-
المملكة ساهمت في تمويل مسيرة التنمية في العديد من الدول النامية كما بادرت بإعفاء عدد منها من الديون المستحقة عليها
-
المملكة ترفض الإرهاب بكل أشكاله وتتعاون بفاعلية مع الجهود المبذولة لمكافحته ومعالجة أسبابه
إعداد: أحمد صبري
عند الشعاع الأول من فجر الغد، الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني التاسع والسبعين، تخليدا لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، الذي أعلن قيام المملكة العربية السعودية عام 1351هـ 1932م.
فعلى مدى ما يزيد على عقدين من الزمن كرّس الملك عبدالعزيز جهوده في إرساء قواعد النهضة الحديثة للبلاد من خلال ترسيخ الأمن والاستقرار والتعمير وتوطين البادية وتأمين طرق الحج وتأسيس مجلس الشورى وافتتاح المدارس وتحديث أساليب الحياة إلى جانب إقامة علاقات مميزة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة والدفاع عن قضايا الحق والعدل، وأصبحت المملكة العربية السعودية خلال سنوات قلائل إحدى الدول المؤثرة على الساحة الدولية وأصبحت تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي. وكان من بشائر الخير على الدولة الوليدة أن اكتشف البترول بكميات تجارية في الجزء الشرقي من المملكة عام 1938م مما ساعد في النهوض بالبلاد وتطوير مواردها الاقتصادية. وفي الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373هـ الموافق التاسع من نوفمبر 1953م انتقل الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله وتعاقب على سدة الحكم من بعده أبناؤه الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد ثم الملك فهد (يرحمهم الله) والذين واصلوا على نهج والدهم مسيرة البناء والتعمير مع التمسك بشريعة الله دستورا ومنهجا.
وفي 26 جمادي الثاني 1426هـ الموافق 1 أغسطس 2005م إثر وفاة الملك فهد يرحمه الله بايعت الأسرة المالكة والشعب السعودي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ملكا على البلاد، وفي اليوم نفسه أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، أمرا بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الزاهر وانسجاما مع ما نشأ عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أخلاق كريمة وتواضع، رفض ان يخاطب (بمولاي) وكذا رفض تقبيل اليد والانحناء ورأى ان ذلك لا يكون إلا لرب العزة والجلال أما تقبيل اليدين فهو بر للوالدين فقط. وشهدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قفزات تنموية سريعة اتصفت بعمق الأهداف وشمولية الغايات والتطلعات واختصار الزمن وآخرها انضمامها لمنظمة التجارة العالمية.
كما تعتبر المملكة العربية السعودية عضوا فاعلا في العديد من المنظمات التجارية والاقتصادية العالمية ومنها: البنك الدولي ـ صندوق النقد الدولي ـ صندوق النقد العربي ـ المؤسسة العربية لضمان الاستثمار ـ مجلس التعاون لدول الخليج العربي ـ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ـ اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري ـ البنك الإسلامي للتنمية وواصلت المملكة العربية السعودية مسيرتها التنموية دون أن تكون للأحداث الدولية الجارية على الساحة العالمية تأثيرات سلبية تذكر على عمليات التنمية، واستطاعت أن تسير بكل عزيمة وإصرار نحو تحقيق الأهداف التي رسمتها قيادتها الحكيمة عبر مراحل متلاحقة جسدتها خطط التنمية منذ بدء تنفيذ أولى خططها عام 1390هـ (1970م). وصولا إلى كيان اقتصادي واجتماعي قوي وسليم يشكل قاعدة ومظلة الرفاهية والاستقرار والرخاء للمجتمع، حتى حققت المملكة قفزة هائلة في بيئة الاستثمار والأعمال التجارية لعام 2005م حسب تقرير صندوق النقد الدولي، إذ قفزت من المرتبة 67 إلى 38 لتحتل المرتبة الأولى عربيا. كما تصدرت المملكة قائمة الدول العربية المضيفة للاستثمار الأجنبي المباشر والاستثمارات العربية البينية لعام 2004م وفق تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار.
