- المحميد: الكويت قديماً كانت تستمد رأس المال الاجتماعي من بساطة الفطرة وسلامتها ومنظومة القيم الإسلامية
محمود الموسوي
نظمت اللجنة الاجتماعية في اللجنة الوطنية للامن الاسري «رواسي» خلال ديوانيتها الشهرية امس الاول في دار معرفي بالدسمة، ندوة تحت عنوان «رأس المال الاجتماعي.. ملامح على وجه الكويت»، من خلال استضافة مدير عام مكتب الانماء الاجتماعي د. عبدالله سهر، الذي عرض في بداية حديثه ماذا كان يحدث بين ابناء «الفريج» الواحد، قائلا كان يربط علاقة حميمية بين والدي وقبلان العازمي وعيد العازمي، رغم انهم لم يتعلموا في الجامعات الاكاديمية، انما تعلموا من الحياة، وادركوا ان مصالحهم مشتركة من خلال الحفاظ على النسيج الاجتماعي، مؤكدا ان ذلك الرقي في التعامل بين افراد المجتمع كانت محصلته نمو وازدهار الوطن.
وقال سهر ان راس المال الاجتماعي هو قياس حراك التفاعل الاجتماعي بين الافراد فيما بينهم، وبين الافراد والمؤسسات، والمؤسسات فيما بينهم، لافتا الى ان هذا الحراك اذا كان في درجات التكامل والتعاون فسيؤدي الى زيادة رأس المال الاجتماعي ومنها تحقيق راس المال الاقتصادي والفكري والثقافي، مشيرا الى ان هناك زعزعة في العلاقات الاجتماعية بين الافراد، وبينهم والمؤسسات، وبين الاخيرة فيما بينها، ومثال ذلك العلاقة بين المؤسسة التشريعية والتنفيذية، فلم تعد اي مؤسسة تثق بالاخرى، مضيفا ان مفهوم التنمية الحقيقي قائم على وجود راسمال اجتماعي المؤدي الى اقامة رأسمال اقتصادي وفكري، موضحا ان القبول بالتعددية والتسامح والاخاء يثري المجتمع، ويؤدي الى بناء دولة حديثة قائمة.
وزاد: «ان زيادة راس المال الاجتماعي بين الافراد والجماعات تؤدي الى الفضيلة المدنية اي طريقة التعاطي مع الاخر، مبينا ان الظواهر التي يمكن ان تقلل رأس المال الاجتماعي هي ضغط الوقت والمال، والتنقل والامتداد، وتكنولوجيا التواصل الاعلامي والجماهيري التي قطعت وشائج الكلام المباشر من جيل الى حيل، لافتا الى ان العلاقات الاجتماعية تنقسم الى علاقات افقية واخرى عمودية، حيث تكون الاخيرة داخل الاطار المذهبي والاثني، وهذا سيكون ضد تعزيز راس المال الاجتماعي، بينما العلاقات الافقية التي تتجاوز الاصل والنوع واللغة والفئة هي التي تعزز العقد الاجتماعي».
وكشف سهر عن طرحه ضرورة العمل بقياس المؤشرات في الكويت، لتبيان رأس المال الاجتماعي، لان الدولة الوحيدة التي وضعت خطة عمل لقياس مؤشرات رأس المال الاجتماعي هي فلسطين، لافتا الى ان الطفرة الوحيدة التي حدثت لزيادة رأس المال الاجتماعي هي فترة الغزو العراقي.
وبين ان العوائل الكويتية قديما كانوا صناعا، هاجروا الناس الى الكويت وكان لا يوجد فيها زرع او ماء وكانوا ينتجون، لانهم هدفوا الى حياة سلمية آمنة، مستطردا: «معظم علماء التنمية الحديثة يتحدثون عن ارتباط التنمية بمدى التماسك الاجتماعي في المجتمع، لافتا الى ان اغلبية اعضاء مجلس الامة يربحون من وراء القضية الطائفية، مع وجود اشخاص منهم حريصون على الوحدة الوطنية.
من جهتها، قالت عضو اللجنة الوطنية للامن الاسري د. خديجة المحميد ان راس المال الاجتماعي مرتبط بمنظومة القيم، لان الكويت قديما كانت تستمد راس المال الاجتماعي من بساطة الفطرة وسلامتها ومنظومة القيم الاسلامية، اما ما يحدث اليوم من تشتت وضعف المجتمع وحالات الطلاق العالية، وحالة من النزاع بين الافراد والفئات والتيارات، فتحتاج الى اعادة الصياغة للمنظومة الثقافية، لان هناك من يؤمن بالحضارات والتكامل، ومنهج يؤسس لصدامات الحضارات من اجل السيادة والريادة على الموارد البشرية والطبيعية، فهم يريدون جنتهم في دنياهم بالمقاييس المادية.