موسى أبوطفرة
لم يخف معلمو ومعلمات وزارة التربية الذين التحقوا بأعمالهم صباح أمس في أول يوم دوام عمل حالة الرعب والهلع التي امتدت بعد انتشار أنباء مرض انفلونزا الخنازير حيث بدا ذلك جليا على الحالة العامة حيث اختفت في أغلب المدارس حالة العناق والسلام الحار ليتم الاكتفاء بمصافحة الأيدي وسلام الإشارة. «الأنباء» كانت حاضرة في عدد من مدارس وزارة التربية حيث عبر محسن المطيري – مئلم – بأنه بات يخشى العمل أكثر من أي شيء آخر حيث قال: بعد تواتر الأخبار حول الإصابات وانتشار مرض انفلونزا الخنازير كوباء صار لزاما علينا الحذر وعدم التعرض لأسباب انتقال العدوى لاسيما ان أغلب الزملاء من المعلمين قدموا من دولهم قبل أيام حيث لا يعرف من المصاب ومن السليم وهو أمر محير لذلك اكتفيت بالسلام عبر المصافحة اليدوية. وذكر المطيري ان وزارة التربية استعجلت في اقرار دوام المعلمين حيث من المرجح ان يتم تأجيل العام الدراسي وهو أمر مطروح وقد يتخذ القرار مجلس الوزراء غدا الاثنين (اليوم) فبالتالي كان من المفترض ان يتم تأجيل دوام المعلمين الى ما بعد شهر رمضان. وحول استعدادات وزارة التربية قال المطيري: وطلب من جميع المعلمين حضور ندوات تعريفية بماهية المرض وطرق الوقاية منه وهي خطوة جيدة في تثقيف المعلمين متمنيا السلامة للجميع.
بدوره قال دخيل القحطاني انه ورغم انتظام جميع المعلمين في العمل الا ان حالة الترقب والحذر من المرض لازمت الجميع نتيجة لما قرأناه وسمعناه عن انتشار المرض واصابته للطلبة والمعلمات في التعليم الخاص. وعن طريقة السلام في بداية اليوم الأول قال: كان الأغلب من الزملاء حذرين في سلامهم واكتفى البعض بسلام الاشادة او المصافحة بعد ان كان في السابق عناقا وسلاما حارا، موضحا ان هذا الأمر شيء طبيعي بعد ان انتشر الخوف والرعب من المرض، واشاد القحطاني باستعدادات وزارة التربية واصفا اياها بانها على مستوى الحدث وانها واكبت مجريات المرض سواء في الاستعداد له او التعريف بالوقاية منه.
من جانبه قال تركي الناجي ان هذا العام اختلف عن بقية الاعوام كون مرض انفلونزا الخنازير كان حاضرا سواء في طريقة السلام في اليوم الاول او حتى في الاحاديث والتي كانت ما بين قرار التأجيل الواجب اتخاذه او طرق الوقاية وتجنب الاصابة بالمرض.
وعبر الناجي عن اسفه لاصابة عدد من الطلبة في التعليم الخاص، مؤكدا ان وزارتي التربية والصحة تقومان بجهودهما على اكمل وجه وان هذا المرض لا يحتاج الى المكابرة في بدء العام الدراسي كون المدارس تعد بيئة جاذبة ومحتضنة للامراض. وعن المعلمات قالت اسماء الجبلي ان حميمية اليوم الاول من العمل اختفت كون عدد من المعلمات والمسؤولات رفضن السلام المعتاد وامرن بان يكون السلام من بعيد فقط خشية انتقال الامراض وهو امر مرعب ومخيف للوهلة الأولى ولم نعتد عليه. واضافت الجبلي ان الجميع يخشى هذا المرض وان الاعلام زاد من حالة الخوف والهلع حتى صرنا نخشى اصابة احد افراد الاسرة ليتم عزله وحول اجراءات وزارة التربية قالت: لم نر شيئا حتى الآن سوى دورة أو محاضرة تعريفية طلب منا الالتحاق بها وغير ذلك فان المدارس تعاني من الغبار وعدم الاستعداد الجيد.
من جانبها، ذكرت مريم المطلق (معلمة) ان حالة الرعب والهلع في يوم دوام المعلمين كانت حاضرة بقوة، متسائلة ماذا سيحدث في حال التحاق الطلبة. وأكدت ان وزارة التربية تعجلت في قرار بدء الدوام الدراسي وسط مخاوف الأهالي من هذا المرض، والذي قيل انه سينشط في فترات الشتاء، وهو أمر سوف يزيد من حالة الخوف والرعب لدى المعلمين والطلبة. وذكرت المطلق ان اليوم الأول لالتحاق المعلمات كان عاديا وان حالة السلام بالقبلات والتي كانت مميزة في الأعوام السابقة اختفت وتم استبدالها بالمصافحة أو «كيف الحال وشلونكم» فقط، وتم استبدال احاديث «وين رحتوا بالصيف» الى «الله يستر من هالمرض». في مشاهد تؤكد الرعب الذي خالج المعلمات.
بدورها عبرت شيخة الناصر عن اسفها لما آلت اليه الأحوال في هذا الوقت والرعب والخوف اللذان باتا يسيطران على أموال الناس ترقبا وخوفا من انتشار هذا المرض المجهول الذي نتمنى من الله العلي القدير ان يوقفه.
وقالت: ان استعدادات وزارة التربية وان كانت على قدم وساق، إلا ان اصابة واحدة لا سمح الله سوف تقلب الأحوال وتضيع كل الجهود، لاسيما ان الطلبة هم الأكثر تعرضا والأكثر كذلك انتقالا للعدوى، موضحا ان اليوم لعمل المعلمات اختلف كثيرا عما كان حيث اختفت «احتفالات السلام» والقبلات بين المعلمات ، وجاءت بدلا منها السلام عبر المصافحة باليد، حيث لا يخجل الشخص ان يطلب من الآخر سلام اليد بعد ان كان ينافي العادات أو التقاليد. وحول الاستعدادات ذكرت الناصر ان الله هو الحامي وهو الحافظ، والذي يجب ان يكون عليه التوكل لأنه هو حسبنا، مشيرة الى ان وزارة التربية تبذل ما في استطاعتها وقدراتها وانها تقوم بجميع الاجراءات العالمية المتبعة، ويبقى الحذر واجب والحيطة أمر مطلوب.