واتسمت المسيرة التنموية في المملكة بالتوازن والشمولية والاسترشاد بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السامية، وتضمنت أهداف المملكة منذ خطة التنمية الأولى 3 أبعاد رئيسة هي البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد التنظيمي، فتناول البعد الاقتصادي توفير المناخ الملائم للنمو الاقتصادي وتنمية وبناء التجهيزات الأساسية كإنشاء الطرق وتشييد المباني والمرافق الخاصة بالتعليم والصحة والإسكان وتوفير الماء والكهرباء ثم إقامة المصانع والاتجاه إلى الزراعة لتوفير الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي كهدف استراتيجي مهم.
وتناول البعد الاجتماعي رغبات المواطن السعودي وإمكاناته وطموحاته حيث تم التوسع في فرص التعليم بجميع مراحله كما تم الاهتمام بالتدريب، وتوفير الرعاية الصحية والطبية المجانية، مع الاهتمام بالإسكان وتشجيع حركة القطاع الخاص من خلال القروض والتسهيلات المتعددة. أما البعد التنظيمي فقد تناول إدخال تغييرات أساسية في مجال الإدارة وإصلاح اللوائح والأنظمة المرنة المواكبة لحركة التنمية إضافة إلى إنشاء مؤسسات جديدة تلبي المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية وتوسيع دعم أداء الاقتصاد الوطني.
خطط التنمية
وتعتبر الخطة الخمسية للتنمية الثامنة (1425-1430هـ) (2005-2009م) الحالي تنفيذها حاليا امتدادا للأهداف بعيدة المدى للمسيرة التنموية في المملكة·
ومن أبرز أهداف الخطة ما يلي:
ـ تنمية قدرات الموارد البشرية وتوفير الفرص الوظيفية الملائمة لزيادة مشاركة القوى العاملة ورفع كفاءتها من خلال توفير الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية وتدريب الكوادر الوطنية·
ـ تنفيذ سياسة التخصيص باعتبارها خيارا استراتيجيا.
ـ الاهتمام بالتجهيزات الأساسية لتهيئة المناخ الملائم لجميع قطاعات الاقتصاد الوطني وصيانتها لإطالة عمرها التشغيلي وتحقيق الزيادة في الإنتاج.
ـ تطوير التنظيم الإداري والمالي وإعادة هيكلة أجهزة الحكومة لرفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين الأداء.
ـ الاهتمام بالمتغيرات الاقتصادية العالمية وأثرها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وعلى رأسها انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية والآثار المترتبة عليه.
ـ الاهتمام بالتطوير التقني وبناء قاعدة وطنية للعلوم والتقنية لمشاركة القطاعين الخاص والعام لها والقدرة على تشجيع الإبداع والابتكار.
ـ الترشيد في استغلال الموارد الاقتصادية في الإنتاج والاستهلاك لتحقيق الكفاءة الاقتصادية.
التخصيص
بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين جهودا قوية لدعم التخصيص كخيار مهم لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات التي تقوم بها المؤسسات الحكومية ولها طابع تجاري وأقر المجلس الاقتصادي الأعلى في عام 2003م استراتيجية التخصيص التي تسعى من خلالها الحكومة إلى تحقيق عدد من الأهداف المهمة منها رفع كفاءة الاقتصاد الوطني والمشاركة الفاعلة للقطاع الخاص وتشجيع الاستثمار وزيادة فرص العمل، كما أقر مجلس الوزراء قائمة الأنشطة والمرافق الحكومية المستهدفة بالتخصيص وتشمل 20 مرفقا ونشاطا حكوميا. ومن أبرز تلك الأنشطة المياه والصرف الصحي، والمطارات، والطرق، والخطوط الحديدية، والخدمات التعليمية والبلدية، وتنفيذا لقرار تخصيص قطاع الاتصالات وتحويله إلى شركة مساهمة تم طرح 30% من أسهم شركة الاتصالات السعودية للاكتتاب العام.
