- نرحب بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بكين لمواصلة تعزيز الثقة وبناء آليات الحوار الإستراتيجي والاقتصادي الشاملة
- القومية المسلمة تتمتع بجميع حقوقها وأحداث 5 يوليو ليست دينية أو عرقية بل محاولة لقوى انفصالية للنيل من وحدة الصين
- الكـويت أول دولــة خليجيــة أقامـت عـلاقـات ديبلوماسية مع الصين وأول من قدمت قروضاً ميسرة لبلادنا منذ العام 1982
بشرى الزين
اكد سفير جمهورية الصين الشعبية هوانغ جيمن على ان العلاقات بين بلاده والكويت شهدت زخما قويا في جميع مجالات التعاون منذ اقامة هذه العلاقة قبل 38 عاما، مشيرا الى ان الزيارة التي قام بها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى بكين مايو الماضي اعطت دفعة قوية في تطور علاقات الصداقة بين البلدين، حيث تم التوقيع على ست اتفاقيات في مجالات الطاقة والتعليم والمواصلات والرياضة والمال.
وشدد جيمن على ان بلاده بصفتها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي فإنها تؤيد بثبات الكويت في صيانة سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها، موضحا ان الصين تتفهم اهتمام الكويت في تسوية القضايا العالقة مع العراق والناتجة عن الاحتلال العراقي بما يرتبط بترسيم الحدود وتخفيض الديون ومصير المفقودين، مبينا ان بلاده تأمل من الجانبين الكويتي والعراقي ان يعالجا هذه القضايا بصورة دقيقة عبر المفاوضات الودية لايجاد الحل الكامل والمقبول لدى الطرفين.
وحول الانتقادات الموجهة الى الصين بشأن حقوق الاقليات، خصوصا قومية الايغور المسلمة، قال جيمن: ان احداث يوليو الماضي في مدينة اوردتشي ليست مسألة عرقية ولا دينية، بل اعمال عنف اجرامية حاولت من خلالها القوى الانفصالية بزعامة ربيعة قدير التستر على اتهامات باطلة ضد سياسات الصين في الشؤون القومية والدينية في محاولة للنيل من الوحدة والاستقرار في اقليم شينجيانغ وفي الصين بأسرها.
وفي تعليقه بشأن زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الصين نوفمبر المقبل، اعرب عن ترحيب بلاده بهذه الزيارة التي ستكون فرصة لمواصلة بناء آلية الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا العالمية ذات الابعاد الاستراتيجية الشاملة بشكل يعزز الثقة المتبادلة.
واذ ذكر السفير الصيني ان الحقائق تدل على ان الصين والولايات المتحدة تمتلكان المصالح المشتركة على الرغم من وجود بعض الخلافات بينهما، فإنه يرى ان العلاقات الصينية ـ الاميركية الجيدة لا تتفق مع المصالح الاساسية للبلدين والشعبين فقط، بل تساهم في الاستقرار والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادي والعالم بأسره. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
كيف تقيمون العلاقات بين الصين والكويت وما آفاق تطويرها خاصة بعد الزيارة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الى بكين مايو الماضي؟
ان الكويت اول دولة خليجية اقامت العلاقات الديبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية وتربط بين الشعبين الصداقة التقليدية والتاريخية، ومنذ اقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين والكويت قبل 38 سنة شهدت العلاقة الثنائية بين البلدين تطورا سليما وحققت هذه العلاقات انجازات مثمرة في المجالات السياسية والتجارية والعسكرية والثقافية والتعليمية والصحة والطاقة وغيرها، نقدر تقديرا بالغا الدعم المثمن الذي تقدمه الحكومة الكويتية للجانب الصيني في قضايا تايوان وشيتسانغ وشينغيانغ وحقوق الانسان وغيرها، كما ظل الجانب الصيني يؤيد بثبات جهود الكويت في صيانة سيادتها ووحدة اراضيها.
على مدى السنوات الاخيرة تتمتع العلاقات الصينية الكويتية بزخم النمو القوي وشهد التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والاستثمار وغيرها تعزيزا مستمرا، وفي عام 2008 ارتفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين بنسبة 87% مقارنة بالعام الماضي ليصل الى 6.78 مليارات دولار، وبلغت الصادرات الكويتية من النفط الخام الى الصين 5.9 ملايين طن، وبالاضافة الى ذلك تعتبر الكويت اول دولة خليجية قدمت القروض الميسرة الى الصين، ومنذ عام 1982 حتى الآن قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية 820 مليون دولار من القروض للمساهمة في اكثر من 30 مشروعا في مجالات البنية التحتية والبتروكيماوية والطاقة والتشجير والزراعة والري وحماية البيئة والخ، وجدير بالذكر ان الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد للصين في مايو الماضي دفعت بقوة تطورا كبيرا في علاقات الصداقة بين البلدين، وخلال الزيارة جرت اللقاءات والمباحثات بين صاحب السمو الامير والرئيس الصيني هو غينتاو وسيادة رئيس مجلس الوزراء ون غيا باو تبادل الجانبان وجهات النظر بصورة معمقة حول العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتم توقيع 6 اتفاقيات تعاونية بين الطرفين في مجالات الطاقة والتعليم والمواصلات والرياضة والمال، الامر الذي ارتقى بعلاقة الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين الى المستوى الاعلى من خلال هذه الزيارة، ويحرص الجانب الصيني على تعزيز الصداقة مع الكويت ويستعد للعمل مع الجانب الكويتي على دفع التعاون بين البلدين في جميع المجالات الى الامام.
