- التحديات الخطيرة تجعل العاملين بــ «الأوقاف» في حالة استنفار دائم وخلايا نحل تعمل بلا هوادة في سبيل تحقيق إستراتيجيات الوزارة
- «الأوقاف» ستخصّص مسجداً كبيراً في كل محافظة وتقدمنا إلى «البلدية» بهذا الطلب وحصلنا على موافقة مبدئية وجارٍ البحث عن أماكن مناسبة
أسامة ابوالسعود
عاش آلاف المصلين ليلة رمضانية روحانية مميزة فجر أمس بمسجد جابر العلي مؤدين صلاة القيام في الليلة الرابعة من العشر الاواخر حيث أمّ القارئ ياسر الفيلكاوي المصلين في الركعات الاربع الاولى ثم كانت الخاطرة للداعية نبيل العوضي الذي أبكى الكثيرين حيث دار حديثه حول فضل الام في حياة الانسان ومقارنة معاملة الابناء لآبائهم في عصر النبي والخلفاء والسلف الصالح بتصرفات الابناء في هذا العصر، وختم القارئ الشيخ قتيبة الزويد ركعات التهجد في اجواء ايمانية مفعمة بالخوف والرجاء في رحمة الله.
وفى هدوء ورباطة جأش وأداء متميز واصل رئيس اللجنة الاعلامية منذر الشمري تقديم انشطة صلاة التهجد لقناة العربي التابعة لتلفزيون الكويت وفضائية الوطن.
الى هذا أكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح أن مشروع انشاء مسجد مركزي كبير بكل محافظة من محافظات الكويت الست سيرى النور قريبا بعد الحصول على موافقة البلدية وذلك تخفيفا على مسجد الدولة الكبير من كثافة مرتاديه في شهر رمضان وللعمل على راحة المصلين وتقريب المساجد الكبيرة المحببة الى انفسهم من مناطق سكنهم.
كان ذلك احد محاور التصريح المطول الذي أدلى به د. الفلاح على هامش زيارته التفقدية غير الرسمية لمركز مسجد جابر العلي الرمضاني التابع لادارة مساجد محافظة حولي حاضرا صلاة القيام مع المصلين في الليلة الثالثة من العشر الاواخر.
وعن الانطباع الذي خرج به من خلال جولته بالمسجد قال د. الفلاح: مسجد جابر العلي من المساجد الرائدة ويعد الثاني بعد المسجد الكبير وهذا ليس إلا ثمرة الجهود الكبيرة الواضحة التي يبذلها جميع العاملين في إدارة مساجد محافظة حولي. مشيرا الى أن التنظيم والتنسيق وآلية العمل تستشعر منها أنهم كتيبة متعاونة مبدعة.
وقال: ما رأيته خلال جولتي غير الرسمية شيء يثلج الصدور ويشرح القلوب فإدارتهم للفكرة تتم بشكل رائع.
أجواء روحانية
وحول الدعم الذي قدمته الوزارة للمراكز الرمضانية قال د.الفلاح: من اهداف وغايات الوزارة متمثلة في قطاع المساجد تهيئة المساجد للعبادة حتى يقبل الجميع عليها ويشعروا براحة ويعيشوا الطمأنينة.
ومن هذا المنطلق تحرص الوزارة على دعم مثل هذه المشاريع التي تصب في هذا الاتجاه وتوفير اجواء روحانية في المساجد بما يمكن ان توفره من مشايخ ذوي علم يلقون الخطب والخواطر والمحاضرات والدروس وتوزيع النشرات والمسابقات الثقافية بهدف توفير الجو الايماني المناسب للعبادة وأيضا المقرئون الذين يتمتعون بجمال الصوت وعزوبة الكلمات التي تشحذ همم المصلين، فضلا عن تنظيم الخدمات وتوفير الضيافة اللازمة والحرص على نظافة المكان وتهيئة المكيفات سواء داخل المساجد او في الخيم المجاورة، موضحا ان هذا المناخ يحقق الغاية الايمانية بجني ثمار هذه الليالي المباركة.