وسبق ذلك إسناد عمليات التشغيل والصيانة في الموانئ السعودية إلى القطاع الخاص، كما بدأت الخطوات الأولى لتخصيص الخطوط الجوية العربية السعودية بناء على توجيهات من خادم الحرمين الشريفين كما بدأت خطوات تخصيص مرفق سكة الحديد لمد شبكات السكك الحديدية على امتداد الجزء الرئيسي من المساحة الجغرافية الواسعة للمملكة، وتم تحويل المديرية العام للبريد إلى مؤسسة عامة لتهيئتها للتخصيص·
القطاع الصحي
يحظى القطاع الصحي بالمملكة باهتمام كبير من الدولة التي جعلته في مقدمة أولويات خططها التنموية كونه يتصل بحياة الإنسان الذي يعد ركيزة التنمية وهدفها الأساسي.
وبينت آخر التقارير الإحصائية الصادرة عن وزارة الصحة أن عدد المستشفيات الحكومية والخاصة في المملكة بلغ حتى نهاية العام 1424-1425هـ حوالي 345 مستشفى تضم أكثر من 49 ألف سرير.
وشكلت المستشفيات التابعة لوزارة الصحة الغالبية إذ بلغ عددها 200 مستشفى تضم أكثر من 28751 سريرا يساندها نحو 1824 مركزا للرعاية الصحية. حيث افتتح بداية العام 2006م عدد من المستشفيات البعض منها تخصصيا كمستشفى الظهران التخصصي للعيون.
وبلغ إجمالي عدد الأطباء التابعين لوزارة الصحة 17623 طبيبا فيما بلغ عدد الصيادلة أكثر من 900 صيدلي أما عدد هيئة التمريض فبلغ 38019 ممرضا يساندهم 23369 من الفئات الطبية المساعدة. وارتفع عدد الأطباء في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة إلى نحو 36667 طبيبا منهم 7350 طبيبا سعوديا يشكلون ما نسبته 22% تقريبا فيما بلغ عدد الصيادلة 5530 ووصل عدد العاملين في التمريض إلى 72505 ممرضين وممرضات يساندهم أكثر من 44265 من الفئات الطبية المساعدة. وتقوم عدد من الجهات الحكومية بتقديم العناية الصحية لمنسوبيها وللمواطنين من بينها الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والجامعات وجميعها شهدت مستشفيات ومراكز صحية متطورة لا تقتصر مهمتها على تقديم خدماتها الصحية على منسوبي تلك الجهات بل تتعداها إلى المواطنين. ولعل النجاح الأبرز الذي حققته المملكة في المجال الطبي هو عمليات فصل التوائم السيامية التي حققت فيها المملكة نجاحا منقطع النظير بفضل من الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أهلها لأن تكون مملكة الإنسانية إذ أجريت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض التابعة للشؤون الطبية بالحرس الوطني العديد من العمليات من هذا النوع بالغ التعقيد لتوائم سيامية من دول عديدة عربية وآسيوية وأوروبية. ونتيجة للنجاحات المتواصلة التي حققتها المملكة في تلك العمليات المعقدة والصعبة فقد أنشأت الدولة مركزا متخصصا لنقل وزراعة الأعضاء يتولى مهمة التنسيق بين المستشفيات في مجال نقل وزراعة الأعضاء بعد الوفاة لأنها تسهم بعد توفيق الله ومشيئته في إنقاذ حياة شخص آخر.
الرعاية الاجتماعية
تنهض الدولة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية ببرامج متعددة للرعاية والتنمية الاجتماعية تشمل العناية بالطفولة والأمومة ورعاية الأيتام والمسنين والعناية بالأحداث والمعاقين وتأهيلهم وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين الذين يواجهون ظروفا اجتماعية وصحية واقتصادية صعبة ومساعدتهم للتغلب على ظروفهم.
