعم العلاقات وتوحيد المواقف المشتركة بين البلدين الشقيقين.
غادر أول من أمس رئيس الوزراء الإيطالي سيلڤيو برلسكوني طرابلس بعد الحديث عن تعويضات إيطالية لليبيا عن الحقبة الاستعمارية أين وصلت هذه الاتفاقية؟
تربط ليبيا وإيطاليا علاقات متميزة جدا وهناك علاقة صداقة شخصية تربط الأخ القائد برئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني فإيطاليا اليوم هي الدولة الصديقة وليست إيطاليا الاستعمارية التي بطشت بالشعب الليبي، فهي تختلف عن ايطاليا الأمس، وقبل يومين حلت ذكرى التوقيع على عدة اتفاقيات بين الجماهيرية الليبية وايطاليا ومن شأن هذه الاتفاقيات طي صفحة الماضي الإيطالي الفاشي البغيض والبدء بصفحة علاقات من الصداقة والشراكة والتعاون بين البلدين، وجاء في هذه الاتفاقيات اعتذار ايطاليا الرسمي عن قضية الاستعمار لليبيا، بالإضافة الى ملف متكامل للتعويضات المادية لليبيين مقابل ما قام به الاستعمار الإيطالي الفاشستي في تلك الحقبة الاستعمارية لليبيا ويصادف الـ 30 من أغسطس الذكرى الأولى لإعلان اتفاقية الشراكة والتعاون والصداقة بين الجماهيرية وإيطاليا.
لكن يقال ان هذه التعويضات ستكون كذلك مقابل حصول ايطاليا على تسهيلات استثمارية كبرى في ليبيا؟
ليبيا مفتوحة للاستثمار الأجنبي والمشاركة مع الليبيين في جميع مجالات الاستثمار، والقانون الليبي للاستثمار يضمن حقوق جميع الأطراف فالاستثمار في ليبيا ليس مقصورا على شركة دون اخرى، فهو مفتوح لجميع الراغبين والعاملين في مجال الاستثمار المشترك.
المقرحي والبراءة
فيما يتعلق بمطالبة المواطن الليبي عبدالباسط المقرحي بتحقيق دولي لإثبات براءته في قضية تفجير طائرة البانام الأميركية، كيف يمكن إثبات ذلك بعد ادانته وقضائه 10 سنوات سجنا؟
العالم كله يعلم ان عبدالباسط المقرحي بريء من هذه التهمة وان ليبيا بريئة، والسنوات المقبلة كفيلة بإثبات براءة المقرحي التامة مما نسب اليه في قضية لوكيربي الملفقة ونحن في ليبيا نعتبره من أحرار العالم لأنه كان رهينة سياسية للسنوات العشر التي قضاها في السجون الاسكتلندية.
كيف تصفون العلاقات الليبية ـ الأميركية بعد حالة التوتر التي شابتها سنوات عدة؟
العلاقات الليبية ـ الأميركية جيدة اليوم وهناك تعاون في مختلف المجالات بين البلدين خاصة في مجالات التعاون العلمي، حيث يتم ابتعاث الطلبة الليبيين للدراسة في الجامعات الأميركية في مختلف التخصصات.