ضمن مسيرة الخير في بيت الزكاة التي تنشرها «الأنباء» في ثلاثين حلقة نتحدث اليوم عن مشروع الحقيبة المدرسية حيث يتزامن تنفيذ مشروع الحقيبة المدرسية مع بداية العام الدراسي الجديد كل عام ويستفيد منه الطلبة ابناء الأسر المحتاجة المسجلة اسماؤها لدى بيت الزكاة.
ويتم تنفيذ المشروع عن طريق تزويد الطلبة بالحقائب المدرسية المزودة بكل ما يحتاجونه من كراسات واقلام الى غير ذلك من الادوات المدرسية التي تكفيهم طوال عام دراسي كامل.
والهدف من المشروع هو التيسير على الاسر المحتاجة وتحمل بعض الاعباء المعيشية عنها بمناسبة افتتاح المدارس وبداية العام الدراسي الجديد تحقيقا لرسالة بيت الزكاة السامية في مد يد المعونة لكل محتاج والتيسير على كل معسر يقيم على ارض الكويت الطيبة.
بدأ تنفيذ المشروع عام 1993 وتابع بيت الزكاة تنفيذه عاما بعد عام بعد ان ثبتت جدواه وبلغ عدد الحقائب 16646 حقيبة تم توزيعها عام 2008 تحتوي على القرطاسية اللازمة للطلاب على اختلاف مراحلهم الدراسية بلغت تكلفتها 59842 دينارا كويتيا وقد تم طرح المشروع لمشاركة الجمهور الكريم عن طريق التبرع بخمسة دنانير لتوفير حقيبة مدرسية لكل طالب ويوجه بيت الزكاة شكره الجزيل لكل المحسنين والمحسنات في بلد الخير والعطاء الذين شاركوا في المشروع والمشاريع الاخرى التي ينفذها لصالح الفئات المحتاجة في المجتمع.
رعاية الأسر المتعففة
وعن رعاية الأسر المتعففة فقد حث الإسلام على التعرف على الأسر المتعففة في المجتمع وتقديم الدعم اللازم لها لتأمين جوانب الأمن والاستقرار المعيشي لها نظرا لحاجتها الماسة مع تعففها الشديد عن طلب المساعدة وحرصها على عدم الإعلان عن نفسها أو الكشف عن سرها، والتعفف خلق إسلامي رفيع يتولد من الحياء من الله ومن شرف النفس. وقد ذكر الله تعالى هذه الفئة بقوله: (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم)، ووصف الله تبارك وتعالى هذه الفئة الكريمة بصفات تجعلنا نسارع في سد حاجاتها ومن هذه الصفات:
- أولا: أنهم «فقراء» أي بحاجة للمساعدة لفقرهم.
- ثانيا: (الذين احصروا في سبيل الله) والإحصار في اللغة هو ان يعرض للرجل ما يحول بينه وبين ما يريد لمرض أو كبر سن أو عدو أو ذهاب نفقة.
- ثالثا: (لا يستطيعون ضربا في الأرض) أي لا يستطيعون السير في الأرض للعمل والتجارة لتحصيل الرزق لضعف أو جهاد في سبيل الله.
- رابعا: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) لأنهم يتنزهون عن طلب الشيء وهم في حاجة اليه فيعتقد قليل الفراسة بأنهم أغنياء.
- خامسا: (تعرفهم بسيماهم) بما ترى من هيئتهم من التواضع والسكينة.
- سادسا: (لا يسألون الناس إلحافا) أي لا يلحون بطلب السؤال من الغير.
وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم المتعففين بقوله: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان انما المسكين الذي يتعفف واقرأوا ان شئتم قوله: (لا يسألون الناس إلحافا)»، رواه البخاري عن أبي هريرة.
وبيت الزكاة كهيئة خيرية اسلامية يمد يده بالمساعدة لجميع الفئات المحتاجة لم يغفل عن هذه الفئة الكريمة، حيث قام منذ عام 1984، بإنشاء مكتب خاص بها يتولى التعامل معها في اطار من السرية والتامة حفاظا على حيائها وصونا لتعففها، حيث تقدم لها مساعدات شهرية أو مقطوعة أو قروض حسنة على اختلاف وضع الأسرة وتباين حاجاتها.
ويتم التعرف على هذه الأسر عن طريق المتطوعين الثقات المشهود لهم بالصلاح والتقوى الموجودين في مختلف مناطق الكويت الذين لديهم معرفة تامة بأحوال الأسر وظروفها المعيشية حيث يقومون بالاتصال ببيت الزكاة واطلاعه على أسماء الأسر المتعففة لديهم لدراسة أوضاعها ومن ثم تقديم المساعدات لها من خلال الشخص المقرب للأسرة والذي تأمنه على أسرارها وتثق به أو عن طريق أحد أفراد الأسرة في البنك اذا استطاع البيت الحصول على هذا الرقم أو عن طريق الباحث الاجتماعي اذا كانت الأسرة ترضى بذلك. ويتم التعرف على الأسرة المتعففة كذلك عن طريق أعضاء مجلس إدارة بيت الزكاة أو من خلال أعضاء الهيئة الشرعية لبيت الزكاة ولقد تم خلال عام 2008 مساعدة 153 أسرة متعففة انفق عليها 315.545 دينارا.
يتبع غدا