-
ديوانية أسبوعية في السفارة للتعارف والتواصل ومعالجة أمور المصطافين وديوانية في بحمدون جهزها بنك الكويت الوطني لمساعدة السفارة والمواطنين
-
خطة من 3 خطوات أساسية لمواكبة الزخم الاصطيافي وتسهيل إقامة المواطنين في لبنان
-
الكهرباء والماء وغلاء الأسعار أهم المشاكل التي تواجه المصطافين ونتمنى حلها
-
لبنان الأول سياحياً على المستوى العربي بالنسبة للكويتيين والاستثمار لم يتوسع بسبب لامنطقية أسعار العقار
بيروت ـ عمر حبنجر
لا «تقطّـع» الكهرباء ولا شح المياه ولا زحمة السير في المرآب الكبيـر الـذي صارتـه بيـروت ولا مخانق المرور علـى طرقـات الجبـل حـدّت من إقبال المصطافين العرب خاصة الكويتيين على تمضية الصيف الموعود في لبنان. 85 ألف مواطن كويتي أمضوا هذا الصيف في لبنان بحسب معطيات سفيرنا في العاصمة اللبنانية عبدالعال القناعي، وهذا ما شكل برأيه ظاهرة غير مسبوقة، قياسا على الوضع السياسي الراهن في هذا البلد.
وفي حديثه لـ «الأنباء» قال السفير القناعي: إن الهجمة السياحية الكويتية على لبنان هذا الصيف تُعد سابقة لا مثيل لها في السنوات الماضية، وهذا ما رتب على السفارة مواكبتها عن كثب من خلال فتح الديوانيات والتواصل المستمر.
القناعي أكد ان المعطيات التي لديه تؤكد ان لبنان كان الوجهة الأولى للمصطافين والسياح الكويتيين، لكن على الصعيد الاستثماري فإن الظروف الأمنية الاستثنائية التي مر بها البلد حالت دون التوسع المطلوب في مجال الاستثمار الكويتي، الى جانب الارتفاع غير المنطقي في أسعار العقار، ورد كل ذلك الى الحب الذي يكنه الكويتيون للبنان، والى العلاقة التاريخية بين البلدين على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي، خصوصا على مستوى رأسي الهرم في الدولتين.
السفير القناعي الذي لعب دور المفعّل للاصطياف الكويتي في لبنان هذا الصيف كشف عن ان العديد من المواطنين الكويتيين قرروا تمضية شهر رمضان المبارك في لبنان بين الأهل والأصدقاء، متوقفا أمام ظاهرة الولائم المتبادلة بين اللبنانيين والكويتيين في لبنان. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
مع الهجمة السياحية الكويتية على لبنان كيف أمكن السفارة مواكبة واستيعاب متطلبات هذا الكم الكبير من المصطافين الكويتيين في لبنان؟
اتسم الموسم السياحي في لبنان بميزة خاصة فهو أول موسم يأتي وسط حالة أمنية مستقرة بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ثم انتخاب المجلس النيابي، فكانت هذه الهجمة السياحية اذا جاز التعبير، وهنا اتحدث تحديدا عن السياح والمصطافين الكويتيين الذين سجلوا بإقبالهم على لبنان هذا الصيف سابقة لا مثيل لها في السنوات الماضية، الأمر الذي رتب على سفارتنا وضع خطة لمواكبة هذا الزخم الاصطيافي وتسهيل إقامة المواطنين الكويتيين بأكبر قدر من اليسر.
وماذا عن هذه الخطة؟
انها تتمثل في 3 خطوات في الواقع، للمزيد من التواصل والتعــرف على مشاكل مواطنينا وهمومهــم الخطوة الأولى تمثلت في إقامة ديوانية اسبوعية في بيت السفير بدار السفارة من اجل التعارف والتواصل والتعاون في معالجة الامور والخطوة الثانية كانت اختيار المنطقة الاكثر ازدحاما بالمصطافين وهي منطقة بحمدون لإقامة ديوانية اسبوعية صباح كل يوم جمعة وحتى موعد الصلاة وهنا اود ان اشكر الاخوة المسؤولين في بنك الكويت الوطني في بحمدون وخاصة السيد هاني شريف، حيث وفروا لنا القاعة وبذلوا الجهود الجبارة لمساعدة السفارة والمواطنين، وقد تميزت هذه الديوانية بإقبال منقطع النظير.