ويتم ذلك من خلال شبكة من المرافق تشمل (18) دارا ومؤسسة لرعاية الأيتام ذكورا وإناثا و(19) دارا ومؤسسة لرعاية الأحداث المعرضين للانحراف ذكورا وإناثا ومؤسستين لرعاية الأطفال المشلولين و(26) مركزا لتأهيل المعاقين و(10) دور لرعاية المسنين و(11) مكتبا لمكافحة التسول.
وتقوم مراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية وهي (17) مركزا للتنمية الاجتماعية تخدم المناطق الريفية و(7) مراكز للخدمة الاجتماعية تخدم المناطق الحضرية بتنفيذ برامج متعددة بالتعاون مع الجهود الأهلية في مجال التنمية الاجتماعية المختلفة ونشأ عن تلك الجهود إنشاء (161) جمعية تعاونية، و(230) جمعية خيرية منها (22) جمعية نسائية تشارك في مختلف أنواع الرعاية والخدمات الاجتماعية.
الشباب والرياضة
حظي قطاع الشباب والرياضة باهتمام تمثل في جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تبنت استراتيجية شاملة للنهضة الرياضية والشبابية وتمكنت من توفير بنية رياضية وثقافية ضخمة شملت (72) منشأة رياضية تتضمن استادات ومدنا ومراكز رياضية منها (13) مدينة رياضية و(17) مركزا رياضيا وثقافيا ومعسكرين دائمين للشباب و(5) ساحات شعبية ومعهد لإعداد القادة ومستشفى للطب الرياضي و(25) مقرا للأندية وتشرف الرئاسة العامة لرعاية الشباب على (20) بيتا للشباب و(13) ناديا أدبيا و(24) اتحادا للألعاب المختلفة إلى جانب (154) ناديا رياضيا تنتشر في مختلف مناطق المملكة، كما أشرفت الرئاسة على إقامة مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي يتبعها (8) فروع في مختلف مناطق المملكة، والجمعية العربية السعودية لهواة الطوابع ويتبعها 3 فروع في المدن الرئيسة بالمملكة.
الإعلام
وفي مجال الإعلام تنهج المملكة العربية السعودية سياسة إعلامية محددة المبادئ واضحة الأهداف تستهدف خدمة المجتمع فكريا وثقافيا، وتشجيع العلوم والفنون والآداب في إطار من الأخلاق القائمة على مثل وقيم الإسلام وآدابه ويتكامل دور الإعلام مع ما تقوم به المملكة من دور إيجابي على مختلف الصعد. ووزارة الثقافة والإعلام هي الجهة المسؤولة عن النشاطات الإعلامية الحكومية، وتقدم المعلومات والأنباء للعالم الخارجي من خلال شبكات البث الإذاعي والتلفزيوني ومن خلال طباعة الكتب والمواد الإعلامية ونشرها.
البيئة
يعتمد اقتصاد المملكة بالدرجة الأولى على إنتاج وتكرير وصناعة البترول والثروات المعدنية الموجودة بوفرة فيها، ومن منطلق السياسة العامة للمملكة ونهجها في حماية البيئة ونمائها تحرص وزارة البترول والثروة المعدنية باستمرار ومن خلال إداراتها المعنية وشركاتها الوطنية على توفير الطاقة الكافية وتطبيق الضوابط التي تهدف إلى حماية البيئة والمحافظة عليها. ومن أهم ما تم تحقيقه في مجال الطاقة والبيئة ما قامت به وزارة البترول من تجميع ومعالجة للغاز المصاحب للزيت الخام الذي تم تنفيذه لأسباب اقتصادية وكان له تأثير إيجابي كبير على البيئة حيث تم التغلب على الانبعاثاث الناتجة عن احتراق كميات كبيرة من هذه الغازات.
