-
الإبراهيم: خبراء الأرصاد الجوية حذروا من احتمال حدوث كارثة بيئية نتيجة ارتفاع الرطوبة وهبوب الرياح الجنوبية والتلوث الحاصل في مشرف
دارين العلي
قال العالم الفلكي د.صالح العجيري ان «الشيء اللافت والذي نلام عليه هو ان الكويت دولة صغيرة وبذات الوقت غنية ولكن لديها مشاكل متعددة»، لافتا الى ان التجارب قد علمتنا بأن الأمور ستأتي بأعجب وأغرب مما نتصور.
وأمل العجيري خلال محاضرته في ندوة «التغير المناخي وتأثيراته على الكويت» في الجمعية الجغرافية امس الأول ان تتمكن المعدات والتوجيهات الكيميائية والعلاجية المستخدمة في حل التلوث الحاصل في مياه البحر في الفترة الحالية من تأدية المبتغى لافتا الى انه ما كان يرمى في البحر في الماضي لم يكن له تأثير كبير نظرا لكميته القليلة جدا والتي ازدادت اليوم مع زيادة حجم السكان وبالتالي فإن الكميات التي ترمى اليوم بفارق أضعاف ما كان يحصل في الماضي لذلك فإن لها تأثيرا كبيرا على البيئة البحرية.
وانتقد المبالغة التي يتم فيها التعامل مع انفلونزا الخنازير، مشيرا الى ان جميع ضحاياه هم من المرضى ذوي الأمراض المزمنة وان من يموت في حوادث السير هم أكثر بكثير من هؤلاء الذين يقضون بهذا المرض الذي يمكن ان يعالج بالأدوية والعقاقير.
وفلكيا قلل العجيري من أهمية ما يشاع عن سقوط الأجرام السماوية على الأرض، لافتا الى ان الخوف من الأمر غير مبرر حيث يهبط على الأرض جرم سماوي كل 155 سنة. وقال: الكويت ستصبح في ربيع دائم دون صيف او شتاء وذلك بعد نحو 150 سنة وهذا خاضع لدورة الأرض بالنسبة للشمس، مشيرا الى انه ستأتي حقبة من الزمن تبرد فيها الشمس وبالتالي يكون المناخ معتدلا دائما اما اذا اقتربت الشمس فكل شيء سيحترق.
وتحدث العجيري عن زيادة التصحر على الأرض حيث تبدلت المساحات المزروعة بالأبنية وانتشرت ظاهرة الاحتطاب من الغابات مما يعرقل الحياة على الأرض ويساهم في زيادة الأمطار الحمضية التي توقع بأنها ستزيد في المستقبل مما يؤثر على الحياة والنبات وكذلك على الأبنية التي تتفتت بفعل كثرة الأحماض. وتحدث العجيري عن البقع الشمسية التي تظهر كل 11 عاما وتؤثر على الحقول المغناطيسية والاتصالات والمواصلات كما تؤثر على المناخ والتلوث البيئي والضوئي، مستطردا الى فتحة طبقة الأوزون التي إذا اتسعت فستسمح بدخول الأشعة القاتلة الى الأرض ما يؤدي الى ازدياد كبير في الأمراض السرطانية. وأجرى العجيري مقارنة بين الماضي والحاضر حيث كان الجو نظيفا ولطيفا وخاليا من القمامة والأوساخ وحيث كانت المياه قليلة جدا وشحيحة اذ يكفي ما يستخدم الفرد اليوم في مرة واحدة ما يكفي عائلة في يوم كامل، ولكن ما يحصل اليوم هو هدر غير مبرر للمياه، لافتا الى ان الطفرة الاقتصادية لها ثمن وثمنها هو زوال الماضي الجميل.
وقال «فيما مضى كنا نعيش لمدة 7 أشهر خارج المنازل في الأحواش وعلى الاسطح وكانت هناك رطوبة تلطف الجو وأمطار نظيفة تجمع وتستخدم للشرب، كما ان غبار أمس أنظف من غبار اليوم بعد ان غابت أشياء كثيرة من صحراء الكويت كالعرفج والأزهار حتى عن أسطح المباني داخل المدينة حيث كانت تكسوها الأعشاب والأزهار وكانت هذه المنازل باردة في الصيف ودافئة في الشتاء لأنها مبنية من الطين ولم نكن بحاجة الى المكيفات التي نراها اليوم والتي تسبب الكثير من المشاكل.
بدوره أكد أمين سر الجمعية حامد الإبراهيم ان الجمعية حريصة على طرح كل القضايا والمواضيع البيئية المناخية والتي لها تأثير صحي على المواطن الكويتي موضحا ان خبراء الأرصاد الجوية حذروا خلال الأيام الماضية من احتمال حدوث كارثة بيئية في الكويت وهي نفوق الأسماء في المياه الكويتية نتيجة ارتفاع الرطوبة وهبوب الرياح الجنوبية والتلوث الحاصل في محطة مشرف. وحول مدى تأثير هذه التغيرات المناخية على انتشار انفلونزا الخنازير قال ان الكويت كغيرها ستشهد موجة جديدة من انتشار الڤيروس حيث تشير التوقعات الى انها ستتزامن مع نهاية فصل الصيف ودخول الخريف مع تغير درجات الحرارة والرطوبة، مطالبا الجهات المعنية باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتجنب حدوث مثل هذه الكوارث البيئية والصحية.