فاطمة السعيد
يعتبر السجاد الإسلامي أحد أهم إنجازات الفنون والصناعات التطبيقية في الحضارة الإسلامية، وتتجسد فيه الشخصية الإسلامية وعناصر الثقافة الأساسية بما يتمتع به من جودة ودقة في الصنعة وما يزخر به من أشكال مختلفة في التصميم والزخرفة ووحداتها المتنوعة وانسجام الألوان الذي يلف تصميم السجادة.
وقد اقيم حفل افتتاح لمعرض المحراب.. سجادة الصلاة التركية بقاعة بوشهري للفنون بمناسبة شهر رمضان المعظم حيث عرض فيه 37 عملا تشكل نماذج بانورامية وذلك بحضور عدد من المهتمين بهذه الصناعة ورجال الدولة والصحافة والإعلام، وقد أبدى الحضور اعجابهم بالمشغولات، وقد أصبح لكل مركز من مراكز صناعة السجاد تصميماته التي يتميز ويتفرد بها ومن أهم هذه المراكز اقليم عشاق، قولا، قيرشهر، الأناضول، ومدن جورديز، لاذيق، ميلاس، كونية، براغمة، مدجور وهركي، وأغلبها نسجت في فترات مختلفة من القرن التاسع عشر. وقد بلغت أوج ازدهارها خلال القرون الـ 16، 17، 18.
ومن أهم المصورين الهولنديين والألمان والإيطاليين الذين رسموا في لوحاتهم السجاد الإسلامي التركي: جيوتو، بارتولو، أنجلكو، كارافاجونو، هولباين، ولورنزلوتر، وقد اشتهرت صناعة السجاد التركي بالقطع ذات المقاسات صغيرة الحجم التي عرفت بسجاجيد الصلاة، وتعتبر صناعة السجاد من أقدم الصناعات اليدوية للنسيج التي عرفها الإنسان في حضاراته حيث كان يبسطها على الأرض أو على المقاعد أو كأغطية للأسرة ويعلقها على الجدران وكان لهذه السجادة مسميات مختلفة منها: زولية، طنافس، زرابي، الا ان المسمى الأعم هو السجاد، أي سجود الإنسان عليها تقربا لله تعالى.
وتختلف صناعة السجاد وفقا للمكان والزمان، فالمحراب الفارسي يتميز بدقة الصنع ورقة زخارفه القريبة من الطبيعة كما انه يحمل آيات قرآنية بالخط الكوفي أو النسخ أو الفارسي وهذا النوع يتميز بتلقائية التغيير بألوانه القوية المتضاربة وفراغاته الهندسية المعبرة.