- الرئيس الإثيوبي أثنى على شخصية الشيخ ناصر المحمد باعتباره رجلاً فريداً من نوعه وموسوعة ثقافية متنقلة
- وزير المالية الإثيوبي سيزور الكويت قريباً لشرح مزايا الاستثمار في بلدنا وإبراز التسهيلات المقدمة للشركات الكويتية
- تعاقدنا مع مكتبي محاماة في الكويت لإسباغ الحماية القانونية على المستثمرين الكويتيين الراغبين في العمل بإثيوبيا
حسين الفيلكاوي
اثيوبيا كانت إحدى المحطات المهمة في جولة سمو رئيس مجلس الوزراء الافريقية التي شملت سبع دول بهدف تعزيز علاقات التعاون بين الكويت وهذه الدول. ولا شك ان هذه الزيارة لسمو رئيس مجلس الوزراء قد فتحت الكثير من مجالات الاستثمار لرجال الأعمال الكويتيين، وأبرزت العديد من النقاط المهمة والمميزات التي تتمتع بها هذه الدول والتي لم نكن نعطي لها بالا.السفير الاثيوبي لدى الكويت كادافو محمد حنفري كشف بعض المجالات التي يمكن الاستثمار فيها داخل اثيوبيا، مؤكدا ان زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى أديس أبابا فتحت المجال أمام الكثير من المشاريع الاستثمارية الكويتية في البلاد. وفي لقاء خاص لـ «الأنباء» أثنى حنفري على شخصية سمو الشيخ ناصر المحمد، حيث لفت الى ان الرئيس الاثيوبي بعد لقائه مع سموه في أديس أبابا أكد انه شخصية فريدة وان سموه موسوعة ثقافية متنقلة.وتحدث السفير الاثيوبي عن مجالات الاستثمار في بلاده كاشفا عن ان أهمها مجالات التنقيب عن البترول والغاز والذهب والمعادن، كما أكد ان الزراعة مجال رائع للاستثمار فيه خاصة ان اثيوبيا لديها كل مقومات نجاح الزراعة لوفرة الماء العذب والأرض الخصبة والأيدي العاملة المدربة والرخيصة، فضلا عن التسهيلات الكبرى لتسويق المنتجات عن طريق الاتفاقات بين اثيوبيا ودول أفريقيا التي تتيح نقل المنتجات دون ضرائب وكذلك مع أوروبا وأميركا.تطرق حنفري الى مجال السياحة وما تتمتع به اثيوبيا من مناخ معتدل وأماكن خلابة وأخرى اثرية ولفت الى وجود مساجد قديمة وقبور للصحابة وكذلك ألواح موسى، مؤكدا ان افتتاح خط طيران يومي بين الكويت وأديس أبابا يعزز الجانب السياحي في بلاده. أما عن توافر عامل الأمان في الاستثمار بالمجالات المختلفة في اثيوبيا فأكد جنفري ان بلاده تقدم كل التسهيلات للمستثمرين الكويتيين وانها تعاقدت مع مكتبين للمحاماة في الكويت لضمان الحماية القانونية لهؤلاء المستثمرين عن طريق صياغة العقود بما يتوافق مع قوانين البلدين، وقد عزز كلامه كل من المحامي د.نايف العدواني وخلف السعيد اللذين حضرا اللقاء فإلى التفاصيل:
هل ترى ان زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى اثيوبيا حققت الهدف المرجو منها؟
زيارة سمو الشيخ ناصر المحمد الى اثيوبيا كانت تلبية لدعوة وجهها اليه رئيس الوزراء الاثيوبي عندما زار الكويت عام 2007 ولم تتح الفرصة لسموه لتلبية الدعوة إلا في هذا العام وتم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات التي نرجو ان تصب في صالح البلدين، وقد التقى سمو الشيخ ناصر المحمد خلال الزيارة مع الرئيس الاثيوبي الذي أثنى على شخصية سمو الشيخ ناصر المحمد، حيث أفاد الرئيس بأن الشيخ ناصر المحمد رجل فريد من نوعه يملك ثقافة عالية جدا جدا ولا أبالغ إن قلت انه موسوعة ثقافية متنقلة.
