حنان عبدالمعبود
أعرب وزير الصحة د.هلال مساعد الساير عن اسفه الشديد بسبب تعرض احد الاطباء امس الى اعتداء من قبل احد المواطنين.
وقال ان طبيبا يعمل بوحدة العناية المركزية بالقلب في مستشفى مبارك تعرض لإصابات شديدة بالوجه، حينما كان متواجدا بالعناية المركزة، واثناء قيامه بمهمة انقاذ حياة أحد المرضى.
وبين الساير ان هذا العمل غير مقبول وغير حضاري، وقال: نحن في بلد حضاري ولدينا قوانين ولا يجوز ان تحدث مثل هذه الحادثة. وافاد بأنه سيتم عمل تحقيق مع المعتدي. وعلى الاطباء ان يعلموا اننا نقف خلفهم ونساندهم ولا نقبل بأي حال من الاحوال مثل هذا الامر.
جاءت تصريحات الوزير الساير عقب جولته بمنطقة الصباح الصحية، حيث قام ظهر امس بتفقد المصابين العراقيين الذين تم نقلهم للمستشفيات يوم الاول من امس، وقد تم توزيعهم على مستشفيات البابطين للحروق والبحر للعيون والباطنة بالصباح والرازي للعظام، حيث تنقل الوزير بين المستشفيات متفقدا حالاتهم للاطمئنان عليهم، وقال عقب الجولة: لقد استقبلنا 14 مصابا في التفجيرات الارهابية الاخيرة في العراق، وبناء على توصية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أحضرناهم الى عدة مستشفيات، حيث المصابين الاربعة عشر يرافقهم مرافقان اثنان، وتعد هذه مساهمة من الكويت لأشقائنا في العراق.
وأوضح الوزير انه تم ارسال طائرة اخلاء طبية يرافقها وفد مكون من اطباء وفني طوارئ طبية للاشراف على عملية نقل المصابين من العراق.
وقال: وفرنا 25 سيارة اسعاف بالمطار، بالاضافة الى 50 فني طوارئ طبية ومسعفين كانوا في استقبالهم بالمطار، وقمت بزيارتهم بالمستشفيات، واكثرهم حالاتهم مستقرة والبعض منهم يحتاجون الى عمليات جراحية سنبدأ بإجرائها يوم غد الاحد.
وتعد هذه مبادرة طيبة من شعب الكويت لاخواننا بالعراق.
من جانبه، قال مساعد مدير ادارة الطوارئ الطبية لشؤون الاسعاف عبدالرضا عباس الذي رافق الجرحى ان المصابين تنوعت اصاباتهم بين خفيفة ومتوسطة وشديدة وتركزت في اغلبها بالوجه والكتف وبعضها في البطن وسيتم ارسالهم جميعا الى المستشفيات بمنطقة الصباح الصحية.
وأفاد بأن الكويت على استعداد لمساعدة كل من يحتاج لمساعدة دون تفريق بين شخص وآخر، مشيرا الى ان اطباء الكويت جنود وفي اي وقت واي ظرف يقدمون الخدمة التي تعتبر واجبا دينيا ووطنيا.واضاف ان استقبال الكويت للجرحى العراقيين يأتي من واجبها الانساني تجاه الشعب العراقي الشقيق الذي يتطلب تكاتف كل الجهود للوقوف معه وتقديم كل اوجه الدعم له.
بدوره، ثمن القائم بأعمال سفارة العراق المؤقت محمد عيسى عزاوي في تصريح لـ «كونا» مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تجاه الشعب العراقي، مشيرا الى ان المصابين هم من ضحايا التفجيرات الاخيرة في وزارة الخارجية العراقية التي وقعت الاسبوع الماضي.
واشاد بالكويت أميرا وحكومة وشعبا لمواقفها الداعمة للعراق وبالمساعدات التي قدمتها، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها علاقة مميزة مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
كذلك ثمن المصابون مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وقالوا انها ليست بغريبة على الاشقاء في الكويت، داعين الله العلي القدير ان يحفظ الكويت واحة أمن واستقرار بقيادة صاحب السمو الأمير وولي عهده الأمين.
