يرصد مربي الخيول العربية الأصيلة محمد سليمان القناعي تزايدا ملحوظا في عدد مزارع تربيتها في المناطق الزراعية بوجه عام وفي منطقة الوفرة بوجه خاص، حفاظا على الهوية العربية الإسلامية العريقة، ففي لقائه مع جريدة «الأنباء» قال صاحب مربط «الرحاب» باتت منطقة الوفرة الزراعية في أقصى جنوب الكويت شهيرة بمزارع تربية الخيول العربية الأصيلة وتكاثرها بفضل توزيع الدولة في السنوات الأخيرة المئات من القسائم لمربي هذه الخيول الأصيلة وهواتها، وبفضل اتجاه العشرات من مربي الخيول لحيازة قسائم فيها، نظرا لقربها من منطقة الشاليهات على الساحل الجنوبي واستقرار الحياة فيها بعد ترسيم الحدود مع الشقيقة المملكة العربية السعودية وزيادة عدد المزارع النباتية والحيوانية والداجنة والمزارع المتكاملة فيها، وأنا واحد من هؤلاء المربين المولعين بتربية الخيول العربية الأصيلة وخدمتها بسخاء وقديما قال العرب وخير القول قول الأقدمين: أفضل خدمات الرجل الكريم خدمته لبيته وخدمته لفرسه وخدمته لضيفه!
ومع أنها في البداية والنهاية هواية محببة لي منذ سنوات طوال بدأت مع اخوتي في منطقة العبدلي الزراعية في شمال الكويت ثم في منطقة الوفرة الزراعية في جنوبها، إلا أن هذه الهواية لدي ولدى غيري من محبي هذه الخيول الماجدة تتحول إلى تجارة، وتجارة مربحة أحيانا من خلال الاشتراك في مسابقات جمال الخيول العربية ومسابقات جري الخيل (العدو) أو من خلال بيع هذه الخيول والمتاجرة فيها مع مربين كويتيين وعرب وأجانب، موضحا أن معظم الخيول العربية الأصيلة المرباة في مزرعته البديعة ذات أصول مصرية من سلالات عربية أصيلة كما تؤكد سلسلة أنسابها للجد السابع تقريبا موثقة في جواز سفر صادر بمعرفة جهات معنية ذات سمعة طيبة في مجال الاهتمام بالخيول العربية وسلالتها الأصيلة كالبيت العربي ومركز الجواد العربي.
وأضاف: سعادتي غامرة، وأنا أتفقد الخيول العربية العريقة وسط مزرعتي بالوفرة ولا أبالغ إذا قلت إن أجمل أوقاتي تكون بين كبارها وصغارها أتأملها وأرعاها، ولكل إنسان سوي، هواية يهواها، وأنا أهوى الخيول العربية، لأسباب عديدة لعل أهمها أنها تذكّرنا بالامجاد العربية التليدة وبالكبرياء والجمال وعزة النفس وقوة التحمل، فالخيول العربية تتحلى بكل هذه الصفات مما يجعلها ثروة عظيمة لا تقدر بثمن عند من يقدّر الكبرياء والجمال وعزّة النفس وقوة التحمل.
ناهيك عن أن المحافظة على سلالة هذه الخيول هي بمثابة حفاظ على الهوية العربية الإسلامية، التي سنفقد وجودنا إذا فقدناها! مذكرا بأن الخيول العربية جزء أساسي من التاريخ العربي المجيد، قبل الإسلام وبعده، فقد ذكر الخيل في شعر أغلب أصحاب المعلقات، وذلك لما كان يحتله من مكانة كبيرة في نفوس العرب آنذاك، ومدحها رسولنا الكريم.
مقاييس جمالية
ويبين أبوسليمان أن للخيول العربية سواء الحصان منها أو الفرس مواصفات أو مقاييس معروفة لدى العارفين فيها تتعلق بالرأس والرقبة واستقامة الجسم والظهر والقوائم والحركة والتناسق.
وأبرز الصفات الحميدة للفرس الرأس الصغير الجميل والرقبة الطويلة الناعمة والقوائم الرشيقة والجسم المتناسق.. التي تسر العين وتفرح القلب.
فمن حيث الرأس تكون العيون واسعة سوداء والمنخار مفتوح والجبهة عريضة، فيما يكون الظهر مستقيما صاعدا مرتفعا غير مسروج.. والبطن ضامر.. ومواصفات الخيول العربية الأصيلة وردت في الشعر (ديوان العرب) من خلال أبيات كثيرة مثل قولهم عن سرعة الحصان الفائقة ونشاطه الدائب وقوته الهائجة.
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل
وقولهم عن لونه وظهره الأملس الناعم:
كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زلت الصفواء بالمتنزل
ولا ننسى فخر المتنبي بمعرفة الخيل رمز الفروسية والانطلاق والرشاقة والصحة والثراء في قوله:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
مزارع للأعلاف فقط
واستكمالا للاهتمام بتربية الخيول العربية وتكاثرها في المناطق الزراعية يدعو أبوسليمان إلى تخصيص قسائم لزراعة الأعلاف فقط ووضع آلية أسرع وأسهل لتوفير الأعلاف المدعومة من الدولة لأصحاب الثروة الحيوانية وبناء مراكز بيطرية متكاملة من حيث الإمكانات البشرية والمادية لتقديم خدمات بيطرية أفضل لوقاية الخيول أو معالجتها من الأمراض نهائيا، مشيدا بالاهتمام المتنامي بتربية الخيول في العديد من الدول العربية، وذكر في هذا السياق المملكة المغربية الشقيقة التي بنت العديد من المعاهد والكليات الخاصة بتربية الخيل.. وتلبية احتياجاتها بإيعاز من ملكها السابق عاشق الخيل الأكبر في بلاد المغرب العربي حسن الثاني طيب الله ثراه فتخرج فيها أفضل ساسة أو سواس الخيل في العالم العربي.