-
المهري: الحكيم كان صديقاً وفياً للشعب والقيادة في الكويت ومدافعاً عن قضاياها ولا يرضى بأن يمس أحد كرامتها
-
عبدالصمد: نستذكر دور آل الحكيم البارز في تخليص مجموعة كبيرة من الأسرى الكويتيين بعد الانتفاضة الشعبانية
أسامة أبوالسعود
اكد النائب عدنان عبدالصمد ان الامة الاسلامية فقدت بفقدانها السيد عبدالعزيز الحكيم قائدا مجاهدا ورمزا من رموز الحرية والكفاح قضى حياته من اجل العراق والشعب العراقي.
وقال عبدالصمد، خلال مجلس التأبين الذي اقامته الحسينية الخزعلية مساء اول من امس وحضره عدد من الشخصيات البارزة ورجال دين، ان الصعاب ومواكب الشهداء من اهله وذويه ومحبيه لم تزده الا اصرارا وتثبيتا لايمانه وصبره على مقاومة الاستبداد والقهر الذي خيم على العراق طوال عقود، مشيرا الى ان السيد عبدالعزيز الحكيم استمد من سيد الشهداء الامام الحسين العزم الذي لا يلين على منازلة الطغيان وتعلم منه فريضة محاربة حكم الجور والتسلط والضلال.
وتابع: ان التضحيات لم تنل من عزمه واقدامه بل كانت تمثل له قوة معنوية مضافة تضيء بصيرته وتهدي سبيله نحو تحقيق اهدافه التي جبل عليها هو وآل الحكيم الكرام، فهو لم يتردد يوما في تعزيز ركائز العمل الوطني وتوحيد القوى والعمل الدؤوب لانهاء معاناة الشعب العراقي.
ولفت الى ان جهاده استمر حتى بعد سقوط النظام البعثي، حيث كانت جهوده واضحة وكبيرة في قيادة العملية السياسية في العراق واقامة دولة المؤسسات الدستورية ودولة القانون من اجل وحدة العراق وتكريس الوحدة الوطنية لجميع مكونات الشعب العراقي على مختلف انتماءاته.
وزاد: اليوم عندما نؤبن الفقيد فإننا نؤبن رجلا كرس كل حياته لمقاومة الظلم والاستبداد وتحمل الكثير من الصعاب والآلام وبذل جهودا مضنية في توجيه مسيرة الاحداث نحو انتـــــزاع ســـــيادة العراق واستقلاله من مطامع الهيمنة الاجنبية ومن اجل وحدة الشعب العراقي ومقدراته وثرواته وتعزيز هويته الاسلامية.
وقال: من خلال هذه المناسبة الاليمة وكشعب كويتي، نتذكر اسرة آل الحكيم والمجلس الاسلامي الاعلى ودورهم الكبير والمشرف في نصرة الحق والدفاع عن الحرية ومعارضتهم للغزو الصدامي، مشيرا الى دورهم البارز في تخليص مجموعة كبيرة من الاسرى الكويتيين بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة، حيث آووهم واحتضنوهم وتقاسموا معهم رغيف الخبز الى ان أوصلوهم بأمان الى الحدود.
واشار عبدالصمد الى الروابط التي تربط الشعب الكويتي بشقيقه العراقي، قائلا: اننا والشعب العراقي اضافة الى ما يجمعنا من دين واحد، فإنه ايضا تجمعنا الجغرافيا والتاريخ والنسب والمصاهرة، ومن الطبيعي بل من الحتمي ان تزداد الالفة واللحمة بين الشعبين الجارين والعمل على تعزيز كل ما من شأنه تقوية النسيج وتوطيد العلاقة فيما بينهما.
واستطرد: كان السيد عبدالعزيز الحكيم، رحمه الله، كما كان اخوه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ركنا اساسيا في تكريس العلاقات الوثيقة بين الشعبين العراقي والكويتي وتعزيز التلاحم والاخوة بين الشعبين، حيث كانت زياراته للكويت في مثل هذا الشهر المبارك تنقل لنا رسالة المحبة والترابط بين الشعبين العراقي وجميع اطياف وفئات المجتمع الكويتي، الامر الذي يجعل رحيله في هذه المرحلة الحساسة يعد خسارة فادحة.
