أصدرت الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» بيانا بمناسبة خطاب صاحب السمو الأمير بمناسبة العشر الأواخر من رمضان قالت فيه: استمعت الحركة الدستورية الإسلامية بكل اهتمام للكلمة التي جاءت على لسان صاحب السمو الأمير بمناسبة العشر الأواخر من رمضان والتي درج عليها سموه ليتوقف عند هموم شعبه ويستشرف معهم تطلعاته وأمانيه ويوجه بشعور الوالد لما يراه واجبا التنبيه عليه تحصينا لمسيرتنا الوطنية من الشوائب التي قد تكدر من صفوها وتعكر من نقائها وتعمل على إذكاء المشاعر الإيجابية للاقبال على الخير والتقرب الى الله في موسم الخير والطاعة.
لقد جاء توقيت الخطاب كالمعتاد في العشر الأواخر وبدايته بالحمد والثناء سنة طيبة استنها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله وسار على نهجه الكريم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله، وقد أصبحت تقليدا حضاريا راسخا للقيادة الكويتية في مرحلة ظن البعض ان الإسلام في خصام مع الدولة، وعائقا لتنميتها، ورقيها، وحاول إسقاط جملة من ملامح الوعي الإسلامي التي يرفل بها مجتمعنا، ليعبر عن ربط عقيم وسقيم بينها وبين تراجع الأداء العام للدولة، وتعثر الاصلاحات، وتباطؤ الإنجاز، وترهل الجهاز الحكومي، وجاءت كلمات الخطاب، لتؤكد الارتباط الوثيق بين الهوية والدولة، والتي يشكل الإسلام أهم ركائز بنائها، في قيمه، ومبادئه، وإن كابدنا خللا هنا وهناك، فإننا نعتقد جازمين ان أهم أسباب التراجع ودواعيه، يكمن في التحلل من هدي الإسلام، أو الانحراف عن تعاليمه، فالمنظومة العقائدية والأخلاقية التي تعبر عنها نصوص القرآن والسنة، هي في مجملها دافعة للبناء والإعمار، ومحفزة للإنجاز والإصلاح، ورادعة عن الإفساد والإخلال بالمسؤوليات الفردية، والواجبات اللازمة تجاه الدولة.
والحركة الدستورية الإسلامية تشارك سموه حرصه الذي عبر عنه في خطابه، ودعوته لتعزيز اللحمة الوطنية، وإشاعة الانسجام بين مكونات الوطن الواحد والنأي عن الاصطفاف الطائي أو القبلي، فلا مجال للعب على أوتار هذه الفتنة، وجعلها مادة للصراع على المصالح والنفوذ، وفي هذا الصدد فإن الحركة الدستورية الإسلامية تبارك الخطوات الداعية الى تجريم من يدعو الى شق الصف الوطني، واعتبارها من الجرائم المنكرة التي يعاقب عليها القانون، بالاضافة الى تفعيل القوانين التي سبق والتقت عليها إرادة الأمة في المجلس ومنها قانون المرئي والمسموع والذي تؤكد فيه على أهمية بقاء مفهوم «الحرية» وتطبيقاتها باعتبارها مقوما أساسيا للفرد والمسيرة الديموقراطية في الكويت وفي الوقت ذاته حماية اللحمة الوطنية بتنوعها والمحافظة على الكرامة الشخصية، دون تطويعها كأداة للسخرية الهابطة أو الاستهداف غير الموضوعي لمنتقدي الخلل في ادارة أجهزة الدولة وعمل الحكومة.
وفي ختام البيان أشادت الحركة الدستورية الإسلامية بالروح الأبوية التي جسدتها مضامين خطاب صاحب السمو ودعت الى تحميل كل طرف مسؤولياته في البناء والتنمية فالكويت بأمس الحاجة الى ان يتعالى أبناء شعبها عن سفاسف الأمور وان يعمل الجميع لإعلاء قدر ومكانة هذا البلد وأهله الكرام متسلحين بدينهم العظيم وروحهم الوطنية العالية وبالمعرفة والعزم على الإنجاز والتفوق، ونستذكر في هذا المقام حديث السفينة التي دعى فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته الى ان يأخذوا على يد الذي يخرق قاعها بحجة انها رقعة خاصة فإذا ما تركوه غرقوا وإذا ما أخذوا على يده نجوا جميعا فالسفينة إذا غرقت فإنها لا تغرق وحدها بل كل من عليها.