أسامة ابو السعود
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصا فيها على الطاعة، والعبادة والقيام والذكر ومن أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون القيام بها في عشر العتق من النار، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر، ومعنى إحياء الليل استغراقه بالسهر في الصلاة والذكر.
وتتوالى ليالي العتق من النار في المسجد الكبير حتى وصلنا إلى الليلة الرابعة والتي احتشد فيها حوالي 21 ألف مصل لأداء صلاة القيام وقد أمهم في الركعات الأربع الأولى القارئ خالد الجهيم وقد قرأ في الركعتين الأولى والثانية من الآية (88) من سورة يوسف إلى الآية (4) من سورة الرعد، وفي الركعتين الثالثة والرابعة من الآية (5) من سورة الرعد حتى الآية (34) منها، وفي الركعات الأربع الثانية أم المصلين القارئ ماجد العنزي وقد قرأ في الركعتين الخامسة والسادسة من الآية (35) من سورة الرعد إلى الآية (18) من سورة إبراهيم، وفي الركعتين السابعة والثامنة من الآية (19) إلى نهاية السورة.
وبعد الركعات الأربع الأولى ألقى الداعية أحمد الدبوس خاطرة إيمانية، ونظمت إدارة المسجد الكبير محاضرات ودروسا إيمانية خلال العشر الأواخر للجاليات والمهتدين الجدد، حيث قامت بإعداد سلسلة من المحاضرات والخواطر الإيمانية خلال ليالي العشر الأواخر من رمضان للجاليات باللغات المختلفة (ناميلي- مليباري- فلبيني- أوردو) وقد قام بإلقاء تلك المحاضرات نخبة من المشايخ والعلماء والدعاة من ضمن ضيوف الوزارة الذين استضافتهم من أجل القيام بالمحاضرات والخواطر والدروس للجاليات.
وعلى هامش الأنشطة التقينا مع الديبلوماسي الكويتي في دول مجلس التعاون الخليجي أحمد الراجحي الذي أكد اختلاف التنظيم والناحية الأمنية عن الأعوام السابقة، مشيرا إلى أنه على الرغم من الأعداد المتواضعة للمتطوعين إلا أن معظمهم يتمتع بالكفاءة، وهو ما يحقق مبدأ تعزيز الكيف عن الكم.
وأضاف الراجحي أن من ينظر للتنسيق الخارجي في بناء الخيام المقابلة للمسجد سيدرك مدى الجهود الجبارة للقائمين عليه، مبينا أنه لا يود التقليل من الدور الذي يلعبه المتطوعون، إلا أن الفضل الأول يعود بعد الله إلى جهود القائمين على المسجد الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل الوصول إلى خدمة مميزة للمصلين.
وطالب الراجحي بتوفير مواقف خاصة للمتطوعين لتوفير عناء الوصول إلى المسجد، مبينا ضرورة إعطاء محاضرات تثقيفية لهم، وتوجيههم للفئات التي تناسب أعمارهم.
ومن جانبه أثنى وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد للتخطيط والتطوير إبراهيم الصالح على جهود المشاركين في خطة الإخلاء والتي بدأت ببرنامج توعوي منذ اليوم الأول للعشر الأواخر مشيرا الى ان جميع الجهات المشاركة قامت بالدور المطلوب منها مما يدل على تحمل المسؤولية في خدمة المصلين أثناء صلاتهم لهذه النافلة العظيمة،
وبين الصالح في تصريح صحافي ان القائمين على خطة الطوارئ بينوا للمشاركين بشرح واف ومفصل الدور المطلوب منهم وتأمين المصلين في حال حدوث طارئ لا سمح الله مشيرا إلى الانسيابية في دخول المصلين وخروجهم خلال الليالي الماضية موضحا سير الأمور على أتم وجه، مشيرا إلى ان الحالات التي راجعت العيادات لا تتجاوز 15 حالة معظمها من الأمراض العادية مثل الصداع والتي لا تذكر.
وبدوره قال عضو فريق عمليات المسجد الكبير الخاص بالدفاع المدني الرائد الوهيب ان هناك اجتماعا يوميا لكل الجهات المشاركة وتم الاتفاق مسبقا على ان تنفيذ خطة الإخلاء اليوم حيث سبقها برنامج توعوي لجميع العاملين وإعطاء الأدوار كل بحسب اختصاصه
وأوضح ان الفريق اعتمد الخطة رسميا لإدارة أي حدث طارئ حيث سيتم التعامل معه بانسيابية دون التأثير على المصلين وبين أن الجهات المشاركة هي مديرية أمن العاصمة والدفاع المدني، الإطفاء، الهلال الأحمر، فرق جوالة جامعة الكويت، فرق جوالة الهيئة العامة للشباب والرياضة، الطوارئ الطبية، والمتطوعون عموما.