لماذا المراكز الرمضانية؟
ومضى د.الفلاح مؤكدا ان الوزارة تعد خططا قصيرة المدى واخرى طويلة، ومن خلال الرؤى المستقبلية نعلم ان شهر رمضان في السنوات القادمة سيأتي في طقس حار، ونعلم ايضا الروحانيات العالية في هذا الشهر والاقبال الكثيف الذي يحدث من المقيمين والوافدين على المساجد التي لا تكفي مساحاتها لاستقبالهم فكان لابد من التفكير في ايجاد مراكز رمضانية، بالإضافة الى الهدف الاهم وهو تخفيف حدة الضغط على المسجد الكبير الذي كان يمتلئ بقرابة الـ 180 الف مصل في ليلة 27 من رمضان وساحاته الخارجية لن تسعف المصلين ولن تريحهم الاجواء الحارة وقتها مما يصيبهم بالضيق وربما يتسبب ذلك في عزوفهم عن الصلاة .
وأضاف غير اننا نهدف الى توفير المكان المناسب للمصلين من حيث القرب من مناطقهم مؤكدا على ضرورة ايجاد اللا مركزية في هذا الامر.
وقال ان الوزارة اعدت هذه الفكرة العام الماضي ولاقت نجاحا شديدا في مسجد جابر العلي ووصل عدد المصلين به تقريبا الى 30 الف مصل في ليلة 27 مما شجعنا على تعميمها، ونحمد الله حتى الان لم نتلق اى شكاوى من المصلين في المراكز الثمانية التي اعدتها الوزارة والامور تسير على مايرام والاقبال كثيف في جميع المراكز خاصة هنا في مسجد جابر العلي.
الوليدان المتميزان
وعن علاقة الوزارة بالمراكز الرمضانية اكد د.الفلاح ان الجميع لدى الوزارة سواسية فمن خلال قطاع المساجد يتم توفير جميع الخدمات في كل المراكز حتى المجالس الفقهية عقب صلاة الجمع والخواطر بين ركعات التراويح والقيام وذلك لتوفير مناخ رمضاني روحاني لدى الجميع فهذه سياسة وزارة.
ومضى يقول ان الفارق بين تجربة مسجد جابر العلي وغيره ليست في الامكانيات لكنه في الاشخاص فكل القائمين على المراكز الرمضانية يعملون وفق آلية جيدة وتعاون ملموس برئاسة وكيل شؤون قطاع المساجد وليد الشعيب الذي يمارس عمله بحب شديد ويشرف على كل كبيرة وصغيرة بالاضافة الى مدير ادارة مساجد حولي وليد الستلان الذي يشعرك بان ادارته كتيبة حربية تعمل بقلب يحب ذلك العمل وكلهم على قلب رجل واحد. مشيرا الى ان تفانيهم في العمل يمثل لنا احراجا فلا مكافأة تناسبهم الا من عند الله.
ويعلق الفلاح مازحا بان اللا سقف لطموح الوليدين «الشعيب والستلان» في تحقيق اهداف وغايات الوزارة يجعلنا نعانى فجزاهما الله كل الخير.
مشيرا الى ان اهم ما يُميز العاملين بوزارة الاوقاف هي قوة الدفع الذاتية تمثل حجر الزاوية في انجازاتنا وما نلمسه هنا في مسجد جابر العلي دليل دامغ على ذلك.
انهم يتحركون بدافع ذاتي وحب مستشعرين ان الله سبحانه وتعالى تخيرهم لخدمة دينه واستعملهم لذلك فترى السعادة على وجوههم وهم يعملون، لذا لابد ان يكلل الله جهودهم تلك بنجاح باهر ورضا من الله يتبعه بالاكيد رضا المصلين.
وأذكر ان جمعية الشفافية الكويتية قد اعدت العام الماضي استبيانا تبين من خلاله ان وزارة الاوقاف الاولى بين الوزارات من حيث كونها «الاعلى دافعية والاقل حافزا رغم انها تضم نحو 10 آلاف موظف».
القطاعات المتعاونة
وعن الجهات المشاركة في المراكز الرمضانية قال: الشراكة في هذا العمل من الاهمية بمكان ان تبرز العمل وتقويه واليد الواحدة لا تصفق، مشيرا الى حرص العديد من الجهات على التعاون معنا في سبيل انجاح المراكز الرمضانية منها القطاعات الحكومية مثل وزارة الداخلية وادارة الطوارئ الطبية والادارة العامة للاطفاء ومنها القطاع الاهلي مثل مبرة طريق الايمان برئاسة الداعية نبيل العوضي الذي يبذل وفريق عمله جهودا حثيثة لا ينكرها احد في سبيل انجاح الفكرة، بالاضافة الى آخرون جندوا انفسهم لخدمة تلك المراكز وجزاهم الله كل الخير، فالتعاون لابد ان تكون ثمرته النجاح الذي نراه ويلمسه جموع المصلين.