دور المملكة في مكافحة الإرهاب
يشكل الإرهاب تهديدا لحياة الآمنين وللاستقرار العالمي وإعاقة لجهود التنمية. والأعمال الإرهابية سلوك إجرامي يتنافى مع مبادئ وسماحة وأحكام جميع الأديان السماوية وبالذات الدين الإسلامي الذي يحرم قتل المدنيين والأبرياء والمستأمنين وينبذ كل أشكال العنف والإرهاب. وقد عانت المملكة مثل غيرها من دول العالم من الإرهاب الدولي حيث شهدت عددا من العمليات الإرهابية لتؤكد من جديد أن المملكة من الدول المستهدفة بالعمل الإرهابي. وأكدت المملكة في العديد من المناسبات رفضها الشديد وإدانتها للإرهاب بكافة أشكاله، وأنها ضد الإرهاب وتتعاون بفاعلية مع الجهود الدولية المبذولة لمكافحته، كما أبدت المملكة استعدادها للإسهام بفاعلية في إطار جهد دولي جماعي تحت مظلة الأمم المتحدة للتعريف بظاهرة الإرهاب بمختلف أشكاله دون انتقائية أو ازدواجية ومعالجة أسبابه واجتثاث جذوره وتحقيق الاستقرار والأمن الدوليين.
إن الإرهاب لا وطن له ولا دين ولا جنسية، ومحاربته تتعدى قدرة بلد أو مجتمع بعينه، وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي كافة. وفي هذا الصدد دعمت المملكة وأسهمت في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، حيث كانت من أوليات الدول التي صادقت على التوصيات الـ 40 لفريق العمل المالي وذلك في عام 1999م. وبادرت المملكة بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة بتجميد حسابات الأشخاص والكيانات الإرهابية. كما استضافت المملكة مؤتمرا دوليا عن الإرهاب في عام 2005م والذي خرج بتوصيات من أهمها الموافقة على دعوة المملكة العربية السعودية إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
وخلال السطور التالية نستعرض أهم ملامح المملكة العربية السعودية:
الموقع
تقع المملكة العربية السعودية في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا، حيث يحدها غربا البحر الأحمر، وشرقا الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، وشمالا دولة الكويت وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية، وجنوبا جمهورية اليمن وسلطنة عمان.
المساحة
تشغل المملكة العربية السعودية أربعة أخماس شبه جزيرة العرب بمساحة تقدر بأكثر من (2.250.000) كيلومتر مربع.
السكان
تشير أحدث التقديرات الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة إلى أن إجمالي سكان المملكة بلغ نحو 23.37 مليون نسمة في منتصف عام 2002م بزيادة سنوية نسبتها 3.1%، ويشكل السكان السعوديون منهم نحو 74.2%، في حين يشكل غير السعوديين 25.8%.
ويشكل عدد السكان السعوديين الواقعة أعمارهم تحت سن 30 عاما نحو 72.6% من إجمالي عدد السكان السعوديين ويشكل الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة نحو 45.2% منهم.
الحياة النباتية والحيوانية
تم تسجيل ما يقرب من 2100 نوع نباتي في المملكة العربية السعودية منها حوالي 35 نوعا نباتيا متوطنا أي حوالي 2% من مجموع الأنواع النباتية، ومن ناحية التوزيع المكاني تتركز النباتات في المناطق الجافة من المملكة، بصفة رئيسية في المناطق المنخفضة كالروضات والأودية ومسارب المياه حيث تتجمع المياه بعد الأمطار.
كما تحتوي مناطق المملكة العربية السعودية على مجموعات متنوعة من الحياة الحيوانية التي يعود وجودها إلى القدرة الكبيرة على التكيف للعيش في مثل هذه البيئة القاحلة، ويعيش في المملكة العديد من الحيوانات الثديية البرية والطيور والزواحف والحشرات والعنكبوتيات التي تكيفت مع البيئة الصحراوية.
