- السبيعي: رفعنا دعويين قضائيتين ضد وزارة الأشغال الأولى بصفة مستعجلة والثانية أمام القضاء الإداري
- الشواف: محطات الضخ في العقيلة والرقعي قنابل موقوتة ستنفجر وتدمر البيئة وصحة المجتمع
حمد العنزي
اكد رئيس جماعة الخط الاخضر البيئية الناشط البيئي خالد الهاجري ان نواب الدائرة الخامسة باعوا اطفالها للتلوث وتنكروا لوعودهم الانتخابية التي قطعوها على انفسهم، وان كثيرا منهم ليسوا على قدر المسؤولية الدستورية الملقاة على عاتقهم، وان اهالي الدائرة الخامسة خدعوا بهم، حيث تعاني المناطق الجنوبية من مختلف اشكال التلوث، مشددا على ان جماعة الخط الاخضر البيئية قادرة على تنفيذ حملات بيئية ضد تقاعس النواب عن اداء دورهم المفترض تجاه جريمة كارثة مشرف بل تستطيع كشف حقيقة بعض النواب الذين تحولوا من نواب لحماية الشعب وبيئته وصحته الى نواب لحماية مصالح البعض.
حديث الهاجري جاء في الندوة التي اقيمت في ديوان عبدالله المجرن بضاحية جابر العلي مساء اول من امس تناول من خلالها تداعيات كارثة حادثة محطة مشرف للصرف الصحي ومدى الآثار البيئية التي خلفتها على الحياة البحرية وتأثيراتها المصاحبة على صحة الانسان والمجتمع. واوضح ان كارثة محطة مشرف لضخ مياه الصرف الصحي بدأت في المراحل الاولى للتصميم وظهرت بوضوح في عام 2002 حينما تظاهرت جماعة الخط الاخضر البيئية في موقع المحطة ضد انشائها بين المناطق السكنية لخطورتها الشديدة. وشدد على ان الحكومة تعلم تمام العلم بتدهور حالة محطة الضخ في مشرف منذ سنوات ولكنها لم تكلف نفسها معالجة الامر قبل وقوع الكارثة، وهي الآن تحاول باستماتة انقاذ المتسببين في هذه الكارثة ولا ترغب في ايضاح حقيقة كارثة مشرف للمجتمع الكويتي. واكد ان الحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة تجاه الكارثة وتجاه عدم ادارتها للازمة بالشكل الصحيح، منتقدا اداء الهيئة العامة للبيئة التي طبقت سياسة الهرب الى الامام حتى لا تتم مساءلة المسؤولين فيها عن الدور الرقابي والاستباقي والوقائي للهيئة على المنشآت الضخمة والخطرة كمحطة مشرف.
وكشف ان الهيئة العامة للبيئة ضللت وخدعت اعضاء مجلس الامة في اجتماعها مؤخرا معهم حيث اكدت الهيئة رفضها انشاء محطة الضخ في مشرف في الوقت الذي حصلت جماعة الخط الاخضر البيئية على تقارير رسمية تؤكد ان الهيئة العامة للبيئة وافقت على انشاء محطة الضخ في مشرف، مبينا ان على اعضاء مجلس الامة المخدوعين من قبل هيئة البيئة استخدام صلاحياتهم الدستورية لمساءلة المسؤولين. ودعا الهاجري المجتمع الى عدم الثقة في تصريحات الحكومة حول سلامة الوضع البيئي بعد كارثة مشرف حيث تم سكب اكثر من مليون متر مكعب من نفايات الصرف الصحي السامة والملوثة بالڤيروسات والبكتيريا والميكروبات في البحر دون اي اكتراث لحجم المخاطر البيئية والصحية لعمليات الضخ في البحر. واشار الى ان تلويث البحر بمياه الصرف الصحي يتسبب بأخطر الأمراض بداية بالكوليرا وانتهاء بالسرطان، مؤكدا أن الكويت ستعاني معاناة بيئية وصحية شديدة نتيجة لتداعيات هذه الكارثة البيئية التي تسببت بها الحكومة بالشراكة مع بعض اعضاء مجلس الامة. من جانبه، قدم عضو جماعة الخط الأخضر البيئية المحامي الحميدي السبيعي وصفا دقيقا ومتدرجا لكارثة محطة الضخ في مشرف حيث كشف عن وثائق تدين الحكومة بالعلم المسبق بمشاكل المحطة وعدم تفاعل المسؤولين نحو معالجتها حتى وقعت الكارثة. وأكد أن الكارثة القادمة هي محطة العقيلة التي سيتم تسلمها وتشغيلها خلال الفترة المقبلة ولها نفس المخاطر البيئية التي تسببت بها محطة مشرف وانه يجب ان يكون لنواب الدائرة الخامسة دور حاسم تجاه منع تشغيل هذه المحطة شديدة الخطورة وايجاد بديل آخر خصوصا في ظل الامكانات المادية المتاحة لدى الحكومة.
وأوضح الحميدي أن جماعة الخط الأخضر البيئية رفعت دعاوى قضائية ضد وزارة الأشغال بصفة مستعجلة لمنع ضخ مياه المجاري للبحر لإنقاذ البيئة الكويتية وصحة المجتمع وستنظر خلال السابع عشر من الشهر الجاري. والقضية الثانية أمام القضاء الاداري وستنظر في الرابع من اكتوبر لإلغاء جميع قرارات ضخ مياه الصرف الصحي في البحر.
واشار الى ان جماعة الخط الأخضر البيئية بدأت في فتح جميع الملفات البيئية العالقة والتي لم تكترث الحكومة بمعالجتها حتى تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة في البلاد ولن تتوقف حتى تنفذ الحكومة المطالب البيئية الثلاثة عشر التي طرحتها او يتم اللجوء للخيار الآخر للحملة.
من جانبه قال الخبير البيئي ومستشار جماعة الخط الأخضر البيئية جاسم الشواف إن الحكومة لم تراع دراسات المردود البيئي خلال انشائها للمشاريع الضخمة في البلاد، مشيرا الى ان كارثة مشرف تثبت بوضوح عدم مراعاة الحكومة للمعايير والاشتراطات البيئية في اقامة مشاريعها، وأن حماية البيئة وصحة المجتمع ليست ضمن اهتماماتها.
وأكد الشواف أن محطات الضخ في العقيلة والرقعي قنابل موقوتة وستنفجر وتدمر البيئة وصحة المجتمع كما حدث في مشرف، وانه من الضروري اعتماد الحلول التكنولوجية والهندسية الموجودة لدى الحكومة والتي وضعت منذ عام 1994 وحتى الآن لم يتم العمل بها.
وأوضح الشواف أن التداعيات البيئية الخطيرة لكارثة مشرف تفوق التصور وأن تأثيراتها وانعكاساتها ستكون على جميع الأوجه البيئية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، وأن حجم الخسائر والأضرار البيئية لا يمكن تقديرها لأنها ستستمر لسنوات قادمة وطويلة.