اما الخطوة الثالثة هذه السنة فقد تمثلت في قيامنا بزيارات ميدانية لأكبر عدد ممكن من الديوانيات في مناطق التجمعات الكويتية في الجبل سواء في بحمدون أو في الشبانية او بعلشمية أو حمانا او فالوغا وعاليه وغيرها، وهذه الجولات مكنتنا من الاطلاع على أحوال المواطنين الكويتيين وعلى المشاكل التي يعانون، وعلى متطلباتهم وقد تمكنا بقدر الإمكان من تذليل هذه الصعوبات، ومن تمكين المواطنين من قضاء صيف هادئ وهانئ في ربوع لبنان، وكما ترون شارفنا على نهاية فصل الصيف والحمد لله لم نشعر بوجود صعوبات.
الماء والكهرباء
ما أكثر المصاعب التي واجهت المصطافين الكويتيين هذا الصيف؟
فيما يتعلق بالمصاعب التي لاقاها المصطافون الكويتيون تمثلت في أمرين: الكهرباء والماء، وهذان الأمران حديث الناس في لبنان سواء في موسم الاصطياف او بدونه وقد لاحظنا تصاعد الاحتجاجات وحتى المظاهرات في لبنان لهذه الغاية الحقيقة ان لبنان يعاني على هذا الصعيد ونتمنى من الاخوة المسؤولين ان يعملوا ما في وسعهم لتوفير طاقة اكبر، خصوصا في موسم الاصطياف كما حاولنا مع رؤساء البلديات والمخاتير تذليل الصعوبات المختلفة، مثل غلاء الأسعار، وهذه ايضا تم بحثها مع وزارة السياحة وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد فهناك زيادة معقولة ومبررة وكما تعلمون ان المسألة موسمية بالنسبة للبعض الذي يجد في موسم الصيف فرصته للاستغلال وقد تمت معالجة هذا الامر ايضا.
لكن برزت مصاعب لدى بعــض المصطافين في الامور العقاريــة وقد اوضحنا لهم السبل القانونية لحفظ حقوقهم.
85 ألف مصطاف كويتي
سعادة السفير هل لديكم احصاء ما حول عدد المصطافين الكويتيين الذين وفدوا الى لبنان هذا الصيف؟
الأرقام التي لدينا تقارب الـ 85 الف سائح ومصطاف كويتي، وهذا رقم كبير وغير مسبوق قياسا على السنوات السابقة، واعتقد ان هناك عدة عوامل تضافرت في هذا الاتجاه منها الأزمة الاقتصادية العالمية، ومنها المعوقات التي تواجه الخدم المصاحبين للعائلات في البلدان الأوروبية، وهذا ما جعل لبنان الوجهة المفضلة للكثير من الكويتيين.
لبنان أولاً
بتقديركم اي مرتبة يحتلها لبنان سياحيا على مستوى الاقبال العربي والكويتي؟
نظرا للأرقام التي لدينا واستنادا الى ما لاحظناه هذا الصيف اضافة الى معطيات الاخوة السفراء العرب في بيروت، فقد كان لبنان رغم الاحداث التي مر بها الوجهة الأولى للسياح العرب والكويتيين خصوصا.
عادة كانت مصر تتقدم؟
نعم مصر ولبنان ثم سورية والمغرب وتونس هي من اكثر الدول تفضيلا لدى السائح الخليجي.
