اختتمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة احتفاليتها ببرنامج رصد وتوثيق التنوع البيولوجي في الكويت والذي إقامته على مدار يومين برعاية وحضور وزير الأشغال ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.علي العمير.
وقدم المحاضرون المشاركون في برنامج المحاضرات وحلقات النقاش عدة توصيات لحماية والمحافظة على الحياة الفطرية في البلاد في ابعادها النباتية والحيوانية والبحرية.
واستعرض عضو لجنة الحياة الفطرية بالجمعية الباحث الدكتور رأفت ميساك السمات العامة والأشكال الأرضية في المنطقة المحظورة بين الكويت والجمهورية العراقية وعرض اهم المشاكل البيئية التي تواجه المنطقة والتي تؤثر على الحياة الفطرية ومنها تراكم الرمال على الطرق الرئيسية في المنطقة، وبين ان اسلوب الازاحة المتبعة حاليا قد تكون غير مجدية لأنه بعد فترة وجيزة وعندما تهب الرياح بقوة تحركها وتتراكم مرة، موصيا بالنظر في عدم إلقائها عشوائيا لأنها تقتل الحياة الفطرية لجميع أشكالها بالمنطقة.
واقترح ميساك إلقاءها في حفر قديمة ومقالع الصلبوخ موصيا بتحويل النباك النشطة الدؤوبة الحركة الى كسولة خاملة حماية للمرافق والمنشآت، مبينا ان النباك اجسام رملية تتراكم حول النباتات وهي من مصادر الرمال، مؤكدا على اهمية التحكم فيها بطرق صديقة للبيئة تترتب عليها المحافظة على الحياة الفطرية وحماية المرافق الحيوية من عملية زحف الرمال وتراكمها.
ومن جانبها أوصت مقررة لجنة حماية الحياة الفطرية بالجمعية الباحثة نوف الحشاش بإعطاء التنوع البيولوجي ونظمه الايكولوجية الاهتمام الأكبر عند التخطيط العمراني وإقامة المشاريع، لما لعناصر التنوع البيولوجي من تأثير كبير على نظافة البيئة واتزانها مما سينعكس على صحة الإنسان وتمتعه بالخدمات التي تقدمها النظم الايكولوجية.
بالاضافة الى دعم البحث العلمي وارسال الكوادر الوطنية لاستكمال دراستهم بعمل أبحاث أكاديمية حول التنوع البيولوجي الفطري للكويت لما له من أهمية في الاستخدامات الطبية والاقتصادية والبيئية خاصة على المستوى الجيني والأنواع.
ولفتت الى أهمية حماية وصون التنوع البيولوجي واستخدام مكوناته على نحو مستدام.
فضلا عن الاهتمام على ادخال أهداف وتشريعات الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية التنوع البيولوجي إلى التشريعات المحلية والاستراتيجيات والخطط الوطنية، مؤكدة ان التنوع البيولوجي في الكويت غني لما يحتويه من تنوع مهام على المستوى الجيني والأنواع والنظم الايكولوجية يمكن الاستفادة منه في المجال العلمي والزراعي والطبي والصناعي والاقتصادي. وأوضحت ان التنوع البيولوجي نعمة عظيمة وجدت لحكمة وأهمية لخدمة الإنسان، وجب علينا المحافظة عليها ودراستها والاستفادة منها على نحو مستدام.
وفي محاضرتها عن محمية اللياح قالت نور الدوسري ان الهدف من إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ في اللياح هو تعميم وتطبيق نتائج هذا المشروع في بقية المقالع مثل أم المدافع في الجزء الشمالي الغربي من البلاد ورأس الصبية في الجزء الشمالي الشرقي وغيرها، مشيرة ان المشروع يمثل في منطقة اللياح 15% من اجمالي المقالع، مؤكدة انه والتزاما بالمادة 10 من اتفاقية التصحر نعمل في هذا السياق واعداد خطة تنفيذية لمكافحة التصحر، وأوصت بنشر الوعي البيئي بأهمية المحافظة على البيئة والمساهمة المجتمعية من خلال اقامة ورش العمل الحقلية في إعادة تأهيل النظام البيئي في محمية اللياح والتي تقام سنويا برعاية معهد الكويت للأبحاث العلمية والذي يعتبر من اهم المحاور.
وفي محاضرته (الكنز المفقود.. التلوث البيئي يهدد الكائنات الفطرية في السواحل الكويتية) أوصى د. قصي كرم عضو لجنة الحياة الفطرية بضرورة المحافظة على الكائنات الفطرية التي تقطن السواحل الكويتية بكافة انواعها نظرا لأهمية هذه المجاميع في تثبيت والمحافظة على التوازن البيئي في البيئة الساحلية.
بالإضافة الى الأخذ بعين الاعتبار ذلك النظام البيئي الهش الذي يتأثر بالملوثات البيئة سلبا عند تفاعله معها مهددا بذلك صحة الإنسان الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الموارد البحرية كمصدر غداء رئيسي له.
وأوصى بدوره رئيس فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية سعد النوري في محاضرته (طيورنا عنوان بيئتنا) بالمحافظة على موائل الطيور وبيئاتها، والمطالبة بتطبيق مواد قانون البيئة الخاصة بالمحافظة على الطيور، فضلا عن المحافظة على البيئة البرية والغطاء النباتي، ومنع الأعمال الإنشائية ووقف النشاط البشري بالجزر التي تعشش بها الطيور، وحماية البيئة البحرية من التلوث لما له من اثر كبير على السلسلة الغذائية.