وختم بقوله: اود ان اعبر عن مشاعرنا في الكويت وتأثرنا برحيل المجاهد المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم عن هذه الدنيا الفانية الى جوار آبائه واجداده الميامين بعد حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد والصبر والتضحيات في سبيل الاسلام ومن اجل انقاذ العراق من الظلم والاضطهاد.
نعزي العالم الاسلامي والشعب العراقي والمـــــراجع العــــظام وسماحة السيد عــــمار الـــحكيم برحــــيل الســـيد عبدالعزيز الحكيم الذي كان رمزا وطنيا كبيرا وعالما مجاهدا وشـــخصية اسلامية بارزة وزعيما للشعب العراقي ورئيسا للمجلس الأعلى.
وأضاف: ينتمي الفقيد الراحل الى اسرة العلم والجهاد والفضيلة والتقوى والزعامة والرئاسة فوالده الامام السيد محسن الحكيم كان مرجعا للمسلمين في جميع أنحاء العالم الاسلامي، وكان مجاهدا ضد الاستعمار وقد تربى في بيت المرجعية وقضى عمره في تحصيل العلم والجهاد ضد النظام البعثي البائد وقد ضحى بـ 63 من أسرة الحكيم وأكثر من سبعة من اخوانه وقد اعدمهم طاغية العراق ظلما وعدوانا.
واستطرد بأن الفقيد الراحل كان يدعو الى وحدة الصف واحترام الأديان والمذاهب وكان يؤكد على المرجعية وكان يعتبرها هي الحصن الواقي من كثير من انواع الضياع والانحراف، وقد أوصى بالالتفاف حول المرجعية واحياء الشعائر الاسلامية وأوصي أيضا بوحدة الامة الاسلامية مع الالتزام بالقانون والانفتاح على جميع شرائح الشعب العراقي والتأكيد على دور الشهداء وتضحياتهم ومواقفهم الخالدة، وقد أوصى بالاستفادة من نجله السيد عمار الحكيم لما يتمتع به من قدرات وكفاءات والخوف من الله والتدين، وقد اجمع اعضاء الشورى المركزية للمجلس على اختياره رئيسا له فنعم الاختيار، لأن السيد عمار الحكيم فرع الدوحة المرجعية وابن حكيم العراق ويمكننا ان نقول انه جمع مزايا وخصوصيات الأصل والفرع بل زاد على الأصل بقدراته العالية ومواقفه الحكيمة وهو نموذج حي لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم.
وتابع السيد المهري ان الفقيد الراحل أسس حركة المجاهدين في العراق للاطاحة بالنظام الصدامي الجائر. وكان السيد صديقا وفيا للشعب الكويتي والقيادة الكويتية حتى آخر أيام حياته، فقد كان مدافعا عن القضايا الكويتية وعن مواقفها السياسية المرتبطة بالعراق، وكان لا يرضى بأن يمس كرامة الكويت وكان يعتقد ان الكويت وقفت مع شعب العراق في محنته وعاشت آلام وهموم الشعب العراقي، فقد احب الشعب الكويتي من صميم قلبه وهم أيضا في المقابل احبوه وأول رئيس دولة عزى الحكومة العراقية وأسرة آل الحكيم هو صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء.
ان الاحتفال برحيل هذا العظيم احتفال بالقيم والمثل والفضيلة والكرامة والجهاد ضد الطواغيت ومن دون شك ان فقد هذا القيادي الكبير يعتبر خسارة كبيرة للعراق وللدول الاسلامية وقد احدث رحيله فراغا كبيرا في القيادة العراقية وان كان اختيار عمار الحكيم يملأ قسما كبيرا من هذا الفراغ ولكن أقول:
-
هيهات ان يأتي الزمان بمثله ان الــــزمان بمـــــثله لعقيم
-
لا صوّت الناعي بفــقدك انــه يوم على آل الرسول عظيم