آلاء خليفة
استطاع البرنامج التلفزيوني «بالقرآن اهتديت» الذي يقدمه إمام المسجد الكبير فهد الكندري أن يحجز مساحة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم وعلى شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك منذ انطلاقة موسمه الأول في 2014.
وقد حقق البرنامج أعلى نسبة مشاهدة حتى الآن من بين البرامج التي اشتراها تلفزيون الكويت بنسبة بلغت 26.78 من العينة التي اجري عليها الاستبيان وفقا لمؤشر «أبسوس» الخاص بمتابعة القنوات الفضائية.
وتمكن البرنامج خلال الموسمين السابقين من أن يكون أحد أبرز المنصات الإعلامية المساهمة في تعريف غير المسلمين بصورة الإسلام الحقيقية والوسطية وتثبيت المهتدين الجدد على طريق الحق من خلال عرض قصصهم مع الهداية على شكل قوالب فنية بغية إيصال الرسالة المرجوة بطرق غير مباشرة.
ويسرد بـ«القرآن اهتديت» قصص اعتناق بعض الغربيين للإسلام ويسلط الضوء على من دخل منهم إلى الإسلام بسبب آيات سمعوها أو قرأوها من القرآن الكريم وعلاقة هدايتهم بكتاب الله وكيف زلزلت بعض آياته قلوبهم وهزت كيانهم وغيرت من حياتهم فشرح الله صدورهم للإسلام والإيمان وذلك عبر حلقات متلفزة تعرض طوال الشهر الفضيل.
وتستعرض حلقات البرنامج أخلاق القرآن والإسلام بغية غرسها في قلب كل مسلم حيث تتم استضافة أحد الذين دخلوا إلى الإسلام حديثا ليوضح للمشاهدين مدى تأثير إحدى الآيات عليه وكيف حولته كل آية من الظلمات إلى نور الإسلام.
وقال الشيخ فهد الكندري في تصريح صحافي إن حرص فريق العمل على انتاج الموسم الثالث من البرنامج وتصويره في البرازيل جاء استجابة لمطالبات الجمهور بتغطية بعض الدول والقارات التي لم يتم زيارتها في الجزأين الاول والثاني.
وأضاف الكندري أن المسلمين في البرازيل في حاجة ماسة للدعم والرعاية من قبل المؤسسات والجهات العربية والإسلامية نظرا للتحديات الكبيرة التي تواجههم لاسيما الفقر والتهميش وانتشار المخدرات، مبينا أن اختيارها جاء لتسليط الضوء على واقع المهتدين الجدد في أكبر دولة كاثوليكية وخامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وذكر أنه التقى بالعديد من المهتدين الجدد من أصحاب التأثير الكبير في المجتمع لاسيما بطل البرازيل في ركوب الأمواج جهاد خضر وأشهر داعية خريج الجامعة الإسلامية الشيخ رودريغو وبطل رفع الأثقال المعاق لويس وصاحب المصلى الوحيد في الأحياء العشوائية سيزر.
وأكد أن القصص التي يستعرضها البرنامج لهذا العام تعد مفاجأة نوعية وسيكون لها صدى واسع خصوصا أن الشعب البرازيلي يتميز بالتسامح والتعايش وقبول الآخر وعدم وجود التمييز أو العنصرية.
ولفت الكندري إلى أنه ليس من المهم أن ينطق غير المسلم بالشهادتين فحسب وإنما الأهم هو أن يثبت ويحافظ على دينه الجديد في ظل مجتمع مادي متلاطم الأمواج منفتحا على مختلف الحضارات المختلفة، موضحا أن هذه هي خلاصة تجربة الموسمين السابقين للبرنامج واللذين قابل خلالهما عشرات المهتدين الجدد من قارات العالم الخمس.
وشدد على أن المعاملة الحسنة والخلق التي يبديهما الإنسان المسلم، فضلا عن الصورة السلبية التي ينشرها الإعلام الغربي تجاه الدين الإسلامي ساهما بشكل رئيس في تعريف الناس على الدين الإسلامي واعتناقه عن قناعة تامة.
وذكر أن أفضل أنواع الدعوة إلى الله في المجتمعات الغربية غير المسلمة هي أن يمارس الإنسان المسلم دينه عبر تصرفاته وخلقه وأن يكون قرآنا يمشي على الأرض مؤكدا أن «الدعوة الصامتة أفضل مليون مرة من الدعوة العنيفة أو الدعوة الجافة أو المتعجرفة».
وأشار إلى أننا لاحظنا مشكلة كبيرة في مجتمع الجاليات المسلمة في الغرب وهي قلة الدعاة الأصليين المستوعبين لعادات وتقاليد البلد والمتقنين للغة والقادرين على التفاهم والتواصل مع البيئة التي نشأوا فيها باعتبارهم جزءا لا يتجزأ منها وذلك انطلاقا من قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم).
وأضاف الكندري أنه وفقا لإجماع المتخصصين والخبراء والمعنيين بدعوة غير المسلمين في الغرب لدخول الإسلام فإن عدد المهتدين الجدد يزداد سنويا، مشيرا إلى وجود صعوبات في متابعتهم ودمجهم في المجتمع الإسلامي ومنع ارتدادهم عن الإسلام.
وأفاد بأن العامل النفسي هو المحور الرئيس لردة الكثير عن الدين الإسلامي، موضحا أنه إذا وصل الإنسان إلى مرحلة اليأس والإحباط وكثرة المشكلات ربما يلجأ إلى تغيير حياته تماما ويخرج من شكل لآخر وهذا ما يظهر في ترك الدين الإسلامي.
وأشار إلى بيانات مركز «الرحمة» في أميركا والتي أظهرت في استطلاع أجرته مؤخرا أن ما نسبته 70% من المهتدين الجدد يرتدون عن الإسلام بعد 3 سنوات من هدايتهم «الأمر الذي يؤكد خطورة الأمر ودق ناقوس خطر وأهمية وضع رؤى مستقبلية من قبل المعنيين لكيفية مواجهة هذه الظاهرة».