استيراد النفط
تتزايد حاجة الصين لاستيراد النفط كيف يمكن ان يلعب هذا المورد دورا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟
ان الكويت بلد غني بموارد النفط والغاز، والصين لديها طلب متزايد الى النفط والغاز، فيتمتع البلدان بمزايا تكاملية بارزة وامكانيات ضخمة وآفاق رحبة للتعاون في مجال الطاقة والغاز، وفي يوليو عام 2004 تم توقيع «الاتفاقية الاطارية للتعاون في مجال النفط والغاز» بين الحكومتين الصينية والكويتية، ثم فتحت شركة البترول الكويتية مكتبها في بكين عام 2005، كما تم توقيع اتفاقية الامدادات الطويلة الاجل للنفط بين شركتي النفط الصينية والكويتية واصبحت الكويت في المرتبة السابعة بين الدول المصدرة للنفط الى الصين، ويجري حاليا التشاور المكثف بين شركات النفط المعنية للبلدين حول انشاء مشروع لتكرير النفط في مقاطعة قوانغدونغ بالصين وقد تم التوصل الى النتائج الايجابية لهذا المشروع الذي ستبلغ قيمته نحو 9 مليارات دولار وسيكون من اكبر المشاريع المشتركة الصينية الاجنبية في بلادنا بعد انجازه، وان تعزيز التعاون بين الصين والكويت في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة وغيرها يتفق مع المصالح المشتركة لكلا البلدين فنرحب بمزيد من المؤسسات الكويتية للاستثمار في الصين وكذلك نؤيد ونشجع المؤسسات الصينية القادرة وذات السمعة الطيبة للاستثمار وتنفيذ المشاريع في الكويت، وانني بصفتي سفيرا صينيا معتمدا لدى الكويت سأبذل كل ما في وسعي لدفع علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا في كل المجالات قدما الى الامام.
يزور الرئيس الاميركي باراك أوباما الصين نوفمبر المقبل كيف تنظرون الى هذه الزيارة، وهل يمكن ان تساعد في تحسين العلاقات بين البلدين؟
خلال السنوات الاخيرة ظلت العلاقات الصينية ـ الاميركية تحافظ على تطور مستقر بشكل عام وأجرى البلدان الحوارات والتبادلات والتعاونات المثمرة حول العلاقات الثنائية الواسعة والقضايا الاقليمية والدولية المهمة. وان الحقائق تدل على ان الصين والولايات المتحدة تمتلكان المصالح المشتركة وأسس التعاون الواسعة على الرغم من وجود بعض الخلافات بينهما. ونرى ان العلاقات الصينية ـ الاميركية الجيدة لا تتفق مع المصالح الاساسية للبلدين والشعبين فحسب، بل تساهم في السلامة والاستقرار والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأسره. ومادام الجانبان الصيني والاميركي يتابعان عمل السلف ويشقان طريقا للخلف، ويحافظان على الانطلاق من الزاوية الاستراتيجية البعيدة المدى، ويواصلان تعزيز الزيارات المتبادلة العالية المستوى والحوارات الاستراتيجية وتعزيز الثقة الاستراتيجية بينهما، ويوسعان تعاون المنفعة المتبادلة بالاضافة الى تبادل الاحترام ومراعاة المصالح الحيوية ورفع الخلافات ومعالجة القضايا الحساسة بينهما، فيمكن للجانبين دفع العلاقات الصينية ـ الاميركية الى الامام بصورة مستمرة وسليمة ومستقرة في المرحلة التاريخية الجديدة بما يخدم الشعبين بشكل افضل.
ثارت خلافات بين الصين والولايات المتحدة بشأن التجارة والسياسة الاقتصادية، كيف يمكن تجاوز هذه المشاكل؟
يرحب الجانب الصيني بزيارة فخامة الرئيس اوباما لجمهورية الصين الشعبية في أقرب وقت ممكن ويستعد لمواصلة تعزيز بناء آلية الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين وتبادل وجهات النظر مع الجانب الاميركي حول العلاقات الثنائية والقضايا العالمية ذات الابعاد الاستراتيجية والشاملة والطويلة الاجل بشكل منظم لتعزيز الثقة المتبادلة وتعميق تعاون المنفعة المتبادلة بينهما بما يدفع العلاقات الايجابية والتعاونية والشاملة بين البلدين الى مزيد من التطور المستمر في القرن الـ 21.