والانتاج الحيواني يأتي على النحو الاتي: أبقار 216.000 رأس، جمال 419.000 رأس، أغنام 8.1 ملايين رأس، ماعز 3.4 ملايين رأس. صيد الأسماك 50.000 طن.
أهم المدن الرئيسية
الرياض: عاصمة المملكة العربية السعودية، وهي ذات تاريخ مجيد، منها انطلق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله عام 1902م في مسيرته المباركة تحت راية التوحيد. وهي مقر الحكومة والوزارات والمؤسسات الحكومية المركزية والسفارات، وتعتبر من أكثر مدن العالم جمالا وعمرانا وتنظيما، وتتركز فيها مختلف أنواع النشاطات العلمية والاقتصادية والمالية والصناعية والزراعية والتجارية علاوة على الانشطة الثقافية والفنية.
مكة المكرمة: وهي أقدس بقعة في العالم وتدعى بأسماء عديدة منها أم القرى والبلد الأمين والبلد الحرام وهي المدينة المقدسة الأولى عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، فيها ولد الرسول الكريم محمد بن عبدالله ژ، وفيها هبط عليه ژ الوحي بالقرآن الكريم. ولقد شهدت في العهد السعودي نهضة تنموية كبيرة لم تشهدها من قبل، وفي مقدمتها توسعة وعمارة الحرم المكي الشريف بالإضافة للمشاريع المتتالية في كل عام من أجل تطوير المشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
المدينة المنورة: وهي المدينة المقدسة الثانية عند المسلمين ولها أسماء كثيرة منها طيبة، ومدينة الرسول، ودار الهجرة التي نصرت الرسول الكريم عندما هاجر إليها من مكة المكرمة. وتحتضن المسجد النبوي الشريف، وقبر الرسول الكريم ژ، وفيها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
جدة: أكبر المدن السعودية بعد الرياض، وهي الميناء البحري الرئيسي المطل على البحر الأحمر، وتعتبر بوابة الحرمين الشريفين جوا وبحرا بالنسبة لمعظم الحجاج والمعتمرين والزوار. وتعد من الأماكن السياحية في المملكة، ومن أهم معالمها نافورة الملك فهد داخل مياه البحر الأحمر، محطة التحلية، جامعة الملك عبدالعزيز، مطار الملك عبدالعزيز الدولي، متحف أمانة جدة، وجدة القديمة.
الأماكن السياحية
أولت حكومة خادم الحرمين اهتمامها بقطاع السياحة في إطار البحث عن موارد اقتصادية إلى جانب النفط، أصبحت الأماكن السياحية في المملكة كثيرة تجذب السياح وهواة التنزه والآثار سواء من داخل المملكة أو من خارجها بفعل توافر وسائل النقل والفنادق والمرافق والخدمات العامة.
بعض إنجازات المملكة في عهد خادم الحرمين
بعض الإنجازات الوطنية التي شهدتها المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز:
-
ـ صدور الأمر الملكي باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف.
-
ـ زيادة رواتب جميع فئات العاملين السعوديين في الدولة من مدنيين وعسكريين وكذلك المتقاعدين بنسبة (15%).
-
ـ زيادة الحد الأعلى لمخصصات الضمان الاجتماعي للأسرة من (16.200) ستة عشر ألفا ومائتي ريال إلى مبلغ قدرة (28.000) ثمانية وعشرين ألف ريال في السنة.
-
ـ تخصيص مبلغ ثلاثين ألف مليون ريال لتنفيذ مرحلة ثانية من البرنامج الإضافي لتحسين وتطوير الخدمات.
-
ـ رفع رأسمال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي مقداره تسعة آلاف مليون ريال.
-
ـ تخصيص مبلغ إضافي مقداره ثمانية آلاف مليون ريال للإسكان الشعبي في مناطق المملكة.
-
ـ رفع رأسمال بنك التسليف بمبلغ ثلاثة آلاف مليون ريال ليصبح رأسماله ستة آلاف مليون ريال.