ما الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين؟
الاتفاقيات عديدة أذكر منها تبادل رحلات الطيران بين الكويت واثيوبيا بشكل يومي، فيوميا توجد رحلة بين البلدين، وللعلم مدة الطيران من الكويت الى أديس أبابا تستغرق 3 ساعات وأيضا التسهيل للمستثمر الكويتي للاستثمار في بلادنا حيث يعفى المستثمر الكويتي من الضرائب لمدة 5 سنوات ويتحمل المستثمر الكويتي 30% من رأسمال المشروع والبنوك الإثيوبية تغطي الـ 70% من باقي رأس المال.. إلخ.
وهل تم تفعيل الاتفاقيات أو بالمعنى الأصح هل توجد ورش عمل لتفعيل الاتفاقيات؟
وزير المالية الاثيوبي سيزور الكويت قريبا وسيلتقي المسؤولين الاقتصاديين وسيشرح مزايا الاتفاقيات وسيتكلم عن مميزات الاستثمار والتسهيلات المقدمة للشركات الكويتية، وأفيدك بأن أحد رجال الأعمال الكويتيين البارزين قدم عرضا الآن لشراء «قصر هيلاسي لاسي» وقيمة العرض 200 مليون دولار وهو أعلى عرض تلقته الحكومة الاثيوبية الى الآن بعد عرض أمير سعودي.
هلا حدثتنا عن هذا القصر وما الفائدة من شرائه.
هذا القصر هو قصر الامبراطور «هيلاسي لاسي» ويقع في العاصمة أديس أبابا وهو أكبر فندق الآن بجمهورية اثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية وقبل فترة بسيطة الحكومة الاثيوبية أصدرت قرارا بطرح فكرة الشراكة مع المستثمرين وتقدمت عدة شركات خليجية بعروض وكان أفضلها في البداية عرض أمير سعودي ثم تقدم رجال أعمال كويتي بعرض أفضل بكثير منه وهذه أولى إيجابيات زيارة سمو رئيس الوزراء.
هل المحادثات أو الاتفاقيات اقتصرت على الرحلات وبعض التسهيلات للمشاريع العقارية؟
الاتفاقيات أتاحت الفرصة للشركات الكويتية للتنقيب عن النفط والغاز والذهب وغيرها من المعادن اضافة الى تسهيلات الاستثمارات الزراعية والسياحية.
قلت ان هناك استثمارا سياحيا وزراعيا في اثيوبيا هل من تفصيل؟
بالنسبة للاستثمار الزراعي لدينا أراض خصبة للزراعة ولدينا منبع النيل الأزرق و85% من ماء النيل الذي يجري في جمهورية مصر منبعه أثيوبيا ويتميز ماؤه بأنه صالح للشرب والزراعة وأيضا لدينا الأيدي العاملة بكثرة ولا تنس ان اثيوبيا من أكثر الدول الافريقية استثمارا في الزراعة وتشتهر بإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية ومشتقاتها من (البذور ومستلزمات الزراعة من أدوية ومعدات وغيرها) أضف الى ذلك ان اثيوبيا تشتهر أيضا بزراعة البن ويعد البن الاثيوبي من أجود أنواع البن نظرا لخصوبة التربة ووفرة المياه والأيدي العاملة الرخيصة.
لكن كيف يتم تصريف المنتجات؟ بمعنى آخر أين ستذهب المنتجات الزراعية.. هل ستكون كلها داخل السوق الاثيوبي؟
سؤال جميل جدا، لدينا اتفاقية افريقية اسمها «كوميسا» وهي تعني «السوق الافريقية المشتركة» ومن بنودها تصدير المنتجات الافريقية بين الدول الافريقية دون ضرائب الا السلاح حيث يمنع المتاجرة به، أيضا لدينا اتفاقية مع الولايات المتحدة الاميركية لتصدير المنتجات الاثيوبية لداخل اميركا وهي أيضا معفاة من الضرائب ولدينا أيضا اتفاقية مع الدول الاوروبية «إيباس» وتسمح بتصدير المنتجات الاثيوبية للسوق الأوروبية وهذا دليل على الثقة بالمنتج الاثيوبي وهذه الاتفاقيات تسمح للمستثمرين الكويتيين بتسويق منتجاتهم خارج اثيوبيا.