الجرحى العراقيون: الكويت سباقة بمدّ يد العون والمساعدة للشعب العراقي جراء ما تعرض له
الفريق الطبي الكويتي وفّر كل أسباب الراحة والعناية الفائقة بالجرحى
عبر الجرحى العراقيون الذين وصلوا امس الاول لتلقي العلاج اللازم بالمستشفيات الكويتية عن شكرهم لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد على هذه اللفتة الابوية والتضامنية مع الشعب العراقي جراء ما تعرض له من عملية ارهابية في الـ 19 من اغسطس الماضي.
وسخرت وزارة الصحة في الكويت وبالتنسيق مع القطاعات الصحية جميع امكاناتها لاستقبال الجرحى العراقيين وتقديم كل اوجه الرعاية الصحية اللازمة لهم.
ووضعت الكويت جميع الامكانات لاستقبال الجرحى حيث عملت سيارات الاسعاف التابعة للطوارئ الطبية في المطار العسكري على نقل المصابين العراقيين الى مستشفيات ابن سينا والرازي والبابطين والصباح اضافة الى مستشفى زين للانف والاذن والحنجرة ومستشفى البحر للعيون.
والتقت «كونا» مع عدد من الجرحى العراقيين في قاعدة عبدالله المبارك الجوية امس الاول قبل نقلهم الى المستشفيات في منطقة الصباح الصحية لتلقي العلاج اللازم لهم.
وقالت والدة المصابة رندة التي رافقتها الى الكويت ان ابنتها البالغة من العمر 19 عاما تعاني من اصابة رجلها وكدمات في الرأس معربة عن بالغ شكرها وتقديرها لصاحب السمو الامير والحكومة والشعب الكويتي على هذه المبادرة الانسانية.
واكدت ان هذا ليس بغريب على سموه وعلى الحكومة الكويتية اذ سبق ان استقبلت الكويت خلال حرب تحرير العراق عددا من الجرحى العراقيين الذين تلقوا العلاج اللازم وعادوا الى وطنهم.
وقالت ان الكويت لم تقصر معنا ووقفت معنا كثيرا في جميع المجالات وما علاج ابنائنا في الكويت بتوجيهات اميرية الا دليل على المحبة التي تجمع الشعبين الشقيقين.
من جهته قال المصاب وليد علي (18 عاما) انه تعرض لاصابة بالكتف والرأس نتيجة العملية الارهابية بالقرب من وزارة الخارجية العراقية التي فقد بجانبها عددا من الاصدقاء.
واضاف انه وسط هذه الظروف الصعبة التي نتجت عن العملية الارهابية الاخيرة في بغداد تأتي لفتة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد تجاه ابناء شعبنا بنقل 17 جريحا بمرافقة فريق طبي كويتي بطائرة عسكرية كويتية كانت في انتظارهم بمطار بغداد.
واشاد علي بالعلاقات العراقية - الكويتية وما تشهده من تطور على كل الاصعدة وعلى المستويين الحكومي والشعبي، مشيرا الى ان الكويت لا تتاخر عن مساندة العراق وتساهم في رفع المعاناة عن الجرحى والمصابين وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
من جانبه قال عمر حسن فاضل لـ «كونا» ان الانفجار بالقرب من وزارة الخارجية العراقية تسبب بقطع اعصاب يده وقطع الشرايين فيها مشيدا بمبادرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد على هذه المبادرة الكريمة.
واشار الى ان الكويت دائما سباقة بعمل الخير ومد يد المساعدات موضحا انه تم نقلهم بطائرة عسكرية كويتية وطاقم طبي كويتي.
وأكد فاضل ان الفريق الطبي الكويتي خلال الرحلة وفر كل أسباب الراحة والعناية الفائقة بالجرحى مشددا على أن قيم الأخوة والضيافة كانت دائما من شيم أبناء الكويت ماضيا وحاضرا وستظل مستقبلا.
وكان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد امر بتقديم كل التسهيلات الطبية والرعاية الصحية لهؤلاء الجرحى الى حين استكمال شفائهم والاطمئنان على اوضاعهم الصحية.
هذا وقتل 95 شخصا على الاقل واصيب 600 بجروح في تفجيرين بشاحنتين مفخختين امام وزارتي المالية والخارجية في بغداد في الـ 19 من شهر اغسطس الماضي في اسوأ يوم عنف تشهده العراق خلال 18 شهرا.