6 مساجد كبيرة
وحول الجديد فيما يتعلق بإنشاء مساجد جديدة، اوضح الفلاح ان الوزارة أعدت خطة لذلك، لكن ليس على غرار المسجد الكبير بالضبط انما فكرة مسجد كبير في كل محافظة ليس بحجم المسجد الكبير لكن نحاول ان تكون تلك المساجد ذا مساحة كبيرة.
وقال: تقدمنا للبلدية بهذا الطلب لإقامة مسجد مركزي في كل محافظة وحصلنا منهم على موافقة مبدئية، لكن الامر ليس سهلا وجار البحث عن اماكن مناسبة لتوفير مركز متميز من كل النواحي وبعون الله كل ات قريب.
رضا المصلين
وحول مدى رضا المصلين عن المساجد في رمضان قال الفلاح: تقوم وزارة الاوقاف بإجراء دراسة ميدانية سنوية لمعرفة مدى رضا جمهور المصلين عن كل ما يتعلق بالمساجد من حيث صوت المؤذن وخطابة الامام ونظافة المسجد وساحاته الخارجية وجودة الاجهزة الصوتية وجميع الخدمات التي تقدمها لهم الوزارة وبفضل الله تأتي النتائج منذ اربع سنوات ايجابية وتحمل نسبة تتراوح بين 88 و91% من الرضا وهي نسبة جيدة جدا ونحصل من الدراسات على مقترحات ورؤى للجمهور يتم دراستها والأخذ بما يتوافق مع استراتيجية الوزارة منها.
تحديات خطيرة
وعلى صعيد آخر، اكد الفلاح ان دور وزارة الاوقاف خطير ومهم في كل الدول العربية والاسلامية ونحن نواجه حجم تحديات كبيرا لمواجهة كل اطياف المجتمع سواء في الجوانب الاخلاقية أو الايمانية او الامنية، أو تلك القضايا المتعلقة برواسخ المجتمع وتماسكه وحماية الشباب من الانحراف وغيره من الموبقات، التي تأتي من اماكن عديدة في ظل وجود ثورة الانترنت والمتغيرات الدولية والارهاب العالمي والنعرات الطائفية والعصبية التي يثيرها البعض من حين لآخر، كل تلك التحديات يجب علينا التصدي لها وبالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة.
مشيرا الى ان تلك التحديات تجعل كل العاملين داخل الوزارة في حالة استنفار دائم، وخلايا نحل تعمل بلا هوادة في سبيل تحقيق استراتيجيات الوزارة والقيام بالادوار المنوطة بها سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الدولي المتمثلة في ابراز الصورة الحسنة للاسلام والدفاع عن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم من هجوم الحاقدين.
حب الأيدي
وبشأن استعانة الوزارة بأعداد كبيرة من الوافدين، اكد ان الافضلية في التعيين بأي وظيفة للمواطنين بالطبع في المقام الاول.
ولكن لدينا للاسف أربع وظائف نعتبرها في حالة يتم فلا تلقى أي قبول من المواطنين وهي «الامام والمحاسب والقانوني والإعلامي» ظنا منهم انها لاتزال مهن دون المستوى الاجتماعي اللائق «البعض منهم يعتبرها كذلك» فلا نجد بد مع احتياجنا الشديد لوجود هذه المهن الا ان نستعين بهم من خارج البلاد.
وأضاف ان الوزارة منحتهم العديد من المميزات لتشجيعهم على الانضمام للوزارة، مشيرا الى اعداد كادر خاص للأئمة الكويتيين مثل المعلم ومنحناهم امتيازات أخرى ولم يبق الا ان نقبل ايديهم، لكنهم في عزوف الا من رحم ربي، فماذا نفعل في هذه الحالة؟
وألقى الفلاح باللائمة في هذه القضية على وسائل الاعلام قديما التي كرست لذلك «على حد قوله» من خلال استهانتها بالداعية وتجسيده في صورة دونية حتى انه لو ذهب شابان احدهما مهندس والآخر إمام لخطبة إحدى البنات على الفور يفضل المهندس، هذا بالطبع الا من رحم ربى من اناس فاضلون يجلون قيمة الامام ويقرون له بهيبته داخل المجتمع الكويتي.