بالنسبة للاستثمار السياحي هل توجد داخل اثيوبيا معالم سياحية؟
السياحة هي أحد موارد الدخل لجمهورية اثيوبيا فلدينا رحلات سفاري ورحلات قنص ورحلات تسلق الجبال، أضف الى ذلك ان اثيوبيا لديها مناخ طيب فأعلى درجة حرارة في الصيف تصل الى 28 درجة مئوية ولدينا مواقع أثرية عديدة ومنظمة اليونسكو صنفت 8 مواقع داخل اثيوبيا كتراث عالمي ويوجد داخل اثيوبيا مسجد عمره أكثر من ألف سنة أضف الى ذلك قبور بعض الصحابة وتوجد لدينا رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كتبها للنجاشي والمسجد السابق ذكره اسمه محمد النجاشي ويقع في منطقة النجاش، هذا بالنسبة للمسلمين السياح، أما للديانات الأخرى فلدينا الألواح المكتوبة عليها وصايا سيدنا موسى عليه السلام العشر، والكنائس التي يرجع عمرها الى قرون عديدة ولدينا الكثير من القلاع والأماكن التاريخية التي لا يتسع المجال لذكرها.
قلت أثناء حديثك ان هناك قبورا للصحابة داخل اثيوبيا، أول مرة أعلم بذلك.
في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قام النجاشي باستقبال المهاجرين من المسلمين وحمايتهم وتقديم المعونة لهم عندما أرغموا على الهجرة وذلك حفاظا على دينهم فمنهم من توفاه الله بالحبشة ومازالت قبورهم موجودة ويزورهم بعض السياح المسلمين.
هل توجد تعقيدات أمام السياح الكويتيين في استخراج الڤيزا لزيارة اثيوبيا؟
أبدا، الكويتي الوحيد من بين مواطني دول مجلس التعاون الذي تستخرج له ڤيزا بالمطار وهذه احدى ثمرات زيارة سمو رئيس الوزراء لاثيوبيا، بخلاف باقي الدول.
كم عدد العمالة الاثيوبية في الكويت؟
يوجد في الكويت أكثر من 20 ألف مواطن اثيوبي حاليا علاوة على ان اثيوبيا تمتلك العديد من الأيدي العاملة الفنية والمهنية المدربة لكن الاخوة في الكويت لا يطلبون إلا العمالة الهامشية.
العمالة المدربة في أي مجال؟
لدينا عمالة مدربة على العمل الطبي كممرضات وصيادلة ودائما أميركا تطلب منا ممرضات وخاصة في ولاية لوس انجيليس ولدينا عمالة فندقية وفنيو كمبيوتر وعمال بناء وللمعلومة المعاهد التي تخرج هذه العمالة ملك احدى الدول الخليجية.
هل يوجد غطاء قانوني يحمي المستثمر الكويتي؟
حرصا من سفارة وحكومة اثيوبيا على اسباغ الحماية القانونية على المستثمرين الكويتيين فقد تعاقدت السفارة مع مكتبين من مكاتب المحاماة الكويتية هما مكتب المحامي د.نايف العدواني والمحامي خلف السعيد وهما يملكان من الخبرة والأطقم القانونية القادرة على ابرام العقود التجارية والاستثمارية حسب القانونين الكويتي والاثيوبي مما يوفر الاستقرار والغطاء القانوني للتعاقدات في مجالات الاستثمار المختلفة ونحن ثقتنا كبيرة بهم.
العدواني: إثيوبيا تتمتع بالاستقرار
تحدث المحامي د.نايف العدواني عن عملية الاستثمار في اثيوبيا قائلا: كان من المفترض ان نكون من ضمن الوفد الرسمي مع سمو رئيس الوزراء لكن حصلت ظروف خارجة عن ارادتنا واعتذرنا عن المشاركة في الزيارة وسننظم رحلة بعد العيد مع وفد رفيع المستوى لزيارة اثيوبيا لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاقيات ولتوقيع ضمانات للمستثمر الكويتي، ونطمئن الاخوة المستثمرين ان الاستثمار آمن من الناحية القانونية، كما ان اثيوبيا مستقرة سياسيا وفرص الاستثمار الزراعي والصناعي والسياحي متاحة.