-
ـ زيادة رأسمال صندوق التنمية الصناعية بمبلغ ثلاثة عشر ألف مليون ريال ليصبح رأسماله عشرين ألف مليون ريال وذلك لدعم القطاع الصناعي وتحفيز المزيد من الاستثمارات الصناعية من داخل المملكة وخارجها.
-
ـ الإسراع بتخصيص مبلغ خمسة عشر ألف مليون ريال لبرنامج الصادرات السعودية.
-
ـ تعديل أسعار البنزين وتخفيض أسعار الديزل.
-
ـ إنشاء مركز مالي متطور في مدينة الرياض يضم المؤسسات المالية العاملة في القطاع.
غداً مولد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
التعليم العالي في المملكة العربية السعودية على موعد في اليوم الوطني لهذا العام بميلاد جامعة عالمية متخصصة في العلوم والتقنية والبحث العلمي هي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي سيفتتحها بمشيئة الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله غدا الأربعاء الرابع من شهر شوال الجاري الموافق 23 الجاري لتضاف إلى الجامعات الـ 24 الحكومية والجامعات الـ 7 الأهلية التي تضم نحو 200 كلية إلى جانب 18 كلية جامعية أهلية موزعة جغرافيا لتغطي احتياجات المملكة.
وستمثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تقع في ثول على ساحل البحر الأحمر بيتا جديدا للحكمة ومنارة للسلام والأمل والوفاق، وستعمل لخدمة أبناء المملكة وجميع الشعوب في العالم، وستكون بإذن الله منارة للإشعاع العلمي من أرض الرسالة المباركة، وأن تكون قناة حضارية يستمد منها جميع أبناء البشرية قيم العلم والتسامح وتبادل المنافع الحضارية التي تعود بنفعها على خير البشرية جمعاء ويتطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن تكون الجامعة من المشاريع الرائدة لمستقبل بلادنا الغالية لتكون من أفضل المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع واحتضان الموهوبين من أبناء المملكة ودول المنطقة والعالم. وأن تسهم في توفير بيئة علمية متميزة للمبدعين والموهوبين في المجالات التقنية ذات الأبعاد الإستراتيجية الوطنية، وأن تهيئ الموهوبين من أبناء المملكة والعالم للقيام بالأبحاث العلمية التي تقود للابتكارات والاختراعات، وأن تسهم في دفع المملكة للتحول لاقتصاد المعرفة وإنشاء صناعات قائمة عليها.
وقد بدأت الحياة العلمية الدراسية والبحثية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول يوم السبت الخامس عشر من شهر رمضان المبارك 1430هـ.
وحددت الجامعة خطة أبحاث أساسا لبرامجها التعليمية على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه في 11 مجالا دراسيا إذ أنها تمنح درجات علمية في الدراسات العليا فقط في تخصصات: الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، والعلوم البيولوجية، والهندسة الكيميائية والبيولوجية، والعلوم الكيميائية. وعلوم الحاسوب. وعلوم وهندسة الأرض. والهندسة الكهربائية. والعلوم والهندسة البيئية. والعلوم والهندسة البحرية. وعلوم وهندسة المواد. والهندسة الميكانيكية، تحت إشراف هيئة تدريس تضم 80 استاذا جامعيا من جنسيات مختلفة.
يوم الوطن
بقلم: د.عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت
يجسد اليوم الأول من برج الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام ذكرى مناسبة وطنية غالية في وجدان كل مواطن ومواطنة سعوديين، وهم يتذكرون تضحيات الأجداد والآباء الذين اسسوا هذا الكيان الكبير، وفي الوقت نفسه يعطيهم دافعا للمحافظة على المكتسبات التي تحققت والاستمرار في بناء الوطن وتدعيم ركائزه للأجيال المقبلة.