الاستثمار ولامنطقية الأسعار
إذا كان لابد من التطرق للوضع الاقتصادي بين لبنان والكويت نلاحظ ان أرقام التبادل التجاري لا تتقدم كثيرا؟
هناك ظروف أمنية استثنائية مرت وحالت دون التوسع المطلوب في الاستثمار الكويتي في لبنان، وهذه قاعدة متعارف عليها دوليا، ان رأس المال جبان وهناك عامل آخر ايضا لمسناه وهو الارتفاع الجنوني لأسعار العقار وفي فرص الاستثمار، على غير أساس منطقي، وهذا ادى الى أن يتردد المستثمر الكويتي في الدخول لهذا السوق، واعتقد الآن ان الجهات المعنية أدركت ان هذا الارتفاع في الأسعار لا يقوم على أسس اقتصادية تجارية صلبة، واعتقد انه اذا ما صحح السوق أسعاره فسيكون هناك مستثمرون راغبون في الدخول بأموالهم.
أما فيما يتعلق بالحركة التجارية بشكل عام من تصدير واستيراد فإن أوضاع البلد والركود الاقتصادي العالمي ايضا قد يكون له يد في إبقاء هذه الحركة على مستوى معين، واعتقد انها لم تتراجع بل حافظت على نسبتها إياها، وهذا في حد ذاته، وفي ظل الضغوط الدولية والإقليمية الاقتصادية المعروفة، يعد إنجازا.
سعادة السفير، طبيعي ان رأس المال جبان ويبحث عن الأمان، وفي ظل وضع لبنان ألا ترى في إقبال 85 ألف مواطن كويتي، للاصطياف فيه، عدا الآلاف من اخواننا العرب، يشكل ظاهرة؟
فعلا هذه ظاهرة، لكنها ظاهرة تعكس في ذاتها مدى الحب والتقدير الذي يكنه الشعب الكويتي للبنان، وبغض النظر عن الأوضاع السياسية والأمنية هناك ارتباط عاطفي بين البلدين وبين الشعبين، الكثير منهم يقول لبنان موجود، انا أصيف فيه، أقضي أطيب الأوقات بمعزل عن الأوضاع الأخرى، وهذا أكبر دليل على عمق العلاقات بين البلدين وبين الشعبين ايضا، فنحن اليوم على أبواب شهر رمضان المبارك وقد علمت ان هناك عوائل كويتية قررت تمضية رمضان في لبنان، وأنا فخور بهذا الإقبال، وبكون العلاقات اللبنانية ـ الكويتية تسير من حسن الى أحسن، ومن جيد الى أفضل إن شاء الله.
علاقات تاريخية
هذا الإقبال الكويتي المدعوم بالترحيب اللبناني الرسمي والشعبي مرآة للعلاقات السياسية النموذجية بين البلدين الشقيقين.. أليس كذلك؟
هذه العلاقات تاريخية وهي تبدأ من قمة الهرم بين فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وهي علاقات محبة وود وإخاء متبادل ورغبة حقيقية من الزعيمين في تميز هذه العلاقة لتكون نموذجا يحتذى في علاقات الأشقاء، والعلاقات العربية ـ العربية، واعتقد ان هذا أضاف الكثير الى مستوى الحضور الكويتي في لبنان.
حتى على مستوى المسؤولين اللبنانيين الرسميين التقدير للخليجيين عموما وللكويتيين بنوع خاص، ربما بسبب التواجد اللبناني الكثيف والمكرم في الكويت، أو بسبب الحضور الكويتي في مختلف المناحي الاقتصادية والسياحية والمالية في لبنان؟
ما أراه وأعيشه في لبنان، لــم أره في أي بلد عملت به، العلاقــات الشخصية القائمة بين المســـؤول في الكويت والمسؤول في لبنــان، بيــن السائــح الكويتــي والمسؤول في لبنان والمواطــن اللبنانيــن هناك حميمية خاصة، في اوروبــا مثلا يأتي المواطن الكويتي الى منطقة سياحية معينة يتمتع بمناظرها ويدفع ما يترتب عليه ويمشي، لكن هنا في لبنان التواصل دائم بين السياح الكويتيين والمواطنين اللبنانيين عبر العزائم المتبادلة، لقد حضرت العديد من الولائم التي يقيمها كويتيون بمشاركة شخصية من مسؤولين لبنانيين، وهذه تضيف لبنة الى مسألة تشجيع السياح الكويتيين على الحضور الى لبنان.
هذا ما نسميه وحدة الحال؟
صحيح.