انتقادات للصين
توجه انتقادات الى الصين بشأن حقوق الاقليات وخاصة المسلمة من أبناء «الايغور» كيف تردون على هذه الانتقادات؟
ينص دستور الصين على ان كل القوميات بما فيها قومية الايغور متساوية وتتمتع بنفس الحقوق والمصالح وفقا للقانون. وضعت حكومة الصين سلسلة من السياسات الدينية والقومية على اساس خصوصياتها القومية والدينية من اجل تحقيق المساواة والوحدة والتنمية المشتركة لكل القوميات. لا تتمتع الاقليات القومية بما فيها المسلمون في الصين فقط بجميع الحقوق المنصوص عليها في الدستور والقوانين مثل ابناء قومية هان، وانما لها الامتيازات بما فيها حق الحكم الذاتي اما في المجال الديني، فتحمي الحقوق والمصالح المشروعة للمؤمنين بالاديان وتوضع الطقوس الدينية والعادات لهم موضع الاحترام الكامل.
ان احداث 5 يوليو التي وقعت اخيرا في مدينة اورومتشي الصينية ليست مسألة عرقية ولا دينية، بل هي اعمال عنف اجرامية خطيرة قامت بتدبيرها وتنظيمها بدقة «القوى الثلاث» داخل الصين وخارجها، وهذه الاحداث قد ادت الى اكثر من ألفي ضحية ومصاب. حاولت القوى الانفصالية وفي مقدمتها «المؤتمر العالمي للايغور» بزعامة ربيعة قدير محاولة يائسة للتستر على حقيقة وقوفها وراء جرائم العنف ووجهت اتهامات باطلة ضد سياسات الصين في الشؤون القومية والدينية في محاولة النيل من الوحدة والاستقرار في شينغيانغ وحتى في الصين بأسرها. وحفاظا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم اتخذت حكومة منطقة شينغيانغ الويفورية الذاتية الحكم الاجراءات المشروعة التي لقيت ترحيبا وتأييدا واسعين من الجماهير. وقد عاد الهدوء الى مدينة اورومتشي، وتم استئناف حركات التجارة والمرور والحياة والانتاج بصورة عامة. فنرجو من وسائل الاعلام في الكويت ان تغطي الاحداث بدقة وأمانة وموضوعية.
كانت للصين مواقف داعمة للكويت باعتبارها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي، كيف تنظر الى الدعوة الى تخفيض الديون العراقية المستحقة لها والقضايا المتعلقة بترسيم الحدود وغيرها؟
خلال التعاملات الودية الطويلة الاجل بين الصين والكويت ظل البلدان يتبادلان التفاهم والتضامن وقاما بالتعاون المثمر في الشؤون الدولية والاقليمية. وان الصين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تؤيد بثبات الكويت في صيانة السيادة والاستقلال ووحدة أراضيها، وتتفهم اهتمامها المعقول بتسوية المشاكل المعلقة والناتجة عن الاحتلال العراقي وتأمل من الجانبين الكويتي والعراقي ان يعالجا هذه المشاكل بصورة دقيقة وبارعة عن طريق التشاور الودي لإيجاد الحل الكامل والمقبول لدى الجانبين. وندعم طلب الكويت بتسوية هذه القضايا في اطار الامم المتحدة وعبر المفاوضات الودية.
سياسة الانفتاح
في تعليق على الوجود الصيني المتزايد في افريقيا الى جانب الحضور الاميركي والاسرائيلي اوضح السفير الصيني هوانغ جيمن ان العلاقات التي تربط بلاده والصين تاريخية وتعود الى خمسينيات القرن الماضي. واشار جيمن الى انه في العام 2000 تم اقامة منتدى التعاون الصيني – الافريقي بمبادرة من الدول الافريقية فلبت الصين طلبها لافتا الى انه بعد الدورات الثلاث بين اديس ابابا وبكين فان القاهرة على استعداد لاستضافة الدورة الرابعة في نوفمبر المقبل، مشيرا الى ان شركة صينية تقوم بانشاء مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية، مؤكدا تمسك بلاده بسياسة الانفتاح.
موقف واضح
قال السفير الصيني ان موقف بلاده واضح من الملفين النوويين الكوري الشمالي والايراني، معربا عن امل الصين في ان ترى منطقة شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية وان تعود كوريا الشمالية الى المفاوضات السداسية حتى يتم تسوية الموضوع النووي، مشيرا في الوقت ذاته الى ان لايران الحق في امتلاك الطاقة النووية لاغراض سلمية وان تكون منطقة الخليج خالية من السلاح النووي.
سياسة دفاعية
قال السفير الصيني هوانغ جيمن ان الاحتياجات المتزايدة في المجال العسكري تدفع بلاده الى تطوير اسلحتـــــها، مشيرا الى ان الميزانية المخصصة للمجال العسكري لاتزال محدودة مقارنة مع عدد السكان.
مؤكدا ان الصين تنتهج سياسة عسكرية دفاعية ولا تهدد اي بلد ولا بأي وسيلة.
وحول التعاون العسكري بين الصين والكويت، ذكر بمذكرة التفاهم العسكرية بين البلدين الموقعة في 1995، مبينا ان الكويت لا تستورد الا كمية قليلة جدا.