السعيد: مميزات كثيرة للاستثمار في إثيوبيا
تحدث المحامي خلف السعيد عن دور مكتب المحاماة بعد توقيع الاتفاقيات قائلا: نحرص على توفير الغطاء القانوني للمستثمرين وأؤكد على كلام اخي د.نايف العدواني ان الاستثمار من الناحية القانونية آمن ويستطيع المستثمر الكويتي ان يدخل اي عملية ويستطيع انهاءها في اي وقت، فلا يوجد حظر على اي مبالغ تدخل وتخرج واثبتت تقارير الامم المتحدة ان جمهورية اثيوبي اقل الدول الافريقية فسادا.
العلاقات التاريخية الإثيوبية مع العالمين الإسلامي والعربي
العلاقات العربية والإسلامية مع جمهورية اثيوبيا بدأت من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قام الملك النجاشي باستقبال المهاجرين من المسلمين وحمايتهم وتقديم المعونة لهم عندما أرغموا على الهجرة وذلك حفاظا على دينهم.
بعض الفرص الاستثمارية المتاحة في جمهورية إثيوبيا
هناك العديد من الفرص الاستثمارية داخل اثيوبيا في المجال السياحي والمتمثلة في إنشاء الفنادق ورحلات السفاري والقنص بجميع أنواعه سواء الصيد بالصقور أو رحلات السفاري حيث تتنوع البيئة من منطقة الى أخرى كما تتنوع المحاصيل والمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية المتمثلة في الأبقار والأغنام والجمال حيث تصدر اثيوبيا أعدادا كبيرة منها سواء على شكل لحوم ومنتجاتها أو على شكل الحيوانات الحية كما تعتبر من أكثر الدول المنتجة للجلود. كما ان هناك العديد من الفرص الاستثمارية للمستثمرين الكويتيين في العديد من المجالات الاستثمارية سواء في البنية التحتية والطرق والمواصلات ومحطات الوقود والفنادق والزراعة وغيرها.
كما توجد فرص استثمارية عديدة لتعزيز التبادل التجاري بين إثيوبيا والكويت نظرا للاستقرار السياسي والاقتصادي فيها علاوة على الأنظمة القانونية التي تضمن حقوق المستثمرين وتقدم التسهيلات اللازمة لهم.
المسلمون في اثيوبيا
تعتبر اثيوبيا من الدول الأفريقية التي تشكل نسبة المسلمين منها 30% من إجمالي عدد السكان وهم بحاجة الى الكثير من الأعمال الخيرية والمساعدات العينية (كالمدارس والمساجد والمستشفيات ودور تحفيظ القرآن وكفالة الأيتام وبناء المساجد وغيرها) من خلال اشراف ورقابة الدولة والسفارة لتوصيل هذه المساعدات الى مستحقيها ونحن نتعهد بتقديم جميع التسهيلات في المجالات الإنسانية والإغاثة للمستحقين لها عن طريق لجان الإغاثة الموجودة في الكويت.
الزراعة في إثيوبيا.. استثمار مضمون
تعتبر اثيوبيا من أكثر الدول الأفريقية استثمارا في مجال الزراعة نظرا لخصوبة التربة وتنوع المناخ وإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية ومشتقاتها من «البذور ومستلزمات الزراعة من أدوية ومعدات وغيرها» علاوة على الخبرات الفنية في المجال الزراعي مما يجعل الاستثمار في هذا المجال مشجعا ومأمونا اضافة الى الزراعة العضوية والتي تشكل نسبة كبيرة من الزراعة في أثيوبيا وتلقى قبولا من الكثير من الدول المتقدمة والتي تهتم بهذا النوع من الزراعة التي تخدم البيئة ودورتها وتحافظ على صحة الإنسان.
العمالة الاثيوبية في الكويت
يوجد في الكويت أكثر من 20 ألف مواطن اثيوبي حاليا علاوة على ان اثيوبيا تمتلك العديد من الأيدي العاملة الفنية والمهنية المدربة في جميع المجالات سواء في المجال الزراعي (سواء مزارعي أو رعاة مواش أو في المجال المهني بجميع أنواعه)، حيث تقوم الدولة بالاستثمار في مجال القوى البشرية وتأهيل العديد من الشباب للعمل في جميع المجالات.