فرج ناصر
اصدرت وزارة الاشغال بيانا صحافيا قالت فيه بعد جهود حثيثة من قبل الفنيين بوزارة الاشغال العامة والمقاولين العاملين معهم ولضمان عدم الاضرار بالمرافق المتصلة في محطة مشرف لضخ مياه الصرف الصحي تم بحمد الله ايقاف نحو نصف مياه الصرف الصحي من محطة مشرف تمهيدا لايقاف النصف الآخر خلال الايام المقبلة، الأمر الذي سيؤدي الى سحب المياه التي غمرت الطوابق السفلى من المحطة والتي كانت تحتوي على المضخات الرئيسية والاحتياطية واجهزة التشغيل وغرف الكهرباء وستقوم الوزارة بعد ذلك بتقييم الاضرار واصلاح الاجهزة واعادة المحطة الى التشغيل.
الى ذلك اشاد وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر بالجهود التي قدمها فريق الغواصين التابع لمؤسسة الموانئ الكويتية ومشاركته في اعمال معالجة تداعيات توقف محطة مشرف عن العمل.
جاء ذلك خلال استقبال الوزير لوفد من مؤسسة الموانئ الكويتية برئاسة مدير عام المؤسسة د.صباح جابر العلي الصباح ورئيس فريق الغواصين خالد طالب والغواصين حسن عبدالهادي حاجيه وصباح محمد الشيرازي.
وقدم الوزير د.فاضل صفر الشكر لمؤسسة الموانئ الكويتية على مشاركتها في مواجهة تداعيات ازمة محطة مشرف للصرف الصحي، مشيدا بقدرة فريق الغواصين التابع لـ «الموانئ» على وقف تدفق مياة الصرف الصحي الى محطة مشرف بنسبة تصل الى 80% وحسن تعاونهم مع وزارة الاشغال بهذا الشأن.
وعبر عن اعجابه بامكانيات وقدرات فريق الغواصين وخبرته العالية التي ظهرت جلية في اعمال وقف تدفق المياه للمحطة واستعداده الدائم على تحمل المسؤولية وتفاني اعضاء الفريق في تنفيذ المهام الموكلة اليهم مهما بلغت صعوبتها مما يؤكد ان الكوادر البشرية الوطنية متى ما توافرت لهم الفرصة تصنع المستحيل.
وكشفت مصادر قريبة من قضية الصرف الصحي لمضخة مشرف ان هناك تجاوزا واضحا في المشروع منذ بداية الفكرة، حيث كانت القيمة الفعلية التي تمت الموافقة عليها بمبلغ قدره 25 مليون دينار في عام 2000 وقد تقدمت 5 شركات متخصصة وأرسيت المناقصة على شركة الخليج المتحدة ليتم توقيع العقد، ولكن في لحظات تغير قيمة المشروع من 25 الى 42 مليون دينار، ولم يعرف السبب الذي حدث في هذا التغيير المفاجئ هل اوامر تغييرية أم ماذا؟
واشارت المصادر الى ان الموقع المخصص الحالي تم اعتماده من قبل المجلس البلدي في ذلك الوقت، علما انه كانت هناك اعتراضات وملاحظات من قبل بعض المتخصصين في وزارة الاشغال، كما يحتوي هذا المكان على مياه جوفية اثناء الحفر. وترجع اسباب مشكلة «مشرف» الى التصميم الهندسي والبنائي للمشروع، حيث يخالف الانظمة الفنية والتطبيقية بهذه النوعية من المضخات، فتقنية المضخة تعتبر من افضل التقنيات المتطورة في مجال الصرف الصحي في العالم، ولكن التصميم للانشاءات سبب هذه الترسبات والملوثات التي ظهرت على انطلاق تشغيل المشروع، مؤكدين كذلك اهمال المقاول في متابعة المشروع.
وقالت المصادر انه من المتوقع تصليح وعودة عمل المضخة خلال ثلاثة اشهر بعد الوصول الى نقطة التسريب التي بعمق 37 مترا تحت الارض، بعد عمل الترتيبات اللازمة لها. وأشارت المصادر الى ان وزارة الاشغال مازالت تحتجز مبلغا وقيمته 6 ملايين دينار عن الشركة، طالبة منها انجاز المشروع وتسليمه كاملا.
هذا، وقد بدأت الوزارة بمحاولة وقف سريان المياه الى المضخة والتي تأتي من سبع مناطق، مؤكدين العمل على تقليل الخسائر وعدم الاستعجال، كما اكدوا ان المياه سليمة 100% وكذلك تم وقف المياه (الصليبية) عن المنازل حتى يتم وقف الاستهلاك غير المبرر.
واضافت المصادر انه سيتم اصلاح المضخة وذلك من خلال توسعة فتحة الدخول الى السرداب والذي يتراوح عمقه 37 مترا.
وقال ان فريق الغوص الكويتي أبدى استعداده لمعالجة المشكلة من خلال وضع بالونات بلاستيكية لسد فتحة انبعاث ترسب مياه المجاري، ولكن المسؤولين بالاشغال رفضوا ذلك خوفا من وقوع خسائر في الارواح لفريق الغوص.
وأوضحت ان المسؤولين في وزارة الاشغال قاموا بمخاطبة شركة النفط، حيث ابدت تعاونها لحل المشكلة من خلال الاستعانة بمعدات وآليات الشركة، خاصة ان الشركة لها خبرة في اطفاء آبار الحريق. وقالت ان وزير الاشغال خاطب مجلس الوزراء للاسراع في عمل لجنة التحقيق التي تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء لهذا الغرض.
واشارت المصادر الى ان مقاول مشروع محطة الصرف الصحي لمشرف كان يماطل في اصلاح بعض المشاكل الموجودة في المحطة منذ عام 2005 حيث كان ينقص المحطة عدد من قطع الغيار، مشيرة الى ان الدولة آنذاك تكفلت بتجهيز طائرة خاصة لجلب قطع الغيار من النمسا. وقالت المصادر ان المياه سليمة ولا تؤثر اطلاقا على جون الكويت، حيث ان هناك حالة مد وجزر وبالتالي لا توجد اضرار عن ذلك، وما يثار حول تلوث المياه فإن المياه اصلا متلوثة من الحروب التي دارت في المنطقة.