وهو يشكل يوما تاريخيا مجيدا لا ينسى يتمثل في الملحمة الوطنية الكبرى التي أدت إلى توحيد مناطق المملكة العربية السعودية في كيان واحد ودولة قوية متماسكة في وحدة تحققت عام 1932 عندما أعلن، المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد كل أجزاء الوطن وقيام المملكة العربية السعودية. وبعد إرسائه، طيب الله ثراه، دعائم الامن والاستقرار لهذا الوطن بدأت الانطلاقة الحضارية والاقتصادية والثقافية وفي جميع المجالات الأخرى لتعم ارجاء الوطن الكبير.
وما إن توفاه الله عام 1953 إلا وقد كان أرسى دعائم الأمن والاستقرار، ووضع المملكة على مشارف المستقبل، ثم تسلم الحكم من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله والذين ساروا على نهج الملك المؤسس من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والانتماء العربي ومواصلة مسيرة البناء والتعمير والازدهار للوطن والمواطن واستمرت المملكة اثناء فترات حكمهم تشهد نهضة شاملة في شتى المجالات.
ومنذ ان تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، الحكم والذي أنهى السنة الرابعة منه والمملكة تعيش مرحلة جديدة من الرفاه والرخاء للمواطن السعودي، إذ استطاع بقيادته الحكيمة مواصلة المسيرة التنموية وان ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات على الرغم من كل التطورات والظروف الاقليمية والدولية بمختلف اشكالها التي احاطت بالمنطقة وبالمملكة مما جعل المملكة تتبوأ الصدارة في العالمين العربي والإسلامي بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثقل ديني وسياسي واقتصادي وثوابت في السياسة والعلاقات الدولية مستمدة من الدين الإسلامي والقيم العربية. وأن المملكة تنطلق من كونها حاضنة للحرمين الشريفين، مما يؤكد الدور الاسلامي المناط بها، واضعة مصالح الامتين العربية والإسلامية نصب عينيها.
وغدا مع ذكرى تأسيسها المجيدة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله تدخل المملكة مرحلة جديدة في مسار نهضتها، مرحلة تؤهلها لتكون واحدة من أهم دول العالم في القرن الواحد والعشرين.
وانه من يمن الطالع أن يتم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ذات اليوم الذي يشهد الاحتفال بيومنا الوطني وهي مناسبة تجمع بين الفرحة بتدشين حصن من حصون المعرفة والتعليم العالي والبحث العلمي المتقدم والتأكيد على استمرارية بناء المجتمع السعودي الحديث.
اما الاستراتيجية التي تنتهجها قيادة المملكة للحفاظ على هذه المكتسبات فتتمثل في عدة ركائز، أولها التمسك بالعقيدة الاسلامية قولا وفعلا والسير على نهجها، وثانيها المحافظة على وحدة وأمن الوطن وسلامة اراضيه وثالثها التمسك بالهوية العربية ونصرة القضايا العربية، ورابعها توفير العيش الكريم لمواطني المملكة عبر خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وخامسها العمل على تحقيق الامن والسلم في منطقتها وجميع مناطق العالم الأخرى، وهي استراتيجية مكنت المملكة من مواجهة مخاطر الارهاب والحفاظ على استقرار وأمن الوطن ورفاهية مواطنيه في زمن يشهد العديد من التحديات السياسية والامنية والاقتصادية.
وبحلول هذه الذكرى الغالية اود أن اتقدم بالتهيئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظهما الله وجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والى الشعب السعودي النبيل داعيا الله عز وجل أن يحفظ المملكة العربية السعودية من كل مكروه وأن يعيد هذه المناسبة على الشعب السعودي الكريم بكل خير وعزة وأن يديم المولى عز وجل على المملكة العربية السعودية وشقيقتها الكويت وعلى الأمتين العربية والإسلامية نعمة الأمن والعز والرخاء وان يحفظ لدولتينا القيادتين الحكيمتين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وشقيقه حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يحفظهما الله.